الأوزاعي مخترع حد الردة . من هو ؟ وكيف مات محترقا؟ (2)

كان مقتل الأوزاعي غامضا ولم تكشف أسبابه حتى اليوم ولم يكن كمقتل الإمام النسائي , أحمد بن شعيب , الذي اغتيل بسبب الصراع بين علي ومعاوية في دمشق , وكان النسائي يحسن فنون الحروب والقتال , ويخرج مع والي مصر إلى الجهاد , وكان واليا على حمص في زمن من الأزمان , وكانت كراهيته لمعاوية والأمويين ظاهرة في دروسه ومؤلفاته وكان يحاول بمؤلفاته عن علي وبنيه أن يرجعهم إلى سواء السبيل . فإن كان الأوزاعي قد اغتيل رغما عن أنوف من حاولوا إخفاء ذاك الاغتيال , وأن كتبه أحرقت حرقا ولم تضع في أحد زلازل الشام (الرجفة ) كما حاول بعضهم أن يروج , ولم يكن الرجل صاحب إمارة محسودة و أو زعامة مغبوطة , ولم يكن جنديا في الجيوش يخرج في الجهاد , ولم يؤلف في مناقب أحد الخلفاء بحيث يرضى عنه ذاك ويغضب ذاك , فليس من مندوحة لتعليل مقتله غير الانتقام . كيف اغتيل ؟ ولماذا ؟ ومن الذي انتقم منه ؟ وهل في هذا دليل على أن حديث الردة الذي ابتكره بلا سند وفي موقف عصيب بعد دخول عبد الله بن علي العباسي منتصرا هو السبب الذي جلب له النقمة وراكم له الأعداء بعد تكفيرهم ومطاردتهم ونفي الإسلام عنهم بحديث الردة . سنرى .

ثم أننا لم نسمع أنه وقع في محنة في عصر ملئ بالمحن والمصائب كما وقع الإمام أبو حنيفة النعمان أول من أسس مذهبا في المذاهب ال4 و الذي كان معاصرا له , وعمره قريبا من عمره , وكان على تماس بالخلفاء في العصرين العباسي والأموي . كانت محنة الإمام الأولى مع الأمويين عندما ناصر ثورة زيد بن علي ورفض العمل عند والي الكوفة على كثرة ما أغراه وداهنه وبذل له المكانة والسمعة ثم سجنه وضربه بالسياط وأهانه , فلم يجد أبو حنيفة سوى أن يهرب إلى مكة . وهكذا كان , وكانت محنته الثانية في الدولة العباسية عندما تمسك بولائه القديم لآل البيت من شيعة علي بن أبي طالب , ووقف مع ثورة الإمام محمد النفس الزكية قلبا وقالبا , وكان لا يخاف الخليفة المنصور كما يخاف الأوزاعي , بل يجاهر بفتاوى مضادة لا تلبي رغبات الخليفة عندما يستقدمه ويستفتيه و يلين له القول , ومرة أخرى كما في زمن الدولة الأموية دعاه أبو جعفر المنصور لتولي القضاء فرفض فما كان منه إلا أن سجنه إلى أن توفي وعاش بعده الأوزاعي سبع سنوات إلى أن لقي حتفه في ظروف غريبة وعجيبة . كل تلك المحن والأوزاعي بعيد عنها كما كان يظن , يتجاوب مع رغبات الخلفاء الدموية في التنكيل والمطاردة والتكفير , ويفتي بما يريدون ويحبون في ذلك الوقت الذي رفض فيه أجلة الأئمة أن يساعدوهم ويقفوا في صفهم ويفتوا بما في قلوبهم كرجال حكم يطلبون الشرعية الدينية , ومن تلك الفتاوى التي غيرت وجه التاريخ ووجه الإسلام ووجه المسلمين إلى الأبد حديث الردة الذي كان تقنينا مؤكدا وصارما وإلهيا وحيلة من حيل فقه الأوزاعي بقتل المخالف بحجة الخروج من الدين وبحجة الزندقة , فكل رافض للطاعة فهو مرتد وكان كل رافض للطاعة منتم لجماعة عسكرية تطلب السلطة وتنادي بالخلافة فما أن سقطت الدولة الأموية حتى تصاعدت تلك الدعوات وأشتد زخمها فلم يكن هناك من سبيل سوى مواجهتها بحجة الخروج والردة , وكان الأوزاعي جاهز لذلك . وكانت الدولة العباسية تضع أول مداميك بقائها الطويل .

