مواجهات جديدة بين أنصار الكرملين والمعارضة في موسكو

موسكو: سامي عمارة
شهدت موسكو أمس مواجهات بين أنصار الكرملين من ممثلي الحركات الشبابية، وممثلي المعارضة الذي تدفقوا على قلب العاصمة محاولين اقتحام الميدان الأحمر. وكان سيرغي أودالتسوف، زعيم الجبهة الشعبية المعارضة، ومعه بوريس نيمتسوف، الرئيس المناوب لحركة اليمين المعارضة ونائب رئيس الحكومة الأسبق، نجحا في التسلل مع مجموعة من الصحافيين إلى «الساحة الحمراء» التي كانت فرضت قوات الأمن حصارها حولها خلال الأيام الأخيرة تحسبا لمظاهرات المعارضة الروسية.

وفي حين راح الموالون للسلطة يرددون الشعارات المؤيدة للنظام ويصدحون بالأغاني الوطنية، قالت وكالة أنباء «إنترفاكس» إن أودالتسوف ونيمتسوف قاما بتوزيع منشورات تدعو للمشاركة في «المسيرة الشعبية» المقرر القيام بها في إطار ما يسمى «الساحة البيضاء» في 6 مايو (أيار)، عشية موعد تنصيب فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد.

وسبق للشرطة أن اعتقلت أودالتسوف أكثر من مرة بتهمة التظاهر من دون إذن، وأن وجه الكرملين إليه الدعوة في وقت سابق من الشهر الماضي للمشاركة في اللقاء الذي عقده الرئيس ميدفيديف مع زعماء المعارضة غير الرسمية وأعلن فيه عن قراراته بشأن الإصلاحات السياسية ورفع القيود المفروضة على تشكيل أحزاب المعارضة. وكان أودالتسوف وأنصاره انضموا أول من أمس إلى مظاهرة الشيوعيين التي قاموا بها في ميدان «بوشكين» وأعلنوا خلالها عزمهم على المشاركة في مسيرة 6 مايو، احتجاجا على عودة بوتين رئيسا للدولة، وطلبا لإعادة الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي اتهموا الكرملين بتزويرها.

وقالت «إنترفاكس» إن الشرطة أغلقت محطة مترو الأنفاق (ساحة الثورة) المجاورة للساحة الحمراء في إطار محاولاتها للحيلولة دون تدفق مئات المتظاهرين على الميدان الأحمر للانضمام إلى مسيرة أودالتسوف، وقامت باعتقال عدد منهم بعد أن نجحوا في طلاء مساحات من جدران محطة المترو باللون الأبيض. وكان ممثلو الحركات المعارضة قاموا أيضا بتعليق البالونات البيضاء ونشر زهور القرنفل البيضاء على التماثيل المنتشرة على جانبي محطة مترو «ساحة الثورة»، بينما ازدانت صدورهم بالأشرطة البيضاء اللون الذي اختاروه رمزا لثورتهم وبما ينسبها إلى «الثورات الملونة» التي كانت اندلعت في عدد من بلدان الفضاء السوفياتي السابق ومنها جورجيا وأوكرانيا وقيرغيزيا.

الشرق الاوسط