أحمد عبد الرحمن والفساد وأشياء أخرى

بابكر فيصل بابكر
أشرنا مراراً إلى أنَّ أحد أدواء الآيديولوجيا يتمثل في أنها تزوِّد صاحبها بقناع يحجب رؤية الواقع كما هو, و يخلق لديه وعياً زائفاً بحيث يرى واقعاً آخراً “مرغوباً فيه” ولكنهُ غير موجود على الأرض, هو مُجرَّد “وهم” وأماني وأحلام, و بمرور الوقت, و الإنغماس في وحول الآيديولوجيا وزيفها يتحول هذا القناع إلى “جدار” عازل يفصل الشخص بصورة كاملة عن رؤية الحقيقة كما هى, وفي إطار الصراع مع معطيات الواقع الحقيقية يوفر ” الإنكار” أحد آليات الدفاع المُهمَّة التي تمنح الشخص راحة نفسية في عزلته المجيدة أو – إن شئنا الدِّقة – في غيبوبته عما يدور حولهُ من شواهد ماثلة و وقائع ملموسة غير قابلة للجدال والنفي والرفض.
وقد شكل الحوار الذي أجرتهُ صحيفة “الأهرام اليوم” مع القيادي المخضرم بالمؤتمر الوطني الأستاذ أحمد عبد الرحمن محمد نموذجاً صادقاً لهذا النوع من التفكير الرغبوي الذي لا يجد ما يسندهُ في أرض الواقع.
يُقارن الأستاذ أحمد عبد الرحمن حزبه بالأحزاب السياسية الأخرى فيقول : ( ونحن عندما نقارن أنفسنا كمؤتمر وطني مع الآخرين من الأحزاب دائماً ما نجد البون شاسعاً بيننا وبين غيرنا بتركيباتهم الوراثية والطائفية والصفوية ). إنتهى
إنَّ تركيبة حزب المؤتمر الوطني تفوق في طائفيتها وصفويتها كل الأحزاب الأخرى, فالطائفية في مفهومها الإجتماعي – السياسي بنية تقوم على الطاعة والإنقياد والإذعان, خوفاً أو طوعاً أو طمعاً, ولا تنبني على المُجادلة والإقناع وترجيح الآراء, وهى ليست دمغة تلصق بحزب أو حزبين فقط ولكنها طريقة في إدارة المنظومة الإجتماعية حزباً كانت أو طريقة صوفية أو غير ذلك. وبهذا الفهم فإنَّ حزب المؤتمر الوطني هو كبير الأحزاب الطائفية ولسنا في حاجة لضرب أمثلة لا تحصى ولا تعد للإنقياد والإذعان, والتزلف والتقرُّب لنيل الرضا, وعدم الإجتراء على الإعتراض الحقيقي على الخطايا والأخطاء التي ترتكبها القيادة.
أمَّا الصفويِّة فلا أدلَّ عليها من إحتكار نخبة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة لشئون الحزب والدولة لأكثر من عقدين من الزمن. هذه الصفوة خلقت مجموعات و مراكز للقوى وتابعين بغير إحسان, في علاقة لا يحكمها التأهيل والكفاءة والبذل والعطاء, ولكنها تقوم على الإستلطاف والإستملاح والكراهية, صلة القربى والصداقة والقبيلة, وإذا لم يكن ذلك كذلك فما الذي يجعل الأستاذ أحمد عبد الرحمن رئيساً أوحداً لمجلس الصداقة طيلة هذه السنوات, ثمَّ تصبح إبنتهُ وزيرة في الحكومة دون بقيِّة نساء المؤتمر الوطني ؟ وليس هذا المثال إستثناء فهناك العشرات من صفوة المؤتمر الوطني وحكومته تنطبق عليهم ذات القاعدة.
