لن يركب التونسية

لن يركب التونسية
عبد اللطيف البوني

امين محمد حسين الان محامي (اد الدنيا) في القاهرة وهو من اولاد الجيزة كان في مطلع ثمانينات القرن الماضي ياتي للسعودية معتمرا في الاجازات ثم يزوغ الي جنوبها ليعمل في مصنع بلوك(طوب من الاسمنت) يمضي كل اجازته و يقضم عدة اسابيع من بداية العام الدراسي ويعود ادراجه محملا بمافتح الله عليه به من ريالات. اعجبني كفاحه كنت امضي معه العصريات في الونسة فصادقته ثم اسكناه معنا (نحن عدة مدرسين سودانيين عذابة)فكان طيب المعشر مخلص في صداقته لنا مقدرا لمخاطرتنا باسكانه دون ان يكون مقيما اقامة شرعية . كان محبا لمصر كعادة كل المصريين ولكنه كارها للسادات وللصلح مع اسرائيل يوم اغتيال السادات بكى بكاء حارا وحزن حزنا عميقا لدرجة الامتناع عن الاكل والشرب سالناه باستغراب الم يكن من المتمنين لنهاية حكم السادات؟ فاجاب بالايجاب واستدرك قائلا انه ما كان يود ان ينتهي السادات بهذة الطريقة لانها تشمت عليهم كمصرييين دول الصمود والتصدي (هذة دول موتمر بغداد التي تحالفت ضد مصر كامب ديفيد) وهو لايقبل اي شماتة في مصر من اي مصدر جاءت قلنا له ان الاسلامبولي هو الاخر مصري وفعل فعلة لايفعلها اي عربي ويمكنك ان تفتخر به فرفض هذا المنطق ولكنني سمعته بعد يومين يناقش في احد الزملاء الفلسطنيين كان قد غمزه بقصة اغتيال السادات ويقول له( لو عندكو في فلسطين عشرة من الاسلامبولي كان فلسطين اتحررت )
هذة الرمية الطويلة قصدت التوسل بها لفهم مايجري في مصر اليوم ففي اول ايام الانتفاضة المصرية الحالية صرح احدهم للجزيرة قائلا ما فعلته تونس في اربعة عشر يوما نحن فعلناه في اربعة ايام وقال اخر في اربعة ساعات فقط فالمصريين لايقبلون اي تنازل عن ريادتهم للعالم العربي . كان احدهم يحمل لافتة مكتوب عليها (ارحل ارحل يا مبارك) فعندما ساله المراسل التلفزيوني هل يقصد ان يرحل الي السعودية مثلا ؟ رد بسرعة (لا ,يابيه ما يروحش السعودية بس يتنازل عن الحكم ) ثم انزل اليافطة التي يحملها لقد بدا لي ان المصريين يريدون الافتخار بانهم ازاحوا نظام حكم استبدادي عمره ثلاثين عاما وليسوا على استعداد لمناقشة لماذا تعرضوا للقهر وصبروا عليه لمدة ثلاثين عاما ؟. انهم لايريدون ثورة سلك طريقها قبلهم عربا في تونس او السودان يريدون ثورة يمكن مقارنتها بالثورة الفرنسية ولكنهم لايريدون فوضتها لان مصر قمة التحضر في الشرق الاوسط على حسب قناعتهم
يبدو لي شئ وحيد يجمع عليه المصريون اليوم وهو انهم لن يقبلوا ان يكون رئيسهم وكبيرهم حسني مبارك مهما كانت درجة كراهيتهم له ان يكون طريدا او لاجئا سياسيا او مستجيرا باي دولة عربية كانت ام اوربية انهم لن يقبلوا ان يركب حسني مبارك طائرة يجوب بها الفضاءات مستجديا الاخرين مهبطا مثله مثل زين العابدين او شاه ايران الذي استجار بالسادات ولن يفعلوا به مافعله الرومان بشاوسيسكو ولن يقبلوا له الدخول في حفرة كما فعل صدام فان اركبوا الملك فاروق البحر عند ثورة يوليو 1952 ففاروق يعتبر غير مصري لانه من اصل الباني
انك تراهم اليوم يعلنون في سنسفيل حسني مبارك ولكن حتى في لغتهم الغاضبة ونبرتهم الحادة تجد معظمهم لايذكرون اسم حسني مبارك الا مسبوقا بالسيد الرئيس يبدو لي ان مبارك عزف على هذا الوتر النابع من عمق الثقافة المصرية واجاد العزف فكان الموت البطئ الذي يتابعه العالم الان.

