فوبيا الطماطم: بين الحقيقة والشائعات (2)

[CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم[/CENTER]

يوجد لدينا في السودان حوالى 350 مادة فعالة للمبيدات مسجلة بالمجلس القومي للمبيدات ومنتجات مكافحة الآفات منها مبيدات حشرية، ومبيدات حشائش ومبيدات فطريات، ومبيدات بكتيرية، ومبيدات نيماتودا ومبيدات عناكب، ومبيدات طيور، وأخرى للفئران وغيرها من الآفات الزراعية والبيطرية والصحة العامة. هذه المواد الفعالة تحضرها الشركات في عدة اشكال منها السائلة ومنها الجافة، منها ما هو في صورة مساحيق أو حبوب أو كابسولات، ويتم اعطاء أسماء تجارية لها تصل الى أكثر من 1100 مكركب مسجل الآن بالسودان. مسجل المبيدات بحكمك القانون هو مدير عام ادارة وقاية النباتات، وزارة الزراعة، ويساعده مكتب التسجيل بالإدارة وبه مجموعة عالية الكفاءة لكن تنقصها بعض الامكانيات التي قد تسهل عليها العمل كما تحتاج الى كوادر (أطر) اضافية لتخفيف العبء عليها وتساعدها في الابداع ومراجعة بعض الأخطاء القديمة والمواكبة.
يقوم المجلس القومي للمبيدات بالتعامل مع كل ما يتعلق بالمبيدات طبقا لقانونه ولوائحه السبع وبعض الملحقات وهو من أميز القوانين على مستوى افريقيا والعالم العربي ولا يقل كفاءة في مضامينه عن قوانين الدول المتقدمة. المجلس به كوادر تمثل الجهات التي لها علاقة بالمبيدات ومنتجات مكافحة الآفات اضافة الى مستشار قانوني والأمن الاقتصادي والجمارك والمواصفات والمجلس الأعلى للبيئة. نعم به بعض العيوب، لكن سنذكرها في مقالات خاصة عن المجلس فيما بعد حتى نصل به الى أفضل الصور الممكنة حماية للإنسان والحيوان والبيئة والصناعة نفسها.
نقول بصفة عامة أن المجلس لا يقبل ولا يسمح بدخول مبيدات من القسم الأول من السمية (فائقة السمية) للبلاد، كما لا يسمح بدخول المستحضرات الخطرة لنفس المبيد. والمجلس بالتعاون مع الهيئة السودانية للمواصفات يعملون على وضع مواصفات خاصة بكل مبيد ولكل مستحضر من مستحضراته على أن لا تقل عن ما هو موصى به عبر منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة، والاتحاد الأوروبي أيضا.
بالنسبة لأنواع المبيدات الزراعية فمنها ما هو خاص بالمحاصيل الحقلية من قطن وقمح وذرة وفول سوداني وسمسم وزهرة الشمس..الخ وتصدر من المجلس القومي للأمراض النباتية والآفات الحشرية بعد دراسات مكثفة من الباحثين قد تستمر لفترة خمس سنوات حتى يجاز المبيد بالسودان. ينطبق ذات الشيء على مبيدات البساتين من حضر وفاكهة. نادرا ما يسمح باستخدام نفس المبيد لمحصول حقلي ومحصول خضر وبذات الجرعة وبذات بقية التوصيات وبالنسبة لذات الآفة.
مبيدات المحاصيل الحقلية تطبيقها والتعامل معها مسؤولية ادارة وقاية المحاصيل بكل مشروع ولا علاقة للعمال أو المزارعين بها من قريب أو بعيد عدا الالتزام بالفترة التي لا يسمح فيها بالدخول الى الحقل المعامل بالنسبة للمزارع والعمال والحيوان ودفع قيمة المبيد وتكلفة تطبيقه بالطائرات بعد جنى المحصول وصرف المستحقات.
المشكلة الأساسية، وهي لب هذا المقال المتسلسل، سببها منتج الخضر والفاكهة، أى المزارع البستانية، أو كما يقولون صغار المزارعين والعمال غير المدربين وهؤلاء أغلبهم أمي، أو يجهل جهلا تاما خطورة المبيدات وسميتها وتخصصها وطرق تطبيقها وكيفية التعامل معها وتخزينها وترحيلها ..الخ، مصحوبا بعدم قدرتهم على قراءة الديباجة . كل هذا يوجد بالملصقة أو الديباجة الموجودة بالعبوة التي قام بشرائها، وبلغة الدولة (بحكم القانون). هذه الديباجة وضعت بواسطة خبراء على مستوى العالم، وقمت شخصيا بتوحيدها بين كل الدول الافريقية وسترفع للوزراء في اجتماع بالاتحاد الافريقي بأديس أببا للتوقيع عليها قريبا جدا.
في هذه الديباجة موضح المحصول والآفة والجرعة وطريقة تطبيقه والفترة التي لا يسمح بدخول أي شخص أو حيوان للحقل المعامل بعد المعاملة والفترة ما بين المعاملة والحصاد بغرض التسويق، والسمية، وطريقة التخلص من الفوارغ والترياق المضاد في حالة التسمم ورقم تليفون مراكز التسمم (ان وجدت) وبه اجابة على كل ما يطرح من تساؤلات بواسطة المزارع أو أي شخص آخر.
لكن مأساة المبيدات في كل بقعة من بقاع العالم، خاصة الدول النامية، تكمن في سوء استخدامها واساءة استخدامها misuse and abuse. لا ينطبق هذا على المبيدات فقط بل على كل أنواع الأدوية والعقاقير، والمواد الغذائية، خاصة السكر والملح، والماء والكهرباء والسيارات والطرق والعلم والتعليم والمنصب، ومعاملة الناس لنا ومعاملتنا لهم، بما في ذلك بقية العلاقات الانسانية والمناسبات والسياسة والحب والزواج والمآتم والدين!!!!!
النقطة الأخرى التي تتضرر منها المبيدات، خاصة في السودان هي (انعدام الضمير). العديد من المزارعين على قدر مناسب من التعليم ويستطيع أن يقرأ الديباجة، ويستطيع أن يتفهم معنى كل كلمة مكتوبة، وبعضهم له القدرة على الاتصال بالمتخصصين من أهله وجيرانه وأصدقائه أو المرشدين الزراعيين، لكنه لا يهتم ، ولا يهمه نوعية الضرر الذي سيصيب العمال والمستهلكين نتيجة التعرض بالحقل بعد الرش مباشرة أو عند شراء المنتج المرشوش دون الالتزام بفترة ما قبل الحصاد Pre-harvest Interval (PHI). أسوأ من ذلك أنه قد يقوم باستخدام مبيد غير موصى به للخضر. نزيدكم في الشعر بيتا، بعضهم يقوم بخلط عدة مبيدات معا لزيادة قوتها (سميتها) للقضاء على كل من يقترب من محصوله، أو يخلط بقايا العبوات معا في حالة عدم توفر الكمية اللازمة من المبيد الواحد أو عدم توفر المال لشراء كمية جديدة. ماذا تقولون عن هذا؟ هل هو جهل أم انعدام الضمير أم عدم الاعتراف بالعلم؟؟؟!!!
في الحلقة الثالثة سنوضح ما يجري بالحقول في السودان، خاصة الجزيرة، وما جاء من نتائج بحوثنا بالقسم المبيدات والسميات)، وقصة التوتا ابسوليوتا، والبيوت المحمية ان شاءالله.

بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
قسم المبيدات والسميات
جامعة الجزيرة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مرة اخرى شكرا لتناولك المهم والجيد
    قلت “المشكلة الأساسية، وهي لب هذا المقال المتسلسل، سببها منتج الخضر والفاكهة، أى المزارع البستانية، أو كما يقولون صغار المزارعين والعمال غير المدربين وهؤلاء أغلبهم أمي”
    وقد اوفت وحصرتها في “سوء استخدامها واساءة استخدامها”!
    رغم انك قد اغفلت تهريب هذه السميات وهنالك اخبار عديدة اشارت لذلك في الفترة الماضية
    ولكن نعود على من تقع المسؤولية فنواب البرلمان اثبت في مقالك هذا انهم كانوا محقين وهم كما قالو”شموا المبيدات في الطماطم” اذا قبل دخول هذه الخضروات للاسواق مفترض تكون مرت بمراقبة او عدة مراقبات اولا بعد رشها بالمبيدات من قبل السلطات او قاموا هم بها مفترض هنالك زيارات حقلية اولا وفحص للخضروات المعروضة في الاسواق وهذا كانت تقوم به ادارة البيئة زمن السودان بخير او حتى بعد شكاوي المواطنيين مفروض يداهموا المزارع المشبوهة وفحص النباتات وسيتضح لهم مصدرها
    على كل ننتظر اكمال مقالك الجيد هذا رغم ان القضية بها شبهة كبيرة خاصة وانها ظهرت مباشرة بعد شح منتج الطماطم في السودان واستيرادها من اثيوبيا ومزارع طماطم الامن في المطار الجديد!!
    لانسبق الحكم ولكنها مسؤولية الحكومة اولا واخيرا واي تحقيق شفاف سيعرف من هو الجاني الذي حكم على الالاف بالموت عبر هذه السموم في اي دولة بتحترم حياة مواطنها مفروض فتح تحقيق جنائي وطرد وزير صحة الغفلة الحالي

  2. تحياتي يااستاذنا ..
    ويجب الاسراع في عمل ادخال المبيدات العضويه وهي الان كثيره ومتوفره , لنرتقي مراقي الامن والسلامه مع المنظمات العالميه اتي تغمل في هذا المجال .. شكرا

  3. تسلم بروف نبيل والله يديك العافية.

    لست فى قامة البروف نبيل ولست متخصص فى هذه المجال ,لكن بحكم الأطلاع والمتابعــة وأنه سنحت لى فرص للتعرف على مشاكل المبيدات. كتبت المقال أدناه فى فبراير 2012 , وكتبت بوست أيضا عن نفس الموضوع على صفحة الأقتصادى السودانى فى أبريل 2009. وطلبت أن يدلو الخبراء بدلوهم فى الموضوع.
    وها نحن نستقبل ما يخط يراع البروف وبحكم أنه متخصص وقامة عالمية معروفة قطعا ما يكتبه قلمه هو الأصوب وتوصياته هى الأنجع ? وحسب تقديرى الشخصى أن كتاباته فى هذا الأمر يجب أن نأخذها خارطة طريق للخروج من أزمة الأصابة بالأعراض الناتجة عن سوء الأستخدام وأساءة الأستخدام.
    علما بأن ليس كل ما يكتبه غير المتخصصين هو الصواب ?
    ———————————————————

    أنتشارالسرطان والفشـل الكلوى وعلاقتـه بالمبيدات الحشرية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أنتشرت أمراض فتاكـة بمواطنينا مثل السرطان والفشـل الكلوى لدرجـة أن عــدد المرضى فاق طاقــة الوحدات الصحية المتخصصة لعلاج هـذه الأمراض – وتم البحث عـن المسببات مـن بعض الكتاب فى الصحف اليوميــة وكل يلقى باللوم على ما يعتقــد أنه هو السبب فى أنتشار السرطان والفشل الكوى.بعض الكتاب والمحللين نسب أنتشار هـذه الأمراض لدخول بعض المأكولات المعلبــة وبها مواد حافظـة بها نسبة عاليــة مـن المواد الكيمائيــة المسببة للسرطان وامراض الفشل الكلوى.وطالب هؤلاء الكتاب بتثقبف المواطن وتعليمه كيفيــة الشراء والفحص بالطرق الصحيحـة لتفادى الأصابــة. وحيث أن كتاب الصحف غير متخصصيــن فالموضوع خاضع للأطلاع والتقدير الشخصى . البعض الآخر أرجع سبب أنتشار السرطان والفشل الكلوى لسوء طريقة تخزين المواد الكيمائية فيما ذهب آخرون الى الأعتقاد بأنه فى عهد مايو تم دفن نفايات نووية فى صحراء شمال السودان.
    فى هذا الموضوع لى رأى متأكـد تماما مـن صحته ومدعوم علميا وهو أننا نحمل المعلبات والمواد الحافظة وسوء تخزين المواد الكيمائيةبها انتشار السرطانات وبصورة مزعجة بالرغم مـن أن هذا الأعتقاد قـد يكون صحيحا ولكن لاتشكل مساهمتــه فى أنتشار السرطانات والفشل الكلوى نسبة كبيرة. بل أن أستعمال المبديات الحشرية الكيمائيـة بصورة غير صحيحة وكذلك نوعيــة المبيدات الحشرية الكيمائيــة بالسوق السودانى وضعف الرقابــة عليها.
    أعتقد أن ضعف الرقابة على دخول المبيدات الحشرية الزراعية من أكبر المسببات حدوث الأثار الصحية السلبية لهذه المبيدات. معروف أن المبيد الحشرى به مادة قاتلة للحشرات وضارة أيضا بصحة الأنسان . هذه المادة لها معدل عالمى حسب نظم منظمة الصحة العالمية ولا يجب تخطي هذا المعدل حفاظا على صحة الأنسان مع أن يحمل المبيد نسبة قليلة جدا لقتل الحشرات ويزول الأثر السلبى لهذه النسبة فى المدى القصير (فى أقل من أسبوعين من رش الخضر والفاكهة).
    فى الدول التى تعتنى بصحة مواطنيها تضع أجراءات صارمة جدا للرقابة على هذه النسبة. بعد أعتماد المبيد من السلطات يعطى المستورد شهادة بذلك. لاتكتفى الدول بهذه الشهادة فقط بل أنه عند دخول البضاعة للميناء تقوم الجهات الصحية بأخذ كمية من العينات العشوائية من البضاعة (المبيد) ويتم فحصها بمعامل السلطات الصحية وأذا تبين أن فى عينة واحدة فقط أن هذه النسبة تخطت المعدل المسموح به فأن السلطات تأمر المستورد بأعادة التصدير فى مدى قصير جدا أو أن يحضر لأبادة بضاعته.
    فى حالة أن يقوم المستورد بأعادة التصدير فأن الدول المصدرة عادة لا تسمح برجوع البضاعة ما لم تخضع للفحص أيضا حيث أن سبب الرجوع مسبب بعدم مطابقتها للمواصفات العالمية (وأن تم تصديرها من الدولة المصدرة). هذه البضاعة تكون على ظهور البواخر لا قيمة لها. ويتم الأتصال بالمستوردين فى الدول ذات الرقابة الضعيفة والتى يمكن للمستورد أدخالها بدفع الرشاوى, ولا أحد يمكنه أنكار هذه الحقيقة حيث أن معظم البضائع الغير مطابقة للمواصفات والمرفوضة يعج بها سوقنا المحلى ( قضية الخيش والكمبيوترات حاملة النفايات خير دليل). المستورد الذى لا ليس له ضمير كباحث عن تحقيق أرباح عالية قوم بشراء هذه المبيدات بأبخس الأثمان وأحيانا تكون أقل من نصف التكلفة.
    هذا المستورد يقوم بالترويج بين المزارعين بأن مبيده الحشرى عالى الفعالية فى قتل الحشرات ( وفعلا أكثر فاعلية من غيره المطابق للمواصفات العالمية نسبة لأن المادة القائلة نسبتها أعلى) . والمزارع بحكم جهله ورغبته فى قتل الحشرات بأقل تكلفة وبأسرع فرصة للحفاظ على محصول موسمه ويلحق به السوق يقوم بشاء هذا المبيد الفتاك ويستعمله فى خضاره وفاكهته ولا ينتظر حتى خلوه من بقايا المواد القاتله ويعرضه بالسوق ونقوم نحن المستهلكين بشراء هذا الخضار مع بقاياه من المواد الكيميائية القاتله وننقله الى مائدتنا لنأكل وأسرتنا وأطفالنا هذا الخضار بمواده المسببة للسرطان والفشل الكلوى فى المدى الطويل.

