القيادي في حزب الأمة صلاح إبراهيم أحمد في حديث صريح : مستقبل حزب الأمة مرهون بإفساح المهدي الطريق لغيره

حوار: ماجد محمد علي:

في توقيت يتزامن مع انهيار الحوار بين حزب الأمة ومجموعة الإصلاح والتجديد وتصاعد مطالبات من مجموعات شبابية داخل الحزب بابعاد امينه العام الفريق صديق اسماعيل، ومساعي لجمع المزيد من التوقيعات لمذكرة تدعمها جماعة اخرى في الامة تدعو لتنحي رئيس الحزب نفسه السيد الصادق المهدي، تلتئم الهيئة المركزية لحزب الامة القومي خلال ايام معدودات. واجندة اجتماع الهيئة المعلنة لا تتضمن حتى الآن ما يشير الى سعي لمعالجة تلك الاختناقات والازمات الداخلية. واستباقا للاجتماع المعلن جلست « الصحافة» مع احد قيادات الحزب التاريخية السيد صلاح ابراهيم احمد لتضع ما يدور داخل الحزب الكبير بين اقواس الاسئلة، لعلها تخرج بإجابات واضحة عن الاسباب والعوامل التي تقف وراء ما يعتبرها كثيرون كبوات ونبوات للحزب الكبير.