لو ظهر الكلام عن حد الردة وأنواعها وتفريعاتها عند الشافعي أو عند الشافعية فيما بعد أو عند مالك أو المالكية أو عند ابن حنبل أو الحنبيلة أو عند أبي حنيفة أو الحنفية وهي مذاهب تطورت وتدرجت على أيدي علماء غير المؤسسين الأوائل لعدة قرون فإن المسافة الزمنية بين مخترع الحد وهو الأوزاعي في بداية الدولة العباسية وبين أولئك الفقهاء لجد بعيدة عندما ولدوا وهي أكثر بعدا عندما أصبحت تلك المذاهب أيدلوجيا جغرافية في أيدي علماء آخرين كانوا يدعون الانتماء لهذا المذهب أو ذاك حتى يصيروا قضاة وموظفين عند السلاطين والحكام , وكان لابد لأصحاب المذاهب الأربعة أن يتلقفوا حدين الردة الأوزاعاني لأن الشام التي تضرب الأئمة بالسياط وتنادي عليهم في الشوارع والأزقة كانت مركز الخلافة والهوى , ومركز وضع الأحاديث والقصص والأخبار , ومركز نشرها وتوزيعها والتي تختم بصحتها وصدقها حيث كانت مركزا علميا تضرب له آباط الإبل وحيث كان الأمويون وعباسيو السنوات الأولى يستحسنون الشفاهية وخبط عشواء الكلام ويقدسون الحفاظ على التدوين والتحفظ والتثبت ومن هناك جاء حديث الأوزاعي الذي لقي في ما بعد كل تلك التفريعات بعد أحيانا 800 أو 1000 سنة من اختراعه ونشره في كثير من كتب المالكية والشافعية والحنبلية والحنفية . ولأن حديث الأوزاعي وضع في نفس زمن أبي حنيفة النعمان زمن الفتن والمؤامرات وتطويع الأئمة والتراث فإنه كان يذكره في أحاديثه على استحياء ويشير إليه على وجل وبلا سند لأنه لم يكن يؤمن به ولا بمن وضعه ولا بمن أصبح قبره بعد ذاك نسيا منسيا . ومن تلك الإشارات غير المحققة وغير المثبتة انتشر موضوع الردة في المذاهب ومن ألف في صفها بعد أن انتثر عقد الخلافة وصار شذر مذر .

هل كان النبي يشجع الردة و لا يلقي لها بالا ؟ وهل كان القرآن لا يخاف الكافرين ولا يتعجل عذابهم في الحياة الدنيا ؟ وهل هناك حد اسمه حد ( الجبرية ) نشأ في العهد الأموي الذي لم يعرف حد الردة لأن الأمويين لم يكونوا يستطيعون تكفير آل النبي والفرق من حولهم بل كانوا يسعون إلى أن يقبل الناس قتلهم وإبادتهم وأن يعتبروا ذاك إرادة ربانية مكتوبة في اللوح المحفوظ لا يسأل عنها خلفاء بني أمية ؟ ولكن عندما أصبحت فكرة اللوح المحفوظ فكرة قديمة تسطر فيه جرائم العباد كان الأوزاعي يجهز فكرته الجديدة لكي يتهمهم بجرائم أخرى تطارد الحرية المعنوية في الوصول إلى الله على بصيرة . وسنرى .

