كلنا في التخريف شرق وغرب

سردت في مقالي الأخير في ?عربي 21″، كيف أن مسؤولين غربيين بيدهم الحل والربط في أمور الحرب والسلام يستعينون بالدجالين وقارئي الطوالع قبل اتخاذ قرارات مصيرية، والخرافة والدجل موضوعان يستهوياني كثيرا، بسبب انتشارهما الوبائي في عالمنا العربي، ولكنني اليوم بصدد تناول ظواهر وممارسات تجمع بين التخريف وتصديق الخرافات، فمثلا صدر في السودان قبل أكثر من ثمانين سنة، أي منذ الحقبة التي كانت بريطانيا تستعمر فيها السودان، قانون يمنع إدخال الآلة الكاتبة (التابيرايتر) إلا بموجب تصريح صادر من وزير الداخلية، وكان الغرض من ذلك القانون منع التنظيمات السرية المناهضة للاستعمار الانجليزي من حيازة ذلك النوع من الطابعات لإصدار منشورات تدعو الى جلاء الإنجليز من البلاد، وحسب علمي فما زال ذلك القانون ساريا رغم أن معظم مصانع الآلات الكاتبة أغلقت أبوابها بعد ظهور الكمبيوتر، والغريب في الأمر ان بمقدور اي سوداني إدخال أي نوع من الكمبيوترات بكامل فيروساته إلى البلاد، وفي منتصف السبعينات اكتشفت الحكومة المصرية أنها ظلت تدفع أتاوة للباب العالي في تركيا رغم أن ذلك الباب صار ?واطيا? ثم كان قد زال قبلها بعقود تماما.. وبما ان الشيء بالشيء يذكر فلابد من الإشارة هنا إلى ان حكومة صدام حسين لم تسمح للمواطنين العراقيين بامتلاك أجهزة الفاكس إلا في يوليو من عام 2000م، يعني قبل سقوطه بثلاث سنوات، وكان الفاكس وقتها قد أوشك على التقاعد بعد ظهور البريد الالكتروني!!
طيب ممكن القول بان السودان والعراق من البلدان ?المتخلفة?، ولكن ما قولكم في ان القانون البحري الفرنسي يمنع وجود الأرانب على متن السفن والقوارب، فقد قررت عائلة كيلن الهجرة من منطقة مانشستر الانجليزية، والاستقرار نهائيا في إقليم نورماندي بفرنسا، ووضعت العائلة أمتعتها في سفينة صغيرة ثم صعد أفراد العائلة الى السفينة وكان الصغير لي كيلن يحمل معه أرنبين، ولكن مسؤولا في الشركة المالكة للسفينة أبلغه بأنه لا يستطيع اصطحاب الأرنبين معه! لماذا؟ لأن هناك قانونا صدر في القرن الخامس عشر يقول ان الأرانب ?شؤم ونحس? وأن وجودها على السفن يسبب الكوارث! ولم يكن أمام العائلة من سبيل سوى ترك الأرنبين في مكاتب الشركة ليتم شحنهما إلى فرنسا جوا في تاريخ لاحق على متن طائرة بريطانية لا يؤمن طاقمها بان الأرانب تجلب النحس!!
وأذكر كيف أن أمي كانت تصرخ مفزوعة كلما رأت حذاء مقلوبا ونعله الى أعلى، لأن أهلنا النوبيين يعتقدون ان الحذاء المقلوب فأل سيء، وكنت أسخر أيضا من أهلي الذين يعتقدون ان نثر مخلفات الدجاج (إفرازات أمعائها) على الطريق العام يجلب البركة للدجاج فيبيض ويفرخ أكثر!! وذهبت الى بريطانيا في السبعينات وكنا في زيارة لعائلة في كيمبريدج في يوم شديد المطر، وما ان فتح لنا أهل الدار الباب حتى دخلت ومظلتي لا تزال مفتوحة فوق رأسي، فإذا بصاحب الدار يطلب مني في أدب ان أخرج لأطوي المظلة ثم أدخل ثانية، وحسبت بادئ الأمر ان المسألة تتعلق بحرصه على ضمان عدم تساقط الماء الذي في المظلة على سجاد بيته ولكنه شرح لي ان المظلة المفتوحة داخل البيت تجلب سوء الحظ!! وعلى مر السنين اكتشفت ان الغربيين المتحضرين، لا يختلفون عنا بل قد يكونون أكثر إيمانا منا بالخرافات، فالفرنسيون مثلا يعتقدون ان المرأة الحامل التي تسمع نعيق البوم تلد بنتا، وبما ان البوم يعتبر طائر شؤم عند الفرنسيين فمعنى هذه الخرافة أنهم يعتبرون البنت نفسها شؤما!! ويعتقدون ايضا انه إذا حط العصفور المسمى بالزرزور على كتفك فإن ذلك يعني أنك ستموت قريبا.
