ما تعلّمناه خارج قاعات المحاضرات

أقمت في سنتيّ الأوليين بجامعة الخرطوم في «داخلية بحر الزراف»، التي تقع في واجهة المجمع السكني الشهير المسمى بالبركس (قلنا إن الكلمة انجليزية وتعني «ثكنات الجيش» وأنها كانت محل إقامة الجنود البريطانيين عندما كان السودان تحت الاستعمار الأجنبي، أي قبل أن يخضع للاستعمار المحلي)، ورغم أن الداخلية كانت في منتهى الفخامة، ومبنية من الحجر وتتوسطها صالة ضخمة تسمى «كومون روم» أي غرفة النشاط العام، ومزودة بمقاعد مريحة وبها طاولة بنغ بونغ، فإن عيني كأعين معظم زملائي الجدد كانت على داخليات تحمل أسماء كسلا والقاش وعطبرة، ذلك لأنها كانت من أربع طوابق، وعقدة القروي الخام هي المباني ذات الطبقات المتعددة (إلى يومنا هذا تجد في العديد من الدول العربية من يشيد مبنى تجاريا من طابق أرضي وآخر علوي مقسم إلى متاجر أو شقق سكنية يتحدث عن «عمارتي»)، وكنا ننظر بحسد إلى من يقيمون في الطابق الرابع من تلك الداخليات ونحسب أنهم نالوا تلك الدرجة الرفيعة بالواسطة والمحسوبية، والحسد يجعل الإنسان يشطح وينطح، ففي ذلك الزمان لم يكن هناك مجال لمجاملة أحد في السكن الجامعي أو القبول في الكليات أو درجات النجاح حتى لو كان ابن «أتخن» رأس في الحكومة.
وفي جامعة الخرطوم كنت تنسى انتماءك القبلي أو الجهوي، لأن من يشاركونك المسكن أو الكلية يكونون من الجهات الأربع، وكانت لكل مادة تُدرّس في الجامعة «جمعية» لها ميزانية مستقلة: جمعية الجغرافيا، الكيمياء، الطب، الجيولوجيا، الإنجليزية إلخ، فإذا لم يجمعك السكن مع بعض زملائك في الكلية فإن نشاطات الجمعية تجمعكما، وكانت هناك أيضا جمعيات للثقافة والمسرح والعمل العام (أشهرها جمعية تطوير الريف) وجمعيات تتبع للتنظيمات السياسية وبالتالي فقد كان المناخ العام في الجامعة مناخ وحدة وطنية تفاعليا، وكان الاستثناء الوحيد بعض أبناء جنوب السودان الذين لم ينصهروا في الجو العام للجامعة إما بسبب الفوارق الثقافية والدينية وإما لأنهم كانوا ينتمون إلى تنظيمات تنادي بانفصال الجنوب، وفي سنتي الأولى في الجامعة عشت في غرفة واحدة مع واحد من بلدتي (بدين) وكان ذلك مصادفة، لأنه نال تعليمه الثانوي في مدرسة غير مدرستي الثانوية (وادي سيدنا) وكما قلت من قبل فقد كان التوزيع على السكن يقوم على «خلط» طلاب مختلف المدارس والمناطق مع بعضهم البعض منعا لـ«التكتلات»، وكان من المصادفات أنه قريبي (حسن إبراهيم أفندي)، ومعنا طالب من منطقة الجزيرة، وفي سنتي الثانية سكنت مع واحد من القطينة (عبدالباسط سبدرات الذي شغل عدة مناصب وزارية في الحكومة الحالية «الإسلامية»، وكان وقتها شيوعيا متطرفا) وآخر من أم درمان (مكاوي عوض المكاوي الذي كان وزيرا للشباب في أواخر سنوات حكومة جعفر نميري).. شوفتوا الخيبة: يعني أبو الجعافر كان الوحيد في تلك الغرفة الذي لم يفز بمنصب عليه القيمة في بلاده.. ولا حتى سفير في بوركينا فاسو، وعزائي هو أنه لم تكن هناك وقتها دولة بذلك الاسم (كان اسمها جمهورية فولتا العليا وغيرت اسمها كما فعلت العديد من الدول الإفريقية بعد الاستقلال وكان ذلك كالعادة التغيير الوحيد الذي طرأ عليها من الاستقلال).
والشاهد هو أن المناخ السياسي العام في البلاد وسياسة التعليم العام والعالي لم تكن تشجع أحدا على إنشاء تكتلات طلابية على أساس المناطق أو القبائل كما هو الحال في جامعاتنا اليوم، حيث بلغ التناحر بين تلك التكتلات مراحل القتل العمد، ورغم كل ما أردده في مقالاتي عن أصولي النوبية فلم يحدث في جامعة الخرطوم أو بعد تخرجي فيها أن تعاملت مع سوداني بجفاء أو استعلاء لأنه غير نوبي ولم أجد معاملة من ذلك النوع البغيض حتى ممن يتباهون بأنهم «أولاد عرب».. نعم أعتز بجذوري ولكن اعتزازي بسودانيتي يأتي أولا.
