صديقتي استيلا .. هزمتني تفاصيل التَدحرُج للوراء

فايز الشيخ السليك
إلى صديقتي استيلا قايتانو.. الكاتبة الأنيقة، والزولة صاحبة الروح الجميلة..
كان الإنجليز في قمة مجدهم ، وقبل أن تغرب شمس امبراطوريتهم؛ و التي كانت تشتهر بكثرة مستعمراتها، حتى لُقِّبت بلقب ” الإمبراطورية التي لا تغيب الشمس عنها”، كان بعضً من عقلاء الإنجليز يقولون “لو خُيرنا من مستعمراتنا ووليم شكسبير لأخترنا شكسبير الكاتب العظيم على مجد المستعمرات، وهي بالطبع كانت نظرة صادرةٌ من ذوي أُفقٍ مُتسع، وعقلٍ مُتّوهج بالذكاء، فالمستعمرات في حقيقة الأمر صارت ” لعنةً ” في تاريخ بريطانيا، أما شكسبير فلا يزال مَعلماً من أهم المعالم التاريخية في كُّلِ الدنيا، بل هو فخرُ لكلِّ البشرية لا للبريطانيين وحدهم ؛ درجة أن بعض الأعراب ، واظنهم من المُسْتعرِبة كانوا يقولون “إن شكسبير تعني شيخ الزبير”، وهو منّا!.
واليوم صديقتي الجميلة؛ نحن لا مستعمرات لنا كي نقارن بينها وبين أدبائنا وكتابنا، من ملكة الدار إلى بثينة مكي، و النور عثمان أبكر والطيب صالح ، وأبكر آدم اسماعيل، وبركة ساكن، وهشام آدم، ومحسن، والكتيابي، والقدال ، وخيري ، والرضي، وأبو آمنة حامد، ومحجوب شريف، وهاشم صديق، وحميد، والحلنقي، وكمال الجزولي، و عويس، وتاج السر.
وعذراً صديقنا القدال ونحن نستعير منك ” أنا ما بجيب سيرة الجنوب ” حين تقفز إلى الذاكرة أسماء في قامة فرنسيس دينق، والسر الناي وتعبان لويلانق، وآرثر قبريال، و حتى استيلا قايتانو التي ” لا تساوي بقرة مثلما تعتقد هي في سياق سخريتها المحببة إلى النفس. يا صديقتي.. هل حقاً قبلنا ما يريده العنصريون، والإقصائيون، والمستبدون؟. وهل استسلمنا؟. وتواطأنا ولو بالصمت المريب؟. وها نحن نتنازل بكل هدوء عن كل شيئ؛ عن حرياتنا، وعن جغرافيتنا، وعن أروحنا وأجزاء بعض منا؟.
يعلنون أنّهم سيطردون كُل من لا يعجبهم ، حتى ولو لونَ عينيه، أو لون بشرته مع أنّ كُلنا بشرةٌ واحدة؛ وإن اختلفت درجات اللون، وتدرجت نحو الداكن، أو المنفتح، وهذا بشهادة كلمة ” زول” التي تُلقى علينا كُلّنا في شوارع أقرب العواصم إلينا.
لكنّ صديقتي فإنّ الأغبياء منا لا يفقهون شيئاً، لا غرو في ذلك، فقد أكدت دراسةُ علمية ” أنّ أصحاب الذكاء المنخفض في الصغر أصبحوا عنصريين في الكبر، وأنّ الأشخاص الذين لديهم مستوىً معرفي أقل لديهم علاقات أقل مع أشخاص من عرقٍ مختلف، و أنّ البالغين أصحاب الذكاء المنخفض يميلون إلى تبنّي أيديولوجيات اجتماعية محافظة، و أنّ هذه الأيديولوجيات في المقابل تشدد على الهرمية ومقاومة التغيير وهي مواقف تقود إلى اتخاذ أحكام مسبقة.
وهي أفكار أصحاب منبر ” الخراب العاجل” والغريب أنّ هؤلاء؛ أقصد أغبياء المنبر ومن والاهم من هتيفة، ومن رجرجة ، ومن دهماء لم يراعوا في عنصريتهم تلك أنّ هناك ملايين من الشماليين قد يتضررون قبل الجنوبيين من تلك الفتنة الخطيرة، والعصبية البائنة؛ وبالطبع ؛ فإن الخال الرئاسي لا يتذكر بأن أحد أبناء تلك المجموعات ” يرأس تحرير صحيفته الصفراء؛ فهو لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، ولا تتدعه غطرسته أن يرى ملايين المسيرية والرزيقات والتعايشة ؛ دعنا عن ” زرقة دارفور” فهؤلاء بالنسبة لمصطفى بالطبع هم ” غرابة”- فليس مهمٌ لديه أن تموت أبقار تلك المجموعات ” العربية” عطشاً ، أو جوعاً، بل أن أنسانهم عنده، بلا قيمة، فهو ليس من بطون المركز”، وهذا موقفٌ أصيل لدى البشير وابن أخته، ويكفي أنّهم يتحدثون باسم ” حركةٍ إسلامية ” كان أحد شُروط أعضاء مكتبها السياسي، هو أن يكونوا من سكان العاصمة الخرطوم”!، وهي شهادة في كتاب الأستاذ المحبوب عبد السلام ” الحركة الإسلامية.. دائرة الضوء.. خيوط الظلام”.
