ماذا يجري في مصر ؟؟…أسئلة هامة

ماذا يجري في مصر ؟؟…أسئلة هامة

سارة عيسي
[email protected]

سألت عدداً من الأخوة المصريين عن الجمل الذي أجتاح ميدان التحرير ، وبالفعل كان منظراً في غاية الغرابة ، والقليل الذي عرفته أن سائق الجمل وجه إحتجاجاً لثوار الفيسبوك ، فهو كان يسترزق من خدمة السواح الأجانب بالقرب من كبري الجلاء ، لكن بسبب المظاهرات فقد أنقطع هذا الرزق ، فهو في هذه الحالة لن يحمّل الرئيس حسني مبارك كل الوزر ، فهو يرى بعينيه الحشود وهي تسد الطرقات والسواح الأجانب وهم يفرون بجلدهم ، لذلك ثار و ركب جمله وماج بين الحشود لعله يفلح في فك حظر لقمة العيش ، فقد ترك أثراً إعلامياً مهماً ، فمعظم المحللون في الفضائيات أصبحوا يسألون ..كيف وصل هذا الجمل إلى ميدان التحرير وخطف الاضواء.
لكن هناك شيء لمسته في تظاهرات القاهرة ، فمعظم النخب المصرية المعارضة تجمع أن إتفاقية كامب ديفيد جرّدت مصر من دورها العربي ، لكن في هذه التظاهرات تحاشى الجميع المطالبة بإلغاء إتفاقية كامب ديفيد على أساس أنها إرث من النظام الفاسد ، كما لم تطالب الحشود بإلغاء الإتفاقيات العسكرية والأمنية مع الولايات المتحدة ، وقد كانت المطالب محصورة في ذهاب الرئيس مبارك فقط ، هذا الأمر يزيد الدهشة والإستغراب ، ولم يرفع المتظاهرون شعارات تندد بإسرائيل أو المطالبة بتحرير الأرض المحتلة أو حتى فتح المعابر مع حماس في غزة ، فقد كان هناك تقليد رأيته في العديد من الفضائيات وهو مشهد دمية الرئيس الأمريكي وهي تحترق على أيدي المتظاهرين ، لكن هذا لم يحدث في ميدان التحرير ، فحتى العلم الأمريكي لم يُحرق ، هذا الأمر لم يكن مصادفة لأن أمريكا هي اللاعب الاساسي في تلك التظاهرات ، والسبب أيضاً لأن أمريكا تريد أن تفرض شروطها على مصر ، لذلك أستغلت موجة السخط والعداء للنظام الحاكم ووجهتها حسب مصالحها الإقليمية .
الأمر الثاني هو أن المتظاهرين لم يطالبوا بتحسين سجل الحكومة في مجال حقوق الإنسان ، فالمفاوضات الجارية بين الحكومة والمعارضة هي خاصة بالتعديلات الدستورية التي تسمح بالتعددية السياسية ، ويُمكن توصيف مطالبات بقية المحتجين بأنها معيشية في المقام الأول ، فوسط هذا السياق نسى الجميع أمر المحكمة الجنائية الدولية ، صحيح أن نظام الرئيس مبارك أهان هذه المحكمة عندما فتح أبوابه للرئيس البشير الذي جعل القاهرة محطة مهمة لمهاجمة هذه المحكمة ، لكن الثورة تعني الرجوع لحكم القانون ، فالمحكمة الجنائية الدولية هي الكابح الوحيد لخروقات الرؤوساء وتعديهم على أبناء شعوبهم ، وقد كان عمرو موسى يردد بأن أزمة دارفور سببها بعير ضال ، فهو يتحايل على سبب الأزمة من أجل خدمة النظام الحاكم في السودان ، وليس غريباً الآن أن يندس بين المحتشدين في ميدان التحرير ويطالب بالتغيير .
الأمر الأخير هو توافق الأخوان وأمريكا في هذه التظاهرات ، ولا ننسى أنه في إنتخابات عام 2005 كان للأخوان مائة نائب ، لكن مهندس الإنتخابات الأخيرة أحمد عز الدين صنع نتيجة إنتخابية مزورة هي التي أحدثت هذا الشرخ ، فقد أكتسح الحزب الوطني كل الدوائر وقد صوّتت له حتى الأجنة في الأرحام ، ففي هذه التظاهرات تنازل الأخوان عن شعار الإسلام هو الحل وركزوا على حصد تنازلات تمكنهم من تحقيق بعض النفوذ داخل الدولة ، فالأخوان المسلمين لا زالوا بعيدين عن المؤسسة العسكرية ، فهم يعلمون أن الوصول للسلطة دون دعم الجيش لن يحدث في مصر ، لكن هناك من يقول أن الأخوان سوف يصبرون على الجيش كما فعل نظرائهم في السودان ، حيث كان السيناريو الأولي هو أن يتحالفوا مع البرادعي لمرحلة محدةة ويدعموا ترشيحه للرئاسة ، لكن الأخوان علموا بحكم خبرتهم أن البرادعي لا يمثل كل مراكز القوى في مصر ،وهناك شكوك حول علاقته مع أمريكا واسلوب حياته ، وقد أستهجن الأخوان زواج إبنته من مسيحي غربي على الرغم أن تلك التسريبات تقف من خلفها أجهزة الدولة المصرية ، لذلك فضلوا التحاور مع الجيش في شخص عمر سليمان ، فالمشهد يقول أن مبارك سوف يبقى لحين نهاية ولايته وكذلك سوف يبقى المحتشدون في ميدان التحرير بعد تحولت الإحتجاجات إلى مظاهر فولكلورية ومصدر للتسلية والترفيه .
سارة عيسي

