مقالات سياسية

بالونات ..إعلامية

منذ عشرات السنين ومنذ نشأة الصحافة وحتى يومنا هذا كتب الكثير من المختصين والمفكرين والسياسيين ورموز ورجال الإعلام عن مسؤولية الإعلام عموما والصحافة بصفة خاصة في تغيير واقع الحياة لجعلها أكثر أمنا وعدالة واستقرارا ورفاهية . وعدت الصحافة منذ تأسيسها السلطة الرابعة التي تقف بمسافة متساوية بين الحكام والمحكومين . ولأهمية واجباتها وحساسية وظيفتها … وشرعت الكثير من القوانين الدولية والإقليمية والمحلية لتنظيم عملها وزيادة الإفادة من خصائصها وقدراتها . كما وضعت العشرات من العهود ومواثيق الشرف المختلفة لمنح الصحافة حريات واسعة وصلاحيات مؤكدة لدعم عمليات الإصلاح والتغيير في مختلف أروقة الحياة .
ولاينكر احد ما للصحافة من دور رقابي شامل وما تواجهه من ضغوط وتحديات في سبيل تحقيق تطلعات الجماهير في العيش الآمن والكريم … فعلى الصحفي أن يدرك ما هوملقى عليه من مسؤوليات وواجبات وان يكون أكثر وعيا بدوره الحقيقي في خضم هذه الشبكة من العلاقات المعقدة … ولكن هل يتفق معي البعض ان قضية القاري والمتلقي لم تعد في ماكنا نشكو منه سابقا وان الخوف أحيانا لم يعد مساره صحة الخبر والمعلومة …ولايدور في كيفية التناول الصحفي والإعلامي..ولا في استقلالية المؤسسات الإعلامية في ان تكون أسطورة اومغالطة انتشرت عبر الأزمنة والدول.
واقع الخوف احيانا هو شيء آخر تماماً. …قد يتعلق بحقيقة الشخص الإعلامي نفسه …فمثلما يشكك القاري في الخبر وفي ومصداقيتة ربما يشكك في حقيقة الصحفي والإعلامي التي ربما تكون زائفة ايضا ومثل الاخبار المفبركة والمغلوطة ..فتركيبة شخصية الإ علامي ايضا قد تكون مفبركة ومصنوعة صناعة سلبية ليست تلك الصناعة الايجابية التي تقوم على بناء وتطوير القدرات فهناك قوى خفية تتنافس على التحكم في المؤسسات الإعلامية الأمر الذي يفتح لها المجال للتحكم في العقول والأفكار والرأي العام.
تلك القوى التي تقوم بصناعة بالونات اعلامية (منفوخة) تكتب كتابات مصنوعة ايضا ربما تجعل من كاتبها أضحوكة زمانهم ففي زمن اصبح الكثير من الاعلاميين الحقيقين في المهجر او في البيوت تمددت في بلاط الصحافة واروقة الاعلام تلك الشخصيات الجوفاء التي ملاءت الشاشات حديثا ممجوجا ومحفوظا ومكررا ..زمن تشابهت فيه المصطلحات الإعلامية وتقاربت فيه ملامح الزيف الخطابي ومازلت ارفع حاجبي دهشة لهذة الصناعة (التايوانية ) فالشخوص كالمنتجات احيانا ان كانت صناعتها مضروبة يقع الضرر فيها على المستهلك وهنا ايضا الضرر يطول المتلقي لهذا السبب …والصناعات الرديئة عمرها قصير جداً…لكني مالي أرى عمر البعض منها يطول ….ولكن لابد من خاتمة للمشوار فالمزيد من الأضواء قد تكشف مكامن الفشل بدلاً من ان تعكس اوجه النجاح
نحن بحاجة لكي يشفى إعلامنا اولاً من علته …حتى يكون سببا في دواء ومعالجة كثير من الأخطاء والقضايا….قبل ان نواجه الفساد السياسي يجب ان نواجه الفساد الإعلامي بكل أشكاله وضروبه …دوعنا نكشف عن حقائقنا ومن ثم نتحمس لكشف حقائق الغير.فنحن قد نمتلك أدوات لمهاجمة الأخرين ….لكنهم لايمتلكون ….دعونا للأمانة وللعدل ولراحة ضمائرنا ان نعترف بتلك المخلوقات والأجسام الإعلامية الغريبة التي تعيش بيننا …والأمر لايحتاج الا لشجاعة أكبر.