وكُلنا نعلمُ أنّ ؛ الحكومة كانت في السابق تحارب الجنوبيين بحجة أنّهم مسيحبون أفارقة، في ثنائية ركزت على الحرب بين الإسلام والمسيحية من جانب، وعلى العروبة والأفريقيانية من جانبٍ آخر. وإنفصال الجنوب هو نتيجة لهذا التفكير والسياسات المترتبة عليها، وبالتالي؛ فإنّ إستمرار نفس الأزمة داخل الشمال هو بسبب هذا التصنيف في شقه العرقي (العروبي من جانب النظام) بعد سقوط إدعاء التمايز الديني في الشمال، وهذه المرة هو تصنيف يقوم على ثنائية عرب وأفارقة. والواضح للعيان أنه ومن بعد الانتهاء من هذه الحرب سيبحث المركز داخله عن أعداء آخرين لا ينتمون إلى المشروع العروبي.
صديقتي استيلا. لا تعذرينني؛ لا أريد عذراً؛ إن شعرتُ اليوم أكثر من أيوم مضى في تاريخ ” دولتنا ” هذي بالعجز، وأنا أنتمي إلى شعبٍ مقهور، و أنت قد ترين دمعات ابنك عمر، وأخيه تتدفّقُ حزناً علينا نحن أعمامه الذين ما حفظنا له صلة دمٍ ، وعلينا نحن أصدقاء والدتيهما ، ورفاقها في الكتّابة، وفي الأمل، وفي الغد، ويبدو أننا لسنا في الهم رفاقا!.
أتذكر عمر بالمناسبة وشقيقه، ” نسيت اسمه” هنا أعذرينني؛ – فالذاكرة غربال بفضل ثقوب الزمن- فيا صديقة ففي ذات الوقت أتذكّرُ فلذتي كبدي، الصغير نورس، وأخته مراسي؛ فهما ربما كانا يتعرضان لذات المصير لو أنً أمهما كانت أختك، وأنت تعرفين أنّ أمهما ” اريترية سودانية” رغم أنف الجميع، هوىً وهويةً، ويحملان شهادة ميلاد هذا البلد، مع أنني بالمناسبة لا أحملْ ورقةً سوى جواز السفر ورخصة القيادة، فلا شهادة تسنين، أو ميلاد، ولا وثيقة زواج، ولا حتى والدايا كانا يحملان وثيقة زواج،أو شهادة تثبت تاريخ ميلادهما، أو حتى هويتهما، وانا كذلك لا بُطاقة لي، قبل وبعد بدعة ” الرّقم الوطني”، فصرنا نتأفف من كُلِّ ياء نسبٍ اشتبكت ببكلمة وطن” مثل مؤتمر ” وطني”، أو أمن ” وطني”، أو رقم ” وطني” ، ويا وطني عليك السلام!.