    الأمر متشابك مع تثقيف المستهلك ليس فى شراء المعلبات بل يجـب تثقيف المستهلك عــن أكثر السلع استعمالا وأكثر السلع حملا لمسببات السرطانات وهى ليست من السلع المستوردة بــل مزروعـة بالسودان ومتوفرة فى كل سوق وكل حى وكل قريــة وكل بيت يتساوى فى استعمالها الغنى والفقير وفى تعاطى جرعات مسببات السرطان – ألا وهى الطماطم والخضروات والفواكه – يمكنك شراء السرطان بابخس الأثمان مثل سعر كيلو الطماطم وسعر كيلو الموز – مـن منا لايدخل الموز والطماطم منزلـه – هـذه الخضروات والفواكه عادة ما تكون مرشوشـة بمبيدات حشرية كيمائيـة مـن أردأ أنواع المبيدات الكيميائية (انعدام الرقابة على استيرادها) وفرضـا أنها مـن أجـود الأنواع لكـن طريقة أستعمالها هى المسبب الرئيسى للسرطان – حيث أوصت منظمة الصحة العالميــة بأنه فى حالة رش الخضر والفواكـه بمبيد حشرى كيميائى (حتى وأن كانت من عالى الجودة) يجـب على المزارع الا يقوم بقطع الخضار أو الفواكــه وتقديمـه للسوق لايصاله للمستهلك فى مـدة أدناها 15 يوماً مـن تاريخ الرش حتى تضمـن خلو الخضار والفواكه مـن بقايا المواد الكيميائية.
    قديمــا كان الارشاد الزراعى يقوم بتثقيف المزارع بالسينما المتجولـة فى كل أنحاء السودان ويتم ابلاغـة باتباع تعليمات منظمـة الصحة العالميــة واخطاره أن القطع والبيع قبل 15 يوما مـن تاريخ الرش يسـبب أضرارا صحية للمستهلك – وقتها كان للمزارع ضمير ويجتنـب كل ما يضـر بالآخرين ويتبع التعليمات الصادرة مـن منظمـة الصحة العالميــة ومنظمــة الفاو.
    حاليا أصابنا داء جمع الفلوس والسعى للغنى وعـدم تحمل أى خسائر دون وازع أخلاقى أو دينى.حيث أن معظم الحشرات تهاجم الفواكه والخضر وقت النضج – واذا انتظر المزارع الفترة المنصوص عليها فى تعليمات منظمـة الصحة العالمية فان الفاقد التالف سوف يكون كبيرا والخسارة الماديــة كبيرة لايستطيع المزارع تحملها ولو أدى ذلك الى موت نصف المستهلكين – قبـل تثقيف المستهلك وجب علينا تثقيف الجهات أدناه للقيام بواجبها أولا – والا المحاكمـة بالتقصير والتسبب فى انتشار السرطانات (القتـل غير العمد) والجهات هى:

    (1) الجهات المسؤولة عـن فحص المبيدات عند دخولها ومطابقتها لمواصفات منظمـة الصحة العالمية .

    (2) وزارة الزراعـة ومسؤوليتها فى ارشاد وتثقيف المزارع ليتجنب ما يمكـن أن يدينــه أمام القضاء بالتسبب فى الاصابة بالسرطانات والفشل الكلوى. وكذلك الفحص العشوائى للخضر والفاكهة المعروضـة فى السوق وعـدم التسامح فى أيصال الأمـر للقضاء اذا ثبت أن هناك بقايا مـن المبيد الحشرى فى الخضر والفاكهة .

    (3) وزراة الصحة بتكوين جهة للفحص وأصدار شهادات خلو الخضر والفواكـه مـن بقايا المبيد الحشرى الكيميائى . كما يحدث حاليا فى حالة تصدير الفواكه والخضر.نفحص للصادر للحصول على المال ولا نفحص للسوق المحلى حماية لمواطننا.

    (4) توصية للجهات المنوط بها من مراكز البحوث والدراسات بالجامعات البحـث عــن بدائل المبيد الحشرى الكميائى القاتل.

