أي مستقبل للصحافة المكتوبة في عصر الإنترنت؟

سيتم الأربعاء افتتاح معرض ضخم في باريس يستعيد ماضي الصحافة الفرنسية المكتوبة، من الصحف الأولى في القرن السابع عشر إلى المقالات حول الربيع العربي على الانترنت ومرورا بالأخبار الأولى، ويطرح تساؤلات حول مصيرها ومستقبلها.
ويستمر هذا المعرض الذي يأتي تحت عنوان “لا برس أ لا أون” (الصحافة تتصدر العناوين) حتى الخامس عشر من تموز/يوليو في مكتبة فرنسا الوطنية ويغوص في قلب صناعة الخبر. ويثير المعرض أيضا تساؤلات حول مصير هذه الصحافة، ولا سيما في هذا العصر الذي أحدث فيه الانترنت والتكنولوجيات الجديدة ثورة في هذا القطاع وفي المجتمع ككل.
ولا شك في أن الممارسة الصحافية والمحتوى والنماذج الاقتصادية كلها تتغير، لكن “أيا كانت الأداة، تبقى الحاجة إلى الخبر موجودة”، على حد قول فيليب ميزاسالما أحد منظمي المعرض الثلاثة.
ويضيف “في ظل الدفق المستمر للمعلومات، ينبغي أن نتوصل إلى الانتقاء والغربلة. فعلى المتخصصين أن يثبتوا مكانتهم وعلى الصحافيين أن يحافظوا على دور مركزي”.
ويحاول المعرض أن يسلط الضوء على هذه الفكرة بالذات وأن يثير تساؤلات حول هذا الموضوع بناء على أمثلة عدة، منها الربيع العربي “الذي قدم خلاله أشخاص غير متخصصين صورا وأخبارا، ما يطرح نقاط استفهام حول احتكار المعلومة والطريقة الصحيحة في نقلها”، بحسب ما يوضح ميزاسالما.
وبما أن المعلومات تصبح اليوم غير محسوسة، يسلط المعرض الضوء على الطريقة الملموسة التي كانت تسود صناعة الخبر في العصور الماضية، من جمع الوقائع إلى طرح الصحف للبيع في الأكشاك.
ويضم المعرض ما مجموعه 500 قطعة (جرائد رسمية وصحف ومذكرات ومخطوطات وصور ورسوم) تفصل حياة الصحافيين في عهد الامبراطورية الفرنسية الثانية مثلا وخلال حرب اكتوبر أو عند اغتيال الرئيس الأميركي جون أف. كينيدي أو خلال قضية “كليرستريم”.
وفي المعرض، يتعرف الزائرون إلى وسائل بث المعلومات في تلك الحقبة وإلى وسائل أخرى أكثر قدما، مثل التلغرافات والمبرقات الكاتبة التي قدمها كل من متحف الفنون والمهن ووكالة فرانس برس.
وبغية شرح “تاريخ الكتابة الصحافية” و”التزام الصحافيين في كل محطة من محطات ذلك التاريخ، ولا سيما خلال النزاعات المسلحة”، اختار منظمو المعرض “خمسة مواضيع رئيسية هي الحرب والأخبار الاجتماعية والمتفرقات والأخبار القضائية وأخبار المشاهير وأخبار الرياضة”، بحسب ما يوضح ميزاسالما.
ويسلط المعرض الضوء أيضا على الصور التي برزت في الصحافة ابتداء من القرن التاسع عشر، فيضم رسوما صحافية وصورا وكليشيهات محفورة تعكس الأهمية المتزايدة التي تكتسبها الصورة.
وبغية تنظيم المعرض، لجأت مكتبة فرنسا الوطنية إلى مجموعاتها الخاصة بما أنها تحتفظ بالصحف من مصادرها الأصلية. كذلك زودتها وكالة فرانس برس بصور طبق الأصل عن أخبار قديمة جدا سيتم بث جزء منها ومن الصور التابعة لها على شاشة كبيرة طوال أيام المعرض.
ميدل ايست أونلاين