ويتحدَّث الأستاذ أحمد عن تجربتهم في الحكم فيقول : ( فالاسلاميون الانجازات التي قاموا بها في هذه البلاد لم تحدث في أي بلد وهذا يعرفهُ الأعداء قبل الأصدقاء، فالإرادة السياسية التي انبثقت في مرحلة تجربة حكم الاسلاميين وفجرت البترول هذا هو الذي حرك امريكا حتى الآن ولم ترتح بعد ). إنتهى
يحلو لأهل الإنقاذ دوماً الفخر بإستخراج البترول, ولكنهم يتحاشون الإجابة عن الأسئلة الأهم : ماذا إستفاد السودان من اموال البترول ؟ و في أى شىء أنفقت تلك الأموال ؟ فالغاية من إستخراج الموارد هى أن تعود بالنفع على الشعب, وليس على الحكام وهو ما حدث في السودان. أمَّا الأكليشيه الذي فات على الأستاذ أحمد أن يقولهُ و يذكرنا به مثلما يفعل أهل الحكومة دوماً : ” بنينا سد مروى, و الطرق, والكباري”. وهم يعلمون أنَّ كل ذلك لم يتم من أموال البترول ولكن من الديون و القروض واجبة السداد و التي سيدفها الشعب المغلوب على أمره والأجيال القادمة.
الإنجازات التي يتباهى بها الأستاذ أحمد لا تشمل إزدياد نسب الأميِّة والفاقد التربوي بمعدلات مخيفة في دولة المشروع الحضاري, ولا تشمل سياسة التمكين و إنهيار الخدمة المدنيِّة, ولا تشمل ضياع ثلث الأرض والشعب, ولا تحطيم الزراعة وإفقار الناس والنزوح لجمهورية “العاصمة” المُثلثة التي أصبحت تأوي ثلث السكان بسبب تلاشى الخدمات في الولايات الأخرى, و لا تشمل تلك الإنجازات ظهور حيتان الفساد الذين :
( إمتصوا دماء المواطن البسيط واغتنوا على حسابه وكنزوا الأموال والذهب وامتطوا العربات الفارهة وثرواتهم تقدر بالمليارات داخل وخارج السودان. الذين كانوا بالأمس حفاة عراة فكيف أصبحوا يمتلكون العقارات والمليارات بين ليلة وضحاها ؟ ). إنتهى
الحديث المُقتبس اعلاهُ ? يا أستاذ أحمد – ليس لأحد معارضي الإنقاذ أو أعداءها كما تقول, ولكنهُ لقيادي بارز في حزبك إنضم إليكم منذ أن كان طالباً في المرحلة الثانوية بحسب قوله, إنهُ حديث والي القضارف ” كرم الله عباس” الذي نحمد لهُ صدقيتهُ في رؤية الواقع كما هو و ننضم إليه في تساؤله المشروع فهل من مُجيب ؟
امَّا عداء أمريكا للإنقاذ فقد أضحى نكتة لا تضحك أحداً, إذ أنهُ ما مِنْ نظام حُكم تحققت في ظله مآرب أمريكا في السودان مثل هذا النظام, فهو الذي رضخ لمخططات التقسيم والتجزئة و قام بفصل الجنوب, وهو الذي تعاون مع أمريكا في حربها على الإرهاب وسلمها كل الملفات , وهو الذي ظلَّ على الدوام ينشد ودَّ أمريكا و يُقدِّم لها من التنازلات ما لم يُقدِّمهُ لكل القوى السودانيِّة المُعارضة.
المُذهل حقاً في حوار الأستاذ أحمد هو إجابتهُ على السؤال التالي : ماذا عن الحديث حول أبناء المسؤولين الذين لهم شركات في الخارج ألا يُعدُّ ذلك خصماً على رصيد تجربة الإسلاميين في الحكم ؟ حيث أجاب بالقول : ( هذا كلهُ متوقع ومحتمل، وقديماً كان هناك رئيس وملك يقول أعملوا للبلد بنسبة 70% وخذوا 30% ، فالمهم هو الإنجازات). إنتهى
ما أدهشني في هذه الإجابة ليس عدم نفي الأستاذ أحمد لفساد أبناء المسؤولين فهذا أمرٌ بات يعلمهُ البعيد قبل القريب, ولكن الذي أدهشني هو قبولهُ ضمناً ل “مبدأ ” الفساد و محاولتهُ تبريرهُ بمقولة منسوبة لملك أو رئيس, وهو القيادي في حزبِ رفع راية الشريعة الإسلاميِّة وادعى أنهُ استلم الحُكم لإقامة دولة الأطهار والأنقياء التي ستطبِّق قيم السماء و تجسِّد مبادىء الدين الحنيف.