    بما أننى غير متخصص فى هذه المجال لكن بحكم الأطلاع والمتابعــة وأنه سنحت لى فرصــة ودعوة لحضور سمنار عـن أستخدامات المبيدات الحشرية البيولوجيــة الغير ضارة بصحة الأنسان وبالأخص المستخرجة مـن بذرة شجرة النيم كبديل للمبيدات الحشرية الكيمائيــة المسببة للسرطان والفشل الكلوى. بعدم أتباع الطرق الصحيحـة فى أستعمالها وكذلك أستعمال بعض المبيدات الحشرية الغير مطابقــة للمواصفات العالميــة. أقيم هـذا السمنار فى مدينــة سورابايا بأندونيسيا فى عام 1997 الجهــة المنظمـة للسمنار منظمات ألمانيــة مع بعض الجامعات الألمانيــة ووزارة الزراعـة التايلنديــة وبعض الشركات الهنديــة .ومنذ ذلك الحيـن قمت بالمتابعة للمستجدات فى تطوير صناعة أستخلاص المبيد الحشرى البيولوجى مـن بذرة شجرة النيم . السمنار كان تحت رعايــة الملحق التعليمى بالسفارة الألمانية بجاكارتا وحضور السيد وزير البيئــة الأندونيسى للسمنار مـن البدايــة حتى النهايــة (5 أيام ) – تم التجربــة العمليــة لآستخلاص المبيد الحشرى من بذرة شجرة النيم بمصنع يمتلكه صديقى صاحب الدعـوة وهو أحـد تلامـذة البروف شوماخر المعروف عالميا بأبو النيم. حيث انـه مـن أوائل الباحثيــن لأستخلاص هـذا المبيد البيولوجى مـن بذرة شجرة النيم بتمويل مـن الحكومــة الألمانيــة فى منتصف ستينيات القرن الماضى. والبروف شوماخر عمل بالسودان مع منظمـة الفاو فى أواخر الخمسينيات ولاحظ أستعمال السودانييــن لأوراق النيم لبسطها تحت جوالات البذور فى المخازن للوقايــة من الحشرات.
    والبديل للمبيدات الحشرية الكيمائية الموصى بـه من منظمة الصحة العالمية هو المبيد الحشرى البيولوجى القاتل للحشرات وغير ضار بصحة الانسان . ويمكن رش الخضر والفواكـه اليوم ومسموح بعرضها للاستعمال فى اليوم التالى ليوم الرش . المبيد الحشرة البيولوجى مصنوع مـن مستخلص بذرة شجرة النيم وبتكلفــة مقاربــة ومنافســة للمبيدات الحشرية الكيميائيـــة عالية الجودة – علما أن ببلدنا أكثر مـن 7 مليون شجرة نيم مسجلة بالجهات الحكوميـة – هـذا غير أشجار النيم الموجودة فى الشوارع. وللعلم بذرة شجرة النيم السودانى مـن أعلى جودة فى العالم لاحتوائـه نسبة عالية مـن المادة الفعالة للمبيد البيولوجى ( يمكن الرجوع للبروف نبيل حشن بشير بجامعة الجزيرة حيث أن له مشاركة فى البحوث وله الفضل فى فحص بذرة شجرة النيم السودانى وأكتشاف جودته العالية حسبما ما علمت). الصيـن والهند وتايلاند بدأت زراعـة شجرة النيم تجاريــا للحصول على المبيد البيولوجى من النيم.

    لا أعتقد أن هناك جهـة حكوميـة أو شخص مسؤول سوف يحرك ساكنا. سبق وأرسلت رد للأخ قير تور بصحيفـة السودانى فى 2009 رسالة بخصوص نفس الموضوع وتكرم الأخ قير تور بالعمل على نشرها فى صفحة بريد السودانى . وتطرق لها فى عموده الراتب وطلب مـن الأختصاصيين والمسؤوليـن الرد بالتأكيــد او النفى لما ذكرت بخصوص أن مـن مسببات أنتشار السرطان والفشل الكلوى سوء أستعمال المبيد الحشرى الكيميائى .وأن البديل حسب توجيهات منظمة الصحة العالميــة هو المبيد الحشرى البيولوجى وبالأخص مـن حب النيم ? وحتى هذا اليوم لم أسمع من أى مسؤول تطرق للموضوع أو تكرم بالنفى .(الكلب ينبح والجمل ماشى).

    للتأكــد مما ذكرت أرجو الرجوع الى أقرب مكتب لمنظمـة الصحة العالميــة والفاو وطلب المذكرات والتوصيات المرفوعــة بخصوص هـذا الموضوع .
    الحمد لله ربنا وهبنى فرصـة لا أعتقـد أنها توفرت لأحــد غير متخصص فى متابعــة تطور أنتاج المبيد الحشرى البيولوجى بديلا للمبيد الحشرى الكيميائى مع التطرق لأسباب أستبدال المبيد الكيمائى والتى مـن أهمها حمايــة المستهلك مـن آثار بقايــا المبيد الحشرى الكيميائى تركيزا على المواد المسببة للسرطانوالفشل الكلوى.
    الأتجاه العالمى للمستهلك أن يأكل مـن الخضر والفاكهــة الخاليــة مـن المواد الكيميائيــة ( مع أبراز شهادة بعدم أستعمال المبيد الكيميائى – السماد الكيمائى مع عدم أستعمال البذور المحضرة مـن الجينات (Organic Food ) حيث أن اسعارها فى أرتفاع مستمر (أربعــة أضعاف أسعار الخضروات والفواكه العاديــة) هناك تقرير ودراسة دراسة للفاو قدمت فى -ديسمبر 2001 وشارك فى أعدادها البروف الحاج مكى عووضة مدير الغابات السابق. الدراسة بعنوان :

    Introduction study for the development of
    Organic Agriculture In Sudan
    أوصى التقرير والدراسة وبشر بأن للسودان مستقبل فى أسواق الخضروات والمحاصيل الأورقانيك العالمية حيث يمتلك السودان كل دعامات هذا النوع من الزراعة من توفر مساحات هائلة ذات تربة خصبة لا تحتاج أسمدة كيمائية وأن البذور الأصلية غير المعدلة وراثيا متوفرة وأن الدعامة الأساسية للمبيد عضوى متوفرة وبكثرة وغير مستغلة وهو بذرة شجرة النيم.

    بالتركيــز على أستخلاص المبيدات البيولوجيــة من بذرة شجرة النيم يمكننا تحقيق نتائج طيبــة جـدا متمثلــة فى الآتى :

    (1) الحد مـن أنتشار الأمراض الناتجــة مـن بقايا المبيدات الكيميائيــة .(السرطان والفشل الكلوى).

    (2) تحقيق عائد مادى مـن بذرة شجرة النيم . حيث انه يتم حساب قيمة المدخلات فى دراســة الجدوى. بقيمــة تتراوح ما بين 240 دولار الى 300 دولار للطـن ? قارن بين قيمة بذرة شجرة النيم مع أسعار الذرة العالميــة وهى تقريبا نفس القيمــة. مع ملاحظة أن الذرة يقوم المزارع بالزراعــة والرى وتنظيف الحشائش والحصاد فى فترة تتراوح مــن 3 الى 4 شهور – أما بذرة شجرة النيم بالسودان فلا يكلف الأ مصاريف التجميع والتنظيف فى فترة لا تتعدى أيام وليس شهور – علما بأن بالسودان أكثر مـن 7 مليون شجرة نيم بالغابات بوزراة الزراعة.ه ذا غير النيم فى الشوارع والبيوت.

    (3) يمكــن أستخدام فضلات تصنيع المبيد البيولوجى مـن حب النيم كأسمدة بيولوجيــة. وهى نسبة عاليــة حيث تشكل أكثر مــن 70% مـن وزن المدخلات للصناعة (بذرة شجرة النيم).