جعفر عباس
[email][email protected][/email]
وبعدين وين كتاباتك الساخرة ولا الإنقاذ خلاص ,,,,,,,,؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الزول ده ماعندو غير يحكي ققصو
مش تقول لينا أيه سر علاقة اصحابك وزملائك بالحكومات الشمولية!!!!!!!!!!!!! وعلى فكرة زميلى الوحيد من ابناء بدين والذى كان قائدا لمليشيا السيخ صار سفيرا فى حكومة الانقاذ رغم أنه كان طيش الدفعة وبجدارة يحسد عليها وكان بروفسير (Robin Mills) لا يخفى دهشته عن كيف تسنى لهذا (الذكى) دخول الكلية. ترى ماذا تكون ردة فعله لو عرف أن صاحبنا قد صار سفيرا!!!!!!! اتصور تعليقه على شاكلة (الحمير على اشكالها تقع)
” ورغم كل ما أردده في مقالاتي عن أصولي النوبية فلم يحدث في جامعة الخرطوم أو بعد تخرجي فيها أن تعاملت مع سوداني بجفاء أو استعلاء لأنه غير نوبي ”
لا فوقك النبي تعال إستعلى علينا نحن غير النوبة ، قوم جاتك خيبة قال يستعلى قال
قبل مجىء الحكومة الحالية تضاءلت وضعفت القبلية واوشكت على التلاشى .فقد تخلت اغلب القبائل عن الوشوم القبلية والشلوخ وتصاهرت ونشاء الكثير من السودانيين لا يعرف قبيلته وكان ينظر لمن يسال عن القبيلة انه متخلف او قروى ( طينة ).. حتى جاءت هذه الحكومة التافهة وأحيتها من جديد وبقوة بعد ان كانت حصرا على بعض القبائل الرعوية التى لم تنال حظا من التعليم ..والسبب معلوم وواضح فى تفرقة الجموع ليسهل التحكم فيهم وايجاد واشين وومتواطئين (( غواصات )) من كل قبيلة يعملون جواسيس و مخبرين عن الشرفاء من بنى (( قبيلتهم )) ..
شحتفت روحنا يا استاذ جعفر.هذا المقال لا يشفي غليلنا واعتبره مقدمة مقتضبة لمقالات قادمات. يا ريت يا ابو الجعافر تتحفنا بذكرياتك وخواطرك اكتر وأكتر عن ايام الدراسة بجامعة الخرطوم. لك كل الود والشكر والإمتنان.
من وسط الازمة التي تاخذ بتلابيب البلد وتقعده عن الانتماء مجرد الانتماء الى عالم اليوم المحيط بنا والبعيد وغياب العدالة الاجتماعية تجد من يخص نفسه بجل تفكيره وغالب وقته يقضيه في التفكير ( الا زال الناس يذكروني .. ام نسوا) ومن شاكلة ذاك الذي قال …. متى اضع العمامة تذكروني او تعرفوني يغوص جعفر عباس في اوحال النفس في رمضان ويخرج نفسي نفسي .. يا خي سيرتك الذاتية دي على العين والراس اكتب لينا حاجة تخلد بها ذكرك ابعد من ذاتك التي احاطت بك اكتب عن سنواتك في الجزيرة من عاصرت وكيف ادت واستفدت اجعلها مرجع لطلابك من الاعلاميين لكن ارجوك توقف عن الكتابه عن ابو الجعافر وام الجعافر وما لف خولهما
رمضان كريم يابو الجعافر– سودانيتك محل اعتزازك قبل التقسيم ولا بعد التقسيم— قبل الرقم الوطني حيث السؤال عن قبيلتك عند تطبيق الرقم الوطني الذي الغي (الخلط) وكل قبيلة تاخذ عدد من الوظائف الفي البترول ياهم شوايقة والفي الجنجويد ياهم غرابة في انتظار الانقضاض علي اولاد البحر الاغتصبوا اعراضهم والفي كافوري والمنشية معروفين والفي المهاجر او في جنوب السودان ياهو الزيي وزيك بتاعين السودان القديم خور طقت ووادي سيدنا وحنتوب وبعدين جات عليها الخرطوم القديمة وبورتسودان والفاشر وكلها مدارس قومية
بالرغم من اسلوبك الشيق والكتابة الساخرة التى تلامس العديد من القضايا الا اسمح لى استاذي ان اقول لك انك وغيرك من الصحفيين من ساهموا في انتشار القبلية وسط كتاب المقالات الصحفية باعتزاز الواحد فيكم بقبيلتة. ارجو ان تأخذ في اعتبارك كل الناس سوا من ادم وحواء بمختلف اشكالهم واجناسهم والاجناس ما هي الا وسيلة للتميز ومعرفة النسب ليس الا لكن كون الواحد يفتخر بيها shame من رجل مثقف. ارجو ان تسلط الضوء على هذه النقطة حتى لو كانت تمسك انت شخصياً