خالد بابكر أبوعاقلة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لو قرأ كاتب المقال للاستحي ان يقول بان الاوزاعي ( ابتدع ) حد الردة فققد ورد انه لما دخل عبد الله بن عليّ العباسي (السفاح ) دمشق قتل في ساعة واحدة ستة وثلاثين ألفًا من المسلمين، وأدخل بغاله وخيوله في المسجد الأموي الكبير !! ثم جلس للناس، وقال للوزراء: من ينكرُ علي فيما أفعل؟
    قالوا لا نعلمُ أحدًا غير الإمام الأوزاعي!
    فأرسل من يستدعيه، فذهب الجنود للأوزاعي، فما تحرك من مكانه، قالوا: يريدك عبد الله بن علي. قال: حسبنا الله ونعم الوكيل. انتظروني قليلاً. فذهب، واغتسل، ولبس أكفانه، وتجهز للموت، ثم قال في نفسه: قد آن لك يا أوزاعي أن تقول كلمة الحق، لا تخشى في الله لومة لائم، ولبس ثيابه على كفنه، ثم أخذ عصاه في يده، ثم اتجه إلى من حفظه في وقت الرخاء فقال: يا ذا العزةِ التي لا تضام، والركن الذي لا يرام يا من لا يُهزمُ جندُه ولا يغلبُ أولياؤهُ، أنتَ حسبي ومن كنتَ حسبه فقد كفيتَه، حسبي اللهُ ونعم الوكيل.
    قال الأوزاعي وهو يصف القصة : دخلت عليه، والمسودة عن يمينه وشماله، ومعهم السيوف مصلتة، فسلمت عليه فلم يرد ونكت بتلك الخيزرانة التي في يده، ثم قال: فانعقدَ جبينُ هذا الرجل من الغضب ثم قال له: أأنتَ الأوزاعي ؟
    قال يقولُ الناسُ أني الأوزاعي!
    قال: فرفع بصره وقد ظهر عليه الغضب، ثم قال: يا أوزاعي، ما تقول في دماء بني أمية التي أرقناها؟
    قال: حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن جَدك ابن عباس وعن ابن مسعود وعن أنس وعن أبي هريرة وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يحلُ دمُ امرئ مسلمٍ إلا بإحدى ثلاث، الثيب الزاني، والنفس بالنفسِ، والتارك لدينه المفارق للجماعة”، فإن كان مَن قتلتهم مِن هؤلاء، فقد أصبت، وإن لم يكونوا منهم، فدماؤهم في عنقك.
    قال فتلمظَ كما تتلمظُ الحية، فنكت بالخيزران، ورفعت عمامتي أنتظر السيف !! ورأيت الوزراء يستجمعون ثيابهم ويرفعونها حتى لا يصيبها الدم.
    ثم قال: ما تقول في أموالهم؟ فقال الأوزاعي: إن كانت لهم حرامًا فهي عليك حرام، وإن كانت لهم حلالاً فما أحلها الله لك إلا بحقها، فأعاد الضرب بالخيزرانة، وأطرق مليًّا ثم رفع رأسه فقال: يا أوزاعي, هممت أن أوليك القضاء، فقال: أصلح الله الأمير، وقد كان انقطاعي إلى سلفك ومن مضى من أهل بيتك، وكانوا بحقي عارفين، فإن رأى الأمير أن يستتم ما ابتدأه آباؤه فليفعل، فقال: كأنك تريد الإذن, فقال: إن ورائي لحرمٌ بهم حاجة إلى قيامي بهم، وسِتْري لهم، فقال السفاح: فذاك لك.
    فأمرني بالانصراف، وقال: خذ هذه الجائزة ? كيس مملوء ذهبًا ? قال الأوزاعي: لا أريد المال. قال: فغمزني أحد الوزراء، يعني خذها. فأخذ الأوزاعي الكيس، ووزعه على الجنود، حتى لم يبق فيه شيء، ثم رمى به وخرج.
    وفاته