    (4) عند الأستخلاص لايمكن أستخلاص العنصر المبيد للحشرات ( Azadiryachtin A ) بالكامل مــن النسبة الموجودة فى حب النيم ( المستخلص فى حدود 60% ). يتبقى العنصر المبيد للحشرات فى فضلات التصنيع المذكورة فى (3) أعلاه . وعند أستخدامها يمكن التخلص مــن دودة الباميــة المعروفــة .والمسببة لمرض العسلة فى الذرة والقطن . وهى العدو الدود الزراعة الأقطان فى العالم ؟ وهذا النوع مــن الدودة لايمكن محاربتــه ألا بأستعمال ما يسمى بال ( Nimatoda ) وهى مخلفات صناعــة المبيد البيولوجى مـن بذرة شجرة النيم. هــذا النوع مــن الدودة هو العدو الدود لزراعة الأقطان فى العالم . مما جعل الأنجليــز يمنعون منعا باتــا زراعــة الباميــة فى مشروع الجزيرة. وتشديد عقوبــة زراعــة الباميــة لتصل الى 6 شهور بتهمــة تخريب الأقتصاد السودانى.الأخوة الزراعييــن بمشروع الجزيرة يعلمون ذلك تمام العلم .

    (5) توفيــر قيمــة فاتورة المبيدات الكيامائيــة والتى تتخطى مبلغ ال 50 مليون دولار سنويا.

    (6) تحقيق عائــد صادر من الصادرات البستانيـة الخاليــة من أستعمالات المبيدات والأسمدة الكيمائيـــة والطلب العالمى كبير جــدا والعرض محدود والأسعار 4 أضعاف العادى. مما يؤهل السودان ليكون من اكبرالمصدريــن لهذا النوع مـن الخضروات والفواكه الخاليــة مـن الكيمائيات سواء أكانت أسمدة أو مبيدات حشرية حسب تقرير ودراسة منظمة الفاو المشار أليها فى هذا المقال.

    (7) تشغيل أيدى عاملــة عاطلــة عــن العمل فى التجميع والتصنيع.

    حسب علمى أن مراكز البحوث والدراسات بجامعة الجزيرة تحت أشراف البروف نبيل حسن بشير وجامعـة الخرطوم تعمل بجـد فى البحوث والدراسات فى حدود البحوث والدراسات فقط وبقدر ما يتوفر لهذه الجامعات من ميزانيات محدودة. دون دعم حكومى وتوجيه لتنفيــذ توصياتهم وتوجيه المستثمرين للأنتاج التجارى لهذه الدراسات . و حسب علمى أن هناك بروف بجامعة الخرطوم واسمه بروف صديق تم ذكره فى كتاب أبو النيم بوف سوميدرا عــن النيم وأستعمالـه كمبيد حشرى ومعلومات أخرى عـن الشجرة.
    أرجــو مـن الأخوة المتخصصين مـن زراعييـن و متخصصى مبيدات الدلو بدلوهم فى هـذا الموضوع والذى أعتبره واجب وطنى وأخلاقى حيث أن الأنتاج التجارى سوف يخفف من حدة أنتشار مرض السرطان والفشل الكلوى أضافة للعوائد الأقتصادية من تمزيق فاتورة الأسمدة الكيمائية (50 مليون دولار سنويا) وتحقق عائدات من تصدير الخضروات والمنتجات البستانية الأوراقانك (Organic) .

    المعلومات أعلاه مستقاه مـن سمنار النيم والمتابعة مع أخ صديق ساعدته ظروف دراسته لأستخلاص الأعشاب أن يكون أحــد تلامذة البروف أبو النيم فى منتصف الستينيات. وهو (صديقنا هذا) خبير فى علم أستخلاص الأعشاب ويعمـل فى تصنيع ماكينات الأستخلاص للأعشاب بما فيها بذرة شجرة النيم.

    حتى تتم الفائــدة والمساهمة فى أيقاف مسببات السرطان والفشل الكلوى أرجـو مــن الأخوة أصحاب الأختصاص الدلو بدلوهم حتى تعم الفائــدة والمحافظة على صحة المواطن والذى هو عماد الأقتصاد والتنميــة.
    سيد الحسن

    ملحوظة:
    سبق وكتبت تحت هذا العنوان بوست بالمنبر العام للأقتصادى السودانى فى أبريل 2009 .

  4. نشكرك للتنوير امثالك هنا في الراكوبة واجهزة التلفاز ي كافي البلاء مليانة بال مداحين والدقون الله يستر عليك من جهاز الامن والتهم الجهازة تقويض النظام والامن وشن الحرب علي الدولة امثالكم هم الاقل صوتا وظهورا وسط الحلاقيم والعكاكيز الكبيره

  5. تسلم بروف نبيل والله يديك العافية.

    لست فى قامة البروف نبيل ولست متخصص فى هذه المجال ,لكن بحكم الأطلاع والمتابعــة وأنه سنحت لى فرص للتعرف على مشاكل المبيدات. كتبت المقال أدناه فى فبراير 2012 , وكتبت بوست أيضا عن نفس الموضوع على صفحة الأقتصادى السودانى فى أبريل 2009. وطلبت أن يدلو الخبراء بدلوهم فى الموضوع.
    وها نحن نستقبل ما يخط يراع البروف وبحكم أنه متخصص وقامة عالمية معروفة قطعا ما يكتبه قلمه هو الأصوب وتوصياته هى الأنجع ? وحسب تقديرى الشخصى أن كتاباته فى هذا الأمر يجب أن نأخذها خارطة طريق للخروج من أزمة الأصابة بالأعراض الناتجة عن سوء الأستخدام وأساءة الأستخدام.
    علما بأن ليس كل ما يكتبه غير المتخصصين هو الصواب ?
    ———————————————————