* * *
{ ماهي أسباب الإنشقاقات والخلافات داخل حزب الأمة، بخاصة وأن الحزب عقد حتى الآن حوالي (7) مؤتمرات عامة، وهو ما لم يتأتَّ لحزب آخر غير المؤتمر الوطني؟
– مشكلة حزب الأمة حقيقة تتلخص في المدة الطويلة التي بقي فيها الصادق المهدي رئيساً لهذا الحزب. والعودة الى التأريخ ربما تساعد على فهم حقيقة ما يجري بشكل اوضح، فقد بدأت حكاية هذا الحزب في العام (44) عندما انشق مؤتمر الخريجين الى إثنين وهو الذي ظل موحداً منذ العام (1938)م ، ولكن حدث ذلك بفعل تدخل الإخوة المصريين الذين نجحوا في إقناع جزء من قيادات المؤتمر بالدعوة لوحدة وادي النيل تحت التاج المصري، وعند ذلك لم يكن امام البقية المؤمنة بإستقلال السودان الا أن يقرورا أنهم لن يستطيعوا الإستمرار في ظل هذا الوضع فإنشقوا عنه ، ولما كانت الرئاسة دائماً متبادلة بين إسماعيل الأزهري وإبراهيم أحمد ذهب جزء مع إسماعيل الأزهري الى الإتحاديين أما المجموعة الثانية فكونت جماعة إستقلالية، وعندما أحست المجوعتان المختلفتان أنهما صغيرتان وتحتاجان لرعاية ذهبت مجموعة الأزهري للسيد علي الميرغني وذهبت مجموعة المستقلين الى السيد عبد الرحمن المهدي، ومن يومها أصبحت مجموعة الإستقلاليين مربوطة بدائرة المهدي. ذلك لان الأحزاب في العادة تحتاج الى صرف مالي والى قواعد، وإحقاقاً للحق فقد كانت دائرة المهدي غنية وفرت المال الكافي لدعم تيار الإستقلاليين والحزب، كما وفرت قاعدة الأنصار التي دعمت الحزب، وكل ذلك مكن حزب الأمة من أن يكون له قاعدة واسعة من المناصرين. لم تكن هناك أية مشكلة خلال رعاية السيد عبد الرحمن لحزب الأمة أو حتى السيد الصديق من بعده، ومشاكل حزب الأمة الحقيقة بدأت عندما مات السيد عبد الرحمن ثم توفى السيد الصديق من بعده ، وهذا لان قيادتهما لم تكن متنازعة وهو ما جعل كتلة الأنصار وحزب الامة موحدين تماماً لدرجة أن سمي خلال تلك المرحلة بـ»الكتلة الصماء»، وعندما كان البعض يشتري النواب ويغير من ولاءاتهم كانت الصحف تكتب أن مجموعة حزب الامة لا تباع ولا تشترى ولا تغير من ولاءاتها.
{ هل كان هذا الوضع داخل البرلمان فقط؟
– لا .. كان هذا هو الوضع السائد داخل وخارج البرلمان.
{ وما الذي حدث بعد ذلك للحزب؟
– لقد جاء السيد الهادي والسيد الصادق وإختلفا، ولسوء الطالع فقد حاول كل منهما أثناء الخلاف أن يكسب من المجموعة الأنصارية التي هي لحمة وسداد حزب الأمة. فلم يعد هناك من وحدانية في التوجه مثلما كان في السابق، وأصبح جزء من الأنصار مع الصادق والجزء الآخر مع الهادي فكونا جهازين وحزبين وبدأت منذ آنذاك ظاهرة الإنشقاقات في حزب الأمة، ورغم أن هذين الحزبين إلتأما مرة أخرى في أواخر (1968) م، فإن ذلك كان متأخراً للغاية فقد برز للمشهد إنقلاب مايو (1969)م، ومن المعلوم أن السيد الصادق إنفرد بقيادة حزب الأمة بعد وفاة عمه الهادي.
{ لماذا لم يعلن حينها عن نفسه إماماً للكيان؟
– رغم أن كل تلك الأحداث خدمت السيد الصادق ووحدت كل من الحزب والكيان من خلفه، إلا أنه لم يستطع الجمع بين رئاسة الحزب وموقع الإمام، ذلك لأنه كان قد دعا الى عدم خلط الدين بالسياسة وإبعاد الامامة عن قيادة حزب الأمة، اثناء صراعه مع الامام الهادي.
{ هل تعتقد أنه حجز الموقع شاغراً ليشغله فيما بعد؟
– نعم لم يمكن المهدي أبداً شخصاً آخر لأن يصبح إماماً، ولكن عندما تزايدت الضغوط وتزايدت تدخلات أحمد المهدي إضطر أن يقيم مؤتمر في العام (2003) لينتخب عبره إماماً للأنصار ، وبعدها بفترة قصيرة أقام مؤتمراً لحزب الأمة أنتخب فيه رئيساً للحزب ،ليجمع أخيراً بين الرئاسة والإمامة وهو عين ما كان يرفضه من قبل.
{ ماهي الآثار السلبية لهذا الأمر على صعيدي الحزب والكيان؟
