تكسرت أسنانها في (المظاهرات)…الطقطاقة: الإنجليز حلقوا لي (صلعة) في سجن كوبر.!!

أم درمان : رحاب فريني

في عالم الغناء لدينا رموز ساهموا بعزيمتهم وقوة شكيمتهم في الزود عن الوطن وتلفحوا برداء الوطنية وتعرضوا للملاحقة والاعتقال من سلطات الاستعمار، ومن هؤلاء امرأة شغلت الكل واصبحت معلماً بارزاً في البلاد، وهي الفنانة المعتقة وذائعة الصيت… “حواء الطقطاقة” تلك المرأة التى تمثل جذورها وحدة للسودان، فقد نزحت وهي صغيرة من “الرهد ابو دكنة” ولديها اقارب من الجزيرة، وهذا في حد ذاته تمازج دماء وعراقة، وكانت رحلتها في دروب الغناء رحلة صعبة مليئة بالمعاناة والصبر والمثابرة، ففي ذلك الوقت لم تجد الاصوات النسائية حظها من الذيوع، ولكنها استطاعت مع رفيقاتها “عائشة الفلاتية , ومنى الخير وغيرهما أن ينتزعن احترام المجتمع الراقي والمثقف، واختارت (الطقطاقة) الطريق الصعب للوصول، وهو طريق الوطنية والكفاح والنضال فنشأت علاقة وثيقة ما بينها واسرة الزعيم الراحل المقيم “اسماعيل الازهري” وتوشحت في يوم الاستقلال بثوب “العلم الوطني”، وتوطدت علاقاتها بكثير من الاسر العريقة مما اعطاها الافق والثقافة والاستنارة والحكمة والروح المرحة والذكاء اللماح، فحين تجالسها تحس بأنها كنز من المعرفة والتاريخ والجغرافيا والذكريات الوطنية.
زيارة استثنائية:
(السوداني) جلست معها بمنزلها العامر (بحي الضباط) بأم درمان وقلبت معها الذكريات، حيث سردت لنا تاريخ حياتها ورحلتها في دروب الفن والنضال وبدأت حديثها معنا قائلة: ( انا حواء جاه الرسول محمد الطائف، والدي عركي وشيخ سجادة من ابوحراز ووالدتي من اَل “الشيخ البرعي” من كردفان، ولدت في العام 1928م في الرهد ابودكنة، وتضيف: (اردت أن احضر إلى الخرطوم مع الدكتور بابكر بشير وكان يعمل في بلدنا طبيباً ولكن اهلي رفضوا بحجة اني كنت صغيرة في السن ولكن اصررت على سفري إلى الخرطوم، وذهبت إلى المحطة واختفيت داخل القطر إلى أن وصلت مدينة عطبرة، وتواصل حديثها: (في مدينة عطبرة عملت في شركة “سوبرست” التي تعمل في الزراير وعملت مع الفنان الراحل “العطبراوي” إلى أن جاءت المظاهرة في الاربعينيات وبعدها بدأت الغناء وكان ذلك قبل الحرب العالمية “حرب كرن” وبدايتي كانت في بيوت الأعراس.
غناء بـ(النقطة):
تقول حواء إن اول حفل زواج تغنت فيه كان زواج “السفلاوي” ابن العمدة وتضيف: (من هناك انطلقت وحضرت إلى الخرطوم ونزلت مع اقاربي وبعدها ذهبت إلى منزل الفنان الراحل ابرهيم الكاشف وكان معي من الفنانين صلاح بن البادية وعبدالعزيز محمد داؤد وعثمان الشفيع وعثمان حسين ومن الفنانات عائشة الفلاتية ومني الخير، (وذكرت الطقطاقة أن الفنان الكاشف كان يمثل لهم الاب الروحي لكل الفنانين) وقالت: (عندما نذهب إلى حفل فيه رجال كانت تذهب معنا زوجته وكان ذلك يمثل لنا حماية)، وذكرت الطقطاقة أن اول مناسبة بالخرطوم تغنت فيها كانت في زواج بنات “عمدة الخرطوم” العمدة ود كرم الله , وعن الاسر العريقة في ذلك الزمان قالت :(تغنيت للعديد من الاسر العريقة منها زواج بنات الشريف الهندي وزواج بنات ابو العلاء وعائلة رجل البر عبد المنعم محمد وعمدة ودنوباوي الناظر ود العوض وايضاً تغنيت في زواج بنات المهدي وبنات حجوج والسيد المكي واَل الأزهري والعتباني والكوباني وبنات محمد أحمد المحجوب وابناء النفيدي وبنات وزير الإعلام السابق يحيى الفضلي وبنات الشنقيطي وتغنيت في زواج جميع ابناء البرير وبنات بابكر بدري وكما تغنيت في زواج الوزير الراحل مبارك زروق وزواج مدير الاذاعة الراحل التاج حمد، واضافت انها كانت تغني في ذلك الوقت بـ(النقطة) ولم تحدد مبلغا معينا للغناء- إلى يومنا هذا- وقالت: (لم احدد مبلغا للغناء واستنكرت على الذين يحددون مبالغ مالية للغناء).
في سجن كوبر:
وتصمت حواء قليلاً قبل أن تقول في هدوء: (كنت اقود المظاهرة من بيت الازهري والى شارع القصر إلى أن تكسرت (اسناني الامامية الثمانية)، وتم (حلق شعري) في سجن كوبر وضربت برصاصات الاستعمار إلى أن جاء استقلال السودان. وعن ذلك اليوم تحكي وكأنه يوم امس قائلة ذهبت إلى السوق وقمت بخياطة الثوب الذى يرمز لعلم السودان في ذلك الوقت. وعن الاغاني التي تغنت بها للثورة قالت: (ذهبت مع الجيش إلى كسلا وتغنيت للقائد والكابتن طلعت فريد وقلت فيه: (ريدي الشديد وحبي الأكيد لقائد الفرقة طلعت فريد) .
حكايات خاصة:
عن حياتها الخاصة قالت:(لم يكن لي أولاد وتزوجت لفترة شهرين من “الصادق كامل” من ابناء حلفاية الملوك, واشارت إلى انها خرجت العديد من الطلبة والطالبات وزوجت البعض منهم وقالت: (انا بيتي مفتوح لكل الناس وأهلي (كرفانيين) في اشارة إلى كرم اهل كردفان)، واخيراً ختمت حواء الطقطاقة حديثها قائلة: (كُرمت من الدولة والعديد من ابناء البلد والاجهزة الاعلامية المختلفة وعلى رأسها دار فلاح”، وأضافت: (انا فتحت مع الفنان الراحل محمود فلاح “دار فلاح ” )..كما تقدمت بالشكر لكل الاجهزه الإعلامية المختلفة.