    روى عقبة بن علقمة البيروتي في سبب وفاة الإمام الأوزاعي أنه دخل حمام منزله في يوم شديد البرودة، فأدخلت زوجته معه موقدًا فيه فحم وقاية من البرد، وأغلقت باب الحمام فمات بسبب الفحم، وكان ذلك يوم الأحد لليلتين بقيتا من صفر، وقيل من ربيع الأول سنة مائة وسبعة وخمسين للهجرة وهو في التاسعة والستين من عمره.
    قال ابن مسهر: لم تكن امرأته عامدة، فأمرها قاضي بيروت سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة.
    وكان يومًا مشهودًا حضره أعداد لا تكاد تحصى من المسلمين وغيرهم، فقد روى العباس بن الوليد بن مزيد عن سالم بن المنذر قال: سمعت الصيحة بوفاة الأوزاعي، فخرجت، فأول من رأيت نصراني قد ذر على رأسه الرماد والمسلمون من أهل بيروت يعرفون ذلك، ودفن الإمام رحمه الله خارج بيروت قرب شاطئ البحر، وبين الصنوبر بأرض قرية يقال لها حنتوس وهو مدفون في قبلة حائط مسجدها.
    قال ارسلان اللخمي : ( رحمك الله ابا عمر فقد كنت اخافك اكثر ممن ولاني ) يعني المنصور

  2. لكي تعرفوا قلة علم الكاتب و انه يكتب فيما لا يفقه فأن اهل السلطة اذا ارادوا قتل معارضيهم كما يدعي هذا الالمعي فان حد الردة لا يلبي حاجاتهم لاسباب منها ان حد الردة يختص بالامور الايمانية و اعداء الحكام يختلفون معهم سياسيا و ليس عقائديا و منها ان حد الردة بسمح بالاستتابة و ان حد الردة من الصعب تطبيقه على عدد كبير من الناس

  3. الحديث عن ابن مسعود مرفوعا الي النبي صلي الله عليه وسلم
    ولم يورده مسلم فقط ولكن البخاري ومسلم
    لو قلت حديث آحاد فاحاديث الاحاد تثبت بها الحدود والمسائل العملية في الدين
    وحتي العقائد عند بعض اهل العلم

    هذا الباب الدقيق يحتاج الي معرفة للخوض فيه

  4. أين الحرفية
    هذه القصة جرت قبل ألف عام
    فأين الأسانيد
    يمكن لأي شخص أن يؤلف مثل هذا الموضوع
    فأين أدلتك أيها الكاتب!!!!

  5. السودان الحزين يحكم بدين الترابى الدجال .. ودين الترابى لا يحتاج لاوزاعى او غيره ليؤلف له الاحاديث ليقتل بها مخالفيه ..فالترابى اعلن الجهاد على بنى وطنه وذهب آلاف للحرب فى جنوب السودان وقتلوا واصبحت جيفهم طعاما لهوام الارض ..
    الترابى قال ان الملائكه تقاتل مع المجاهدين وكل مجاهد يقتل سيمنحه 72 من بنات الحور ليتمتع بهن . وفى الحقيقه لم يجدوا مقبرة ليدفنوا فيها ولا زالت عظامهم مبعثرة فى الغابات ..
    اماجهاز الامن فيقتل بلا رخصة ومنح له تفويض من هيئة علماء السودان ليقتل كما يشاء بحجة حماية الدولة الاسلاميه .اذا كان السفاح العباسى قتل 36000الف من المسلمين من بنى اميه ..فالمشير البشير قتل ثلاثمائة الف مسلم من مسلمى دارفور وشهد شاهد من اهلها عبدالوهاب الافندى قال ان هناك شبان خرجوا من دروس حفظ القرآن بعد صلاة الفجر وفاجأهم الجنجويد وقتلوهم بدم بارد ..
    لعنة الله على الاوزراعى والبشير وبنى اميه والعباسيين فكل الشر فى الدولة الدينيه ..

  6. فأجاب: قد دل القرآن الكريم والسنة المطهرة، على قتل المرتد إذا لم يتب في قوله سبحانه في سورة التوبة: “فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم” فدلت هذه الآية الكريمة على أن من لم يتب لا يخلى سبيله.

