رداً على عمود الحاسه السادسه لرشان اوشي

الاستاذة رشان اوشي
بعد التحية
كان بودي أن اتناول ما طرحتيه في عمودك الحاسة السادسة يوم الاحد 15/6/2014 بعيداً عن التوهان قريباً من الوعي. أن أفرد له مقالات إلا أن الأمر تطلب رداً مقتضباً على عمودك الذي وجدت فيه كل التوهات بما تعنيه الكلمة من معنى.
لا ادري هل كنت حاضرة احياء ذكرى شهداء كجبار، ام تناقل اليك الامر؟. حيث ذكرتِ في افتتاحية عمودك «ناشطون نوبيون» رغماً أن اللجنة المشرفة هي لجان المناهضة والمقاومة لبناء سد على أرض النوبة لإغراقها وضياع تراثها وآثارها، وقبله انسانها. كان اولى للاستاذة رشان أن تتحدث وتكتب عن دماء الشهداء والملف المخفي عن عيون العدالة.
الاستاذة ذهبت الى أن الأغنية المعنية عنصرية، ولم استوعب كيف ذهب بها الخيال هذا المنحى! فنحن النوبيون ملح واساس الوطن شاء من شاء وابى من ابى، ولنا الحق التاريخي الاصيل ونقر بأننا جزء من مكونات هذا الوطن، ولن نفرط في شبر من ارض الوطن، بل نطالب ان يرد الجزء المنفصل من بلادنا بسبب العرواسلامي الذي قسم البلاد الى جنوب وشمال وهم العنصريون بحق وحقيقة. فنحن لا نعرف وطناً غير السودان من نوملي الي حلفا ومن الجنينة الي القاش بكل مكوناته، ونتضامن مع هويات اهل الهامش جميعاً حتي تحترم الدولة مكونات الشعب السوداني بتراثه وبلغاته المتعددة.
الاستاذة رشان التي لم تسكب الدمع على ضياع وادي حلفا وآثارها وتراثها ولا إغراق ما تبقى من الارض بقيام سد دال وكجبار وتهجير المواطن وإغراق الآثار ومحاربة اللغة النوبية، تبكي على اغنية للعملاق مكي علي ادريس! عذراً عزيزي القارئ تناولت هذا على قارعة الطريق واوعدكم بان امدكم بمقالات تكشف فيها كل مؤامرات تدير وتصرف الناس عن القضايا الاساسية لهوامش لا وجود لها.
ولكم الشكر
سعد محمد احمد
ومن الحاسة السادسة
أشكرك كثيراً أستاذ سعد على التعقيب الثر. وما زلت أصر على رأيي بأن قضايا النوبيين يجب أن تُحل في إطار الوطن الواحد، لأننا شعب يستند على حضارة عظيمة وحدت الدولة السودانية قديماً، وأن نقوم بدورنا الطليعي في إنقاذ ما تبقى من الدولة السودانية، وأشدد أعني هنا (الدولة وليس الحكومة)، وأن نحاول إخماد أي صوت يرتفع لينادي بالانفصال.
سعد محمداحمد
[email][email protected][/email]
لا اعتقد ان الدعوات الانفصالية التي تصدر من البعض هي دعوات جادة بمعنى ان ليس لها سند في الواقع لأننا نؤمن بان السودان نحن ونحن السودان تاريخا من أقصاه الى أقصاه من الواقع وليس ادعاء ولكن بالطبع مع مراعاة حق الآخرين واعتبار أنفسنا جزءا من كل الحاضر لنا مثلما للجميع وعلينا مثلما عليهم ومن هذه الحقيقة التي نؤمن بها نتمسك بأرضها ونرفض بقوة وثبات مبدأ تهجيرنا لان الهجرة تمحو حقيقة اننا جزء أصيل من هذا الوطن وليت الآخرون يتفهموا إصرارنا على البقاء على ارضنا ورفض تهجيرنا الذي لا هدف له سوى اقتلاعنا من جذورنا.