كلمات ( لمحمدية ) الصاعد بلا تعب إلى مجمع الأنغام

كلهم ذهبوا , تركوا المجهول لنا
من حاولوا أن يفهموا الوجود
بقلوبهم .
من انتظروا الأيام لتقول لهم شيئا
والأيام خاوية
وخطواتهم خنادق
من حاولوا أن يبتسموا والموت يحدق ويرتعش
وان يظهروا أسنانهم المصفوفة
وشفاههم تكذبهم وتعاندهم
وعقلهم يفضحهم ويسايرهم
من حاولوا أن يعيشوا سعادة الأقوال ورعشة النسيان
صرحوا لأنفسهم ولنا في سور الخنادق
ونحن نؤمن بالكلمات الطيبة
قلوبنا تبحث عن الأمل والخديعة
وأقدامنا تخشى الانزلاق
بنظرة تتعثر
كلهم ذهبوا دون أن يقولوا
الكلمة النهائية
دون أن يصفوا تعاريج رحلتهم الأبدية
دون أن يكتملوا بوصف الزمن والأفق
دون أن يقولوا لنا كيف نعيش وكيف نموت وكيف نبعث بعد مليون عام
ولماذا تستمر الحياة بعدهم وقد أحرقوا كل الأنغام ؟
حتى يطويهم النسيان ؟
ذهبوا وتركوا هذا الفراغ المكور وهذا الفزع المحير
هذه الأسئلة الكثيرة المحرجة
هذا الإحساس بالمكر والخديعة والتغفيل
كيف استسلموا ؟ هل مقارعة الموت ليست هنا ؟
لماذا سقطوا كما تسقط السماء كسفا ؟
هل هو الامتحان الأخير , أن يسقط المجد كما يسقط العصفور ؟
هذه هي الجولة المهمة
هذه هي المعركة المتطاولة
أ نذهب لنرقص مع الموسيقيين أم لنصمت إلى الأبد ؟
من يقف على باب الفردوس ؟ أرجل يحمل الكمان أم آخر يحمل السوط والصولجان ؟
متى يشير ( أبوللو ) للفرقة الموسيقية كي تصمت ؟ وللعازفين كي يرتاحوا ويرتحلوا من عناء الأبد
قل ما تركتموه يسع الأرض والسماء
إنه عزاء وتسلية
وأمن وترضية حتى تتم المشيئة ويسدل الستار
بلغتم المجد واستسلمتم لطول حبله وداعبتم عصافير الصباح الفرحة التي لا تعرف الموت
وتركتم أعماركم في مهب النوافذ
وتركتم المقود دون أن تعلنوا عن لحظة الاصطدام
وأردتم أن نتعلم من استسلامكم المريح الذي يوحي بأنكم مشاركون وليسوا ضحايا
وان نسأل كالأيتام
ماذا قلتم أخيرا ؟
كلهم ذهبوا , تركوا المجهول لنا
من حاولوا أن يفهموا الوجود
بقلوبهم . من قلبوا المجهول بأيديهم . من ركلوه بأقدامهم
من انتظروا الأيام لتقول لهم شيئا
والأيام بألف لسان مشقوق
تتلعثم
تتوارى قبلهم
تترك لهم الساحة حتى تؤمها الجموع
الذين أتوا وصدقوا
أنهم احتذوا ,
إنهم ارتضوا أن يمشوا في الطريق المرسوم برغم الأغاني التي تلوي عنق المجهول
لأنه اقصر طريق إلى الخيال
لا أجنحة تتكسر في الجبال
ولا طرفا يرتد
أزعموا أو لا تزعموا
أنهم ومضوا لأن العيون
لا تعرف إلا الومض مهما كان المجد عظيما
ولا تُطرف إلا لتجديد الصور المتقطعة مهما كانت الجبال ساكنة
ولا تفهم إلا الارتخاء والصمت
وأنهم جاءوا كي لا يتكلموا بما نعرفه سلفا من خواء الخديعة والخوف الذي نطوف له و به
كي لا ينظروا إلى ما وراء الكلام والحقيقة أمامنا
كي لا يحدقوا في بئر صمتنا المرتعش بكل ضعف السعادة
جاؤوا ليذهبوا . وتركوا هذا الألم الولود
نحن كنا في احتياج إليهم ولاشك
لأن عيونهم ترى ما نحب أن نراه
ولأن أسماعهم تسمع البعيد و ما نحب أن يسمعوه لنا
هم من قالوا لنا أن السماء ليست أسماء
فلم نسمع نصف الحديث

وان الحياة غناء وعناء
فلم نسمع ربع الحديث
وأنها مجرد أشياء تتراخي في صمت
وتتوارى في ثنايا الكلام
وتحتذي من هم اكبر في الضياء
تتكسر في أجنحة الأعمار
لأن العمر مجوف تحمله رياح الصيف
غربا إلى الومض الخفيض
إلى الصمت العنيد
كلهم قالوا سنبيد
كلنا في مقام الشهيد
كلنا يوما سنعود كما تعود الأنغام في كل لحظة فيها تموت

فالأيام بألف رأي
تشقق أرض الثمار
في رابعة النهار
كلهم ذهبوا , تركوا بعضهم لنا
تركوا ما أحببناه لأنهم هنا
الآن خذوا ما لكم وأرحلوا بفتوحات الأناشيد
ليس ا لجزء مثل الكل
ليس المطرب كالأغاني
ما عاش حرف بعد أقلام
كما تعيش هزات الأوتار الوحيدة أبدا بعد صمت الموت الوثير
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..