_ أصبح هناك خلط بين هيئة شؤن الأنصار والحزب، بالرغم من انهم وضعوا لها قوانين لكن التداخلات ظلت موجودة ومتزايدة.
{ وهل يكفي هذا وحده لتوضيح ما يحدث في الحزب؟
– لا .. هناك أشياء أخرى، فمثلاً عندما خرج في «تهتدون» لم يتقبل أن يكون معارضاً تحت قيادة مولانا الميرغني، وكل الحديث عن أنه لا يريد رئاسة التجمع أو قيادة العمل المعارض غير حقيقي ، ولقد دعا الى الرئاسة «باللفة» مثل حديثه عن إعادة الهيكلة وما الى ذلك، ثم إرتكب غلطة العمر حينما ذهب ليفاوض الحكومة، ثم العودة الى الداخل. وهنا كانت المشكلة فقد كانت العودة الى الداخل في غاية الغرابة لأن السيد مبارك الفاضل يدعي أنهم إتفقوا على ان يفاوضوا الحكومة كي يشاركوا معها في السلطة ، لأن لا داعي لأن يخرجوا من المعارضة ويعودوا بالداخل عبر إتفاق مع الحكومة القائمة ليقولوا من جديد إنهم معارضة!. وهذا هو سبب آخر لأزمات حزب الأمة ، فالسيد الصادق رفض المشاركة في السلطة وأيدته مجموعة من القيادات في الحزب ، في حين تمكن مبارك من إصطحاب مجموعة أخرى مقدرة وشارك في السلطة.
{ وهل يعد هذا الإنشقاق الأول؟
– نعم .. هذا هو أول إنشقاق، وله مبررات قوية فتصرفات السيد الصادق لم تكن عقلانية لأنه خرج عن الصف المعارض، وعاد الى الداخل بإتفاق ثنائي ليرفض المشاركة في السلطة. ثم إذا به يدعو في السنوات التالية الى معارضة سلمية في ظل حكم شرس، وهذا التناقض أدى في ناهية الأمر الى ما نشاهده الآن في حزب الأمة، فمجموعة مبارك لم تكن قليلة والمجموعات الأخرى التي تدعو لتبيان الخط السياسي للحزب ليست هينة.
{ ولكن ما سبب إبتعاد أغلب القيادات الأخرى عن الحزب؟
– لقد كنت مساعداً للرئيس ورئيساً للجنة السياسية وكان عبد المحمود الحاج صالح رئيساً للجنة العلاقات الخارجية وكان آدم مادبو نائباً للرئيس ، لكن كل هذه المواقع لم تمكنا ابداً من المشاركة في إصدار القرارات، هناك مظهرية ديمقراطية فعلاً في إصدار القرار داخل الحزب، المكاتب السياسية تجتمع، لكن في حقيقة الأمر كل القرارات الرئيسية التي تصدر «يعملها» السيد الصادق منفرداً.
{ وهل هذا سبب إبتعاد مجموعة التغيير؟
– لا .. هذا يمضي في إتجاه آخر، فأنا والسيد عبد المحمود خرجنا من الحزب قبل التيار وقبل المؤتمر السابع، وذلك لأننا أحسسنا بأننا نتقلد وظائف كبيرة جداً لكنها غير مجدية، فالسيد الصادق يقوم بتجهيز الطرق التي يلتف بها حول القرارات، ويقوم بإتخاذ الكثير من القرارات الرئيسية في حزب الأمة منفرداً، لذلك آثرنا أنا وصديقي عبد المحمود الحاج صالح مغادرة الحزب قبل المؤتمر السابع.
{ماهي ملاحظاتكم على هذا المؤتمر؟
– السيد الصادق قام بزيادة (253) فرد لكلية الهيئة المركزية فاصبح العدد (850) دون تعديل الدستور الذي لا يجيز هذه الزيادة، وهذه الزيادات في إعتقادي عشوائية وحقيقة اتت مجموعة من هيئة شئون الأنصار لحضور المؤتمر ، وقبله دعت ذات المجموعة التي اضيفت (253) للصديق محمد إسماعيل بإعتباره المرشح من قبل السيد الصادق للأمانة العامة، ودعمت ترشيحه هيئة شئون الأنصار داخل المؤتمر، فشعر الكثيرون بأن هذا الأمر ليس عدلاً، فكانت النتيجة أن جمد عدد كبير من الأعضاء نشاطهم داخل الحزب. ولكن حقيقة الأمر أن التيار الذي خرج بعد المؤتمر السابع ليس حزباً فهم أعضاء في حزب الامة، وفي نفس الوقت رفضوا تكوين حزب جديد مثل ما فعل مبارك الفاضل عندما تطاول وكون حزباً جديداً، أما هؤلاء فيطالبون بإصلاح حزب الأمة وإعادة الشكل الدستوري اللائق للحزب، لذلك كانت مطالبهم تتلخص في أن الهيئة المركزية جسم غير دستوري وغير شرعي وبالتالي ما تمخض عنه من إنتخاب لمكتب سياسي وامين عام غير شرعي وغير دستوري، فكان مطلبهم حل تلك اللجنة. والتوافق على أجهزة توافقية تدير العمل الى أن يأتي المؤتمر الثامن أو يسرعوا بعقد مؤتمر إستثنائي قبل نهاية المدة بين المؤتمر السابع والثامن لإقرار كل ما توافقوا عليه سياسياً أو قيام إنتخابات جديدة تأتي بنهج وشرعية.