    أنتشارالسرطان والفشـل الكلوى وعلاقتـه بالمبيدات الحشرية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أنتشرت أمراض فتاكـة بمواطنينا مثل السرطان والفشـل الكلوى لدرجـة أن عــدد المرضى فاق طاقــة الوحدات الصحية المتخصصة لعلاج هـذه الأمراض – وتم البحث عـن المسببات مـن بعض الكتاب فى الصحف اليوميــة وكل يلقى باللوم على ما يعتقــد أنه هو السبب فى أنتشار السرطان والفشل الكوى.بعض الكتاب والمحللين نسب أنتشار هـذه الأمراض لدخول بعض المأكولات المعلبــة وبها مواد حافظـة بها نسبة عاليــة مـن المواد الكيمائيــة المسببة للسرطان وامراض الفشل الكلوى.وطالب هؤلاء الكتاب بتثقبف المواطن وتعليمه كيفيــة الشراء والفحص بالطرق الصحيحـة لتفادى الأصابــة. وحيث أن كتاب الصحف غير متخصصيــن فالموضوع خاضع للأطلاع والتقدير الشخصى . البعض الآخر أرجع سبب أنتشار السرطان والفشل الكلوى لسوء طريقة تخزين المواد الكيمائية فيما ذهب آخرون الى الأعتقاد بأنه فى عهد مايو تم دفن نفايات نووية فى صحراء شمال السودان.
    فى هذا الموضوع لى رأى متأكـد تماما مـن صحته ومدعوم علميا وهو أننا نحمل المعلبات والمواد الحافظة وسوء تخزين المواد الكيمائيةبها انتشار السرطانات وبصورة مزعجة بالرغم مـن أن هذا الأعتقاد قـد يكون صحيحا ولكن لاتشكل مساهمتــه فى أنتشار السرطانات والفشل الكلوى نسبة كبيرة. بل أن أستعمال المبديات الحشرية الكيمائيـة بصورة غير صحيحة وكذلك نوعيــة المبيدات الحشرية الكيمائيــة بالسوق السودانى وضعف الرقابــة عليها.
    أعتقد أن ضعف الرقابة على دخول المبيدات الحشرية الزراعية من أكبر المسببات حدوث الأثار الصحية السلبية لهذه المبيدات. معروف أن المبيد الحشرى به مادة قاتلة للحشرات وضارة أيضا بصحة الأنسان . هذه المادة لها معدل عالمى حسب نظم منظمة الصحة العالمية ولا يجب تخطي هذا المعدل حفاظا على صحة الأنسان مع أن يحمل المبيد نسبة قليلة جدا لقتل الحشرات ويزول الأثر السلبى لهذه النسبة فى المدى القصير (فى أقل من أسبوعين من رش الخضر والفاكهة).
    فى الدول التى تعتنى بصحة مواطنيها تضع أجراءات صارمة جدا للرقابة على هذه النسبة. بعد أعتماد المبيد من السلطات يعطى المستورد شهادة بذلك. لاتكتفى الدول بهذه الشهادة فقط بل أنه عند دخول البضاعة للميناء تقوم الجهات الصحية بأخذ كمية من العينات العشوائية من البضاعة (المبيد) ويتم فحصها بمعامل السلطات الصحية وأذا تبين أن فى عينة واحدة فقط أن هذه النسبة تخطت المعدل المسموح به فأن السلطات تأمر المستورد بأعادة التصدير فى مدى قصير جدا أو أن يحضر لأبادة بضاعته.
    فى حالة أن يقوم المستورد بأعادة التصدير فأن الدول المصدرة عادة لا تسمح برجوع البضاعة ما لم تخضع للفحص أيضا حيث أن سبب الرجوع مسبب بعدم مطابقتها للمواصفات العالمية (وأن تم تصديرها من الدولة المصدرة). هذه البضاعة تكون على ظهور البواخر لا قيمة لها. ويتم الأتصال بالمستوردين فى الدول ذات الرقابة الضعيفة والتى يمكن للمستورد أدخالها بدفع الرشاوى, ولا أحد يمكنه أنكار هذه الحقيقة حيث أن معظم البضائع الغير مطابقة للمواصفات والمرفوضة يعج بها سوقنا المحلى ( قضية الخيش والكمبيوترات حاملة النفايات خير دليل). المستورد الذى لا ليس له ضمير كباحث عن تحقيق أرباح عالية قوم بشراء هذه المبيدات بأبخس الأثمان وأحيانا تكون أقل من نصف التكلفة.
    هذا المستورد يقوم بالترويج بين المزارعين بأن مبيده الحشرى عالى الفعالية فى قتل الحشرات ( وفعلا أكثر فاعلية من غيره المطابق للمواصفات العالمية نسبة لأن المادة القائلة نسبتها أعلى) . والمزارع بحكم جهله ورغبته فى قتل الحشرات بأقل تكلفة وبأسرع فرصة للحفاظ على محصول موسمه ويلحق به السوق يقوم بشاء هذا المبيد الفتاك ويستعمله فى خضاره وفاكهته ولا ينتظر حتى خلوه من بقايا المواد القاتله ويعرضه بالسوق ونقوم نحن المستهلكين بشراء هذا الخضار مع بقاياه من المواد الكيميائية القاتله وننقله الى مائدتنا لنأكل وأسرتنا وأطفالنا هذا الخضار بمواده المسببة للسرطان والفشل الكلوى فى المدى الطويل.

    الأمر متشابك مع تثقيف المستهلك ليس فى شراء المعلبات بل يجـب تثقيف المستهلك عــن أكثر السلع استعمالا وأكثر السلع حملا لمسببات السرطانات وهى ليست من السلع المستوردة بــل مزروعـة بالسودان ومتوفرة فى كل سوق وكل حى وكل قريــة وكل بيت يتساوى فى استعمالها الغنى والفقير وفى تعاطى جرعات مسببات السرطان – ألا وهى الطماطم والخضروات والفواكه – يمكنك شراء السرطان بابخس الأثمان مثل سعر كيلو الطماطم وسعر كيلو الموز – مـن منا لايدخل الموز والطماطم منزلـه – هـذه الخضروات والفواكه عادة ما تكون مرشوشـة بمبيدات حشرية كيمائيـة مـن أردأ أنواع المبيدات الكيميائية (انعدام الرقابة على استيرادها) وفرضـا أنها مـن أجـود الأنواع لكـن طريقة أستعمالها هى المسبب الرئيسى للسرطان – حيث أوصت منظمة الصحة العالميــة بأنه فى حالة رش الخضر والفواكـه بمبيد حشرى كيميائى (حتى وأن كانت من عالى الجودة) يجـب على المزارع الا يقوم بقطع الخضار أو الفواكــه وتقديمـه للسوق لايصاله للمستهلك فى مـدة أدناها 15 يوماً مـن تاريخ الرش حتى تضمـن خلو الخضار والفواكه مـن بقايا المواد الكيميائية.
    قديمــا كان الارشاد الزراعى يقوم بتثقيف المزارع بالسينما المتجولـة فى كل أنحاء السودان ويتم ابلاغـة باتباع تعليمات منظمـة الصحة العالميــة واخطاره أن القطع والبيع قبل 15 يوما مـن تاريخ الرش يسـبب أضرارا صحية للمستهلك – وقتها كان للمزارع ضمير ويجتنـب كل ما يضـر بالآخرين ويتبع التعليمات الصادرة مـن منظمـة الصحة العالميــة ومنظمــة الفاو.
    حاليا أصابنا داء جمع الفلوس والسعى للغنى وعـدم تحمل أى خسائر دون وازع أخلاقى أو دينى.حيث أن معظم الحشرات تهاجم الفواكه والخضر وقت النضج – واذا انتظر المزارع الفترة المنصوص عليها فى تعليمات منظمـة الصحة العالمية فان الفاقد التالف سوف يكون كبيرا والخسارة الماديــة كبيرة لايستطيع المزارع تحملها ولو أدى ذلك الى موت نصف المستهلكين – قبـل تثقيف المستهلك وجب علينا تثقيف الجهات أدناه للقيام بواجبها أولا – والا المحاكمـة بالتقصير والتسبب فى انتشار السرطانات (القتـل غير العمد) والجهات هى:

    (1) الجهات المسؤولة عـن فحص المبيدات عند دخولها ومطابقتها لمواصفات منظمـة الصحة العالمية .