؟
اهو جيلكم دة هو الضيع البلد انت وامثالك وجدتم السودان بعد ان تركه الانجليز من احسن البلدان فى المنطقة ووجدتم التعليم المجاني وو العلاج المجاني و السكن فى الداخليات و الاكل الصحى و مجانى ثم التوظيف الفوري ثم البعثات الخارجية المجانية واصبحتم قادة البلد ووزرائها فى الحقب المختلفة من امثال دفعتك مكاوى عوض المكاوى و عبد الباسط سبدرات و حتى على عثمان فماذا هو الجديد الذى قدمتهوا للبلد و ماذا تركتم للاجيال التى اتت بعدكم سوى الدمار و الخراب ولم تستطيعوا حتى المحافظة على ما وجتموه وحتى لو اصبحت وزيرا او رئيسا هل كنت سوف تكون مختلفا من اولاد دفعتك لا والف لا لانها خيبة جيل باكمله لانكم مثل الابن العاق الذى ترك له والده مالا و ثروة و لكنه لم يحسن ادارتها و تطويرها فاصبح ابناؤه فقراء
قوم لف انت و عبد الباسط سبدرات معاك
أبو الجعافر زول مسـطح مسكين.. اغترب في السبعينات واشـتغل مترجم والترجمة عمل عادي وليست مهنة وفي ذلك الوقت كان اي خريج مدرسة ثانوية يحسن الترجمة لأنه يحسن اللغتين حتى صارت للسودانيين سمعة حسنة في الخليج الامر الذي غاظ المصريين والفلسطينيين وجعلهم يحقدون على هؤلاء (العبيد) وابو الجعافر لا يكاد يصدق (بعد غربة امتدت لأكثر من اربعين سنة) انه صار يمتلك بيتا ولنقل (فيلا) في منطقة كافوري وهذا خطأ منه لأن كافوري منطقة مشبوهة وسكانها black listed ويبدو انه اتى من بيئة فقيرة وهذا ليس بعيب لأن معظم اهل السودان من الفقراء ولكن العيب ان ابا الجعافر لا زال يمعن في الهروب من الانتماء لهذا الوطن الكريم حتى بعد أن لم يعد لوجوده في الخارج داع نظرا للتقاعد عن العمل ونظرا لبلوغه أرذل العمر!!!
أصيل يا أبوالجعافر بس ليه بطلت تكتب زاوية منفرجة في جريدة الوطن السعودية …
يا ابو الجعافر لازال بالعمر بقيه ممكن ترشح نفسك ابا كبير ممكن الظروف تخدمك يعنى تلعب على هفوات الخصوم بالمناسبه دى خطه جهنميه فازت بها فرنسا بكاس العالم سنه 1998
يا ابو الجعافر ملاحظات بعض القراء – وانا منهم – ارجو ان تضعها فى الحسبان ،، فعلا الحديث عن سيرتك الذاتية – ولو باللفة – مسيطر على معظم مقالاتك ،، حاول التخلص من هذه العادة وحاول ان تقلل من الاشارة الى انك نوبى بمناسبة وبدون مناسبة ،،
ولى راى اخر وهو ان الكتابة الساخرة احيانا لا تكون كافية او مناسبة فى مواجهة جرائم الانقاذ وفظاعاتها .. السخرية لها مدى معين ،، احيانا حجم الجرم يتجاوز نطاق السخرية ،، عندها تصبح السخرية ملهاة وانصراف واستهانة بفظاعة الجرم ..
ابو الجعافر لست ادر لم اجدك دائما تتباهى بانك كنت من الذين اكمل لا داعي قرفت من تبصيرك بانك لا شيء
لى اكثر من خمسة عشر عاما و اتباع مقالات ابوالجعافر , وهو كمعظم المغتربين مازال يجتر زكريات سنين ماقبل الاغتراب و يكاد يكون خارج الشبكة تمام و حاله كحال الاعمى و الديك , حيث ابصر الاعمى فجاة فراى الديك ورجعت عيناه كما كنت و صار يربط كل المشاهد و الاحداث من موضع ذاك الديك . يا ابوالجعافر لقد جنت عليك الغربة , ارجوك ادخل السودان والشبكة بتاعتك بتجمع احداث كثثثثيرة تصلح للكتابة , لانى اكد اجزم بانى قرات لك مثل هذا المقال عشرات المرات.
سنتين فى البركس بس والباقى تميتو وين ؟؟ اوع يكون شلحوك !! وتميت الباقى فى الوطن السعوديه بزاويه منفرجه واسع داخل علينا بزاويه ضيقه انصحك بزاويه قايمه مع اعلام الكيزان امكن تقدر تقومهم مع انو ده زى الكجيك الجدعوه فى المويه وقالوا ليه عوووووم !!!!
بعض القراء يرون ان جعفر عباس زول ظريف ساخر!!
وفي رأيي انه يتمتع بقدر وافر من السماجة ..