الولاية الشرقية – وانتهازية المنادين بها

تشهد هذه الايام تحركات لمجموعة من أبناء الجبال الشرقية لجبال النوبة للمطالبة بإنشاء ولاية جديدة – أو ما تسمى بالولاية الشرقية – والانفصال عن الولاية الأم ( ولاية جنوب كردفان ) – وتكوين ولاية جديدة في حدود مملكة تقلي القديمة .
وهذا مطلب قديم جدا ، ولكن السيئ في الأمر أن التفكير في هذا الأمر في الوقت الراهن وبهذه الطريقة يكشف العقلية الانتهازية لهذه المجموعة التي تنادي بتكوين ولاية جديدة في هذا الوقت – ( الناس في شنو والحسانية في شنو ) – على رأي المثل .
ففي الوقت الذي تعاني فيه الولاية ويلات الحرب والنزوح والتشرد – وأهلنا الآن يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، يحلمون بالماوى والمأكل والمشرب والملبس – في هذا الوقت بدلا من أن يفكر هؤلاء في معاناة النازحين وإيجاد حلول لهم ، وكيفية إرجاع الأطفال إلى المدارس لتقليل الفقد التربوي – بدلا من ذلك نجدهم يطالبون بولاية شرقية!! – هل هناك انتهازية اكتر من ذلك ؟
والسؤال الذي يطرح نفسه – لماذا ولاية شرقية الآن ؟
نريد إجابة شافية وكافية ومقنعة من هؤلاء المنادين بولاية شرقية .
ثم ثانيا – هل من حق هذه المجموعة تقرير مصيرنا ، وتحديد مصير ولاية بأكملها ؟ – ومن الذي فوَّضهم للتحدث بأسمنا والمطالبة بولاية جديدة ؟ – وهل طرح هذا الأمر في استفتاء شعبي وصوت عليه كل شعب الولاية ؟
ثالثا -لماذا يرتفع صوت هذا المطلب الآن ؟
أليست الأولوية الآن لتحقيق السلام والأمن ، ومن ثم رجوع أهلنا إلى مناطقهم ، وبناء القرى – لان غالبية القرى قد دمرت ، ودمرت البنى التحتية – فلا بد من إعادة بناء القرى ، وتأمين المعيشة ، وبناء المستشفيات والمدارس ، وإرجاع الأطفال إلى المدارس – عندها فقط يمكننا أن نقول أن الجو اصبح مواتيا للتفكير في أن هل من مصلحتنا البقاء موحدين كولاية – أم من الأفضل لنا كأبناء المنطقة الشرقية الانفصال عن الولاية الأم ، ونكون ولايتنا الجديدة
وحتى ذلك لا يتم الا بعد عمل دراسة شاملة ، بصورة علمية دقيقة – دراسة اقتصادية واجتماعية وسياسية وقانونية وإدارية – وتقديم أوراق علمية تؤكد أن الانفصال هو الأفضل – ومن ثم إجراء استفتاء لمعرفة رأي الناس – كل الناس
وأيضاً لابد من خطة استراتيجية علمية لكيفية إدارة الولاية المفترضة مستقبلا
ولكن أن يتم المناداة بالانفصال بهذه الصورة الغريبة التي نشهدها الآن فهذا نوع من ( الخم
رابعا – من هم هؤلاء الذين يطالبون بولاية جديدة ؟
فليخرجوا إلى السطح ، ويذكروا لنا أسمائهم ومواقعهم ومؤهلاتهم حتى نعمل جرد حساب – ماهو تاريخهم السياسي ومساهماتهم ، وماذا قدموا للولاية
والاهم من ذلك أليس هذا شق للصف الجنوب كردفاني ، وإضعاف للولاية بأكملها – في وقت اكتر ما نحتاج إليه هو الوحدة للضغط على المركز ونيل حقوقنا منه
على الذين ينادون بولاية جديدة الآن إعادة النظر في الموضوع ، وبدلا من إضاعة الوقت في هكذا مواضيع فليبحثوا لنا عن كيفية إيجاد لمشكلة الحرب هذه ، وكيفية إحلال السلام – والسلام
خالد مصطفى إسماعيل – جامعة الخرطوم – كلية الصيدلة
[email][email protected][/email]
وفقك الله لم تقل إلا الحق، إن هؤلاء من الإنتهازيين قولا وفعلا، يسعون من أجل الكسب الرخيص إلى شق الصف بتكوين ولاية في المنطقة الشرقية وليس هذا وقته كما ذكرت.
ياخالد الاقتراح دا هو عشان يحل الاشكال الحاصل لانو بعد شوية لمناطق الجنوبية للولاية تتبع للجنوب علي كل نحنا بنباركه