واليهود الأورثودوكس يعتبرون المرأة الحائض مصابة بلوثة شيطانية، ويرغمونها على البقاء بمفردها في غرفة لا يدخل عليها فيها أحد خوفا من أن يسكنه الشيطان، ويتركون لها الماء والطعام قرب الباب، لتتناولهما بعد أن يختفي من أتى بهما، لأن مجرد وقوع عينها على شخص كفيل بإلحاق الأذى بذلك الشخص، وبالمقابل فان أهلنا في شمال السودان يتفاءلون عندما تمشي العناكب فوق أجسامهم، لأن ذلك بشارة بأن ملابس جديدة في الطريق إليهم، ولكنني كنت اقتل أي عنكبوت يمشي فوق جسمي فتصيح أمي: ستعيش طول عمرك ?مبهدل ومُقطّع?!
الخبر
الدولة السودانية انهارت من مدة وما تبقي هو مجرد مكاتب للجباية تدفع للوزراء والامنحية رواتبهم..
للهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآمين ,, اللهم أجعلهم يشتهون الماء ولا يستطيعون شرابها ويتمنون الموت من شدة الالم فلا ينالونه ,, اللهم عذبهم بكل أم بكت أنصاف الليالى على فلذة كبدها أو زوجها أو أبيها ,, اللهم عذبهم وزبانيتهم بحق كل فم جاااع ,, وبطن قرقرت ومريض مات من عدم أستطاعته توفير الدواااء اللهم عذبهم بحق كل زفرات شوق وبعاد يعانيها ابناء المهاجرين والمتغربين الفارين من الوطن بسبب سياساتهم وأفسادهم ,, اللهم أجعلهم يشتهون الطعام فلا يتذوقونه بحق كل شبر من أراضى السودان التى باعوها والتى حبسوا عنها الماء فصارت بووورا تشكوهم لربها ,,, اللهم أنا غير شامتين ولكن أمرتنا بالدعاء على من ظلمنا لذا دعوناك ,, فأن كنتم أيها السودانيين تظنون أن البشير والكيزان ظلموكم فعليكم بالدعاء فأنه أمضى سلااااح ,,أدعوا عليهم بالويل والثبوور وعظائم الامور من سرطان وأمراض ,,
معلومات قيمة واشكرك علي كتاباتك والتى اتابعها بشغف
الاستاذ الكريم— لك التحية والتقدير— صح لسان امك ورحمنا الله اموات واحياء فدعوتها لنا – جيلنا- بالبهدلة والعيش المقطع تحققت في عهد الانقاذ ولابد انها كانت تعني ذلك في نبؤتها — اطال الله عمرك وسلم بدنك.
لينا زمن من مقالاتك الرائعة والمفيدة يا رجل
صدقت يا سيدي ! من يقرا موضوعك والنعليقات عليه يقتنع تماما اننا خرفنا ! وهل هذه معيشة لا يخرف فيها اجعص العقول ولا يهتز فيها اقوي جنان !
و إذا ترادف حذائك فهذا فأل حسن لكل سوداني .. للسفر قريبا..
