عوضية النظرة الواقعية

واحد من المشاكل في البلد دي إنو كل شئ أصبح يخضع لمعايير لا نستطيع ان نصفها بأنها سياسية أو قانونية فالقانون في بلادنا أصبح يأتمر بأمر من يملك مقاليد السلطة وهذه من أسوأ المصائب التي يمكن أن يختبرها المظلوم. عندما يجد ممن إطمأن جانبه إليه في إحقاق الحق وأخذ حق المظلوم، يقف إلى جانب الظالم بل ويجد له من الأعذار ما يبعث على الكفر بالقانون والتفكير في وسائل أخرى يأخذ بها حقه وهنا يجب الحذر والحذر الشديد. فالمعيار في هذه القضية ليس قانونيا ولا سياسيا. فلو كان قانونيا فالمقتولة سوف تكون من معتادات الاجرام، وعندما ذهبت اليها السلطات المختصة قاومت مقاومة غير مبررة مستخدمة سلاح ناري مما أدى إلى إردائها دفاعا عن القانون.
أما لو كان المعبار سياسيا لكانت من أولئك السياسيات المعارضات الشرسات اللائي يدعين الى محاربة النظام القائم حتى لو أدى الأمر الى إستخدام السلاح، ولكانت تحمل سلاحا تسخدمه ضد كل من يمثل النظام مما أدى لإردائها حفظا للسلامة وارواح الآخرين.
ولكن في حقيقة الأمر فإن الأمر على العكس من ذلك تماما كما نعلم،فهي من القيادات القاعدية ولمن ؟ للحزب الحاكم.وهي ممن يمثلوا سلطة المواطن بهذا الحي ، بغرض النظر عن كيفية وصولها لهذا الأمر.
ولهذا تم تطبيق المعيار الثالث ،وهو النظر الى من هي ؟ فهي أولا إمرأة، وكما نعلم جميعا كيف ينظر بعض السودانيين منا إلى النساء برغم دورهن العظيم في مجتمعاتنا السودانية، وهي نظرة خاطئة ندينها وندعو جميع إخوتنا السودانيين الى السعي حثيثا لإحلالها بتقديرهن وإجلالهن ،وهن أهلا لذلك.
وثانيا من أين هي ؟ وهو من الأمراض التي اصيب بها هذا الشعب العظيم في عصرنا هذا.أن تتعامل مع الأشخاص من منظور الجهة القدم منها أو القبيلة التي ينتمي إليها سلبا أو إيجابا. وهو أمر مرفوض دينا وأخلاقا و إنسانية. فهي من جبال النوبة يعني نوباوية،والنوبة يحملون السلاح ضد الحكومة فهي إذا متمردة.
وحسب هذه العقلية لايمكن أن تتم إدانة إبن العروبة بدم هذه المرأة النوباوية. لايهم إن كانت عضوة في المؤتمر الوطني أو قيادية، فيكفي أنها نوباوية، لايهم إن كانت بريئة تسأل عن كيفية تطبيق القانون بطريقة خاطئة ،فأنى لهذه المرأة النوباوية أن تقف أمام إبن العروبة صاحب السلطة وحامي القانون لتقول له لماذا هذا ؟ أو كيف ذاك ؟ فهي هنا قد تجرأت وتخطت كل الحدود التي لا ينبغي لمثلها أن تتخطاها، ولزاما عليه أن يعيد الأمور الى نصابها ويخرس لسانها للأبد حتى لاتكون بطلة ويأتي أمثالها ليعيدوا ما فعلت أو حتى ليطالبوا بحقوق تجععلهم على قدم المساواة معه وما يمثله.
فكانت تلك الرصاصات الغادرة من أيدي جبانة ونفس قزمة رأت في مثل هذه العزيزة النفس الكريمة الأصل عملاقا يحطم أصنام ظلمه وأوثان طغيانه ولم يدر بأن الشجاعة والإقدام في الدفاع عن الظلم ةالمظلومين لا جنس له ولا لون ولا عمر . فكان الثمن غاليا. وعلى من إقترفت يداه أن يدفع ثمن ذلك .لأن الديان لايموت والذنب لايبلى إفعل كما شئت فكما تدين تدان، ونحن في إنتظار القضاء السوداني ليرينا كيف تكون إستقلاليته، وحينها لكل حادث حديث.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..