تعليق واحد

  1. كذلك الشعب السودان عرف بحلمه واتساع وضيق ذاكرته التي لا تستوعب السيئ من القول و الفعل و لكن كما تدين تدان و لا أعتقد أن البشير( و لا أقول الرئيس ) سوف يجد نفس المعاملة التى تعامل بها الشعب السوداني مع من سبقوه من الطغاة

  2. كلامك صحيح يادكتور البوني ، فعلا لقد رايت المصريين الذين يعملون معي في الشركة كارهون لحسني مبارك ، لكنهم لما قلت لهم احجزوا له احد فنادق جدة ، ردوا بانهم يريدونه ان يتنحى ويبقى في مصر وماحدش بيسالوا.
    ثم رايت تبدلا في مواقفهم من قناة الجزيرة التي تحمس في الطار دائما ، وقالوا لي ان قناة الجزيرة من اسوأ القنوات ، شفت ازاي بتكره مصر ونحن ما بنتابعاش.
    كما اني سمعت بعض عبارات التخذيل للثوار من اشد الكارهين لحسني مبارك
    وقد قال هؤلاء مع انهم يكرهون مبارك ن قال هؤلاء عن ثوار ميدان التحرير ( ياعم دول بياكلو كنتاكي) في اشارة الى انهم ماجورين واستلموا ثمن مظاهراتهم.
    ثم قالوا ان الريس تنازل وحقق كل المطالب
    وان المتظاهرين يجب ان يكفوا عن التظاهر لان دي مصر مش اي حته تانية ، في اشارة الى احتقارهم الى بقية الدول.
    فانا الان اسال ماذا يمكن ان نسمى هذا ،اهو عدم وعي سياسي؟
    ام هو حب لوطنهم مصر؟

  3. ما عارفة سر الاعجاب بالمصريين دا شنو لدرجة تغيير الحقيقة فكلنا نتابع في الاعلام المتظاهرين وهم يصفون مبارك (بدون ذكر كلمة رئيس) يصفونه بأنه كلب وسفاح ويرسمون له صور هتلر واستالين وكثير من الجبابرة في العام وبعضهم رسم علي صورته نجمة داود والشعب المصري مشهور بعد التسامح بين الشعوب لذلك نجد لديهم ظاهرة التار التي تميزهم دون غيرهم واعتقد ان نميري لو كان رئيس مصر واقالته ثورة شعبية ما كا الشعب ليسمح له بالعودة ليموت في الوطن ويشيع في جنازة رسمية ولا ادري الي ماذا ترمي في المقال ان نتأسي كشعب سوداني بثقافة غيرنا ام نسامح جلادنا نحن شعب له ثقافة وارث ونرفض مقارنتنا بأي شعب اخر وكل صحفي يريد المزايدة علي الشعب والمشاركة في طمس الهوية فانه يغامر بتاريخه ومصداقيته ومهنيته والحكام زائلون لا مخالة ويبقي الشعب الذي لن ينسي

  4. قدم حسني مبارك الكثير للشعب المصري ولم يتعرض حكمه لأي إنتكاسات إلا في السنوات الاخيرة .. أما من يتربع على عرش السلطة في السودان الرقاص أب جاعورة لم يقدم أي شئ فمنذ اليوم الأول لحكمه وعد الشعب السوداني بالكثير والكثير وحلف وادى اليمين على الحفاظ على السودان ووحدة أراضيه .. الآن السودان يتشظى جزءاً جزءاً والشعب جائع محروم من التعبير ومرهق من الفساد الاداري ونهب المال العام وكثرة الضرائب والرسوم والجبايات والمهرجانات التي يحاولون فيها التنصل من هذه الجرائم ونشر الوعود والتهديد والوعيد والشتائم وحسبنا الله ونعم الوكيل

  5. كلامك غير صحيح بالمره والعملوا مبارك في المصريين واضح وما محتاج درس عصر وما عندو معني انك تلحن كلامهم وداير السودانيين يحاكوهم لانو دا مسلسل مصري ولا فيلم اسود وابيض
    والوطنيه هنا ما معناها يحبو واحد دعك بيهم الواطه ولسه يحترموا ويقولوا انو ما دايرين يشيلوا بره دي ما وطنيه انت فاهم غلط المصريين بي طبعهم ناس لسانا حلو وحناكين ولو شحاد ح ينادوهو بيه وريس يعني ماعشان سوادعيون مبارك
    المهم دغمسه بتاعنا دا البيحلنا منو شنو