فأحدُ أجداد فلذتيْ كبدي يا صديقة هو ؛ محمود أبو بكر حبشي، وهو كان وزيراً من وزراء السودان، وجِدُّهما مثلُ خالِهما ؛ وزير الداخلية ابراهيم محمود حامد ” طبعاً بصلة الدم” بسبب الإنتماء إلى قومٍ كُرماء ينتشرون هُنا وهُناك، ويشربون من القاش قرب تسني، أو غرب كسلا!، ويغنون في كرن، أو في القضارف، ويزرعون أو يرعون في قرورة ، أو حتى قرورة، وليتِ من يقرأ هذا الحديث لا تتحرك فيه قُرون استشعار عنصريةٍ ؛ فأنا أعشقُ اسمرا، كما أعشقُ أُم مَرِّحي، أو ” ياي”، بل أرى أنّ الشعوب الهجين هي الأقوى، وأنّ الوحدة في التنوع، لكنني كنتُ أظُنُّ – وليس كُِّل الظَّن اثمٌ؛ إلا في قومٍ “يفوقون سُوء الظّن العربض”- فقد كنتُ أظُّنُ أنّ ” وزيرنا الهُمام ؛ هو أفضلَ من يُخاطب َقضايا الجنسّية والمُواطنة في بلدٍ متداخل اثنياً، وتاريخياً، وثقافياً مع بلدان عديدة؛ كالسُّعودية التي ربما ينحدرُ من صحراء ربعها الخالي، أو رياضها الفيحاء، أحدُ وزراء الشرقِ الحبيب، أو من اريتريا التي تشرف ” الوزير برئاسة اتحاد طُلابها في أرضِ الكنانة، حتى ولو على سبيل التّضامُن، والتَّعاطُف مع قضية ثورةٍ كبيرة؛ ولو ذهب بمنحةٍ دراسيةٍ باسم هؤلاء الثوار الأشاوس، أو رُبّما من مصر تلك التي ينتمي رئيس مجلسها العسكري ، ووزير دفاعها لذات عرق والي الشمالية، أو رُبّما تشاد، وهي قد ترزقنا بمولودٍ، أو مولودةٍ تحمل جينات بلدين، فنكون نحن أخوال لإبن رئيس دولةٍ جارة، وصديقة، وشقيقة، فليس في الأمر عجب فحتى هُناك ، في البعيد، حيثُ الولايات المُتّحِدة الأمريكية، وكندا حيثُ يحملُ عشرات من قيادات حزب وزير الداخلية جنسيات تلك الدُّول ” ، والتي تُعدُ في أُصول فكرهم المُتطرِف ” بلدان كُفر” ، وعند قطبي المهدي ” الخبر اليقين”.
لكننا ، ولأنّ عقُول بعضٍ منا راكدة، ومعيارية، وليست جدلية، ولا نقدية، فقد ارتهن تفكيرها، لتفكير أصحاب منبر ” الخراب العاجل، وهو منبرٌ عُنصري، يمثلُ أحد أذرُعِ ” المؤتمر الوطني” الملوَّثة بالدّماء، ويمثلُ دماغه المحشودة بالكراهية والعنصرية، ، و زعيم المنبر ؛ أو فلنَقُلْ الخال الرئاسي؛ كان إلى وقتٍ قريب وزيراً اتحادياً بالحكومة نيابةً عن “المؤتمر الوطني”، وسبق أن تقلد منصب مدير وكالة السودان للأنباء” سونا”، ومديراً للتلفزيون، وقد أبتدع الرجل خلال توليه المنصب أساليباً يحسده عليها أكثر السلفيين تطرفاً، في حركة طالبان الأفغانية، أو الشباب الصوماليين، فقد ابتدع ما أُطلِق عليه ” الحجاب الإلكتروني، لتغطية بعض من أجساد الممثلات المصريات، وهي بدعة توضح نهج تفكيره! ، وغلُّوه، وتطرفه، وغبائه كذلك، كما ضمّ المنبر عدداً من ضُباط الجيش المتقاعدين، وهم من كانت لهم في الحرب تجارةٌ ، وفي القتالِ رحلاتٌ نحو الثراء العريض ، إن علاقة “منبر الخراب العاجل” بالحزب الحاكم واضحةً للغاية، فصحيفةُ الحزب هي التي كانت تدعو إلى الانفصال، وتقرعُ طبول الحرب نهاراً جهاراً؛ مع أنّ قانون الصحافة والمطبوعات يحظر على الصحف تناول قضايا ” تمس بالأمن الوطني، وتهدد وحدة البلاد، وسلامتها”، وأنّ بالقانون الجنائي لسنة 1991 أو سمه الشّريعة الإسلامية؛ مادةً واضحة تصل عقوبتها الإعدام في مواجهة كلُ من “يُثير الفتنة والكراهية”، أو يدعو لتقويض النظام الدستوري!؛ إلا أن مصطفى ظل فوق أبراج مشيدة ، لا يدركها الموت الإنقاذي، وفوق جبلٍ يأويه، ويعصمه من فيضان الغضب الرسمي، بل صمم له الدّور ليلعبه بامتياز ، والغريب أنّ الخال الرئاسي؛ لا أحدٌ سواه، وهو من يذبح الذباح ابتهاجاً بالانفصال؛ كان هو أكثر الغاضبين من نيفاشاّ!، دون أن يسأل نفسه لماذا يُعارض اتفاقيةً قدمت له أغلى أُمنياته؟. وربما غضب الرجل كان لأنّ الاتفاقية؛ انتزعت منه امتيازات رأسمالٍ رمزي، يُعبرُ عن نقاء عرقٍ متوهم ، أو رُّبما أنّه غباء العنصريين مثلما تُؤكدُ الدّراسةُ العلمية؟!.