تعليق واحد

  1. بالله ما تقومي تروحي قال: مظاهر فولكلورية ومصدر للتسلية والترفيه
    والدم السال في الشوارع ده كان عصير تمر هندي ولا شنو؟!

  2. هذا مقال غريب وعجيب !! اتتهمون الثوار انهم جهلاء لا يعرفون لم خرجوا ؟ اتزعمون ان الثورة صنعت بامريكا ؟ اتزعمون ان تحالفا امريكيا اخوانيا هو من قام بالثورة ؟ ولماذا الاستخفاف بعقول الملايين من شعب مصر ؟ ‏
    ان الهتاف الداوي ‏‏(الشعب يريد اسقاط النظام‏) والذي يتحول الي ‏‏( الشعب يريد اسقاط الرئيس‏) ليس بدليل افلاس ‏،‏ وانما دليل عقل ورشد وانجاز ‏،‏ فالغياب الكامل لاجهزة الدولة المصرية ما بعد انتصار الثوار ميدانيا علي عنف الشرطة واعلاميا بايصال الرسالة هادرة واضحة باسقاط النظام ‏،‏ هذا الغياب كان اسقاطا فعليا للنظام ‏،‏ ولم يبقي الا رمزية الرئيس القادم من رحم الجيش الحاكم بالطوارئ سنين عددا ‏،‏ ولما كان وعي الثوار ضرورة الفصل بين الرئيس والجيش الذي نزل للشوارع بأمر عسكري ‏،‏ وعي الثوار بتحييد الجيش جعلته يهتف باسقاط الرئيس تجريدا له من ورقته الاخيرة التي يتحصن بها ‏،‏ اذ سقطت اوراق الحزب والامن المركزي والشرطة كاوراق الخريف ‏.
    وقد نجح الثوار في تحييد الجيش المصري ان يتورط في دخول الصراع ضدهم ‏.‏ وان بقيت حقيقة ان الجيش المصري المحترف كان يعي تماما التوازنات المطلوبة منه تجاه وضع مصر الحساس في المنطقة والعالم ‏،‏ سيما وهذا اول اختبار له منذ حرب اكتوبر في ظل تغيير كامل في اوراق اللعبة وآلياتها ‏،‏ لذا بدا الجيش المصري مترددا حتي اليوم وهو يزن الامر بين مطالب الثوار الهادرة الهاتفة بالتغيير الفوري الكامل ‏،‏ وضرورات ادارة الازمة كليا وفقا للمهددات التي يتعامل معها وفقا لرؤي واستراتيجيات ربما تخيلت وتصورت واعدت سيناريوهات لاهوال كثيرة ‏،‏ لكن ليس من بينها ما يحدث اليوم!‏

  3. نظرية المؤامرة التي حاول ان يرّوج لها نظام فرعون مصر ، ذهبت ادراج الرياح ، أمام هدير اصوات المتظاهرين بميدان التحرير ، ان يكّرر الأمر بعض المحللين فهذا لعمري لهو (السخف) بعينه ..
    الشباب المصري الذي خرج يوم 25 يناير ، كان واعياً كل الوعي بمطالبهم ، مع ادراكهم المخاطر التي تحيق بهم في حالة التعرض لعلاقات مصر الدولية (كامب ديفيد) (امريكا) ، فقد كانت مطالب الشباب (داخلية) بحته ، فقد كانت معركتهم مع (النظام) وفساده ومشاكل مصر اليومية ، هنا كانت عبقرية هذه (الثورة) والتي تمثلت ايضاً في (احتواء) الجيش ..
    مطلب المتظاهرين كان واحداً (اسقاط النظام) ، وهو يعني كل شئ ، توحيد الخطاب والشعار كان مقصوداً ، ولم يجزء الشباب مطالبهم منعاً للتشتيت .. ونجحوا ..
    لقد كانت ثورة شباب مصر الخيرة مفاجئة للدارة الامريكية فالقت باللوم على الـ CIA في عدم توقع ما حدث ..
    وهذا ما سيحدث في سوداننا .. « بغتـه » ، ليجرف الطوفان (الطوغيت ) كما جرف فرعون مصر ، وهم في غفلة من أمرهم ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..