أخبار السودان

شهب ونيازك

أي جسارة تلك التي تحلي بها أبطال 19 يوليو 1971 فكنسوا النظام المايوي في وضح النهار،في عملية جريئة أريد فيها إرجاع السلطة للشعب من براثن طغمة كانت عدوة للشعب ؟!!
وأي حب بادله الشعب لهم عبر مواكب التأييد والبرقيات ومظاهر الفرح التي عمت السودان،في انتظار مستقبل أفضل وطريق مستقيم (غير معوج)لتحقيق الإشتراكية والعدالة الإجتماعية .
ولأنهم كانوا أوفياء للفكرة،وللشعب،فلم ينشروا المليشيا المسلحة في الشوارع وكان بمقدورهم ،ولم يقتلوا من كانوا رهن الإعتقال بمن فيهم السفاح نميري،وقد كان أمام مرمي بنادقهم،ولم يملأوا المعتقلات بالآخرين المحسوبين علي سلطة 25 مايو ،ولم يسلطوا سيف الفصل من الخدمة علي العسكريين والمدنيين بمثلما فعلت الإنقاذ لدي انقلابها في 1989 .
وبمثلما كانت 19 يوليو ثورة بيضاء،ذات رايات حمراء،فقد تسارعت خطي الإمبريالية والرجعية العربية وفلول النظام بالداخل لوأدها والقضاء عليها وعلي الحزب الشيوعي حتي لا تعرف افريقيا الطريق إلي الشيوعية، وحتي لا تغير 19 يوليو مسار التاريخ في هذه القارة التي نهبت الرأسمالية مواردها وثرواتها ? ولا زالت .
وإن نجح المخطط في إجهاض 19 يوليو،فإن الجسارة التي أبداها أبطال يوليو أمام محاكم السفاح ? المخمور- وفرق إعدامه ومشانقه،كتبت فصلاً جديداً للحزب الشيوعي ولفكرة الإشتراكية والتقدم في بلادنا.
عندما سأله السفاح المرعوب،ماذا قدمت للشعب السوداني رد عليه عبد الخالق بكل ثقة وجرأة (الوعي ما استطعت)
وفي غرفة مظلمة وحارة كتب بابكر النور في 24 يوليو 1971 في رسالته لزوجته خنساء (قولوا للجميع إني عشت أحبهم وسأموت علي حبهم،سأموت ميتة الأبطال والشرفاء) وكانوا كلهم كذلك ،هاشم،الهاموش،ود الزين،معاوية،الشفيع،جوزيف،الحردلو،أب شيبة وكل العقد الفريد من أبطال يوليو .
وبمثلما هتف الأبطال في دجي الليل وقبل ثواني من إطلاق الرصاص عليهم بحياة السودان والطبقة العاملة والحزب الشيوعي،كان هنالك الآلاف من المعتقلين الشيوعيين والديمقراطيين يهتفون بحياة الشعب ،وقلة من العشرات الذين نفدوا من المجزرة المايوية،يجوبون القري والمدن ويقطعون الفيافي من أجل إعادة بناء الحزب الشيوعي .
وهكذا عمًد أبطال يوليو بدمائهم طريقاً للثورة ،أطاح بالسفاح وزمرته بعد 14 عاماً من تلك الأحداث الدامية .
قبل (هلاكه) بعام واحد رأيت السفاح نميري في ميدان الشهداء بأمدرمان يطل من شباك عربة مظللة وهو ينظر ببلاهة للناس الذين كانوا في شغل شاغل عنه،لم يتذكره أحد،ولم تعره إنتباهة حتي تلك السيدة التي تجلس علي(بنبر) تحت شجرة تسترزق من بيع الشاي والقهوة ،وكان ? السفاح حينها – كالحشرة التي (سهكتها) جزمة .
حفظ التاريخ لشهداء يوليو مكانهم في صفحاته الناصعة،وظلوا في ذاكرة الشعب أبطالاً قل أن يجود الزمن بمثلهم، أما رسالتك التي لم يقرأها (أبوك) يا صديقتي كمالا بابكر النور فقد حفظها الشعب السوداني عن ظهر قلب،وإن عاجلاً أو آجلاً سيثأر للشهداء من بقايا القتلة ومن الكيزان الذين كرموا السفاح المخلوع وبجلوه وصرفوا عليه من مال الشعب السوداني.
وإن غدا لناظره قريب .. ياصديقتي الوفية (جدا)
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..