يا صديقتي. دعينا عن غباء العنصريين، أو على حد قول صديقنا ” المِشُوطن” أبكر – وهو لم يمسك لسانه – فلنسمِها ” تفاصيل التّدحرُج للوراء”- ماذا سيفعل غير العنصريين؟. سيكتفون بالبيانات؟. يزرفون الدمع سخيناً على ذكرياتٍ جميلة، ثم يمسحون الدمع وينامون ملئ الأجفان، أو يهتفون ضد مقتل شابة برصاص باشبوزق البشير، وأدوات قمعه العنصري، ثم يرسلون الضحكات مع إيقاع أصوات الملاعقِ وهي تُحركُ السُّكر في كبابي ” بيت البكاء”، ولا عزاء لنا!، فنحن نشهدُ على فضيحتنا، وهي فضيحة قرننا الحالي، نشهد على التاريخ، الذي سيسُطّر لعناتٍ لنا ؛ فنحنُ من شهدَ على مجازر دارفور، و فظائع جبال النوبة، ومجزرة مشروع الجزيرة، و28 رمضان، وبورتسودان، وأمري، وكجبار، ودماءٌ غزيرةٌ سالت فوق النَّهر، وما مابين الجبل والسَّهل؟!.
استيلا يا صديقة، “وليمة ما قبل المطر” هي وليمة لأعشاب العنصرية النابتة في الدواخل،” وليلة قمرية” صارت ليلةً ظلماء غطاها حُضورِ العسَس والمُتطرِّفين، حين فرضوا علينا سطوتهم في ذلكَ اليوم ؛ الثلاثين من يونيو قبل حوالى 23 سنةً، وهي في غالبها سنوات رمادةٍ، وخرابٍ عاجل، ” حتى حولتنا إلى زهور ذابلة، وحقاً كأننا ذاهبون إلى الفجيعة، أو ” نحو الجنون” في هذا الزمن المجنون، وهذا العشق المسجون، في هذا البلد المكون.!.
رُبُّما نَصْحُو؟. وهلْ نَصْحُو لنَجدُكِ تحْكينَ لنا أحْزانَ الرَّحيلِ المُرِّ حين يصطَدمُ المدى بالمآسي؟. فيا “رحيل”!.
كلام جميل يا السليك تسلم
قرءاتها سبع مرات وانا اجيش بالبكاء وازرف الدمع والحرقة والقصة تملاء حلقى لاني لااجيد الكلام ولا اجيد الكتابةولاالهتاف وحتي البيانات لااجيد شي… فقط اجيدالقراءه و البكاء علي الفراق المر لذا كنت ولازلت اقرئها لك مرة والف مرة لكي لا نهزم استيلا كما انهزمنا نحن وسنظل نقراءها كل مره.
لكالتحية والتجلة اخي السليك اختي استيلا /مهاجر
القَصِيدة ُ المُترجَمة *
* هذهِ قصيدة ٌ مترجمة ٌ عن تطلعاتِ الأطفالِ , عسى أن يفهم َ اللصوصُ والجَهَلة , وحائِكو المؤامرات , وأنصافِ السياسيين , أنـّه من أجلِ (عزّة َ) – كما كـُنّا نَعرِفـُها – ترحلُ القوافِلُ ضدّ الجُغرافيا وضدّ التاريخِ أحيانا ً.
(1)
لونى ّ… لونُ السحابةِ الغائِمة
… نشيدى … نشيدُ الصّمت
لـُغتى … لـُغة ُ البُندُقيّة
ليسَ لى إسم ٌ…
وليسَ لى عُنوان …
فمنذ ُ أَن سافرَ أخى (دينق) جنوباً
وأنا تائِه ٌ … فى هذِه البلادُ الغريبة
(2)
كـُنّا نركُضُ فى الصّباحاتِ المَطِيرة …
على ضِفةِ النـّهر..
كى نقذفَ الحيواناتَ الجافِلة
بأغصانِ الأشجارِ المتكسِّرة …
وثمارِ المانجو النـّاضجة…
كـُنّا نُطاردُ الأبقارَ فى الظـَّهيرة…
ونلعب (شليل*) و( ـــــــ)…
حتى تميلُ الشمسُ وراءَ أكواخ ِ بانتيو …
ذاتَ السـُّـقوفِ المُنحدرة …
كقـُبعاتِ مُزارعى ّ الأُ ُرز …
فنعدو للديار
لنغفـُو على الحُصُر المشغولةِ بالخَرَز…
و(السُّكسُك) المـُلوّن..
حالمين…
إلا من طنينِ النـّاموس…
وزَعقاتِ الوُحوشِ البعيدة…
(3)
ماذنبُ هذى الوجوهُ الصّغيرة
وماذنبُ المقاطِعُ المُثيرة…
والآمالُ الكبيرة…
حتّى تتحطّـّم َ من جَديد…
على عَقِبِ البُندقية….