  6. يظل البوني مزاجي الهوى و التحليل.
    عندما يريد ان يكتب يقفل احدى عينيه حتى لا يرى الحقيقة كاملة، اما عندما يتحدث فحدث و لاحرج.
    يا بوني حتى الحقيقة التى يراها التاس حميعا تريد ان تغيرها
    عليكم بالصدق فان الصدق يهدي للبر، ودعك من هذا الوهم الذي يعشعش في راسك ان صحفي كبير .
    سوال:
    اذا كان المصريين على دين ملوكهم ، فعلى اي دين انت يا بوني؟ أخشى ان تكون امفكو…….
    قال سيدنا معاويه رضي الله عنه لاصحابه بعد ان راهم يكثرون الحديث عن مناقب سيدنا عمر في مجلسه: تحدثونني بمناقب عمر و لا تسيرون في سير اصحاب عمر! أعان الله كلا على كل

  7. ياناس شوفتو الراجل ده قال شنو مصري ماعندو اقامه ومسكننو معاهم في سكن حكومي خاص بالمعلمين بالله شوفتو جنس المهزله والدهنسه صدق المصري لو في مكانو مابيسلم عليهو بس نقول شنو عوارة السودانين بعدين انا ماعارف سر اعجابو وتمجيدو للشعب ال…. ده شنو ياربي البوني ده حلفاوي ولشنو حسي ياجماعة في زول فيكم شاف مصري واحد في المظاهرات دي بيطالب برفع الحصار في غزه ديل شعب اناني مابيهمهم الا مصالحهم الشخصيه وللمعلوميه كلامي ده كلام زول عش معاهم سنين يعني عارفهم جدا وفي الختام ياالبوني يادهنوس شوف ليك موضوع زى الناس اكتبو وبلاش تفقع مرارتنا من الصباح

  8. تحليل رائع من دكتور رائع __ هذا هو طبع المصرى الذى لايفهمه الا من عاشرهم __ يحبون يلدهم

    ولايرضون الشماتة مهما كانت ومن اى انسان ___

    يختلفون فيما بينهم ولكن يتحدون ويتضامنون اذا احسوا بغريب يريد استغلال الفرصة بالدخول

    وسطهم والاساءة الى بلدهم ___

    عكسنا نحن السودانيون __ نتناقش بالصوت العالى ونسىء لقادتنا وحتى لبلدنا أمام الاجانب

    هذا هو الفارق بينناوبينهم ___

    لقد عالجت الموضوع بشفافية تحسد عليها __ رائع رائع دكتور البونى ____

  9. لم يكن الدكتور (احولاً) وهو يشاهد انتفاضة الشعب المصري ، الاّ ان الرجل يرمي لشئ « آخــــــر » يعرفه ونعرفه ..
    الطبطبة والتضليل الذي يمارسه أمثال كاتب المقال باتت لا تنطلي على أحد الآن ..
    يا سيدي الشعوب الآن باتت واعيه لحقوقها و أصبحت حرة وما عادت كصديقك المصري (العبيط) ذاك .. إن الشباب في ميدان التحرير و (ميدان جاكسون) لاحقاً ، لا يشبهون ذلك الصعيدي الساذج ، وماعادت هناك اليوم (تصدى وصمود) و (شماتين ) ، ما عادت الشعوب تنظر لمثل هكذا أمور اضاعت بالفعل مكتسباته و هو يتسامح و (يطّنش) مِن مَن قهروه وافقروه وظلموه وسجنوه ..
    هتافات الجماهير ولافتاتهم المرفوعة والتي كانت تحمل كلمة واحدة وظاهرة « أرحـــــل » لم تكن تطالب الديكتاتور بالرحيل الى (بني سويف ) بل ركوب ذات طائرة ديكتاتور تونس (الطلع احسن) من الفرعون ..
    خطاب الشباب هناك ، لم يلتفت لاي مؤثرات خارجية ، لا امريكا ولا اسرائيل ولا موزمبيق يا دكتور وهذه كانت هي عبقرية هذه الثورة ..
    و رد الجماهير الغاضبة الآن على الخطاب الاخير للفرعون (المكنكش) ، وهتافاتهم ضده وعزمهم الذهاب له غداً الى قصره ، تؤكد عدم صحة ما يقوله اخونا البوني ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..