{ لكن هناك من أعلن مشاركته من التيار في الاجتماع؟
– بالطبع عندما يوجد في الساحة تيار كبير مثل هذا لا يمثل حزباً بكل ما يعتمد الحزب من إرتباطات و اداء قسم الولاء، يحدث هذا!. التيار هذا قد تم تكوينه من أناس آمنوا بفكرة محددة تنحصر في عدم دستورية ما حدث، فمثلاً لقد سبقت مقاطعة اعضاء من شمال كردفان وجنوب كردفان ودارفور ومجموعات من النيل الأبيض، بروز التيار الى العلن ، لكن هذه المقاطعة التي صاحبها تجميد للنشاط ساهمت في تكوين التيار، لذلك الرباط بين تلك المجموعات ورئاسة التيار في الخرطوم ليس ولاء أو قسماً، وانما هو رباط يدلل على ان ما يجمع بينهما يمثل في حقيقة الامر رأى اطياف كثيرة داخل حزب الأمة.
{ لماذا اعتقد البعض أن المؤتمر السابع يستهدف هذه المناطق تحديداً؟
– في الحقيقة لقد ربط الناس بأن أغلب المجمدين كانوا من منطقتي دارفور وكردفان كأنما قد تم الإستهتار بهم، وهذا لم يحدث لأن الأمين العام الحالي من دارفور والشخص الذي تم ترفيعه ليمثل نائب الرئيس وهو فضل الله برمة ناصر من كردفان لذلك لم يشعروا في تلك المناطق بإستهدافهم ،وقد أخذوا أكبر منصبين في الحزب والمنصب الثالث ذهب الى سارة نقد الله.
{ وهل يعتمد حزب الأمة لمثل هذه التوازنات؟
– لا .. وفي الحقيقة ، ربما كان يمارس هذا في الماضي.
{ أيعني ذلك أن الصادق المهدي إعتمدها او سعى إليها في اي مرحلة؟
– والله لا أستطيع أن أقول هذا لكنه يتعرض مرات للإتهام بأنه يتلاعب بهذه التوازنات ليمرر بعض القرارات، لكني لا أعتقد أنه يعتمد هذا في الوقت الحاضر ، غير أن ما يزعجني حقاً كون حزب الأمة بكل تاريخه الديمقراطي انتهى بأمين عام فريق أمن ونائب رئيس لواء إستخبارات عسكرية .. «دي شوية غريبة».
{ ماذا تأخذ على المطالبين بالإصلاح في الحزب والرافضين لسياسات المهدي، والحال أن أغلبهم كان جزءاً من مؤسساته طيلة السنوات الماضية؟
– لا نأخذ عليهم شيئا لسبب وهو أن السيد الصادق المهدي هو من أتى بسياساته وبسلوكه المفروضة على حزب الأمة، بهذه المعارضة الشديدة له ولما ما يمثله. فمثلاً جماعة التيار خرجت لأنه إرتكب خطأ دستورياً وعاند في إصلاح ما فعله ، ثم إتخذ من بعد ذلك موقفاً سياسياً ضبابياً غائماً ، فماذا يعني أن يكون إبنه مساعداً للرئيس والآخر ضابطاً في جهاز الأمن ــ» والأدهى من ذلك أن تدفع الحكومة أجور الحرس الخاص به»ـ ثم يقدم بعد ذلك على تهزئة المعارضة السودانية والتعريض بها كل يوم ، رغم أن الرجل لازال يقول إنه جزء من المعارضة!.
رجل في قامة الصادق ويقود حزب كبير جداً لا يمكن ولا يعقل ان يدخل في مهاترات مضحكة مع مجموعة تعارض هذا النظام وحزبه هو ايضا معارضة، وتبريره لوجود أبنائه في القصر والأمن لم يكن مقنعاً لأي شخص، فلا يمكن أن يكون رئيس حزب معارض وأبناؤه في ذات الوقت يحتلون مثل هذه المراتب في الحكومة. والذي يدعو للدهشة أيضاً حديث المهدي عن أنه لا يريد لهذه الحكومة أن تسقط وإنما يجب أن تعدل أو تصلح وما الى ذلك ، كل هذه المتناقضات دعت الشباب بالذات للإقتناع بأن هذه المسيرة لا يمكن أن تحقق طموحاتهم وتلبي رغبتهم في أن يتصدر الحزب العمل المعارض، لذلك ظهرت مجموعات شبابية كثيرة وصلت ببعضهم المغالاة حتى الى المطالبة بإبعاد الصادق المهدي عن رئاسة الحزب.
{ في المقابل هناك مجموعات قبلت أن تعود للحزب بحالته الراهنة، وفي ظل كل ما تقول؟
– فعلاً حدث ذلك.. لكن حتى هؤلاء طلبت منهم أشياء محددة، فمثلاً مبارك الفاضل طلب منه أن يحل حزبه وأن يعودوا جميعاً كأفراد مثلما كانوا من قبل، وإتخذ المكتب السياسي للامة بمعرفة المهدي قرار في شأنهم بتسكينهم في مواقع محددة، لكن الذي حدث هو ان السيد الصادق أغلق على قرار المكتب السياسي درجه لأكثر من (15) شهراً، وهذا ربما سبب خروج مبارك ومجموعته مرة أخرى.