(4)
هذهِ البلاد…
بلادُ الريح ِ الهائمة …
وصدرُ اللبوةِ الجاثِـمة …
كـُنـّا نخالـُها قد نهضَت من عثرَتِها…
لتَنطَلِق…
ولنَنطَلِق…
أما أمَرَنا اللهُ أن ننطَلِق …؟؟!!
ونجتازَ السهولَ المديدة…
والسُّهوبَ الوَهِيدة…
لننظـُرَ ماذا سيحدُث ُ فى الخَاتِمَة؟؟!!
(5)
:(دينق)…
على أرصفةِ الخـُرطـُوم المُوحِلة
تَتَثاقلُ خـُطاى …
ويَنشـَط ُ وَجَعى
مُتنقّلا ً مابين (المُقرن) و(شارع الحريّة)
مُستظِلّا ً بأشجارِ (اللـّبخ) و(النيم)…
التى خلـّفها ورائهُم الإنجليز…
لأجِدُنى أنساقُ- بلاوعىِ- تِجاه أمدرمان .
:(دينق)…
مهما قالَ السياسيون فهُم واهمون…
لأنـّنى أرى فى هذه السِّحابات المنتــّفةَ…
سماءَ بلادى …
وألمحُ فى السِّـحنِ العابرة…
عيون َ أبنائى…
وهذا النهرُ الذى يجرى من تحتِى…
يحكى قصّـته بكلِّ اللـُّغات ِ السّائدة فى الجنوب
وكما يكتـُبُ الشعرَ بالفـُصحى…
فإنـِّى أسمعُهُ يدندنُ أغنية ً
من بلادِ (الدينكا)…
تصِفُ الأمطارَ…
والأبقارَ الـّتى إكتنزت
فى هذهِ المواسمَ الماطِرة
(6)
مهما تمخّضت المؤتمرات
ومهما أغوت ضاحكةُ (نيفاشا)…
المفاوضين لامعِى ّ الوجوه…
حالِكىّ القلوب …وثقيلىِّ الظّل
فلا يُمكنُها أن تـُثنـِينى عن عِشقِ هذه السمآوات
…كـُلـُّها…
ولا أن يغازل َ فأسىَ الحاد…
أُنوثة َ هذهِ الأرضْ…
……………………….
وهذه النسمةُ ُ التى تَهبّ من حولى
فى شاطئ ِ(البرارى)…
أليست سودانيّة ً خالِصَة…؟؟!!
تحمِلُ فى طيّاتِها نفحة ًمن فجرِ الشّمال…
وعَبَقاً من أثرِ الجنوب؟؟!!
(7)
فليسهَكُوا هذه الندوبَ عن وجهِكَ يا (دينق)
وليسلخُوا عنّى جلدى…
فليغيروا قلبى ولـُغتى…
حتى لا نُغازلُ هذهِ البلاد…
ولا نكتبُ فى حبّها أغنية ً
بلـُغاتِنا القديمة…!!!
(8)
:(دينق)…
أتآمرت ضِدّنا الإبتساماتُ القميئَة …
والأيادى الجبانة…؟؟؟
وهذه (الفلاشات) التى تسطعُ…
ألتدوّن نهايةَ َ الحرب…
أم لتوثِّـّق لِلحظةِ الخِيانة .!!!
والله ان القلب ليحزن وان لفراق اخوتنا الجنوبيين لمحزونون حقيقة الشعب مغلوب علي امرة بتفكير هولاء الرجرجة والدهماء الطيب وود اختة وبقية ا فراد الموتمر الصهيوني اللاوطني نسال الله ان يعيد بلادنا موحدة قوية ان تفكيرهم الضيق وافقهم المعدوم قادنا الي هذا.
توجد مقولةلا يستطيع احد ان يركب عليك الا اذا كنت منحنيا فلابد ان نهب واقفين حتي ينزلو من علينا
كتابتك صادقة ومعبرة عن سواد كبير عن افراد هذا الشعب
الأخ فايز أبدعت وصدقت فهذا الواقع الذي حدث وسيظل هذا الانفصال هامشاً وفي الدواخل حقيقة
لاتخفى على كل الشعوب فتحية لاستيلا المناضله وتحيه لكل المناضلين لقهر العنصرين .
