أكبر جريمة يرتكبها نظام الانقاذ .. الحاكم فى السودان … !!

بسم الله الرحمن الرحيم
خلال الاسبوعين الماضيين قمت بزيارة علمية الى جامعة باث البريطانية University of Bath اتخذت هذه السانحة حتى اقف على اليسير من تاريخ مدينة باث الضارب فى القدم .. فمدينة Bath تقع جغرافيا فى الجنوب الغربى من انجلترا وهى مدينة قديمة قدم التاريخ و عريقة وعتيقة فتاريخها ممتد الى الالاف السنين .. و بالفعل خصصت يوما كاملا و تجولت فى انحاء المدينة المختلفة و وقفت الى حد كبير على كثير من مبانيها القديمة التى تعود عهد الساكسون و الرومان و بالتالى فالمدينة تضم آثارا لهما لا زالت قائمة و من تلك الآثار ما يعرف بالحمامات الرومانية و التى لا زالت موجودة و لكنها عبارة عن متحف يزار .. و سميت المدينة على تلك الحمامات المثير للاستغراب ان كثير من بيوت و مساكن مدينة باث تلك التى لا زالت قائمة و بحالة جيدة يعود تشيد و بناءها الى القرن السادس عشر الميلادى و قد بنيت بالأحجار … !!
شك ان مدينة مثل هذه قد شهدت احداثا عظيمة و من البديهى انها لعبت دورا محوريا و كبيرا فى تاريخ انجلترا … !!
فى هذين الاسبوعين و فى رحاب جامعة باث حضرت عدد من المحاضرات و السمنارات و ورش العمل التى نظمتها الجامعة فى اطار النشاط الصيفى للجامعة .. و تلك كانت فرصة طيبة و مثمرة وثرة للغاية ان اكون من بين خبراء و علماء فى مجالات علوم التربية المختلفة .. و كان لى استغل هذه السانحة لأتعرف و اناقش و احاور كثير من اعضاء هيئة التدريس بكلية التربية و بالفعل تناولت معهم كثير من قضايا و مشكلات التربية حول العالم و تطرقنا الى العملية التعليمية و التدريس فى المؤسسات التعليمية و طرق البحث فى التربية و طرق التدريس الحديثة و التقليدية الى غير ذلك من الموضوعات التى طرحت … !!
بالرغم من اننى جئت لأمثل نفسى فى هذه اللقاءات العلمية و لكن كنت غالبا ما اعض اصابعى بحسرة و ندم على بلدى السودان .. و كثيرا ما كانت تمتلئ نفسى غيظا و غيرة .. كلما ذكر النموذج السنغافورى فى التعليم مثلا .. و ما سنغافورا إلا مدينة صغير تحولت بقدرة قادر الى دولة عظيمة يشار اليها بالبنان و يضرب المثل بها و ما هى بالنسبة للسودان الا مثل الفار للفيل او اصغر من ذلك كثيرا .. و كذلك حينما يشار الى تقدم و رقى المؤسسات التعليمة فى كثير من بلاد آسيا .. ماليزيا و الهند و الصين و لم تذكر و لا دولة واحدة فى افريقيا السمراء … !!
فى احدى المحاضرات التى تناولت التعليم فى بعض بلاد العالم ” آسيا فقط ” سنحت لى فرصة التداخل و التعليق .. فوجدت نفسى و بدون مقدمات اتحدث عن تاريخ التعليم العريق فى السودان .. و كيف ان السودان كان فى مقدمة الدول التى تهتم بالتعليم و كيف كان له نظام تعليمى ممتاز و مميز .. و تلك المؤسسات التعليمية العريقة التى تقف شاهدا على على ان السودان كان سباقا فى مجال التعليم .. فتحدثت عن كل من بخت الرضا و المعهد الفنى الذى هو ” جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا” حاليا و عن “معهد علوم الارض” بود المقبول الذى كان خرجوه مؤهلون و يقبلون للعمل فى اى بقعة من الارض و ايضا تحدثت عن مستوى الطالب السودانى ذلك الذى كان يكمل المرحلة الثانوية و يكون مؤهلا للالتحاق باى من الجامعة البريطانية دون الحاجة الى امتحان فى اللغة الانجليزية او الى معادلة الشهادة الثانوية … !!
