مقالات سياسية

إسبونج بوب “الوالي” بانت..!!

مع إن الموضوع لا يحتمل الهزل إلا إن والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر بات يذكرني بالشخصية المحبوبة لدى الأطفال والتي تدعى إسبونج بوب.
إسبونج بوب عبارة عن إسفنجة، والمعروف عن الإسفنج إنه يمتص المياه. فالوالي يريد دوما أن يمتص غضب جماهير الولاية ولكن أنى له مقدرة إمتصاص الغضب وقد تشبعت ولايته أصلا بالمشاكل والفساد كما يتشبع الإسفنج المغموس في الماء الآسن.
ولذلك تبدو تصريحاته في محاولات إمتصاصه غضب الجمهور ساذجة وغبية كتصريحه المتسرع بأن الحريق الذي شب في مصنع الأسلحة بالخرطوم بسبب شرارة ماكينة لحام، ودعوته الأخيرة للشباب العاطلين عن العمل بالذهاب له شخصيا!.

إسبونج بوب يعيش تحت الماء في قاع البحر المسمى بقاع الهامور. والشعب الفضل يعيش في قاع الفقر مع هوامير المؤتمر الوطني وتماسيح الكيزان المفسدين.
ويعمل إسبونج بوب طباخ في المطعم الأشهر لدى مستر سلطع للوجبات السريعة المسمى بمقرمشات سلطع. فمستر سلطع مهووس بالمال ويحبه حبا جما. هدفه الوحيد جمعه وإهتمامه الأوحد هو الحصول على المال بأي طريقة ليكون له السؤدد. ولهذا يضغط على موظيفه الوحيدين امثال المحاسب شفيق حبار والطباخ إسبونج بوب للقيام بتنفيذ سياسته وأجندته.
بينما يحكم شعب السودان مستر “سطح” الذي يحب المال أيضا حبا جما ويكذب بإسم الدين وإنه يعمل من أجل الناس ليسطحهم ويعمل لديه أمثال الوالي الخضر.

إسبونج بوب مبتكر لبعض الأكلات التي جعلت مطعم مستر سلطع متفوقا على منافسه الرئيسي مطعم شمشون الذي يحاول دائما سرقة سر وصفة برغر سلطع. والوالي أيضا يبتكر للتصريحات التي يزعم إنها نالت رضا مستر سطح ليرتقي في أخذ المناصب الجديدة.

ربما لا يعلم الوالي إن هؤلاء الشباب والذين معظمهم ولدوا في عهدهم الميمون والذين شاهدوا أبطال الديقتال والمحقق كونان وإسبونج بوب يعلمون كل تلك الحركات والبركات. فهم يعلمون تماما إن هذه الحكومة هي مصدر إفقار الشعب وإذلال الشباب وهم من سيسقطها بإذن الله.
أيحسب أنه يمتص غضبهم ويستمر تزييف وعيهم وبالأمس القريب فقط إكتشف في مكتبه شبكة تعمل تحت مرمى من بصره تنهب بإسم الولاية وما قام به إلا أن قال لهم تحللوا. فإذا كان شاب واحد لغف 45 مليارا وتحلل ب 17 مليار وكب الزوغة فما عسى أن تنفع الإسفنجة الشباب؟. فكم كانت هذه ال 45 مليار كفيلة بتشغيل كم من الشباب؟.

بل وهذا عين التنطع، فولايته، وهي العاصمة، تغرق في العطش بسبب عجز الإمدادات المائية وهي ترقد بين ملتقى أنهر عظيمة. وقد باتت ولايته من أفقر عواصم الدول تخلفا حيث تشترى كثير من البيوت في أرجاء الولاية المعمورة سقياها من الدواب والمواسير تشخر في نوم عميق من العطش.
والمحزن إن الوالي الذي يريد أن يكون كالذي لايظلم عنده أحد تضيق أجهزته الأمنية لولايته ذرعا بالذين يقدمون أدنى إحتجاج. فقد قامت بقتل الطفل ماهر مراد فى الاحتجاجات المطالبة بالمياه يوم الاحد بمنطقة مايو جنوب الخرطوم.

فالوالي مصدر الحماية هو مصدر الرعب واللعب والفشل. فالوالي الذي لا يوفر وسائل حماية لجميع مواطنيه أولا والي فاشل. وإذا كان لا يستطيع أن يقدم أبسط خدمات مقومات الحياة فهو فاشل أيضا. وإذا كان يتستر على الفساد فيعني إن أمله في تجاوز الفشل ضعيف جدا.

فالخطوة الأولى يا شباب هو أن تعلموا بأنكم مصدر الحماية لأنفسكم بالمطالبة بحقها، وإنتزاع حقوقها التي تجعلها على قدم المساواة مع كل مواطن آخر.

و حسنا فعلتم كما يقول المثل ألحق الكذاب لحد خشم الباب، وإلى الأمام زنقة زنقة. فقد عريتم الوالي لدرجة إنه لم يتبقى له غير ذاك المربع الذي يستره.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..