    (2) وزارة الزراعـة ومسؤوليتها فى ارشاد وتثقيف المزارع ليتجنب ما يمكـن أن يدينــه أمام القضاء بالتسبب فى الاصابة بالسرطانات والفشل الكلوى. وكذلك الفحص العشوائى للخضر والفاكهة المعروضـة فى السوق وعـدم التسامح فى أيصال الأمـر للقضاء اذا ثبت أن هناك بقايا مـن المبيد الحشرى فى الخضر والفاكهة .

    (3) وزراة الصحة بتكوين جهة للفحص وأصدار شهادات خلو الخضر والفواكـه مـن بقايا المبيد الحشرى الكيميائى . كما يحدث حاليا فى حالة تصدير الفواكه والخضر.نفحص للصادر للحصول على المال ولا نفحص للسوق المحلى حماية لمواطننا.

    (4) توصية للجهات المنوط بها من مراكز البحوث والدراسات بالجامعات البحـث عــن بدائل المبيد الحشرى الكميائى القاتل.

    بما أننى غير متخصص فى هذه المجال لكن بحكم الأطلاع والمتابعــة وأنه سنحت لى فرصــة ودعوة لحضور سمنار عـن أستخدامات المبيدات الحشرية البيولوجيــة الغير ضارة بصحة الأنسان وبالأخص المستخرجة مـن بذرة شجرة النيم كبديل للمبيدات الحشرية الكيمائيــة المسببة للسرطان والفشل الكلوى. بعدم أتباع الطرق الصحيحـة فى أستعمالها وكذلك أستعمال بعض المبيدات الحشرية الغير مطابقــة للمواصفات العالميــة. أقيم هـذا السمنار فى مدينــة سورابايا بأندونيسيا فى عام 1997 الجهــة المنظمـة للسمنار منظمات ألمانيــة مع بعض الجامعات الألمانيــة ووزارة الزراعـة التايلنديــة وبعض الشركات الهنديــة .ومنذ ذلك الحيـن قمت بالمتابعة للمستجدات فى تطوير صناعة أستخلاص المبيد الحشرى البيولوجى مـن بذرة شجرة النيم . السمنار كان تحت رعايــة الملحق التعليمى بالسفارة الألمانية بجاكارتا وحضور السيد وزير البيئــة الأندونيسى للسمنار مـن البدايــة حتى النهايــة (5 أيام ) – تم التجربــة العمليــة لآستخلاص المبيد الحشرى من بذرة شجرة النيم بمصنع يمتلكه صديقى صاحب الدعـوة وهو أحـد تلامـذة البروف شوماخر المعروف عالميا بأبو النيم. حيث انـه مـن أوائل الباحثيــن لأستخلاص هـذا المبيد البيولوجى مـن بذرة شجرة النيم بتمويل مـن الحكومــة الألمانيــة فى منتصف ستينيات القرن الماضى. والبروف شوماخر عمل بالسودان مع منظمـة الفاو فى أواخر الخمسينيات ولاحظ أستعمال السودانييــن لأوراق النيم لبسطها تحت جوالات البذور فى المخازن للوقايــة من الحشرات.
    والبديل للمبيدات الحشرية الكيمائية الموصى بـه من منظمة الصحة العالمية هو المبيد الحشرى البيولوجى القاتل للحشرات وغير ضار بصحة الانسان . ويمكن رش الخضر والفواكـه اليوم ومسموح بعرضها للاستعمال فى اليوم التالى ليوم الرش . المبيد الحشرة البيولوجى مصنوع مـن مستخلص بذرة شجرة النيم وبتكلفــة مقاربــة ومنافســة للمبيدات الحشرية الكيميائيـــة عالية الجودة – علما أن ببلدنا أكثر مـن 7 مليون شجرة نيم مسجلة بالجهات الحكوميـة – هـذا غير أشجار النيم الموجودة فى الشوارع. وللعلم بذرة شجرة النيم السودانى مـن أعلى جودة فى العالم لاحتوائـه نسبة عالية مـن المادة الفعالة للمبيد البيولوجى ( يمكن الرجوع للبروف نبيل حشن بشير بجامعة الجزيرة حيث أن له مشاركة فى البحوث وله الفضل فى فحص بذرة شجرة النيم السودانى وأكتشاف جودته العالية حسبما ما علمت). الصيـن والهند وتايلاند بدأت زراعـة شجرة النيم تجاريــا للحصول على المبيد البيولوجى من النيم.

    لا أعتقد أن هناك جهـة حكوميـة أو شخص مسؤول سوف يحرك ساكنا. سبق وأرسلت رد للأخ قير تور بصحيفـة السودانى فى 2009 رسالة بخصوص نفس الموضوع وتكرم الأخ قير تور بالعمل على نشرها فى صفحة بريد السودانى . وتطرق لها فى عموده الراتب وطلب مـن الأختصاصيين والمسؤوليـن الرد بالتأكيــد او النفى لما ذكرت بخصوص أن مـن مسببات أنتشار السرطان والفشل الكلوى سوء أستعمال المبيد الحشرى الكيميائى .وأن البديل حسب توجيهات منظمة الصحة العالميــة هو المبيد الحشرى البيولوجى وبالأخص مـن حب النيم ? وحتى هذا اليوم لم أسمع من أى مسؤول تطرق للموضوع أو تكرم بالنفى .(الكلب ينبح والجمل ماشى).

    للتأكــد مما ذكرت أرجو الرجوع الى أقرب مكتب لمنظمـة الصحة العالميــة والفاو وطلب المذكرات والتوصيات المرفوعــة بخصوص هـذا الموضوع .
    الحمد لله ربنا وهبنى فرصـة لا أعتقـد أنها توفرت لأحــد غير متخصص فى متابعــة تطور أنتاج المبيد الحشرى البيولوجى بديلا للمبيد الحشرى الكيميائى مع التطرق لأسباب أستبدال المبيد الكيمائى والتى مـن أهمها حمايــة المستهلك مـن آثار بقايــا المبيد الحشرى الكيميائى تركيزا على المواد المسببة للسرطانوالفشل الكلوى.
    الأتجاه العالمى للمستهلك أن يأكل مـن الخضر والفاكهــة الخاليــة مـن المواد الكيميائيــة ( مع أبراز شهادة بعدم أستعمال المبيد الكيميائى – السماد الكيمائى مع عدم أستعمال البذور المحضرة مـن الجينات (Organic Food ) حيث أن اسعارها فى أرتفاع مستمر (أربعــة أضعاف أسعار الخضروات والفواكه العاديــة) هناك تقرير ودراسة دراسة للفاو قدمت فى -ديسمبر 2001 وشارك فى أعدادها البروف الحاج مكى عووضة مدير الغابات السابق. الدراسة بعنوان :

    Introduction study for the development of
    Organic Agriculture In Sudan
    أوصى التقرير والدراسة وبشر بأن للسودان مستقبل فى أسواق الخضروات والمحاصيل الأورقانيك العالمية حيث يمتلك السودان كل دعامات هذا النوع من الزراعة من توفر مساحات هائلة ذات تربة خصبة لا تحتاج أسمدة كيمائية وأن البذور الأصلية غير المعدلة وراثيا متوفرة وأن الدعامة الأساسية للمبيد عضوى متوفرة وبكثرة وغير مستغلة وهو بذرة شجرة النيم.