{ لما العجلة في الدعوة لاجتماع الهيئة المركزية في اعتقادك؟
– لقد تطاولت المدة منذ انعقادها الأخير وقد سرت بين الكثير من القيادات المتباعدة روح بأن هناك ضرورة للقاء ، بخاصة وأن المهدي ومجموعة من أعضاء مكتبه السياسي ظلوا يفاوضون مجموعات مختلفة من الرافضين والغاضبين، وأعتقد أن مجموعة من التيار سوف تشارك في الإجتماع.
{ التيار فقط أم ..
– يرد بسرعة: هناك من صوت لصديق إسماعيل وعلى قناعة بأن زيادة عضويتها مبررة ،رغم خرق ذلك للدستور، وبالتأكيد سيحضر هؤلاء الإجتماع ، لكن الناس المعترضين على دستورية الهيئة هم ناس التيار وآخرون ، غير انه تأكد كما نتابع ان بعضهم سيحضر ، هذا مع أن المكتب السياسي للتيار أصدر قراراً بعدم المشاركة في الهيئة، لكن البعض مثل العادة يتنصل من مثل هذه القرارات.
{ مثل من؟
– لقد إدعى السيد محمد عبد الله الدومة انه رئيس التيار وأعلن مشاركته في الهيئة ،وهذا ليس صحيحاً فهو كان مرشح التيار لموقع الأمين العام ورئيس المكتب السياسي للتيار هو حامد محمد حامد. ولا يوجد هناك من يحجر على أحد إن رغب في المشاركة في إجتماع الهيئة المركزية ، لأن التيار نفسه ليس بحزب سياسي ولا يوجد قسم هناك. لكن هذا يدعو للتساؤل حول ما الذي دعا الى أن يغير الناس آراءهم وهل أصبحت الهيئة المركزية الآن شرعية ..!
* بإعتقادك ماهي أهداف حزب الامة من إنعقاد الهيئة المركزية في هذا التوقيت؟
– ربما اراد السيد الصادق أن يكسب هذه الهيئة نوعاً من الشرعية بعد طول جدال، وربما دفع الى ذلك تضرر مجموعات الآن موجودة داخل اجهزة حزب الأمة من وجود الفريق صديق إسماعيل ،واعتمادها على اجتماع الهيئة لإقصائه ، وقد يكون هذا يقف من وراء إصرارها على مشاركة اعضاء التيار في الهيئة المركزية
{ وهل هناك إجماع على هذا الهدف؟
– الناس ليست لديها مشكلة شخصية مع صديق إسماعيل ومنهم بالتأكيد جماعة التيار، المشكلة هي مشروعية الهيئة ككل لأنها غير دستورية ومشاركة كل المجموعات الرافضة والمطالبة بالإصلاح في هذا الإجتماع ستكسب هذه الهيئة مشروعية لا تستحقها، ثم أن هذه المشاركة ستقحمها في صراع ليست هي طرفاً فيه ، وموضوع إقصاء صديق من الأمانة العامة وبعض أعضاء المكتب السياسي لا يعني الجميع في شيء ،لأنه ليس هو القضية وليس هو من سيحل مشاكل الحزب
{ وما الذي سيحل مشاكل الحزب؟
– حل كل هذه الاجهزة غير الدستورية ، وبعد ذلك إما عقد مؤتمر إستثنائي لإنتخاب هيئة جديدة ومكتب سياسي جديد وأمانة جديدة ، أو التوافق بين المجموعات المختلفة ،بعد حل هذه الاجهزة ، على هيئة توافقية تسير الأمور لحين الوصول لمؤتمر إستثنائي أو عام.
{ أيعني هذا أن إقصاء الأمين العام لن يحل مشكلة؟
– لا .. لا لن يحل مشكلة بالنسبة لنا أصلاً.
* ما الذي يترتب على الإقرار بعدم مشروعية الهيئة؟
– يترتب عليه عدم مشروعية ما تمخض عنها من مكتب سياسي وأمانة عامة
{ هل ترى مستقبلاً لحزب الأمة على ضوء هذه الوقائع والتفاصيل؟
– اذا استمر الصادق المهدي رئيساً لحزب الأمة بذات الطريقة التي يدير بها الحزب والتي لا تكترث لغضب الشباب او سخط الأعضاء او خروج قيادات مؤثرة .. فلا أعتقد . المهدي لا يعتقد بأن هناك رأي صادق وصريح غير رأيه ، وهذا خطير واذا «مشى» على هذا الأساس فلا يجب أن نأمل خيراً ، والمؤلم ان حزب الأمة فعلا يفقد فعاليته شيئاً فشيئا ، ويجب على السيد الصادق المهدي ان يصل الى قناعة في يوم من ذات الأيام ، بانه قاد هذا العمل لعدد طويل جداً من السنين، لدرجة أنه كاد يفوق القذافي في ذلك، وعليه ان يفسح المجال لغيره.

