تكشيرة ناس الخرطوم!!

قيل ان الضحك من غير سبب قلة ادب …فكيف اذا انقطعت علاقة الضحك الجميل بالدوافع والمؤثرات واندثر تالق الوجه السودانى البشوش البسيط عندما اغرقتـه الهموم وجرحته غربة داخلية، تمكنت من كل مفاصل حياتـــه حتى اصبــح لا يميز الاتجهات وسط هرجلة حكومة غارقة فى الفشل ، وغارت الابتسامات حين وارتها احزان الالم وشدة الفاقة وهموم السوق وفداحة الاسعار المتزايدة فمن اين تاتــى الابتسامة التى ضاعت بين زخم الايام الكالحة..
بصخبها ونصبها عرفتنا الخرطوم بنفسها مكشرة او ربما كا تعودنا ان نستشعرهــا كلما اخذتنا الايام اليها فهى فى حالة فوران دائم تكاد تشتم من اهلها رائحة الغضب والقرف والاحساس بعدم الاتزان مدينة فقدت حنينها وحنانها القديم كغيرها من مدن بلادنا حين استلبت الانقاذ منها سنينها وانسانها فاصبحت خاوية المحتـــوى جسد لاروح فيه تعلوها تكشيرة مزمنة….
تكاد تميز ملامح التكشيرات فى وجوه ناس ، فالتكشيرات خشم بيوت فتكشيرة من نوع ابوكديس فغالبا ترتسم فى وجوه من عاشوا فى فترة ماقبل الانقاذ واستمتمعوا بالزمن الجميل وعقدوا المقارنات بين تلك الازمنة التى كـــــان فيها للسودان معنى وكيان ، ثــــم تعثرت اقــدامهم بسبب هرجــــلة الانقاذ وضاعت امانيهم بين سدنته ولصوصه ،وتدميره المستمر للانسان السودانى فاصبحت تكشيرتهم غضب مكبوت ممزوج بالحزن ، فالبكاء على الاطلال لن يعيد الوطن المتهالك الى بعض من عافية مفقودة …
ثم تكشيرة الشباب المغلوب على امره الجيل الذى ضاع عن ذاته فى ذاته بين بركة الانقاذ الاسنة ، وهاوية مستقبل وطن مظلم مجهول المعالم، شباب تجاوزته مرحلة التأبيدة وقد دخل فى سن الشيخوخة الشبابية المبكرة ماتت احلامـــه بين اوهامـــه والامه فترك انسانيته للسراب فهو بين رفض مطلق لهذه الحكومة ولكن لم يتجاوز رفضه التكشيرة والقرف والغضب المستمر والكامن فى داخله، كأنه بركان قد بلغ مرحلة ماقبل الانفجار …
تكشيرة الغبش وهى تكشيرة يشترك حولها معظم اهل السودان فالاسواق تدعـــوا للتكشير والاحباط والفساد وكثرة لصوص الحكومة وعلى عينك ياتاجر يدعــــــوا للتكشير والاقتصاد المدمر والعدالة الغير مفعلة الا فى مصلحة شـــرزمة محــــدودة علاوة على العفن السياسى ودمار التعليم كل ذلك يدعوا للتكشير وغياب المعارضة وانحطاط الاحزاب يدعوا للتكشير وهكذا اصبح السودان بلا منازع (البلد المكشر).
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انا وصلت مرحلة لو زول ساي سلم علي في الشارع ما برد ليهو السلام ولا عايز بركتها , لانو ممكن يكون تحت مؤتمر وطني عفن وجاسوس وفاسد

  2. اعجبني المقال لانه حقيقة يعبر عن ما وصل اليه
    حال الشغب السوداني اينما كان وليس في الخرطوم وحدها
    لقد بلغ السيل الزبي
    فهل من ثورة نعيد بها الابتسامة الي نفوسنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..