و إذا رمى طائر مخلفاته عليك فأل حسن لكل سوداني.. لإستلام مبلغ من المال قريبا…
و إذا انسكبت قهوة على ملابسك فأل حسن لكل سوداني .. خير كثير قادم قريبا…
و إذا ركبت معكم السيارة و بها عدد من الرجال إمرأة واحدة فأل غير حسن و قد تتعطل السيارة .. لابد من رفع حجر معكم…
السلام عليكم يا أستاذ جعفر اليوم نورت الراكوبه الشكر لك ولقلمك الجرئ كنت دائما صوتنا الصداح
عند أضافة فى مسألة التشاؤم ( عندنا صوت المرأة وانت خارج من المنزل أو مدبر هذه مشكلة كبير والحل لابد الرجوع الى داخل المنزل وشراب شى مثل الماء وتجيه انذار قوى بعدم التكرار حذارى حذارى ان تقولى الحاجه الفلانيه ناقصة مثل الملح أو الخبز … الان طبعا موجود وسيلة الهاتف وأما الصوت لو كان النوع ذكر فلا بأس
الموضوع الثانى هو عمنا/ كرفاس فى سنكات وهو من جزير بدين وكتبت عنه انت والرجل علم من أعلام سنكات ونأمل ان لا تنسى ذكراه وكان متعهد لعلية القوم والصفوة ولا سيما مدرسة سنكات الوسطى وهى تخرج منها الولاة والوزراء والضباط والان فى الحكومه امثال محمد طاهر ايله ووالى الخرطوم عبدالله الخضر والفريق بابكر سمرة ورئيس المجلس التشريعى والبلدوزر المهم كلهم عندهم ذكريات جميله مع العم كرفاس لذ ارجوا تسليط الضو لهولاء الشرفاء الذين هاجروا وتغربوا وانستروا وسوف نمدكم بالمعلومات التى تتوفر لنا ولك كل الشكر والتقدير والمحبه
السلام عليكم الأستاذ الفاضل جعفر عباس …. بالنسب لهذ الجزء من المقال….
(فمثلا صدر في السودان قبل أكثر من ثمانين سنة، أي منذ الحقبة التي كانت بريطانيا تستعمر فيها السودان، قانون يمنع إدخال الآلة الكاتبة (التابيرايتر) إلا بموجب تصريح صادر من وزير الداخلية، وكان الغرض من ذلك القانون منع التنظيمات السرية المناهضة للاستعمار الانجليزي من حيازة ذلك النوع من الطابعات لإصدار منشورات تدعو الى جلاء الإنجليز من البلاد، وحسب علمي فما زال ذلك القانون ساريا رغم أن معظم مصانع الآلات الكاتبة أغلقت أبوابها بعد ظهور الكمبيوتر، والغريب في الأمر ان بمقدور اي سوداني إدخال أي نوع من الكمبيوترات بكامل فيروساته إلى البلاد…..!!!!) هذا جزء من المقال الرائع فعلاً …. وكان ثوار 1924 يستخدمون آلة كاتبة تسمي “البلوظة” وهذا جزء من مذكرات أحد الأعضاء يذكر فيه كيف كانت تتم طباعة المنشورات…(من كتاب ملامح من المجتمع السوداني لحسن نجيلة)…. ؟؟. “أما عن طباعة المنشورات ,فكان الضابط الوطني الثائر وقتها عبد الله خليل يقوم بهذه المهمة “حيث أن الطابعة , ما هي إلا أداة بدائية تسمي (البلوظة) لدي مكاتب الحكومة يتم استخدامها لهذا الغرض خلسة”…. وهناك أيضاً في بعض المجتمعات السودانية ( تعتبر من ينام عصراً يمس بالجنون ولا يجب إعاطة رغباته) …. ولك منا خالص التحايا علي كل ما تقدم من كتابات جديدة.
كالعادة روعة يا أبو الجعافر .. سلمت يداك ..
سلام ديقد..
هل نسيت الطوبة التي توضع في الباص الذي توجد به امرأة واحدة؟ ففي أواسط السودان يعتقد كثير من السائقين أن الباص الذي تكون به امرأة واحدة لن يكتمل عدد ركابه أبداً حتى ولو مكث بالموقف عدة ساعات، لذا فهم يضعون طوبة لتعادل المرأة. وبعد وضع الطوبة يستمر تدفق الركاب رجالاً ونساء.
– في تاريخ السودان نوتز آند ريكوردز سجل الأنجليز حالة كثيرة من حالات (الكتابة- العمل) الذي تعرضوا له، وكانوا يؤمنون بذلك. قرأت ذلك على الإنترنت لكنني لا أتذكره على وجه الدقة.
