غزوة انتخابات ولاية جنوب كردفان الكبرى

في اليوم السادس من شهر يونيو اطلق النظام السودانى اول طلقة من رصاصات الرحمة لاغتيال وحده النسيج الاجتماعى والتعايش السلمى باقليم جبال النوبة والسودان ايزانا باشتعال الحريق في الولاية والوطن بايقاد الحرب التى كان مرتبا لها خطتها الجهنمية مسبقا بهدف صراع سياسى لنسف ما تبقى من اتفاق نيفاشا وبرتكول المنطقتين .
ولانهاء حكومة الشراكة بين الحزبين للاستفراد بحكم الولاية . ونهب خيراتها قد يقول قائل ان بداية الحرب واسبابها كانت الانتخابات الولائية لاختيار منصب الوالى واعضاء مجلس الولاية التشريعى وهذا غير صحيح . قد يكون التلاعب بالنتائج التى صاحبت الانتخابات من قبل اللجنة العليا في عمليات الفرز والتزوير بابدال نتائج المرشح الفائز بمنصب الوالى عبد العزيز ادم الحلو عن حزب الحركة الشعبية . بالخاسر في جولة الانتخابات المرشح احمد هارون عن حزب المؤتمر الوطنى , هى الشرارة التى صبت الزيت في النار . يتحمل وزر كل ذلك البروف عبدالله احمد عبدالله مهندس التزوير ورئيس القومية للانتخابات . رغم ان عمليات الفرز بلجانها الثلاث اثبت فوز الحلو في الانتخابات .
الا ان ضغط النظام غلى اللجنة العليا جعلها تعلن نتيجة مخالفة تماما لخيارات الناخبيين بالولاية الامر الذى احدث احباط تماما لدى المواطنيين ليكون البروف مسئولا عن كل روح زهقت وقطرة دما سالت . وقبل بداية الحرب درج النظام سنويا تقديم هدية من الذهب الخالص لاكثر الولاة انجازا وطاعة للذات الرئاسية كعرف متبع تحت مسمى نجمة الانجاز وكانت تلك المرة باستاد حاضرة الولاية ليعلن الرئيس بان نجمة الانجاز هذا العام استحقاها مناصفة عن جدارة كل من هارون والحلو معا لجهودهم الجبارة لاحلال السلام وتنفيذ مشروعات التنمية بالولاية ولابراهمها ميثاق الشرف في الشراكة بعد تسلم هارون من يد الرئيس قلادة نجمه الانجاز فرحا . رفض الحلو استلامها قائلا للرئيس في وجهة بكل كبرياء :- ان عنقى التى يعول عليها المواطن تحمل عب تحقيق استحقاق المشورة الشعبية والترتيبات الامنية كامانة .تأبى ان تنحى لتقبل رشوة دون ان يتحقق ذلك الحلم . الامر الذى اثار غضب وحفيظة الرئيس وسخطه .
لم اكن اتخيل بان هذا العبد العزيز بهذه الكاريزما . ويملك الجرأة والشجاعة والارادة لهذا الحد واكثر . حى انه تنازل عن حقه كوالى للفترة الثانية ابان المدة التبادلية بحكم نص الشراكة و حتى لا يكون اجراء انصرافيا لا طائل منه ولا يفيد . لهذا لا عجب انه ينال اكثر من مئتان واثنان الف نجمة انجاز وصوت انتخابى ليفوز بثقة اهل السودان جميعا .
وكرد فعل استباقى لنتيجة الانتخابات ردد المتظاهرون هتيفه المؤتمر الوطنى عبارات مشينة تشعل نار الفتنة بـأعلان الجهاد وتدعو للكراهية والتعصب الحزبى خاصه بعد تراجيديا احداث مدينه الفيض الحزينه, ومقتل العمدة عبد الكريم المؤسف . بشعار اما ان يفوز هارون او القيامه تقوم ” شعار ردد وتحقق بحق وحقيقة تأكيدا لما قاله البشير باننا بعثنا لهم في الولاية بصندوقيين زخيرة وانتخابات فاليختاروا ما يناسبهم او نلاحقهم جبل جبل كركور كركور . وقد كان
في تلك الاثناء مارس الحلو اقصى درجات سياسة ضبط النفس الممكنة لتفويت الفرصة لاعداء الديمقراطية بخرق الاتفاقية في تلك الاجواء المشحونة . واعتصم بمقر اقامته بكادقلى ودعا الى مؤتمر صحفى قال فيه رأيه موجزا في جملتان : –
اننا نرفض نتيجة الانتخابات جملة وتفصيلا ولا نعترف بها ولن نقبلها .
ثانيا لن نشارك في اى حكومة تمخضت عنها النتجة المزورة . وبحنكته السياسية والقيادية الفذة ترك الباب مفتوحا لكل الاحتمالات معلنا استعداده التام لكل ما تتمخص عنه الازمة من توقعات ممكنة مذكرا في الوقت نفسه بانه اتفاقية السلام كانت محطة من محطات قطار التغيير ضد القوى الظلامية واذا حدث ان تحرك القطار فلن يتوقف الا في الخرطوم .
اخيرا انتهى المشهد بحكومة عرجاء يديرها الشخص الواحد ومجاس تشريعى يقف على ساق واحدة مبتورة , سرعان ما انهار بعد امتناع اثنان وعشرون عضوا من المشاركة فيه , واكثر من مليون مواطن اعزل محاصر بالجبال منعت منهم المساعدات الانسانية والغذاء وبراميل من المتفجرات الحارقة كل يوم تلقى على السكان ومعتقلات مليئه بالشباب والنساء والابرياء المعذبين فىكل المدن بالولاية وجنجويد النظام تواصل السلب والقتل ويهرب هارون بسبب الازمة واليا لشمال كردفان بحثا عن الامان .

