في القولد التقيت بالصديق انعم به من فاضل صديق

ياليتها من ذكريات باقيــة
انشودة في القولد التقيت بالصديق انعم به من فاضل صديق من الأناشيد الجميلة التي مازالت عالقة برؤوس الكثير من طلاب الزمن الجميل .
كان منهج الجغرافيا في ذلك الوقت يعتبر من اميز المناهج التي تم وضعها ببخت الرضاء (زمن مستر قرفز) من الصف الاول حتى الرابع الابتدائي ، حيث كانت جغرافية السودان حاضرة في كتاب سبل كسب العيش في السودان ، بالإضافة الي الكثير من الأنشطة المصاحبة للمنهج وهو ما نفتقده في مناهجنا الحالية، مثل خطة البحث عن الكنز وغيرها من منهج النشاط ، والمنهج المصاحب ، كنا نفرح كثيرا عندما يأتي الينا مدرس الجغرافية ونبدأ برسم جدول الزيارات الخيالية لمختلف انحاء السودان حسب المديريات ( الاقاليم ) المختلفة وقد جُمعت كل هذه الزيارات في قصيدة واحدة وهي القصيدة التي نحن بصددها ، في القولد التقيت بالصديق ، حيث زرنا صديقنا صديق عبد الرحيم في القولد بالشمالية وبعدها صديقنا محمد القرشي بمدينة ريرة بشرق السودان ومنها لكردفان حيث نزلنا بمدينة الجفيل عند صاحبنا سليمان ثم الى بابنوسة بغرب السودان حيث زرنا صديقنا محمد ود الفضل ومنها توجهنا الى جنوب السودان حيث زرنا صديقنا منقو زمبيري بيامبيو ومنها توجهنا للشرق حيث زرنا صاحبنا حاج طاهر في مدينة محمد قول ثم جئنا للجزيرة الي ود سلفاب حيث التقينا بصاحبنا أحمد محمد صالح ومن ثم لمدينة عطبرة ، زرنا كل هذه المدن وكانت زيارات من وحي الخيال ولكننا كنا نشعر انها زيارات حقيقية ، حيث كان المعلم يشرح لنا باسلوب شيق يجعلنا نعيش وسط هؤلاء الاصدقاء جلسنا معهم صادقناهم عرفنا سبل كسب عيشهم غذائهم مشربهم ثقافتهم حياتهم ، توقفنا عند مُدُنهم سافرنا لها بالعربات ومن بعد بالقطارات وكان كل ذلك من وحي الخيال ولكن قد رسخت لنا معلومات مازالت قابعة باذهاننا الي يومنا هذا ، نتمنى من الاخوان في بخت الرضاء الزميل الدكتور ياسر ابو حراز والاخ دكتور عبد الرحمن محمد حسن وغيرهم في ( لجنة مراجعة المناهج) ان يعودوا بنا الي هذا النوع من المناهج الذي يربط الخيال بالواقع ويرسخ المادة لتبقى كما بقيت في القولد التقيت بالصديق،
شاءت الاقدار ان التقي شخصيا بالوالد صديق عبد الرحيم وهو والد زميل لنا وهو الاخ يوسف صديق عبد الرحيم وكان يعمل ببنك السودان بإدارة النقد الاجنبي ( زاملنا في العمل بادارة اكثار البذور بسنار ) وكان عمنا وصديقنا القديم صديق عبد الرحيم يعمل لمدة طولية بسفارة السودان بواشنطن الى توفاه الله قبل أعوام قليلة مضت ، جاء الينا يوما لزيارة ابنه يوسف بمقر العمل وهو يرتدي الرداء والبرنيطة التف حولة الزملاء عندما عرفوا بانه صديقهم القديم في القولد صديق عبد الرحيم وكانت فرصة جميلة ان يتحول الخيال الي واقع , ويالها من صدفة .
وهذه هي القصيدة موضوع المداخلة وقد صاغ كلماتها المربي الكبير عبد الرحمن على طه أول وزير للمعارف بعد الاستعمار وقد كان وقتها ببخت الرضاء
فى القولد إلتقيت بالصديق .. !!