    وفي “صحيح البخاري” عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من بدل دينه فاقتلوه”، وفي “الصحيحين” عن معاذ رضي الله عنه أنه قال لمرتد رآه عند أبي موسى الأشعري في اليمن: “لا أنزل يعني من دابته حتى يقتل. قضاء الله ورسوله”.

    والأدلة في هذا كثيرة، وقد أوضحها أهل العلم في باب حكم المرتد في جميع المذاهب الأربعة، فمن أحب أن يعلمها فليراجع الباب المذكور، فمن أنكر ذلك فهو جاهل أو ضال لا يجوز الالتفات إلى قوله، بل يجب أن ينصح ويعلم، لعله يهتدي، والله ولي التوفيق) أ.هـ

    الثاني: قال الله تعالى: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله، فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير).

    وإليك بعض التفاسير التي فسرت معنى العذاب الأليم في الدنيا:
    1- قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: (ولكونهم أظهروا الكفر والردة، لهذا دعاهم إلى التوبة فقال : “فإن يك خيرًا لهم وإن يتولوا” عن التوبة “يعذبهم عذابًا أليمًا في الدنيا والآخرة” وهذا لمن أظهر الكفر فيجاهده الرسول بإقامة الحد والعقوبة).

    2- وقال ابن الجوزي في “تفسيره”: (قوله تعالى: “وإن يتولوا” أي يعرضوا عن الإيمان “يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا” بالقتل وفي الآخرة بالنار).

    3- وقال الشوكاني في “فتح القدير”: (“وإن يتولوا” أي: يعرضوا عن التوبة والإيمان “يعذبهم الله عذابا أليماً في الدنيا” بالقتل والأسر، ونهب الأموال “و” في “الآخرة” بعذاب النار: “وما لهم في الأرض من ولي” يواليهم “ولا نصير” ينصرهم).

    2- أدلة السنة: عندنا من السنة عدة أحاديث نشير إلى ما نستحضره منها:
    الأول: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من بدل دينه فاقتلوه) رواه البخاري.
    والثاني: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة) متفق عليه.
    وقد جاء معنى هذا الحديث عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسا بغير نفس) رواه أبو داود والترمذي والنسائي.

    وقد جاء في بعض الطرق موقوفاً على عثمان.
    قال الشيخ الألباني في “الإرواء”: (قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين ولا يضره وقف من أوقفه لاسيما وقد جاء مرفوعا من وجوه أخرى كما يأتي).

    والثالث: عن عبد الله بن مسعود أيضاً رضي الله عنه قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا إذ دخل رجلان وافدين من عند مسيلمة فقال لهما رسول الله: (أتشهدان أني رسول الله ؟) فقالا له: أتشهد أنت أن مسيلمة رسول الله ؟ فقال: (آمنت بالله ورسله لو كنت قاتلا وافدا لقتلتكما) رواه أحمد والحاكم، وصححه شيخنا رحمه الله في “الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين”.

    و قد جاء معنى هذا الحديث عن نعيم بن مسعود الأشجعي: (أما والله لو لا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما).
    قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين)، ووافقه ابن الملقن في “البدر المنير”.

    والرابع: حديث ابن عباس: (أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تنزجر قال: فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه فأخذ المغول (سيف قصير) فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هناك بالدم فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال: أنشد الله رجلا فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام فقام الأعمى يتخطى رقاب الناس وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! أنا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تنزجر ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين وكانت بي رفيقة فلما كانت البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا اشهدوا أن دمها هدر).
    رواه أبو داود والنسائي.
    قال الشيخ الألباني رحمه الله: (وإسناده صحيح على شرط مسلم).

    والخامس: قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل ابن خطل وقد كان مسلما ثم ارتد مشركا. “رواه ابن أبي شيبة”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..