كيف ? يا أستاذ أحمد ? نجد مُبرِّراً لجماعتكم ” الربَّانيِّة “, وأعضاءها من أصحاب الأيادي ” المتوضئة ” والجباه ” الساجدة ” والوجوه ” النورانيِّة ” لنهب أموال الشعب وتقنين الفساد ؟ ولماذا إنقلبتم على الحُكومة الشرعية المُنتخبة التي يشهد القاصي والداني أنها لم تعرف مثل فسادكم هذا ؟ ولتعلم ? يا أستاذ أحمد ? أنّك إذا كنت تستشهد بالنسب المذكورة أعلاه فإنَّ آخرين ضمن منظومتكم لم يكتفوا بذلك واختاروا أنْ يعملوا للبلد بنسبة 1 % فقط و “كوَّشوا” على الباقي.
وعندما يطلبُ المحاورُ من الأستاذ أحمد إسداء نصيحة للحكومة فإنه يُجيبه بالقول : ( أنصحها بالمزيد من الالتزام بالبرنامج الذي طرحتهُ على الناس وبالمزيد من الالتزام بالمؤسسية وعلى رأس هذه المؤسسية أنه لا بُدَّ من وجود مساءلة, فلم أسمع بعد أن هناك شخصاً أخطأ تمت محاسبته ). إنتهى
ونحن من جانبنا نبشِّر الأستاذ أحمد ? أطال الله في عمره ? بأنهُ لن يسمع عن المُحاسبة في ظل هذه الحكومة أبداً لأنَّ الفساد أصبح فساداً هيكلياً غير قابل للإصلاح, ولأنَّ المُحاسبة إذا طالت فرداً واحداً في الجهاز الحكومي فإنها ستكشف عن شبكات و دوائر كاملة من المتورطيِّن, ولذا فإنَّ أى حديث عن الفساد أو المخالفات ستتمَّ إحالتهُ إلى “لجنة مُحاسبة” تكون مهمتها “لملمة” الموضوع على طريقة “خلوها مستورة”.
الفساد ? يا أستاذ أحمد ? فاحت روائحهُ حتى تحدَّث عنهُ المستثمرون العرب الذين جاءوا بأموالهم لمساعدتنا فإذا بهم يُفاجأون بولاة بعض الولايات يُطالبونهم بدفع “رشاوى” حتى يسهلون لهم أمورهم. وهذا ما صرَّح به رئيس اللجنة الوطنية الزراعية السعودية المهندس “عيد المعارك” الذي قال لصحيفة الشرق السعودية إنَّ :
( المستثمرين السعوديين في السودان يتعرَّضون إلى مضايقات في مواقع الاستثمار الزراعي. هناك مواقف لا تشجع على الاستثمار ، نظراً لما يُعانيه المستثمرون من مشكلات مستمرة مع حكام الولايات في السودان. إنَّ حكام الولايات يفرضون على المستثمرين السعوديين رسوماً معينة يتحصل عليها والي الإقليم نفسه مقابل تقديم خدمات مميزة للمستثمر تتمثل في منحه موقعاً مميزاً قريباً من مصادر المياه ومتوفرة به الخدمات الضرورية، مبيناً أنَّ من لديه علاقة مع الوالي من المستثمرين فإنَّ استثماراته تسير بشكل طبيعي ولايواجه مشكلة، في حين من يمتنع عن دفع هذه الرسوم فإنه يواجه مضايقات تهدِّد استثمارهُ ). إنتهى
الا يستدعي مثل هذا الإتهَّام تحركاً حكومياً على أعلى المستويات للتحقيق والمحاسبة والمقاضاة ؟ أم أنَّ هذا الأمر سيصطدم بالحائط العجيب : أين الوثائق ؟ وعندما تتوفر الوثائق لا يحدث شيئاً, هكذا تقول السوابق !!
أكبر المآسي التي إرتكبتها الإنقاذ ? وربما تكون إنجازاً من منظور البعض – واعترفت بها بعد فوات الأوان يا أستاذ أحمد , هى تحطيم الخدمة المدنيِّة عبر سياسة التمكين البغيضة. لقد قامت هذه الحكومة بتدمير كل الموروث الإداري المرتبط بالقوانين واللوائح والنظم التي تحكم البيروقراطية الحكومية, وكانت النتيجة هى إستشراء الفساد والمحسوبية والرشوة بصورة غير مسبوقة. وأصبحت إختلاسات المال العام أمراً معتاداً, كما أضحت العطاءات الحكومية فضاءً مفتوحاً للفساد والإفساد.