مصطفي الله جابو
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مواطنى جنوب كردفان الضحية بمكوناته الاصيلة لحمة اجتماعية فريدة حتى اهل الابتلاءات العقلية من ((توتو كورو)) رمز كادقلى مكان احترام ورحمة وكبى جزلان ام تركش واوهو وكانوا جميعهم مسالميين ودعيين سبحان الله وقد ابدع الكاتب يحى فضل الله في تدعياته في رسم شخوصهم والاحتفاء السردى إستغراقة بالحالة الإنسانية الغنية بالحب والسلم الاجتماعى التى كانت سمة الحياة قبل فتنة قابيل وهابيل ولقاء الحنيين والزين في رواية الطيب صالح عرس الزين الكاتب يحى فضل الله من شمال السودان و لم يقل يوما واحد انا من شمال السودان وكان الناس لا يحتاجون ان يقولوا ذلك وكل انسان كردفان من كل السودان ولاية نموذج حقيقة قد تبلورت وحدته ايام الوالى الحسينى والى كردفان الكبرى..جاء في زيارة لكادقلى متشنج بالهوس الدينى ..فقال للناس تهليل لم يرد احد فى ميدان عام وكان المكون السكانى من جلابة ونوبة وبقارة وفلاته حاضرا وعندما قام محافظهم المقدم المحبوب عندهم تهليل رددت الجبال اصوات حناجر الشعب الحصيف المؤمن الموحد حقا كيف لا وكان ذاك المحافظ يقوم بحملة نظافة لازالة ((العوير))نبات طفيلى كالمسكيت كان يعمل معهم فى النفير حتى كانوا يحملوه على اكتافهم احتفاءا به وتمجيده شعب طبيعته مضيافا لطيف يعرف بحدسه الباطل من الحق والصادق من المنافق وقد صدق حدسة اين الحسينى عندما تكشفت عوراته ؟؟؟
    شعب يحب القائد الشجاع المتواضع العادل الذى يفدى افراده ولا يتركهم دروع بشرية يعيش هو ويموت غيره ..حكاية الدفاع الشعبى وقصة العميد تاجر الماشية والدمورية تفاصيلة حياته بكادقلى المدنية والعسكرية فى هجليج محفوظة في الذاكرة ولكن مواطن جنوب كردفان له اخلاق الفرسان لا ينبش الماضى ويترك الحاضر ليستحى بنبل حفظ الجميل ..شتان بين نميرى اخر عسكرى اصيل شجاع كان يحن للامنكة التى عمل بها ويبحث عن الشخوص التى كانت في حياته وفاءا للناس والامكنة اذكر كان في جوالته في انحاء السودان قد زار السودان مدينة مدينة قرية قرية..فى احدى جوالته بالابيض اثناء طوافه وسط الجماهير بعصاته وهيبته..اشار لرجال الامن ان يحضروا له احد المواطنيين بطريقة لم تخل بالبرتكول..عندما قابله نميرى كان الرجل ينتفض خوفا قال تذكرتنى يا فلان بالاسم قال لا قال الم تكن ترزى بالموردة تذكر ضابط فلان وفلان كنا نجلس سويا وكان هناك ضابطا صغير ملازم تانى فقال انا هو وتجاذب معهم الذكريات بكى الرجل فقال له نميرى اطلب ما تريد قال احتاج لطاحونة اعيش عليها بحسابه الخاص اشترى للرجل طاحونة واشرف عليها…اما العقيد الذى كان يشرب القهوة في نيمة وسط سوق كادقلى عند امرأة ارمل لم يسأل عنها في زيارته اليتيمة الوجلة ولا شهادة زميله بكرى عمر خليفة كان ضيفا بمنزلهم الكائن بحى السوق كم شاهدوه جالسا بكرسيه امام المنزل لم يحن ولم يرفا شعرة من رمش عينه ..
    وعند خروجه منها خرج وجلا خائفا …هذا فرق القيادى ..الفرق في الوفاء لهذا الوطن الذى علمه والمجتمع الذى رعاه وليدا حتى قوى عوده قتل من خرج عطشانا ومن خرج يبحث عن عمل شريف الادهى يبرر سارقى الشعب بفقه التحلل كيف هم يتحللوا يوم القيامة يوم لا مال ولا بنون.. والله القلب ليدمى الما على سودانى بكامل عقله يفعل بشعبه كل ذلك ..صدق الاديب الطيب صالح رحمه الله عليه من اين جاء هؤلاء….
    ذاك المحافظ حتى حاملى السلاح احبوه ووافقوا الجلوس معهم ولكن كاطبيعة الانقاذ النفسية لا تريد إلا سياسة فرعون فنقل المحافظ ونقل فيروس القبلية بحافظ قام بقتل وتعذيب شباب مؤمن وكانت نهاية ذاك المحافظ الوت فى حادث مرور قسمه نصفيين رمزا لعقوبة الدنيا قبل الاخرة بان الظلام واضح فى رمزية موته.. إنسان جنوب كردفان كان لديه ذكاء سياسى لا مثيل له واتفاق على القبول والرفض بصورة صارخة الشفافية بين مطرقة النظام وسندان التمرد..زاستغلال اهلنا البقارة دفاع شعبى ثم جنجويد ثم الدعم السريع ..واهلنا النوبة حركة شعبية استغل وقود فى حرب الجنوب عند الانفصال تنصل الرفاق رفاق السلاح بصفقة مع حكومة الشمال ..ولم يكن لهم خيار إلا الاستوار فى امتهان الحرب وحمل السلاح نفس الازمة النفسية الجنجويد اولاد الدفاع الشعبى ظل السلاح مهنة…وحكومة الخرطوم سلمت البارود للطرفين وظلت تراقب لعبة الموت..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..