صدقت اخى فايز العنصريون يعملون بجد واجتهاد ويحتفلون بحصاد جهدهم ونحن نكتفى بالصمت والاحزان واشد ماالمنى ما تعرض له الاخوة فى قافلة العودة الطوعية فى هجليج والمؤسف كان ذلك من ابناء المسيرية اقرب الناس للجنوب بصلة الدم والمصالح ماذا نقول سوى ان العنصرية فرخت وتمددت فى بلادنا-وداعا داستيلا الصيدلانية والاديبة الرائعة
اخى فائز احييك
و انا أقرأ زرفت الدمع على وطنى و اهلى و احبابى و الحريه و اجراسها. فهل يا ترى ستقرع؟
حتما ستقرع كلنا امل و شوق
حتما ستقرع رغم انف الظالمين
و رغم انف الحالمين توهما وتجبرا
الوعد آت
و المنارات التى ضاءت دروب الوعد مقبلة
وكلنا فى الانتظار!!!!
الأخ المبدع الكاتب الشجاع فايز السليك لك مني ألف ألف تحية ، مقالك جعلني أذرف الدموع ، توقفت في كل فقرة وأعدت قراءتها، مشاعر وشجون وحقائق ودموع وحزن عميق وآهات دفينة مكبوتة… تسلم ياحبيبي وسلمت يداك التي خطت هذه الكلمات فالأخت الأستاذة تستاهل أكثر من ذلك .
تحياتي موصولة للأخت الكاتبة القديرة ( استيلا ) وأنا من المتابعين والمقرئين لمقالاتك ، ولكن الحقيقة التي عرفتها الآن فإن صلة رحم ودم تربطنا بك فنحن أعمام أولادك وهذا فخر لنا جميعا ياعزيزتي الجميلة الأنيقة المتفردة لك احترامي وتقديري
عنترية الحركة وفزلكة المؤتمر قادتنا الى هذا المصير والعيب الكبير الذي تنوم وتموت عليه باقي احزابنا الخربه انها دوما مطية للحزب الحاكم ونحن كعامة انطباعيين وعاطفيين ذلك ما اورثنا غباءا محكما .لما جاء الانفصال الذي أصله محنه واخره خراب كان لا بد ان تذهب النهايات الى مداها والقانون هو قانون بلدا مابلدك ياكلوك فيها —— (عفوا الكلام لا يكتب ) ولكن من الذي قال أنها ليست بلدي وباي صفه تكلم الرجرجه كثيرون وفي كل جانب لهم باقان ولنا باقانات ولهم طويل اللسان بذي القول ولنا من البذاءة ما يندي الجبيين وأسفاه ضاع السودان على أيدي صغار في السياسة والعقل دخل بينهم من وجد فيهم البلادة والغباء والنظر عند ارنبة الانف
السؤال الملح هو ما الحل —-
البكاء على الاطلال البكاء على اللبن المسكوب لنا الله متى ما كنا مع الله فلن ينسانا, قوى علاقتك مع الله تكن أسعد الناس
على الاجيال القادمه أن تعمل بنفسها فقد أورثناها وطننا يتاجزبه أولو المصالح
بلدآ بتمشى عبادها حفايا
بلد بتموت جنياتو في شان لون
وتابي تشتت في اللوحة بقايا اللون
اسود ابيض ابيض اسود
يا اصفر يا اخضر ياملعون
شوفهم في العلبة كما الاخوان
العزيزة استيلا العزيز السليك
دواخلنا مليئة بالحب لكل ما انجب من صلب الوطن الجريح
وزى ما الاصابع متنوعة نبقي ايد تصدح تغنى حتي النفس الاخير
باي باي بأمر الكيزان لا بامر الشعب سوف نلتقي باذن الله الواحد الاحد لاننا من تراب وماء
الجماعه ديل اتخارجو بس
السليك…ستيلا
فى آخرالنفق ضؤ مها أشتد الظلام وتوالت المحن..
فى موسم الهجرة الى الجنوب تفقدالخطى إيقاعها وتضطرب ..قسرا كانت أم طوعا، يتفكك النسيج بهمس كالصمت ( غدا نعود…حتما نعود)وفى نهاية النفق نبصر الطريق ونسقط عنا عفونتنا ورجسناوسيرتفع الهمس إلى نشيد شلالى حميم..( منقو قل لا عاش من يفصلنا)
i want to say just perfect
و الله يا استيلا قايتو! لما الواحد يشوفك يتغذى وجدانه و تكوني محطة أريحية صوب الإطئنان و عودة ا لسودان الواحد لأنك رمز قومي للسودان بأكثر ممن يتمشدقون في السلطة من أصحاب الأشكال شبه المستورد .
( وأنا أنتمي إلى شعبٍ مقهور، )
نعم شعب مقهور ولكن هل تعلم ان الثوره لا تأتى الا من الاحساس بالقهر .. فأبشر اني أرى الثورة قادمة .. و قد ازدانت و اكتملت ولكن العنف القادم سيكون بحجم القهر والظلم .. و مهما حاولنا من استعمال الحكمة فمنطق التاريخ والواقع اقوى .. الظلم مؤذن بخراب العمران هكذا قال ابن خلدون في مقدمته .. ولكن بني كوز لا يقرأون واذا قرأوا لا يفهمون .. وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..