و في هذا الإطار يمكننا النظر لفضيحة مصنع سكر النيل الأبيض التي ترقى لوصف ” الكارثة الإدارية ” , والتي تعكس بجدارة المستوي المتدني الذي إنحدرت إليه أوضاع الإدارة حيث إكتشف الكل ( بمن فيهم الوزير الذي رفضت إستقالتهُ ) في يوم إفتتاح المشروع أنَّ ماكينات المصنع لا تعمل. هذا الحادث يمثل مؤشراً واضحاً لمدى التسيُّب الإداري وسوء التخطيط وعدم التأهيل وإنعدام الشفافية التى أصبحت السمات العامة لإدارة المؤسسات, فأين هى إذن الإنجازات التي تتحدث عنها يا أستاذ أحمد ؟
إنَّ الإستبداد هو المسئول الأول عن إشاعة الفساد في أركان الدولة ومؤسساتها, وهو كذلك المسئول عن إشاعة النفاق بين الناس لأنَّه يزرع الخوف في نفوسهم من المواجهة? وبالتالي يجعلهم يغضون الطرف عن كافة الإنحرافات الإدارية والخلقية وغيرها, و في هذا الخصوص يقول عبد الرحمن الكواكبي في طبائع الإستبداد ( أقل ما يؤثره الإستبداد في أخلاق الناس, أنهُ يرغم حتى الأخيار منهم على إلفة الرياء والنفاق وأنه يُعين الأشرار على إجراء غىَّ نفوسهم, آمنين من كل تبعة ولو أدبيَّة, فلا إعتراض ولا إنتقاد ولا إفتضاح).
ولا حول ولا قوة إلا بالله
( إمتصوا دماء المواطن البسيط واغتنوا على حسابه وكنزوا الأموال والذهب وامتطوا العربات الفارهة وثرواتهم تقدر بالمليارات داخل وخارج السودان. الذين كانوا بالأمس حفاة عراة فكيف أصبحوا يمتلكون العقارات والمليارات بين ليلة وضحاها ؟ ). حديث والي القضارف ” كرم الله عباس”
نحن يا سيادة الوالي لن نقبل منك نصف توبة .. فاجرامك في مشاركتك في حزب مارس تزوير ارادة الشعب في الانتخابات السابقة لا تجعلنا نثق فيما تقول .. وعليك باكمال التوبة بالاعتراف بالتزوير الذي أتى بك وبغيرك والاستقالة من منصبك ومن حزبك الذي يمارس التزوير والكذب .. الا وقول الزور .. الا وقول الزور
0912923816
هذا الرجل ” أحمد عبد الرحمن” من أكثر الأخونجية انتهازية، أسالونا نحن العجائز. فهو يحب المناصب التي يطلق عليها “في درجة وزير” حيث يبقى فيها لفترات طويلة يأكل في مال السحت و يتمتع بالامتيازات دون أن ينتبه إليه أحد، فهو سعيد بأن يكون على رأس أشياء مثل “مجلس الصداقة الشعبية” أو حاجة هلامية من هذا القبيل. هذه مناصب تناسب لنتهازيته و حبه للراحات على حساب غيره. و عندما يكون الكيزان في موقف قوة فهو من أكثرهم صفاقة و صلافة و رقاعة، و عندما يكونون في موقف ضعف فهو إما ينزوي أو يدلي بتصريحات فيها الكثير من النفاق و المسكنة
منطقك قوي ..
ما “يخرش”..
وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ
فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ
لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ
قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ
تسلم يا استاذ بابكر فيصل
مقال دسم وفي الصميم يديك العافيه لقد القمته صخره في فمه ذلك الدعي المدعي الدجال الافاك
اخذاه الله وكل فاسد مفسد من اهله وحزبه
طالما هذا الديناصور متاح له أن يدخل بنك فيصل فى أى وقت و يتحصل على كم مليار سلفية فلا يتوقع منه أفضل مما قال.
