(أقسى نضال) و(سترة حال).. رباب وأجمل مقال

بقلم حصيف.. بتال كالسيف، تناولت الأخت رباب علي بموضوعية وحرفية في (لكن) الثلاثاء الموافق 2 ربيع الثاني 1434هـ – 12 فبراير2013م وفي جرأة متناهية قضية متشائكة تلامس أكثر وأكبر الشرائح المتضررة من أولي الأمر ومن أولي ذوي القربى وهي شريحة المغتربين أو الشمعة التي تحترق لتنير للآخرين.. الأستاذة رباب حرصها وخوفها علينا كان أكبر من حرصنا وخوفنا على أنفسنا وهي لم تدافع عنا كمسمى ولكنها تريد أن تدفع الظلم بقلمها النزيه وتدافع عن المظلومين أين ما كانوا وحلوا ووجدوا في زمن أصبحت هذه الصفات شبه غائبة.. وهذه هي رسالة صاحبة الجلالة الحقيقية.. وأن تملك قلماً أميناً رصيناً من أهم مقومات النجاح الصحفي.
كمغتربين نرفع دوماً شعارنا (السودان في قلوبنا).. نعم في قلوبنا وفي حدقات عيوننا.. نقولها بملء فينا.. فالسعيد منا من قدم لهذا الوطن نفساً أو نفيساً..
في المعمورة كلها لا يوجد من لا يكن الاحترام ويتمنى الازدهار لوطنه.. لأن رقيه يعني رقي وتقدم شعبه.. فالوطنية دين واجب السداد لكل مقتدر.. وقد يكون المقتدرون في الداخل أكثر عدداً.. ومدخراتهم أكبر حجماً من العاملين بالخارج.. مع كل ذلك تأتي شريحة المغتربين في المقدمة لتلبية نداء الوطن.. ليدفع (الغفير) أضعاف ما يدفعه (الوزير).. و(الطبيب والمهندس) أضعاف أضعاف (الرئيس).
في كل يوم تدخل آلاف الآف من العملات الصعبة في خزائن السفارات السودانية بالخارج.. هذه المبالغ كفيلة ببناء دولة من العدم وفي زمن قياسي لا يتجاوز العام الواحد إذا وظفت توظيفاً سليماً وصحيحاً..
رغم أنف بعض الحاقدين.. فدور المغتربين بارز ورئيسي في كافة المجالات.. ويكفي أنهم المناضلون الحقيقيون..
المغترب مطالب من الجميع.. الأهل والعشيرة والحي ثم الدولة.. كل هذه الأعباء تثقل كاهله.. قد لا يستطيع تلبية كل هذه النداءات.. ولو حدث ستكون بالطبع تلبية جزئية.. وهنا صعوبة الاختيار ووقوع الواقعة.. لأن الكل جاهل بأبسط المشاكل والعقبات التي تواجهه وأوضاعه إلا (رباب)..
الضريبة أو المساهمة الالزامية قبل أن تلغى شابتهما الكثير من التجاوزات.. مثل العامل البسيط كان يدفع أكثر من الموظف والذي بدوره كان يدفع أكثر من المهندس والطبيب.. لأن التقويم يأتي فقط حسب المهنة المدونة في وثيقة السفر.. وهي البعيدة كل البعد عن الحقيقة والمهنة التي يمارسها معظم المغتربين..
لكل هذه الالتزامات أهمس في أذن المسؤولين.. بل وأطالبهم بدراسة الأوضاع من كل الجوانب والزوايا.. كأن تصدر التعليمات لسفاراتها لتوخي الدقة أكثر لمعرفة بواطن الأمور لرعاياها وأحوالهم وما يعانونه من متاعب جمة..
نطالب بتذليل الصعاب التي تواجههم في كل معاملاتهم كأن تخفض رسوم التجديد والتوثيق وأن يكون تجديد الجواز كل خمس سنوات.. وأن تكون الإعفاءات مجزية من سيارات وأثاثات وخلافها عند العودة النهائية.. وإيجاد حل مرض لأراضي المغتربين التي عشنا في قصورها أحلى أحلام (اليقظة).. ماذا لو خصصت مناطق (غير متطرفة) وفي بعض الأحياء النموذجية الراقية وبالعملة الصعبة وبأسعار تشجيعية مقابل ما قدموه ويقدمونه من تضحيات.. حتى لا نغترب مرة ثانية داخل الوطن كما شخصت مرضنا رباب..
ماذا لو أوجدتم ما افتقرنا إليه طويلاً وهي (ابتسامة) مجرد ابتسامة تشعرنا بأن الأقدام وطات أرض الوطن..
كل الشكر والود والتقدير من شريحة المغتربين لصاحبة اليراع الشجاع..
ولا أملك إلا أن أقول الغربة (أقسى نضال.. وسترة حال.. رباب وأجمل مقال).
** عذراً قرائي.. أحبائي، ربما هذا مقالي الأخير قبل التوقف والاحتجاب استعداداً لاغتنام الشهر الفضيل.. اللهم بلغنا رمضان وأجعلنا ممن يقومون ليله ويصومون نهاره من كل فاحش ولغو ورفث وشتم وسباب.. لنا عودة إن شاء الله أكثر نشاطاً وشوقاً.. وكل عام وأنتم بألف خير.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كتر خيركم . و خلونا فى حالنا مادايرين كلمة طيبة من زول و لا حسنة من حكومة , ادعو للخليج ده انه يكون مستقر عشان تقدروا تاكلوا عيش و بطلوا مكابرة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..