أغاني .. وأغاني .. هل من جديد ..؟

الدنيا أصبحت قبايل عيد .. وعساه أن يعيده الله علينا بكل جديد على عكس تحسر الشاعر الكبير المتنبي على عيده .. حيث خاطبه بقوله .. مما في نفسه من أسىً بأن لم يجد في عودته من جديد..

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
, بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ.
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ,
فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ.
لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا,
وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ

أو كما نعى شاعرنا الفذ الراحل محمد عوض الكريم القرشي على عيده وهو طريح السرير الأبيض إذ ناجاه من خلف غلالات دمعات الوحدة الموحشة في مساءات المرض ..!
عدت يا عيدي بدون زهور .. وين قمرنا وين البدور ..غابوا عني !
رمضان شهر التقوى والغفران هاهو قد بدأ يلّوح بكف الوداع .. فيقول له القانتون مهلاً ..وهم لم يصدقوا مقدمه كضيفٍ عزيزٍ كريم وقد صافحوا كف مقدمه بعبارة أهلاً.. ولكنها الأيام دول تمضي لتعود غيرها وقد تجد البعض ينتظرها أو يكون البعض قد لوّح للدنيا كلها هو ألاخر بأهداب غمضة الوداع !
برنامج أغاني وأغني ومنذ ما يقارب العقد من الزمان بات طبقاً ثابتاً في مائدة رمضان السودانية على برش قناة النيل الأزرق حيث يعترض الأستاذان السر قدور و الشفيع عبد العزيز طريق الصائمين بعد الإفطار مباشرة بعمامة إنتاجهم التي يشدها من الجانبين فريقٌ من أهل الطرب ليجلسهم الى مغناه الذي تتخلله فواصل الدعايات المُجهدة في لحظات المتابعة للعيون وتسرق زمن المشاهد ..ولكنها الفرح المُدر للقناة بما يبسط الإبتسامة على أفواه خزائنها !
البرنامج تراجع كثيراً من حيث تقليدية التقديم ونمطيتها و تكرار المعلومات و أسماء الشعراء واستصحاب سيرة المطربين الراحلين او الذين غطاهم غبار الإهمال وكاد إنتاجهم أن يندثر مع إهمال الكثيرين منهم وهم الذين يستحقون حقيقة بصيص ضوء مثل الشاعر صاوي عبد الكافي والفنان الأمين عبد الغفار وغيرهم كثر لو إجتهد أهل الشأن خلف سيرتهم لتفتقت أزاهير منعشة تجدد عبق البرنامج الذي بات ملتصقاً بحاسة شم الذاكرة لدى المشاهدين طويلاً !
فكرة الفريق الواحد باتت مملة ..فلماذا لا يتعاطى البرنامج في لاحق تطوره إن هو كُتب له الإستمرار بانتهاج اسلوب تبديل الفريق حسب لونية النغم المقدم في الحلقة ..فإذا كانت عن الراحل الشفيع فما أروع أن يتغنى له أزهري دياب .. وتعود معه شموس .. وإن كانت الحلقة عن وردي ..ما ابهى صوت ابوبكر سيداحمد ليغرد بروائعه ..أما إن كانت عن منى الخير فما المانع من تدعيم الحلقة بننانسي عجاج ..على سبيل المثال !
بحر الغناء السوداني واسع الضفاف ومهمة البرنامج قد تصبح ضرورية مستقبلا لتقليب موجاته المفعمة الرقراقه بعذبه الذي يروي عطش المحبين لجيدِه..وهم الذين جفت حلوقهم وقد ظلوا في غمرة إندياح غبار الغث لمسامعهم يكابدون في صحراء رديئِه ..!
اللهم إذا كان فيه تجديدٌ ليعود لنا ..حتى لا نتحسر على عودته العام القادم إن أمد الله في الآجال ..ونحن نسأله ..هل من جديد ..!
وكل عام والجميع بالف خير .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لاشك لقد اصبح من البرنامج الركيزة فى هذا الشهر ورغم الانتقادات لكن نسبة المشاهدة عالية واوافق الراى فى التكرار ولكن تتخلله المعلومة التاريخية التى يسردها الاستاذ الشاعر السر قدور بطريقته السلسه ويجب ان يغوص اكثر فى روائع الفن بمختلف ضروبه ومناسبات ميلاد القصائد وهذا التفاصيل الشيقة مع تغير النمط القدم سيكون فيه الابداع لاشك وكل سن والجميع بخير وعيد سعيد

  2. ضلال فى ضلال اشمعنى رمضان خلوهو في اي زمن تاني ( شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن .. ) الى آخر الآية

  3. حقاً يا من تسمي نفسك قاقوم أن البغل يقرأ رائحة بعره بذيله والحمار يسمع نهيقه بأذنية ..إن لم تكن تعرف قراءة لغة المقالات الرصينة .. فتقوقع في تشددك الجاهل .. بالله عليك هل أتى الكاتب على سيرة ان يكون رمضان في زمن آخر ..إن كنت تقرا بعقلك .. وقد أقحمت أية لم يخالفها الكاتب من قريب أو بعيد.. تباً لكم ايها الذين تقراون دون إستيعاب و يحسبكم الجاهلون علماء وهم أكثر عنكم ضلالا وتيهاً عن مسار الفهم القويم ..إعد قراءة مقال الرجل لتتعلم شيئا من رصانة الأسلوب ودقة التعبير ..!

  4. ما أظن حيكون فى بديل الا يمكن فى لباس المغنيين والمغنيات
    يعنى المرة الجاية يكونوا لابسين من غير هدوم مثلا

  5. الاستاذ برقاوي تحية طيبة
    برنامج اغاني اغاني يعكس تماما الازمة السودانية. مائة عام مضت وما زلنا في نفس المحطة سواء في السياسة والحكم او في الفن او في اي شئ اخر. السودان المصاب بالشلل الرباعي ليس بإمكانه ان يأتي بجديد طالما هو يجلس على كرسيه الذي لا يتحرك الا بالدفرة. انظر الي حالنا في السياسة، ما زالت احزابنا تتحاور حول نفس الفكرة ونفس الموضوع منذ الاستقلال، ياخ ما معقول ابدا العالم يتطور ويقفز من جديد لجديد ومن ابداع لابداع ونحن ما زلنا حتى الان نقف في مكان واحد. كلية الموسيقى تبتعث اساتذتها للدراسات العليا في الخارج وعندما يعود هؤلاء يبدأون في تدريس الطلاب مناهج من شاكلة كرومة قام كرومة قعد…الجاغيريو قال الجاغيريو ما قال. كلامي ده جايز ما صح، لكن ده الملاحظ كلما يستضيفوا دكتور من كلية الموسيقى والمسرح في التلفزيون او الاذاعة. بلد بي حالها واقفة في محطة واحدة منذ مائة عام ده شنو ده ياخ؟!!!!

    انا متأكد 100% انو بعد 100 سنة لو فتحت التفلزيون حتلقى نفس المواضيع: كرومة مشى للجاغيريو في بيتو عشان يسمعوا اللحن الجديد، الجاغيريو ابا يفتح الباب لأنو زعلان من كرومة، قام مشى لزنقار عشان يتوسط بينو وبين الجاغيريو بعد داك ما عرف شنو شنو…ياخ!!!

    مية سنة واقفين في محطة واحدة؟!!!!! والله العظيم حرام.

  6. يعني أنتو عاملين فيها شطار وخبراء ،،رغم انو الواحد فيكم رأسماله سفة تمباك ووكوز مريسة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..