اعتداء الوردة على النظام العام – شعر

اعتداء الوردة على النظام العام – شعر

اعتداءُ الورْدةِ على النّظامِ العام !
***
تخرج الوردة من أكمامها
حمراء أو بيضاء أو صفراء.. أو…..
مهلاً ، تقول الوردةُ..
اللّونُ شيءٌ خادع
لا شأنَ للحُسن بلونٍ
أو مكانٍ أو قبيلْ !
فكلما تلبسه الوردة
في الفجرِ،
وفي ظلِّ الأماسيِّ جميلْ
تخرج في نضرتها
تنشرُ في الشارعِ ريّاها
لا فرق في شرعتِها
بين السادة والعوام
والأعلين والأدنى
لا تعرف الخوفَ
ولا نصْبَ الأحابيلِ
ولا الحروفَ الزيف!
لا تعرف المُضْمَرَ
من معْنَى ومن مبْنَى!!
ففي قاموسِها
تحتضنُ الكِلْمةُ معناها
ولا تحشره..
في مفرداتِ الرمْزِ
والبيانِ والمجاز!
تخرج من أكمامِها جهراً
وقد تحملُها النسمةُ
من بيتٍ لبيتْ !
فيفتحُ الكونُ ذراعيْهِ لها
تنشطِرُ الأحلامُ:
نصفٌ يحتفي باللونِ
والآخر يشتارُ لها ثوباً
من الغيمِ الشفيفْ!
لا تعرف الوردةُ ما الخوفُ
فيحتويها الشارع الطويلُ والفضاءْ!
* ** *
لكنما الليلة لا كالأمسْ
وضحكةُ الأمسِ المعافاة
انزوت طيَّ الكلامِ الهمسْ !!
فالليلُ في بلد تِنا ..
ما عادَ ناعما..ً
وآمناً..
وحالما !
والمخبرون فزعوا ..
من زرقةِ السماءِ
واخضرارِ الشطِّ
فزعوا من احمرارِ الوردِ
واحتفاءِ القمرِ المجنونِ
بالعشاقِ في المساءْ!
وآخِرُ الأخبارِ ما أكده “الجهازُ”
فالجهازُ لا يغفو ولا ينام:
أنّ اندياحاً عارماً للّونِ
ربما يهدمُ أركانَ النظامْ!
** *** **
اليوم صدر القرارْ
أن تُودعَ الوردةُ بالحْبسِ
ويُمنعَ التجوالُ في الشارعِ
والحدائقِ الغنّاءْ !!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تحية لك يا أستاذ فضيلي … ولكن يا أخي الصورة الذهنية للورود دي غير موجودة لدينا الآن .. يا أخي نحن في حرّ يشوي الحجر والحالة بطالة جدا … يا أخي والله شجر النيم “ضبلن” من شدة الحر والعطش حليك من الورود .. والبلد عبارة عن “كوشة” كبيرة .. وردة شنو يا أخي؟ كدي أرجع لينا على الأقل لكردفان الحبيبة وأضرب الأمثال بالتبلدي واللعوت وما شاكله .. لأنه صورة الورود دي بتاعة الناس المرطبين في مناخ البحر الأبيض المتوسط وما حقتنا ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..