الزول دا من زمن نميرى ، زى القرموط (لايوق وما بتمسك ولا بموت بى أخوى وأخوك) مع إنه لحمه زفر وبتغذى على القاذورات
.. مافى واحد بستاهل فى هذا النظام التعامل معه بالمنطق او التي هى احسن .. هؤلاء تصلح معاهم حاجة واحدة بس هى (استعمال القوة والسلاح الثقيل)
حزب المتامر الواطى ……..
سبحان الله كلهم من النوعية بتاعة الظار والدلوكه
هؤلاء الملاعين يفتخروا انهم استخرجوا البترول البترول اكتشفه واستخرجه نميري ابو عاج دراج المحن ومات فقيرا انتم قولوا صدرناه فقط لان هجليج المحتلة وابوجابرة وشارف كلها كانت جاهزة فقط لظروف المن ما اشتغلت
مقال جيد كالعادة يا بابكر، صرت أتابع بورع والتزام كل ما تكتب لأنك تحسن إختيار المواضيع، ولحسن احاطتك بالمادة، ولفوة الحجة والعارضة، ولسلاسة الإسلوب وسلامة اللغة من الاخطاء الشائعة علي عهد الانحطاط هذا. أتمني أن تولي اهتماماً أكبر بالجانب النظري والفلسفي في نفد الخطاب الإسلاموي ولك باع وقدرة متميزة علي ذلك. وفقك الله ودمت ذخراً للوطن.
الاستاذ/احمد عبد الرحمن محمد كان أحد القلائل الذين كنا نحترمه رغم البون الشاسع يبننا ويبنه فى ما ينتمى اليه من فكر وماننتمى اليه نحن ايضا من فكر وقد عاش هو وايضا نحن فى زمن كان يؤمن فيه الجميع بأن(إختلاف الراى لا يفسد للود قضيه) وقد كنت أعتبره (آخر الرجال المحترمين فى جوقة الاخوان المسلمين!!) ويبدو أنه هو الاخر إنتقلت اليه فيروسات الفساد بفبوله أن تكون كريمته وزيره من ضمن طاقم الوزيرات (الخدج) التى إمتلات بها الوزارات فى هذا الزمن الاجرب كما وصفهم الاستاذ/شوقى البدرى فى إحدى مقالاته الرائعه التى قدم فيها وصفا حيا ومباشرا لما آل اليه حال العباد والبلاد، فالاستاذ/احمد عبد الرحمن نشهد له بقلة الكلام ولم نتوقع منه كل هذه التبريرات الكاذبه وما كان يليق بشخص مثله غير قول الحقيقه المجرده التى تكون له زادا فى الآخره إذا ماكان ماذال يتطلع الى ذلك (اليوم العبوس القمطرير) وكان عليه وهو القارىء للقرآن الكريم منذ نشأته عليه أن يستدعى قصة فرعون مع ربه ويطابقها مع أقواله ويبدو انه خشى على ابنته من أن تفقد الوظيفه إذا ما صدع بالحق وهو أعلم بما يدور فى ما وراء كواليس النظام (إنما اموالكم واولادكم فتنه)00وأنا لا أستطيع أن أفهم أن رجلا فى سن أحمد عبدالرحمن لا يستطيع أن يميز بين ما كان عليه الحال أيام حكم المستعمر (الكافر) وإرثهم الذى تركوه من خلفهم للحكومات التى إستلمة مقاليد الحكم فى أعقابهم والوضع الراهن الذى نعيشه !! يا أستاذ/ احمد الكلمه من أمثالكم إنما هى شهاده لله ولا تحتاج ان تقسموا عليها انكم حملتم الامانه على عاتقكم وقلتم (هى لله هى لله لا للسلطه ولا للجاه) فأين صرتم بعد نطقكم لهذه الكلمات الواضحه والصريحه والتى ليست بها لبس ولا غموض وأذكركم بأن الذين إتبعوكم إنما إتبعوكم عشما فى حصاد السنتكم متوخين فيكم صدق القول قبل أن يروا أعمالكم فعليك ان تتوب الى الله فقد صرت الى ارزل العمر اقرب0
بصراحة فاجأنا الرجل بمثل هذه الآراء ((المدفوعة الثمن )) وكنت أحسبه آخر الرجال المحترمين كما ذكر
أحد المعلقين .وعليه أن يتذكر قول الله تعالى :(( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) .