المهدي المنتظر يظهر بحلتنا ،،

القرية نفسها اعدها الله لامر خاص،كنت دائما علي يقين ان سيظهر بها نبي يوم ما،،استاذ خلف الله المتبحر في امور الدين والرسالات نبهني،،بان باب السماء قد قفلت منذ زمن بعيد…
قلت له اذن يحتاج الامر لمعجزة..
في العام القبل الفائت ،ماتت سبع نسوة من تسمم الحمل،اهلكت الحصبة ثلاثة عشر طفلا،انهد سقف الجامع الذي بناه الانجليز ،فمات الامام،كسر حوض المامون،ولا زال عشرة من المصلين في الجبائر..
احصيت عشرين من العميان وما لايحصي من العمش وذوي الكساح،ولابد ان جل الرجال تبدو كروشهم ،رغم الوهن،كان بها توائم كاملة النمو..
علي ان كل هذا هين،ما جلب الفاجعة العظيمة ،وجعل الملك الموكل بقبض الارواح دائم الحضور،هذه العشراقة التي اصابت الناس،ثم انهم كانو يبصغون الدم….
ثلاث اعوام والارض مجدبة،،والترع لا تاتي بماء..
نفقت الانعام،وخلت البيوت من كل شئ…
حين دفنت في اجازتي الشهرية العام ،عشرة موتي،واحصيت ما لايعد من القبور الجديدة،،قلت لاستاذ خلف الله ونحن في الدرب عائدون من المقبرة…سيظهر..
قال ،،انا نفسي اظن ذلك…
لذلك ،،حين خاطبني شيخ عبدالله ،اليوم،،واخبرني بنبا ظهوره..
قلت له ،هذه الحال لن يصلحها غير نبي،،ولكن لاباس ،فليكن مهديا..
ولكن المفاجاة،انه ظهر من حيث لا يتوقع احد…
وبايعته القري…
دفنت الارض ولديه الاثنين،،يعيلان معه سبع بنات،بحفر حفر الادب،حسنا لن اشرح،،انهارت الحفرة ،حين جاء وشمر عله يلحق بهما احياء،وجدهما متخاصران ،في تمام الرضا،نادي في القوم ،هنا قبرهما،لا غسل ولاصلاة،لقد طهرهما عرق الكد،وصلت عليهم ارواح الاسلاف الطيبة،انصرفوا لا حاجة لهم في صلاتكم،،في الصبح حفر حفرة بجوار هذي،قال ،هذا ابراء لذمة ولدي..كان شلال دمعه ،يتفجر في دهم الليالي،حتي اذا جاء الفجر،حمل طوريته،توضا بعرق كده من حش القش المر..
اربعين عاما،ما اكتري حمارا ولا شاة،يخرج من الفجر ويجئ مع العشيات،تلحق به احدي الصبيات بكسرته وماؤها،قهوته المرة،وبرد اليقين..
حتي كان يوم زلزلت الارض زلزالها….
الزمن القاسي عرك الناس عركا،سبع بنات ،وامهما التي هدها تواتر الحمل والولادة،وادمي قلبها رحيل ولديها المفجع،تحولت لعجوز هرمة وهي لازالت امراة في عمر النضار،البنات كل فوق قفا الاخري ،حتي انه لا يبين،لولا الشبه انهن اخوات،لا تحس ابدا باختلاف اعمار،،يذهبن للمدرسة ويجئن،مدرسة نائية بعيده،،البنتان الكبيرتان ،تركت احداهما المدرسة لضعف ابصارها،والثانية لتساعد امها التي وهنت،وتلحق بابيها في الحقل،،ثم يلحق به كامل باقي الفصيل،من اولي لثامنة،خمس زهرات..يحشن معه البرسيم،ويساعدن في ربطه…
ثم صدر امر بان الارض ليست له،،صارت ملكا لاخر،،باعها لاخرين،،وبدات القصة..
اجدبت الارض ،اصاب الناس البلي،وما ذكرنا في مقدمة العرضحال…
البنوك تطارد الجوعي والمعوذين ،تصادر الاراضي وترمي بالناس وراء القضبان لحين السداد..
صارت مشاوير قابض الارواح مضجرة،،ومساسقة الرجال المتعبين بين الحلة والمقابر مرات ومرات في يوم واحد..
وكان هو،كانه لا يمل من حفر القبور..
نحيفا،ولكنه قويا صلبا في حفرها،وتوسيد الجثامين اللحود،،ولكانه يوسد ابنيه ،بوقار واسي..
حتي،قيل لي،،انهم وسدوا عند مطلع الشمس امراة في ريعان الشباب،اهلكها النزيف في بكريها الاول،ولم يقدم لها احد شئيا حتي ازف رحيلها،،،قيل انه ،نفض عن نفسه تراب القبر،وصاح في الجمع..
يا قوم بلغت بانني المهدي المنتظر…
قيل لي،والله ما نطقها حتي انكب الناس فوقه يبايعون…
وفي الضحي وفدت القري مبايعة…
قلت ،،،،ايه،،يحتاج هذا الليل العبثي لمليون مهدي ،ياكل من عرق جبينه ،حتي تهلك هذه العتمة..
لا علم لي بما حدث بعد ذلك.
شكرا لهذا الليل العبثي الذي اهدي لنا حكاويا يرفا الابداع بازميل الابداع النقي. شكرا لك يا عثمان اخرتنا من متاهة ساس يسوس الي (تردة )الادب التي ترد الروح.