**********
فى القولد التقيت بالصديـق
أنعم به من فاضل ، صديقى
خرجت أمشى معه للساقية
ويا لها من ذكريات باقيــة
فكم أكلت معــه الكابيدا
وكــم سمعت اورو والودا
***
ودعته والأهل والعشيرة
ثم قصدت من هناك ريره
نزلتها والقرشى مضيفى
وكان ذاك فى أوان الصيف
وجدته يسقى جموع الإبل
من ماء بئر جره بالعجـل
***
ومن هناك قمت للجفيـل
ذات الهشاب النضر الجميل
وكان سفري وقت الحصاد
فســرت مع رفيقى للبــلاد
ومر بي فيها سليمان على
مختلف المحصول بالحب إمتلا
ومرةً بارحت دار اهـلى
لكي أزور صاحبى ابن الفضل
ألفيته وأهله قد رحلـوا
من كيلك وفى الفضـاء نزلوا
فى بقعة تسمى بابنوسـة
حيث اتقوا ذبابة تعيســــة
***
ما زلت فى رحلاتى السعيدة
حتى وصلت يا مبيو البعيدة
منطقة غزيرة الاشجــار
لما بها من كثرة الأمطــار
قدم لى منقو طعــم البفره
وهو لذيذ كطعام الكســـره
***
وبعدها استمــر بى رحيلى
حتى نزلت فى محمد قـــول
وجدت فيها صاحبي حاج طاهر
وهو فتى بفن الصيد ماهـــر
ذهبت معه مرةً للبحـــــر
وذقت ماء لا كماء النهــــر
****
رحلــت من قول لود سلفاب
لألتقى بسابع الأصحــــاب
وصلته والقطن فى الحقل نضر
يروى من الخزان لا من المطر
أعجبنى من أحمد التفكيـــر
فى كــــل ما يقوله الخبيرُ
***
ولست أنسى بلدة أم درمــان
وما بها من كثرة السكـــان
إذا مرّ بي إدريس فى المدينة
ويا لها من فرصـــة ثمينة
شاهدت أكداساً من البضائــع
وزمراً من مشتر وبــــائعْ
***
وآخر الرحلات كانت أتبره
حيث ركبت من هناك القاطره
سرت بها فى سفر سعيد
وكان سائقى عبد الحميـــد
أُعجبت من تنفيذه الأوامر
بدقة ليسلم المســـــافر
***
كل له فى عيشه طريقـة
ما كنت عنها أعرف الحقيقـة
ولا أشك أن فى بــلادى
ما يستحق الدرس باجتهـــاد
فإبشر إذن يا وطني المفدي
بالسعي مني كــي تنال المجدا
الأستاذ المربي الفاضل عبدالرحمن علي طه كان أول وزير معارف سوداني على الإطلاق وليس بعد الاستقلال إذ أنه تولى الوزارة في حكومة الجمعية التشريعية في أواخر الأربعينات من القرن العشرين ، هذا مالزم توضيحه مع خالص الشكر لأيرادكم القصيدة العالقة ـ ولو جزء منها ـ في عقول تلك الأجيال الذهبية .
فاتني ان اذكر ان هذه الزيارات كانت كما ذكرت خيالية بالنسبة لنا نحن التلاميذ نسافر ونعود ونتجول في هذه القرى والمدن ونحن داخل فصولنا ، ولكنها كانت زيارات حقيقية قام بها نفر من أساتذة بخت الرضا الى مناطق شملت شمال وجنوب وشرق وغرب البلاد . وقد قام بهذه الرحلات الاساتذة : مكى عباس ، والنور ابراهيم والشيخ مصطفى ، وعبد العزيز عمرالأمين ، وعبد الحليم جميل ، واحمد ابراهيم فزع وعبد الرحمن على طه ، وعثمان محجوب ومستر ومسز سمث ، وسر الختم الخليفة . وكان إسهام عبد الرحمن على طه الإضافي الى الكتاب ( كتاب سبل كسب العيش في السودان جغرافية الصف الثالث) هذه الانشودة الرائعة التي لخصت الرحلات التى تمت لهذه القرى والمدن وظل التلاميذ فى المدارس يرددونها لعقود من الزمان
وقد توفى صديقنا صديق عبد الرحيم بالولايات المتحدة عام 1998 بعد أن هجر السودان واستقر هناك حيث كان يعمل بالسفارة السودانية بواشنطن لزمن طويل
توفي الى رحمة الله صديق عبد الرحيم بالقاهرة وليس بامريكا ودفن بمقابر الصحافة لذا وجب التصحيح. وشكرا.
كنت ضمن الدفعة قبل الأخيرة حيث توفرنا علي دراسة المنهج القديم. و في عام 1970م و بعد أن دفعنا رسوم الجلوس لإمتحان الشهادة الأولية و الإستعداد للمدرسة الوسطي, تم إعلان السلم التعليمي و تعديل المناهج و هو ما سموه ( السلم التعليمي بتاع محي الدين صابر و هو كان وزير التربية و التعليم وقته). و منذ ذلك الوقت و الجدل يدور بين أيهما أنسب : المنهج القديم أم المناهج التي طبقت بعده.هم السودانيين يتمسكون بالماضي و يقاومون التغيير, حتي و إن كان أفضل. هذه طيعة البشر و ليس السودانيين وحدهم, لكن السودانيين ( مزودنها شوية… حليل أيام زمان) . رحم الله صديق عبدالرحيم, فقد كان صديقاُ للجميع و كان سفيراً فوق العادة. و رحم الله عبدالرحمن علي طه ذلك التربوي و الذي صاغ لنا شعراً تربوياً جميلاً.
اين دارفور في هذه القصيدة هل كانت دولة اخرى ام ان عبد الرحمن علي طه لم يعلم ان في السودان بلد يسمى دارفور !! قال تربوي قال!!!
هذا كان هو المنهج الذى ارادوه الاباء والاجداد ولكنهم لم يصنوه بتربيه وطنيه صحيحه فضاع الوطن هم كانوا السبب الاول الرعيل الاول الزود عن الحياض ينبع من حب الوطن ولكن ابكيتنى بالذكريات الجميله لله درك اظن اننى احب السودان اكثر من غيرى ربى يحفظ وطنى العزيز
رد على علي العلي الكاتب قال ( أول وزير بعد الاستعمار) وأنا أفهم أن بعد الاستعمار تعني بعد الاستقلال ، حسب فهمي المتواضع ، وإن لم يكن كذلك فمعذرة .
توفى الى رحمة مولاه اليوم يوسف صديق عبد الرحيم ربنا يرحمة رحمه واسعه
توفى الى رحمة مولاه اليوم يوسف صديق عبد الرحيم ربنا يرحمة رحمه واسعه
ربنا يرحمه