الناس لا يقادون إلي الجنة بالسلاسل

الحرية و الديمقراطية فصلان هامان في تاريخنا السياسي و الوطني المعاصر, والعودة إلي ذلك كل لحظة, كل يوم, كل عام, تنمو و تتجدد. هي عودة إلي الروح التي لم و لن تزهقها الإنقلابات. أود أن أسجل أن شخصية تحمل الدكتوراة في الفقه تحدثت أثناء حضوري في عيادة إستشاري طب الأسنان الدكتور ابراهيم عبدالحميد أن إنقلاباً وشيكاً سيقع في السودان وأن الشيخ حسن الترابي قد قال أنه واقع لا محالة. تغافلت مدعياً عدم إهتمامي بالموضوع, عائداً أدراجي لأجد أخي و صديقي د.منصور يوسف العجب في إنتظاري في داري و في يده رسالة من السيد الصادق المهدي : ?أخي الحبيب منصور, بعد التحية و السلام ارجوك مقابلة الأخ نصرالدين الهادي في داري بحي الملازمين وذلك لأمر هام? , ولأن أجواءً متوترة صاحبت تكوين حكومة الجبهة المتحدة-بعد مذكرة القوات المسلحة- توقعنا أن الموضوع ستكون له صلة بإشراكه في الحكومة المرتقبة. قبل ذهابنا لمقابلة نصرالدين الهادي, قابلنا شخصية سأعلن عنها مستقبلاً و كانت نصيحته لدكتور منصور الإشتراك في أي عرض وزاري شريطة الإلتزام ببرنامج حكومة الجبهة الوطنية المتحدة المرتقب. من جانبي إلتزمت الصمت و بعد فراقنا له, قلت لدكتورمنصور: ?الإستشارة دي حتعوقك?. و إقترحت عليه أن نقابل الراحل محمد إبراهيم نقد للتداول في الأمر بعد إنهاء مقابلتنا المزمعة مع الأخ نصرالدين الهادي والذي نقل للأخ منصور رغبة السيد الصادق المهدي بدخول منصور العجب الوزارة ممثلاً لليسار مستطرداً أن كلاكما نقد و منصور تجدان قبولاً منقطع النظير لدي الجميع. بعدها توجهنا للقاء الاستاذ نقد الذي أفلحنا في مقابلته بعد 6 ساعات من الإنتظار و نقلنا إليه تفاصيل لقاء د.منصور مع نصرالدين الهادي فجاء رده قاطعاً: ?انا مش مُهمتي الوزارة أنا عملي سياسي- يا دكتور منصور انت لا تمثل اليسار? لأنك فزت مستقلاً في دائرة الدندر. لو أراد المهدي إستناداً علي العلاقات التاريخية أو الفدرالية بين أسرتيكما فليكن و لتصبح وزيراً, أما بالنسبة للحزب الشيوعي لا يمثل اليسار وإنما نمثل انفسنا فقط. لو أثمرت المفاوضات حقيبةً لحزبنا اهلاً و سهلاً و سندفع بمن يملؤها حتي ?تفضل? وبالعدم اهلاً وسهلاً ايضاً. ودعنا الاستاذ نقد لنقابل الأخ نصرالدين الهادي الذي بلغه د.منصور إعتذاره عن تلبية رغبة السيد الصادق المهدي. توجهت بالسؤال للاستاذ نقد عن إحتمالات الإنقلاب فأجاب: السماء ملبدة بالغيوم, ?ممكن لكن هل ينجح سياسياً؟? .

يتبع

تعليق واحد

  1. صديقنا وعزيزنا الدكتور/ عبد القادر، لم نعرف “شخصية تحمل الدكتوراه في الفقه” وان كان ذلك واجبا. اننا نطالبك بكتابة تاريخ مرحلة الانقلاب لانك عايشتها … لا نطالب بكتابة سيرة ذاتية، فالسياسيون السودانيين يحملون معهم اسرارهم للمقابر ومقولة الاستاذ/ نقد لا تزال ترن في اذني “صدور الاحرار مقابر الاسرار” ونسى انه اصبح شخصية عامة وان ما يعرفه في اطاره المهني كسياسي وفاعل في الساحة يوجب عليه كتابة هذه السيرة … اننا نطالبك ن تكتب عن هذه المرحلة خاصة وانك تحبذ التوثيق وتجيده … كل التحية والتقدير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..