الصحافة

تعليق واحد

  1. “يجب على السيد الصادق المهدي ان يصل الى قناعة في يوم من ذات الأيام ، بانه قاد هذا العمل لعدد طويل جداً من السنين، لدرجة أنه كاد يفوق القذافي في ذلك، وعليه ان يفسح المجال لغيره”: وذلكم أمر دونه خرط القتاد!!!. ولو أن لكل شيئ أجل كما يقولون فإن رئاسة الصادق للحزب هي الإستثناء من هذه القاعدة! ولا يخالجني الشك في أن الصادق يود لو أن يصير “دوريان جراي” زمانه في رائعة أوسكار وايلد حيث يتمني “لو كان بوسعه أن يظل شاباً -كما كان حين نازع المحجوب قيادة الحزب- وتشيخ صورته” حتي لا ينافسه أحد في زعامة الحزب! وهو في تطلعه ذلك لا شك مؤمن بمقولة مؤلف تلك الاسطورة التي تقول “لن يستعيد إنسان شبابه إلّا إذا ارتكب حماقاته من جديد”!!!!

  2. هو انتو عندكم غير الامام منو ؟؟؟ علي اليمين تفوتو الامام شبر ماتقوم ليكم قايمة الما دير الامام اغور امشي الاحزاب زي الهم مالية البلد

  3. انا اتعجب من اناس يحقدون على الامام كل هذا الحقد لانه يدعوا الى اصلاح الحال بعيد من الحروب والقتل التشريد والله الا تلقوا بلدكم مثل الصومال او اسوا الامام قيمة نادره سوف نعض عليها بالنواجز هو سلونا في هذا السودان البائس يهمه هم المواطن في الافراح والاتراح تلقهوا في بداية الصوف رجل مثل هذا لن نفرض فيه بلا اصلاح بلا فساد هوا انتوا لومصلحين كان اترميتوا في حضن المؤتمر يابليد

  4. 01- إذا سألت أيّ واحد من أبناء الأنصار … حيقول ليك : الذين كانوا حول السيّد الصادق المهدي وحول السيّد أحمد المهدي وحول السيّد مبارك المهدي … في عهد مايو كانوا على الأقل مايويّين مُتفّرغين لهذا الإلتفاف ….. بل الإختراق …. مقابل مرتّبات من نظام مايو …. بصورة أو أخرى …. وغالباً ما تكون لهم وظائف في أجهزة الأمن …. أمّا في عهد الإنقاذ …. فقد أصبحوا إنقاذيّين …. والإنقاذ ومايو حاجة واحدة … بالذات في الحتّة دي ….. هذا ما يشعر به أبناء الأنصار …. من ذوي الخبرات المهنيّة والرؤى الإبداعيّة ….. عندما يقتربون من السادة المذكورين أعلاه …. في حضرة هؤلاء ….. بتاعين الطيّب صالح …. رحمه الله وطيّب ثراه ؟؟؟

    02- إذن المطلوب من السيّد الصادق المهدي …. ومن السيّد أحمد المهدي … ومن السيّد مبارك المهدي …. أن يتفلسفوا بفلسفة الإمام عبدالرحمن رحمه الله وطيّب ثراه …. ألا وهي الإعتماد على الكوادر المهنيّة الناضجة الغنيّة عن أموال الدولة السودانيّة ( حتّى لا تصبح دولة عسكريّة أمنيّة شرطيّة حراميّة جبائيّة) … من الخرّيجين السودانيّين ذوي الرؤى الإشراقيّة…. الذين يحترمون الخصوصيّات الإداريّة السودانيّة …. لا يبيدونها إبادات جماعيّة …. إنّما يوظّفونها كإدارات أهليّة غنيّة …. قادرة على إدارة الأمور الإجتماعيّة …. بطريقة مجّانيّة … أي غنيّة عن الجبايات وأموال الدولة ؟؟؟