واليهود الأورثودوكس يعتبرون المرأة الحائض مصابة بلوثة شيطانية، ويرغمونها على البقاء بمفردها في غرفة لا يدخل عليها فيها أحد خوفا من أن يسكنه الشيطان، ويتركون لها الماء والطعام قرب الباب، لتتناولهما بعد أن يختفي من أتى بهما،
لست ادري يا شباب الغد ماذا انتم فاعلون ان ذهب ابو الجعافر اطال عمره كما تعلم هو وسمع من اهل الخليج وبارك الله في عمره كما هو معلوم بان يكون هكذا الداء لمن تحب واذيد من معتقدات اهلنا في الشمال
ان الوالدة يرحمها الله وجميع الاموات كانت حريصة في كل ليلة الاربعاء من كل اسبوع تغطي ازيار البيت لان في اعتقادهم بان الضب لا يبول الا ليلة الاربعاء والخوف كله ان يتبول على الازيار
وهناك معتقد اخر ان يترك تيس او خروف يرتع ويدمر الزرع والحرث ولا احد يستطيع ان يقول بقم لهذا الحيوان المحظوظ لانه مهدى للسادة المراغنه صاحب ابو جلابية النور
ولا انسى ان لي ثلاث قنابير( شعر طويل يترك دون حلاقة في الراس ) كان احدهم يحلق عند الطهور والاخر عند الزواج ومع الاسف لم اعرف ماذا كان لدور القنبور الثالث لا نني حلقت القنابير ومنذ ذلك اليوم اطلق على ابو كوج الشيوعي
ستعيش طول عمرك ?مبهدل ومُقطّع?!
ابو الجعافر شكلك مرطب ولم تسري الخرافة عليك
لو سمحت لك الظروف بالعيش في الهند بعقلية الكاتب لفاق مقالك كتب الاديب النوبي الجاحظ
ابو الجعافر اغترب منذ اوائل السبعينات وطبعا الوقت داك الاغتراب كان ما معروف لدى كثير من الناس لان البلد كانت بخيرها والحالة ما بطالة لكن ابوالجعافر استمر في الغربة باصرار شديد.. فبعد ان انتهى عمله في المملكة (لا اريد اقول استغني عن خدماته) انتقل الى دولة اخرى اظنها الامارات او الكويت ثم اخيرا استقر به المقام في قطر التي انتهى فيها عمله منذ زمن بحكم السن (فوق السبعين).. ذكر يوما في احدى خطرفاته أنه شيد منزلا في حي كافوري قريب من بيت الرئيس غـشـيته اللعنة (الرئيس وليس ابوالجعافر) وسكن فيها الا ان العيش لم يطب له في البلد الذي تلقى فيه العلم حتى الجامعة مجانا وفي الجامعة كانت تصرف له ولغيره من الطلبة الفقراء إعانة شهرية (bursary)!!! المهم ابو الجعافر استمرأ الغربة وللأسف كثير من المتعلمين ساروا على هذا النحو من عدم الوفاء لهذا البلد الطيب الذي رعاهم وعلمهم أيام فقرهم وحاجتهم ولما لاحت لهم فرص العمل في الخارج ركلوه وسموه (حفرة)!! ابوالجعافر من اهلنا المحس وهم مثل أهلنا الدناقلة معروفون بتحمل مشقة الغربة والبعد عن الوطن من دون معاناة.. حكى لنا أحد الاخوة هذه القصة:
(قال أحد المغتربين في احدى دول الخليج في الثمانينات لآخرين: (مضى علي اكثر من سنتين دون أن أرى البلد والأهل) فاسـتغرب أحدهم وقال له متعجبا: (سنتين بس؟! أنا لي 10 سـنين ما شـفت البلد والاهل).. فغضب صاحبنا وقال له: لماذا تقارن نفسك بي؟! انت ما عارف انك صاروح؟!.. الصاروخ كان فكوه تاني بيرجع.. أبو الجعافر أثبت عمليا انه صاروخ..
رائع يا أبو الجعافر … أدهشتنا … يسلم بيراعك … ودمتم بإتحافكم لنا بمعلومات ممتازة عن روائع الأهل … ويا بختنا لو واصلت المسير مرة مرة (مع الراكوبة) لأنها أصبحت سلوتنا الوحيدة في الشأن السوداني…
سلام استاذنا ابو الجعافر … نورتنا … الغريبة الى الآن معظمنا اذا رأى حذاء مقلوب يعدله واذا ما عدلته لازم الجنبك ينبهك لتعدله كأنها اصبحت الحكاية من البديهيات ههههههههه يعنى للأسف مشت علينا نحن ذاتنا الخرافة دى …