انتظار..حتى تُهدي لأول الشهادة السودانية .. دبابة!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

من كان إمام التلفزة يوم إعلان نتيجة الشهادة السودانية … مؤكدٌ أنه قد أصيب بالدوار.. وإن لم يكن نهار رمضان المعظم.. لما روته أمواه النيل ودجلة .. لحجم الإعلانات التجارية للمدارس الخاصة..من حيث عرض البيئة المدرسية .. وإبراز المعلمين كنجوم الفن والرياضة .. ثم الهدايا للأوائل ..التي تبارت المدارس في إهداء سيارة .. ولم تنس ان
تبرز أول العام المنصرم.. في روب التخرج يفتح باب سيارته.
وهذه الظاهرة الدخيلة على التعليم في السودان ..أبتدعت مع نظام التحالف الشيطاني الثلاثي بين العسكر والراسمالية الطفيلية والإسلام السياسي ..بعد تمازج المكونات الثلاثة مع بعضها حتى لم بعد في الإمكان فرزها من بعضها البعض ..
وأصبحت الخلطة كلها مستثمرة في ابنائنا من المتفوقين.. حيث يتم اصطيادهم منذ الدخول إلى المرحلة الثانوية.
فما ان تعلن نتائج مرحلة الأساس حتى تبدا الآلة الرأسمالية في العمل..بتقديم الإغراءات لذوي الدرجات العليا بالقبول المجاني..ليس من اجل سواد عيونهم ..ولكن للسمعة والدعاية .. ويعوض ما تم إهداؤة بمئات الملايين من بقية الطلاب ..الذين تتم تصفية العدد الداخل إلى المنافسة باسم المدرسة حتى مواعيد التسجيل للشهادة السودانية ..وقد حفلت الصحف اليومية في مناسبات مختلفة ..بطلاب من مدارس خاصة يسجلون في قوائم الإمتحان لمدارس أقل اهتماماً بالصيت الأكاديمي او ضمن طلاب اتحاد المعلمين.
ثم تتولى اتحادات الطلاب مهمة تكريم المتفوقين مع إعلام مكثف..وتبالغ في الهدايا والجوائز والحضور الرسمي لطلاب صغار السن..حيث تبدأ مراحل التجنيد باسم الدين .
وبانتهاء المرحلة الثانوية يتم انتخاب أعداد من المتفوقين من المجندين لأكاديمات عسكرية مع إغراءت الإبتعاث ..بتزكيات منظمات الاسلام السياسي الطلابية ..وتولي إجراءات التقديم ..ولا بأس من بقية أخري تكون مخدوعة حتى تجد نفسها خارج نطاق العمل في التصنيع الحربي والابتعاث ويصبحوا ضباطاً في الأسلحة المختلفة.
وكذلك تعود اسطوانة تكريم المتفوقين في الشهادة السودانية من الجهات السياسية .. فكل والٍ يعمل في ولايته لدخول احد الطلاب في المائة الأوائل..بانشاء مدارس المتفوقين المسماة زوراً وبهتاناً بالنموذجية.. ويخصص لها خيرة المعلمين وتوفير كافة الاحتياجات عكس بقية المدارس الحكومية..
إن إغداق الهدايا التي تفوق سن الطالب ومدى احتياجاته في الواقع ..لا يعدوا ان يكون ترساً في آلة الفرز الطبقي القميئة..ولا عاقل يرفض التكريم للمتفوق..لكن يجب الا يتجاوز حدود المعقول..فكيف تهدى سيارة في بلد تعاني فيه المدارس من النقص المريع في ابسط المقومات؟ وقد حفلت البلاد في تاريخها الطويل بنوابغ تفوقوا..في الدراسة في كل عام قبل مجئ هذا النظام .. فكان يشار إليهم بالبنان داخل الجامعات..ولكن لا تمييز يعطي الطالب احساساً بأنه قد بلغ المدى بدخول الجامعة .
ومع استمرار هذا النظام ..بتحالفه الثلاثي السابق ذكره.. وفي ظل التنافس بين كل المكونات على إبراز أدوارها..نخشى ان ياتي يوم يعلن فيه وزير الدفاع..إهداء اول الشهادة السودانية دبابة..تحفيزا له للمضي في طريق بناء المسلم القوي..فهل نحن صابرون الى ذلك اليوم ؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..