    03- على السيّد الصادق المهدي وأسرته الكريمة أن يبحثوا عن الكوادر ….. كما كان يفعل الإمام عبدالرحمن رحمه الله ….. وإلاّ تسلّقتهم الكوادر التي تريد أن تسيّر حزب الأمّة ….. بالطريقة التي تجعل السيّد الصادق المهدي لا يطمئن إلى قراراتها ….. فيتوكّل على الله ويقوم بعمل ما عزم على عمله …. مُنفرداً ….. فيظهر أنّه دكتاتور من أعماله ….. وهذا ما يريده أمثال هؤلاء …. هذا هو واجبهم المنوط بهم …. والمتفرّغين لأدائه …. مُقابل ما يتعاطونه من الجهة التي فرّغتهم لهذا العمل ؟؟؟

    04- عمليّة إنتقاء الكوادر تحتاج إلى فراسة …. لأنّ الحزب ديمقراطي حديث …. مع مراعاة الخصوصيّات السودانّة… أينما كانت …. ومهما كانت …. ومعالجة الأخطاء في إختيار الكوادر تحتاج إلى حكمة مع الفراسة …. وإلاّ تدمّر الحزب من داخله … بأمثال الدكتور منصور خالد سكرتير الإمام الصدّيق رحمه الله ….. والدكتور المهندس موسى آدم مادبّو نائب رئيس حزب الأمّة القومي …. بتاع السيّد الصادق المهدي …. ومعلوم لدى أبناء الأنصار أنّ الدكتور منصور خالد ( مايوي ) … ومعلوم كذلك أنّ الدكتور المهندس موسى آدم مادبّو ( أخو مُسلم ) …. وأبناء الأنصار يعلمون أنّ الذين كانوا حول الإمام الهادي هم من الحركة الإسلاميّة … مثال واحد فقط … هو مهدي إبراهيم ….؟؟؟

    05- الذي أعلمه أنّ أبناء الأنصار …مُتعلّمون ومؤهّلون … في كلّ الإختصاصات المُتاحة … التي تنتفع منها البشريّة …. في مشارق الأرض ومغاربها ….. لهم خبرات مهنيّة … وبالتالي هم أثرياء ماليّاً وأغنياء نفسيّاً … و لهم رؤى إصلاحيّة ( في ما يمكن إصلاحه ) …. ولهم رؤى إشراقيّة ( في ما لا يمكن إصلاحه إلاّ بإعادة هندستة بطريقة إبداعيّة ) ….وفوق ذلك تجدهم يتميّزون على غيرهم بأمانتهم وصدقهم وكرمهم وشجاعتهم …. بكُلّ أخلاقهم العالية جدّاً …. والأخلاق في هذا الزمان هي ثروة ….. وينبغي توظيفها في النهوض الأمثل بهذا البلد الطيّب …. مع غيرها من الثروات والطاقات الأخرى …. ؟؟؟

    06- حزب الأمّة يمكن أن تكون به مجالس كثيرة ….مثلاً …. مجلس لأبناء الأنصار … ومجلس لغير أبناء الأنصار …. ومجلس للخرّيجين السودانيّين …. ومجلس للخصوصيّات السودانيّة …. ومجلس لآل المهدي كرمز للوحدة الوطنيّة …. وإلى ما هنالك من المجالس التي يمكن أن يبتكرها المعنيّون بها …. على أن تكون لكلّ مجلس رؤيته في القضايا المعنيّة … في أوقاتها …. ثمّ يأخذ الحزب بأفضل الرؤى … أو بتكامل الرؤى متى ما كان التكامل ممكناً …. وذلك عبر التصويت للآراء وليس للأشخاص … الأشخاص لا ينبغي إنتخابهم ولا تعيينهم … إنّما ينبغي إنتقاؤهم عبر الفراسة وتقييم أدائهم وجدوى وجودهم في الحزب بحكمة …. بتاعة الذين سبقوهم …. وهكذا يحدث التناوب الأتوتوماتيكي المضمون …. غير القابل للإختراق …؟؟؟