و فى اثناء مداخلتى كنت اقول فى نفسى :
لابد ان اجعل من افريقيا و السودان حضورا .. بالرغم من اننى حضرت من كندا ..
و لله الحمد و المنة فلقد كان ما اردت … !!
ابعدت نفسى عن العاطفة و السياسة فلم ادعهما يؤثران فى حديثى الذى امتدت الى ما يقارب الخمس و العشرين دقيقة بينما المتاح فى الاصل للمداخلة دقيقتين او نحو ذلك .. و الحمد لله لقد انبهر الحضور بمداخلتى و تعليقى و انبهروا بالنظام التعليمى فى السودان فما اردت ان افسد عليهم اعجابهم وانبهارهم بالتحدث عن واقع و حاضر التعليم فى السودان و ما فعله نظام الانقاذ بالتعليم و نظامه و مؤسساته العريقة .. بالرغم من انها كانت رغبة جامحة داخلى … !!
و فى الحقيقة فواقع التعليم فى السودان اليوم .. نتيجة السياسات الخرقاء التى انتهجها نظام الانقاذ .. عبارة عن غصة فى حلوقنا و فى أحشائنا خنجر ينحر ..
و بالتالى فان ما فعله نظام الانقاذ بالتعليم فى السودان اعتبره من جرائمهم الكبرى …!!
[email][email protected][/email]
هذه ام جرائمهم، كانوا يريدون تدمير الانسان وليس طريق اقرب الى تدمير الناس من تدمير نظامهم التعليمى. تدمير مؤسساتهم التعليمية واولها المعلم نفسه.
في مطلع الثمانينات كان زوجي يذهب سنويا الى جامعة Bath ممثلا لجامعة الجزيرة في العلوم الزراعية …ولكن انتهى كل شئ مع ثورة التعليم المضادة للتوأمة وتبادل الخبرات والعلم والمعرفة وتمكين الجهل والخراب والفساد … لك الله يا وطني
عنوان براق و الخلاصة تمجيد للذات
لقد فَصَّلوا وطرزو برامج تخدم كوادرهم:واليك الامثلة:دكتور بايوكيمسترى يدرس فى كلية طب ولائية وفى نفس الوقت طالب بها نظام ناضجين!!!موظفة بشهادة مساق ادبى تلتحق بكلية علمية فى ذات الجامعة !!طالبة رسبت فى الشهادة اكثر من خمس مرات (فلتقوا) لها دبلوم عام فى علم النفس ورياض الاطفال وكان ذلك بمثابة (الخميرة)لدبلوم سنتين فثلاثة فتجسير !!وقال ايه بتستعد للماجستير وهى اساسا ما بتعرف الفرق بين الواو والشولة!!
اول ما قامت به طالبان افغانستان عند قدومها هو منعم البنات من التعليم
وحرمانهم للذهاب الي المدارس…وفي خطوة شبيهة في السودان قامت طالبان السودان بالغاء مجانية التعليم مما حرم الكثيرين من ابناء السودان
للحصول علي التعليم دا غير التدمير الممنهج للمؤسسات التعليمية
والمناهج التعليمية والكادر التعليمي مما اضطر الكثيرين من المعلمين
واساتذة الجامعات للهجرة خارج البلاد …العقلية الطالبانية واحدة هي التدمير..تدمير كل ماهو نير واحلال الظلام مكانه…
أى إنغاذ يالطيب رحمة هؤلاء يقوم خطابهم السياسى على تدمير ما هو قائم وعلى أنقاضه يقوم المشروع الحضارى .. ولكن أبدعوا فى إنجاز الجزء الأول من الخطاب وسقطوا إلى القاع فى الجزء الثانى