0912923816
ياسلام علي المقال ده كنتا بقراه وانا بسمع لي غنية سكت الرباب لمحمود عبدالعزيز …. واكيد يا السليك هناك دايما لقاء اخر علي ضفاف النيل بين المغارب والمساء
واصلوا ياادارة الراكوبة بنشر كتابات الاستاذ السليك ولكم الشكر
شكرا وفيرا جميل يا السليك علي هذاالصدق والوفاء فقط ليتهم يفهمون هذا
ياللة نشوف فيهم يوم كيوم نهاية معمر
you are very good writer and very friendly
لكم أنت رائع يا فايز الشيخ السليك
تحدثت بلسان موجوع لا يخجل في أن يكشف ضعف حيلته فيما قد جره الزمان إليه من محن
لك يا إستيلا قايتانو يا صديقة الجميع، كامل حبنا ولهفة إشتياقنا لحروفك
والله وحده يعلم كم هو مؤلم لنا أن لا نراك بيننا
عزرا الاخ فايز والاخت استيلا
البكاء علي اللبن المسكوب لن يرضع من يقاسون الامرين عند قراءة قصص عشقكما لبعض فعطشنا للوحده بددتوه انتم من الحركة الشعبية والابالسة
الا تذكرون عندما كنتم تجمعون الحطب للطيب مصطفي وهو يؤجج نيران العنصرية ام تناسيتم اجراس الحرية التي من معناها انكم تنادون بالانفصل لان فيه الحرية
هل كان نضالكم من اجل الكرامة والارتقاء بانسان الجنوب ام الانفصال لان البتر هو العلاج الناجع لكل جراح مبتدء
بالله عليكم دعو النواح فما عدنا نحتمل
دعونا نكفكف دموعنا فالجنوب الجدين جرحه ينزف وابطال المجزرة هم لم يتغير شكلهم او لونهم من ابالسة الي حركة شعبية اضيف لها قطاع الشمال
غدا تبكينا يا سليك علي اخواننا في جبال النوبة بعد انفصالهم
ارجوك بدل النواح ان لم تستطع نصح الشمال فنرجوك ان تهدي اصدقاء الامس باننا قد وعينا الدرس وان انفصال جزء اخر من الوطن لن نجد في المستقبل القريب حائطا للمبكي
هذا المقال اية فى الابداع .. وهذا الكاتب المبدع من طينة المحجوب ومنصور خالد ..
وانى لاستغرب بلداّ يعلو فيه القبح وبه هذا القدر من الجمال ..
الحسره والالم والعذاب السوال الحقيقى هل انفصال الجنوب اوقف الحرب وهل نجح على عثمان فى اتفاقية السلام وماذا يقول نافع للشعب السودانى بعد ان كانت جبهه واحدة بقت 4 جبهات يلا هل يقدرون على ابقاف الحرب ويجبوا السلام طبعا لا وال لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا
التحيه للأخ السليك وكل المعلقين..أنها روح زول السودان الأصيل الذي عشنا معه مذ الأزل ،واؤكد لأهلنا في السودان بأننا جسد وأحد ليس كلأم للعواطف لكن الأخت أستيلا وأحده من مليون وعندما نزكر ذلك لأن ناس الجزيره خيلأنا ولأن المسيريه نحن خوالم كذلك الرزيقات ولكن أبي بنبر الهلأك النازل بحقده وكرهه للسواد إلا قطع حتي صله الدم والدين وكأن كل الجنوب أهل كتاب وأوصي الدين بهم لكن أبشر أخي فان الحزام الأسود كما سماه هو وعنصرييه وسعوا لأثارة باقان وجعل الوحده طارده بل مزله سيكون حبل شنقه هو وهاماناته وثقتي بأن الوحده ستكون جاذبه بمجرد محو هولاء الدخلاء علي السودان..فأبشر نحن ألأبنوس لانترك دمائنا ..لكم الشكر
ستيلا رسم الصوره يفرح وكتابة حروف اسمك تبق نباهه تحير عقول بالذكاء معروفه ونطق اسمك يذكر ب =ست الاسم ال من نطقو نحن بننقسم = سين سمحه وسماحه وتاءتاني راجعه معانا وياء ياكي ذاتها لام لا بناباها ولا بتابانا والف اه واه ابتدأ الم من فراق الاحبه وانتهي وطن بفراق الاحبه
الأخ المبدع الكاتب الشجاع فايز السليك لك مني ألف ألف تحية ، مقالك جعلني أزرف الدموع ، توقفت في كل فقرة وأعدت قراءتها، مشاعر وشجون وحقائق ودموع وحزن عميق وآهات دفينة مكبوتة… تسلم ياحبيبي وسلمت يداك التي خطت هذه الكلمات فالأخت الأستاذة تستاهل أكثر من ذلك .