    07- وبالتالي يتجنّب الحزب الإنفعالات والإنقسامات والأفعال الشخصيّة المحسوبة على الحزب …. والتي أضرّت بالحزب … وبالدولة السودانيّة … مثال لذلك إستقالة السيّد الصادق المهدي من الإتّحاد الإشتراكي … إبّان المصالخحة الوطنيّة …. عوضاً عن إستغلال عقول أبناء الأنصار وحزب الأمّة في إقناع المايويّين الرافضين لتحويل الإتّحاد الإشتراكي إلى برلمان …. يرأس مجلس وزرائه السيّد الصادق المهدي …. في بداية الأمر …. ثمّ يبتكر … لكونه مُفكّراً سودانيّاً كما قال جعفر نميري …. الطريقة المُثلى … لتناوب الأجيال على ذلك البرلمان … أو على الأقل يبحث عن أهل الرؤى الإشراقيّة في هذا الخصوص … بغعتباره وارثاً للفراسة من الإمام عبدالرحمن رحمه الله وطيّب ثراه …. إن لم يكن بإمكانه الإبتكار المطلوب والمقنع …. لعدم خبرته المهنيّة …. أو غير ذلك من الأسباب ؟؟؟

    08- كُلّ الأحزاب السودانيّة… تحتاج إلى إعادة هندسة مفاهيميّة…. في الحتّة بتاعة أنّ الساسي هو الألفة …. وهو بتاع الإتّحادات الطلاّبيّة …. وهو بتاع النقابات المهنيّة …. وهو الذي يترك الدراسة ويدخل إلى الغابة ….. وهو بتاع الإضرابات والإنقلابات …. وهو بتاع المحلّيّة….. وأنّ الحزب السياسي هو الذي يحسّن الأوضاع التوظيفيّة والمعيشيّة والمهنيّة للكادر الحزبي …. ؟؟؟

    09- رؤيتنا الإشراقيّة في الحتّة دي …إعادة هندسة السلّم التعليمي والمنهج التليمي … بحيث يتعلّم المواطن السوداني بعد بلوغه الثانية عشر من عمره …. كلّ المهن والصنع والحرف التي تمكّنه من العيش الكريم ( MULTI-CRAFT ) قبل أن يتخصّص أدبي أو علمي …. في الثلاث سنوات قبل الجامعة ….. ثمّ يدخل الجامعة ويصبر عليها …. ويكملها …. ويتم تعيينه عبر لجنة الإختيار لخدمة العامّة المركزيّة …. ثمّ يعمل لأكثر من ثلاثين سنة …. ثمّ يلج إلى العمل السياسة … وهو غنيان …. ورأسه مليان خبرة وثقافة …. وسياسة بدون غرق… ودين بدون غرق… وأخلاق ومصداقيّة وأمانة ووطنيّة ومسؤوليّة … ما مجنون …. ولا ورع ….. يعني ما من الأصناف المرفوع عنها القلم …. التي تحكم السودان …. من زمان …. وحتّى الآن … وأن تأدلجت يميناً …. أو يساراً …. أو وسطاً ….. وإدّعت الحداثة ؟؟؟

    10- التحيّة للجميع …. مع إحترامنا للجميع ….؟؟؟

  5. الإمام قال بصريح العبارة أنه لا ينزل بالشعب للشارع لكي لا يموتوا ويبقى دمهم في رقبة حزب الأمة
    لأن النزول للشارع يحتاج لدعم الجيش كما حصل في مصر وتونس والسودان ليس به جيش قومي لكي يحمي هذه الجموع لأن الجيش السوداني مؤادلج ويحمي النظام.. بمعنى كل من ينزل الشارع فستتخطفه عصابات ضار على ضار ونحن نكون فقدنا شبابنا بدون طائل وتكون خسارة فادحة. أعطوا الإمام جيش قومي لكي يحمي الشعب كما حماه في أكتوبر وأبريل.وبعدين نرمي باللوم على الإمام .الثورات لا تقوم إلا بوجود جيش قومي لا حزبي….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..