السوداني

تعليق واحد

  1. يمكن كان قصدهم يخلصوكي من القرقدويلبسوكي باروكة/احمدي ربك ما حضرتي النظام العام /الانجليز راقيين

  2. قالت : كنت اقود المظاهرة من بيت الازهري والى شارع القصر إلى أن تكسرت اسناني .. تقود المظاهرة حواء الطقطاقة ؟؟؟؟ سبحان الله يا جماعة طقطاقة دي معناها بتدق الدلوكة ما تعملوا زعامات من مافي

  3. اشتهرت حواء الطقطاقة بتعليم رقصة العروس في بيوت العاصمة وكانت تحضر لبيت العروس قبل 15 يوم من العرس لتعلمها كيفية الرقص وأنواعه وكانت أتعابها كبيرة لا تستطيع أية اسرة تحملها الا الأغنياء أما عن تاريخها البطولي والكفاح عن الاستقلال لم نسمع عنها الا خلال السنوات الأخيرة وآخر مرة شفت فيها حواء الطقطاقه كانت فى احتفال افتتاح الفندق الكبير (قراند فيلا الحالية) في عام 1978م بمناسبة اجتماعات القمة الأفريقية وكان الافتتاح عن طريق الرئيس نميري حيث أن المدير العام للفندق كان أبوالحسن خليل (شقيق زوجة نميري) وكانت حواء الطقطاقه تقوم بضرب الدلوكة وتغني مع تلميذات مدرسة ابتدائية اغنية يا قروية عايزه أشوف الخرطوم ، وأجو أن تكتبوا للتاريخ وليس للعواطف وشكرا ..

  4. الام العزيزة حواء الطقطاقة
    مع كامل احترامنا و تقديرنا ليك .
    عليك الله الانجليز مش كانوا احن و احسن من كل حكوماتنا الوطنية؟

  5. الحمد اللة الذى قبض روح الازهرى والمحجوب قبل قراءة هذا المقال معلمة رقيص اعراس تدعى انها ساهمت فى استقلال السودان كيف؟ لا مهنتها ولا قصة حياتها التى قالت فيها (انها ركبت القطر من الرهد وعبرت الفيافى الى عطبرة بت فى منتصف عشيرنات القرن الماضى تسافر لوحدها من الرهد ابو دكنة الى عطبرة وتشتغل فى مصنع وبعدين تقول جدها شبخ طريقة وسجادة وبعدين تقفز بالزهنية السودانية المقلوب على امرها بأنها اصبحت مناضلة يعمل لهاالانجليز الف حساب ويحلقو لها صلعة المشكلة انو تاريخ السودان لم يكتب اى زول يدعى بطولات

  6. الى المعلق رقم 324488 ( الجعلى ) ورقم 324396 ( السودانى ) يظهر انكما صغيرى السن ولم تشهداء فترة الأستعمار بالأضافة الى انكما فاقدى تربية وطنية.

  7. الطقطاقة سماها كدة المفتش الانجليزى لانو كان دائما تطلع المظاهرات لمن كان بيته فى بنك فيصل الاسى فى السوق العربى ده جنب السفارة الامريكيه وكان تطلع المظاهرات وتصفق ومرة قبضوها والمفتش الانجليزى ساله ليه انتا قال ليها بلكنتو وهو متغايظ منها انتا توالى تسوى طق طق طق طق نهنا شايف هركة بتاك وسن ناس كتير تسوى جوته اى صفيقك بتاعك وسط الناس شان كده المتظاهرين بقو لمن يمرقوا مظاهرات يقولوا جيبوا او نادوا حواة الطقطاقة شان تغيظ المفتش وقع ليكم طقطقوا

  8. يادى أسنان حواء الطقطاقة اللى اتكسرت فى المظاهرات سمعنا الكلام دا مليون مرة …أنا شخصيا متبرع ليها بطقم أسنان وأرتاح من الحدوتة دى…….صحفيين ماعندهم موضوع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..