تحياتي موصولة للأخت الكاتبة القديرة ( استيلا ) وأنا من المتابعين والمقرئين لمقالاتك ، ولكن الحقيقة التي عرفتها الآن فإن صلة رحم ودم تربطنا بك فنحن أعمام أولادك وهذا فخر لنا جميعا ياعزيزتي الجميلة الأنيقة المتفردة لك احترامي وتقديري
يا هوي هجليج مسكوها …….
very nice
لك التحيه اخى فايز…..وحمدلله على السلامة..عوده قلمك الى الكتابة افتقدنا فضاءاتك منذ يوليو المشؤم ونتمنى الا تختفى مرة اخرى ولكن هون عليك فلا يوجد قرار سياسى يستطيع ان ينسينا اخواننا بل ارواحنا ……….فطوبى لاستيلا والموت لنا
لك خالص المجد استاذي الجليل فائز فانت تمثل السودان الكبير الذي لا يتشرف الخونه بقيادنه فحتما سياتي التغير وتسير المياه في مجاريها
نحبك ياستيلا حب لايعرف هويه ولا قبيلة وكم تمنيت سوقا يبيعنى السنين لاشترى بعمرى احساس ان نكون زول واحد سودانى وبس اما الاخرون العنصريون فلا تزكرونا بهم حتى لا نستفرغ اخر وجبه بالكاد تناولناها وستلاحقهم لعنات التاريخ والحاضر اما انت ياالسليك فلك الله اينما حللت ويكفينا ان تكون نحن…
الحقيقة الواحدة التي اعلمها نحن 40مليون فشلنا في العيش علي مليون ميل بسبب الانقاذ ولاغير
شكرا” أستاذنا فائز السليك..
العزيزة أستيلا…
لن نزرف عليك الدمع ياصديقتى فقد كانت لنا زكريات أيام النضال الجميل ؛؛؛ أنتى فينا عطرا” كروعتك.
ومهما فعل العنصريون…فهم ليس منا … وتعلمين.
أنتى التى منا … وطالما قاطعنهم منذ أن عرفنا أننا لسنا منهم…وأنتى تعرفين كم هى جميلة “ثورتنا السودانية” التى لأ تعرف مثلهم ولن يعرفوها.
أنتى فينا…أو فلنقل نحن فيك أيتها الأنيقة.
سيأتي جيل عظيم جيل ممتلئ صحّة يمسح عنه الغشاوة ويتصالح مع نفسه ومع الآخرين وحينها تصبح الوحدة حتمية ليعود أحفاد إستيلا بجنوبهم ليلتقوا مع أبّكر وأوشيك والضو ومحمد أحمد ونكون سطراً من كتاب “عبرة لمن إعتبر”.
الود باقى فى القلوب مخبؤ لالالالالالالالا والف لن ولم نفترق مها حصل انه انفصال سياسي فقط انتم فينا عطرا جميل وحبكم باقى فلا تنتبهوا الى ما يقوله السفهاء منا امثال صاحب المنبر لكى حبى استيلا
لماذا ننسى اننا ابنا يوم جديد
لماذا نصر على ان ننكا جرحنا ولا ندعوه يندمل لماذا لا نكتب ونفكر في ان كيف نعيش الغد الذي نسعى اليه في ظل وطن واحد موحد وتجدنا دوما يحركنا فكر الاخر الذي لا نتفق معه ونلهث وراءه ومن غير قصد تجدنا اوغلنا في فكر لا يشبهنا لم نستحضر ماساتنا ونجلس تحتها ننصب خيمه عزاء وعويل
لماذا لا نعمل فكرنا ونبحث ونكتب ونفكر في ما يجمعنا لا بد ان ننسى المرارات ونسغى نحو غد افضل بعيد عن العواطف المهترئه الساذجه فهي لا تبني وطننا اعملو فكركم ايها الاهل وتجاوزو المرارات والظلم والظلام لم تنهض الامم الا عندما تسامحت حتى امريكا مضرب المثل عندما نسيت المرارات والحرب والعنصريه تقدمت دعونا من ندب حظنا كالارامل وجدو نحو ما تريدو ولا تنقادو كما يريد الاخر
كمر فايز السليك دومآ روحك قلبك الوطن الواحد لكن النفس الانسان الطمع فرق بلادنا ومازال يفرق لكن مهما طال الزمن فسوف يكون لنا وحدة ( Sun Flower Inn ) تذكر ان الذكر تنفع المؤمنين بلوطن .