طيف أخير
توقفت من …كوني أنا !!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بالونات اعلامية وبالونات سياسية وبالونات اقتصادية انه زمان البالونات ولكن كم هو عمر البالونه ياستي عمرها قصير جدا ولاتستمر طويلا مها انتفخت وكبرت سيأتي اليوم الذي ستنفجر فيه انه زمن المهازل كوادر اعلامية كلها هجرت الوطن واستقرت بالخارج اسست عدد من المؤسسات الاعلامية خارج الوطن وبقى مافي الوطن هو اعلام التطبيل والتضليل اعلام يدافع عن الباطل اقلام مأجوره ولللاسف تتقلد الناصب القيادية في الاجهزة الاعلامية حقا انه زبن البالونات

  2. (نحن بحاجة لكي يشفى إعلامنا اولاً من علته …حتى يكون سببا في دواء ومعالجة كثير من الأخطاء والقضايا….قبل ان نواجه الفساد السياسي يجب ان نواجه الفساد الإعلامي بكل أشكاله وضروبه …دوعنا نكشف عن حقائقنا ومن ثم نتحمس لكشف حقائق الغير.فنحن قد نمتلك أدوات لمهاجمة الأخرين ….لكنهم لايمتلكون ….دعونا للأمانة وللعدل ولراحة ضمائرنا ان نعترف بتلك المخلوقات والأجسام الإعلامية الغريبة التي تعيش بيننا …والأمر لايحتاج الا لشجاعة أكبر)
    لو اكتفت الاستاذه صباح محمد الحسن بهذه الفقرة الاخيرة لاوفت وكفت احيانا كثيرة يعجبني اسلوبك الشيق في الكتابة وهذا مايميزك فعلا

  3. تشخيص دقيق وسليم لعلل الصحافه التي اقعدتها عن الايفاء بمهامها وظهورها كسلطه رابعه لايقل دورها عن بقية السلطات ,ولكن السؤال الملح ,هل اريد للصحافه ان تكون بعطبها هذا حتي تلبي رغبات البعض ,هذا مجرد سؤال وان كنت لا اعشم في ايجابه ,ببساطه ,لان الصحفيين تعتريهم احيانا روح نرجسيه ,تجعلهم يحسون فيها بان الله خلقهم لوحدهم ,وانهم وصلوا لمرحله لا يجوز معها انتقادهم,ناسين ام متناسين حصافة القاري والتي تميز بذكاء الغث من الثمين,ومثلما هنالك فنان مؤدي وفنان مبدع ,كذلك يوجد صحفي مؤدي وصحفي مبدع ,ومهنة الصحافه تعتمد في المقام الاول علي موهبه فطريه تثقل بالقراءه والقراءه ,وكااي مهنه ,فللصحافه ادابها والتي قلما يتم الالتزام بها ,مماحولها في بعض الاحيان لصحافة مهاترات لاتراعي فيها الزماله ,لقد شهدنا مساجلات بين بعض الصحفيين وصلت لمرحلة الاساءه الشخصيه المتبادله ,وهذا لعمري فيه عدم احترام للقاري وللمهنه ايضا ,علي الصحافه الورقيه ان تواجه التحديات الجمه والمتمثله في الفضاء المفتوح من اسفير وقنوات فضائيه والتي اصبحت منافسا شرسا ,فلم تعد الاشياء هي الاشياء ولك الشكر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..