    بالتركيــز على أستخلاص المبيدات البيولوجيــة من بذرة شجرة النيم يمكننا تحقيق نتائج طيبــة جـدا متمثلــة فى الآتى :

    (1) الحد مـن أنتشار الأمراض الناتجــة مـن بقايا المبيدات الكيميائيــة .(السرطان والفشل الكلوى).

    (2) تحقيق عائد مادى مـن بذرة شجرة النيم . حيث انه يتم حساب قيمة المدخلات فى دراســة الجدوى. بقيمــة تتراوح ما بين 240 دولار الى 300 دولار للطـن ? قارن بين قيمة بذرة شجرة النيم مع أسعار الذرة العالميــة وهى تقريبا نفس القيمــة. مع ملاحظة أن الذرة يقوم المزارع بالزراعــة والرى وتنظيف الحشائش والحصاد فى فترة تتراوح مــن 3 الى 4 شهور – أما بذرة شجرة النيم بالسودان فلا يكلف الأ مصاريف التجميع والتنظيف فى فترة لا تتعدى أيام وليس شهور – علما بأن بالسودان أكثر مـن 7 مليون شجرة نيم بالغابات بوزراة الزراعة.ه ذا غير النيم فى الشوارع والبيوت.

    (3) يمكــن أستخدام فضلات تصنيع المبيد البيولوجى مـن حب النيم كأسمدة بيولوجيــة. وهى نسبة عاليــة حيث تشكل أكثر مــن 70% مـن وزن المدخلات للصناعة (بذرة شجرة النيم).

    (4) عند الأستخلاص لايمكن أستخلاص العنصر المبيد للحشرات ( Azadiryachtin A ) بالكامل مــن النسبة الموجودة فى حب النيم ( المستخلص فى حدود 60% ). يتبقى العنصر المبيد للحشرات فى فضلات التصنيع المذكورة فى (3) أعلاه . وعند أستخدامها يمكن التخلص مــن دودة الباميــة المعروفــة .والمسببة لمرض العسلة فى الذرة والقطن . وهى العدو الدود الزراعة الأقطان فى العالم ؟ وهذا النوع مــن الدودة لايمكن محاربتــه ألا بأستعمال ما يسمى بال ( Nimatoda ) وهى مخلفات صناعــة المبيد البيولوجى مـن بذرة شجرة النيم. هــذا النوع مــن الدودة هو العدو الدود لزراعة الأقطان فى العالم . مما جعل الأنجليــز يمنعون منعا باتــا زراعــة الباميــة فى مشروع الجزيرة. وتشديد عقوبــة زراعــة الباميــة لتصل الى 6 شهور بتهمــة تخريب الأقتصاد السودانى.الأخوة الزراعييــن بمشروع الجزيرة يعلمون ذلك تمام العلم .

    (5) توفيــر قيمــة فاتورة المبيدات الكيامائيــة والتى تتخطى مبلغ ال 50 مليون دولار سنويا.

    (6) تحقيق عائــد صادر من الصادرات البستانيـة الخاليــة من أستعمالات المبيدات والأسمدة الكيمائيـــة والطلب العالمى كبير جــدا والعرض محدود والأسعار 4 أضعاف العادى. مما يؤهل السودان ليكون من اكبرالمصدريــن لهذا النوع مـن الخضروات والفواكه الخاليــة مـن الكيمائيات سواء أكانت أسمدة أو مبيدات حشرية حسب تقرير ودراسة منظمة الفاو المشار أليها فى هذا المقال.

    (7) تشغيل أيدى عاملــة عاطلــة عــن العمل فى التجميع والتصنيع.

    حسب علمى أن مراكز البحوث والدراسات بجامعة الجزيرة تحت أشراف البروف نبيل حسن بشير وجامعـة الخرطوم تعمل بجـد فى البحوث والدراسات فى حدود البحوث والدراسات فقط وبقدر ما يتوفر لهذه الجامعات من ميزانيات محدودة. دون دعم حكومى وتوجيه لتنفيــذ توصياتهم وتوجيه المستثمرين للأنتاج التجارى لهذه الدراسات . و حسب علمى أن هناك بروف بجامعة الخرطوم واسمه بروف صديق تم ذكره فى كتاب أبو النيم بوف سوميدرا عــن النيم وأستعمالـه كمبيد حشرى ومعلومات أخرى عـن الشجرة.
    أرجــو مـن الأخوة المتخصصين مـن زراعييـن و متخصصى مبيدات الدلو بدلوهم فى هـذا الموضوع والذى أعتبره واجب وطنى وأخلاقى حيث أن الأنتاج التجارى سوف يخفف من حدة أنتشار مرض السرطان والفشل الكلوى أضافة للعوائد الأقتصادية من تمزيق فاتورة الأسمدة الكيمائية (50 مليون دولار سنويا) وتحقق عائدات من تصدير الخضروات والمنتجات البستانية الأوراقانك (Organic) .

    المعلومات أعلاه مستقاه مـن سمنار النيم والمتابعة مع أخ صديق ساعدته ظروف دراسته لأستخلاص الأعشاب أن يكون أحــد تلامذة البروف أبو النيم فى منتصف الستينيات. وهو (صديقنا هذا) خبير فى علم أستخلاص الأعشاب ويعمـل فى تصنيع ماكينات الأستخلاص للأعشاب بما فيها بذرة شجرة النيم.

    حتى تتم الفائــدة والمساهمة فى أيقاف مسببات السرطان والفشل الكلوى أرجـو مــن الأخوة أصحاب الأختصاص الدلو بدلوهم حتى تعم الفائــدة والمحافظة على صحة المواطن والذى هو عماد الأقتصاد والتنميــة.
    سيد الحسن

    ملحوظة:
    سبق وكتبت تحت هذا العنوان بوست بالمنبر العام للأقتصادى السودانى فى أبريل 2009 .

  6. نشكرك للتنوير امثالك هنا في الراكوبة واجهزة التلفاز ي كافي البلاء مليانة بال مداحين والدقون الله يستر عليك من جهاز الامن والتهم الجهازة تقويض النظام والامن وشن الحرب علي الدولة امثالكم هم الاقل صوتا وظهورا وسط الحلاقيم والعكاكيز الكبيره

  7. المرجو منكم اخي الكريم وضع لائحة لاستعمال المبيدات لكل محصول حقلي اوبستاني ونشرها في اماكن البيع وتوزيعها عل كل من يهمه الامر وكدالك عبر مواقع التواصل الاجتماعي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..