وطن له انياب…

غياب العدل يوقف الحياة بالكامل، و العدل قيمة إنسانية لا تكتسب بعد إيقاع الظلم، فالظلم المتراكم الذي اوقعه
علينا نظام البشير الإرهابي لن يأتي بعده عدل يحرك حياتنا الا بإسقاطه.. و كل من كان عضوا في منظومة الظلم مهما
تفوه بألفاظ العدل فلا تظهر في نواياه غير السوء، و لن يفعل فعلا او يعمل عملا الا ما تأمره به نفسه.. موسي هلال
نشأ في بيئة قبلية جعلت منه هدف لجماعة الإرهاب الاخواني، فدخل دائرة النفاق و تربي عليه و اكتسب قلبه تفاهات
البنا و سيد قطب و ضلالات الترابي، فافسد باكتسابه الترهات بيئته القبلية و زين لهم علو شأنهم علي أصحاب الأرض بعد
ان سمحوا له بالحياة بينهم بدون ان يسألوه عن إخفائهم للأسباب التي دفعتهم للهجرة او الهروب من ارض العرب و
الاحتفاظ بتفاخر انتمائهم اليها، حقق موسي هلال مقاصد الاخوان، الشروع في تأسيس دولتهم علي أساس مفاهيمهم المغلوطة
للإسلام و علي أساس عروبي حتي لو تم ذلك باغتصاب النساء و الأرض تحقيقا لأطماعهم، حشد موسي هلال شباب القبائل العربية
التي يتزعمها لخدمة المشروع الاخواني و ترفع بتمثيلهم في القصر مستشار للبشير و نائب برلماني و جعل منهم حرس
للحدود ينتصرون علي القطاطي و يغتصبون النساء.. كيف لموسي هلال بعد تأسيسه للجنجويد ان يوقع اتفاقية تتقبلها
الحركة الشعبية لمجرد انه امتلك سلاح في مسرحية الجنود العراة.. اتفاقية الحركة الشعبية و موسي هلال بمثابة دخول
البشير كاودا، لم نلتف حول كاودا الا بعد اعلان الفجر منها و مازلنا نشكل جماهير الجبهة الثورية رغم ضعفها بعد
ان تحركت الحركة الشعبية لمفاوضة نظام البشير وحدها و رفض مناوي و محمد نور لهذه المفاوضات الثنائية و تحركهم
وحدهم في حربهم لرد العدوان عن أهلهم في دارفور.. موسي هلال بعد مسرحية الجنود العراة أراد ان يجعل من مناوي
مطية ليصل الي الجبهة الثورية لكن انتهازيتة التي تجلت في مؤتمر امجرس حالت من تحقيق أهدافه و غايته الواضحة
ان يضغط علي البشير ليجعل منه واليا علي شمال كردفان، بعد ان حول نظام البشير اهتمامه لحميدتي (حميرتي السفاح)
.. هل الحركة الشعبية تنقصها الحكمة! موسي هلال يحتقر كبر لأنه من الزرقة بالرغم من انتمائهم لجماعة النفاق
الإرهابية و لا يعترف به واليا عليه، فكيف يتقبل اتفاقية تجعله تحت قيادة ملك عقار؟! انتصار الحركات المسلحة
متفرقة علي الجنجويد و جيش البشير لن تفرحنا لأننا نأمل في سلاح الجبهة الثورية تحقيق العدالة و حماية ثورتنا
ضد النظام الإرهابي و ملء للفراغ الذي سيحدث بعد تحول جيش البشير الي مليشيات ترفع رايتها السوداء.. لكننا لن
نكون جماهير لكيان يجمع بين العدل و الظلم.. حديث محمد نور عن إمكانية ضم حميدتي حديث غير موفق، و الحديث اكثر
من ذلك سلبي علي تحقيق هدف اسقاط النظام..
الفراغ السياسي سيملأه الارهابيون؟!.. اربع كلمات لا تزال بعد خمسة و عشرين عام تحدد شدة ظلام مصيرنا.. مصير اصبح
مرتبط في تقدير القوي العالمية الحرة باستمرار نظام البشير علي الحكم للمحافظة علي الدولة من الانهيار.. اربع
كلمات تقدمت بها قطر في إدارة العملية السياسية للدول الخاضعة لحكم الجماعات الاخوانية، فتبنت سلام دارفور في
دوحة الإرهاب بموجبه توقفت ملاحقة البشير للقبض عليه، و الان تحصد دارفور انتاج السلام مزيد من القتل و النهب و
التهجير.. اربع كلمات انتجت لنا حوار سينتهي في استمرار البشير و جماعته الإرهابية في الحكم.. اعد نظام البشير
لجماعته السلاح و (اللاند كروزرات) فاكتملت حلقة الإرهاب عندهم لكن العدو الأول اكبر من امكانيتهم الضعيفة، فافترضوا
الشعب السوداني أعداء الله، ويصرون علي ارهابنا و ايذائنا و هم العدو قاتلهم الله.. من اين سيأتي الارهابيون و هم
يتحكمون في حياتنا.. من المؤسف ان يكون أوباما اول تجربة لحكم الملونين في أمريكا لأنه مخيب للآمال و يفتقد المعاني الحقيقية للقيم مثل الديمقراطية و الحرية و العدالة، فصدق كل ما روجته منظومة الاخوان عن الإرهاب.. و من المؤسف جدا
اننا صدقنا ما يدار في الراهن السياسي و توقفنا عند رفض الحوار.. كلمتان انتهت بمجموعة من الندوات التي تحدثت
عن فساد الحكومة و اسهبت فيها و لم توصلنا الي مرحلة اسقاط النظام.. الأحزاب تخاف من الشعب و النظام و الشعب يخاف
من الأحزاب و لا يمانع في تقديم الشهداء، و مازال البشبر يحكم ويزيدنا فقرا و تنكيل.. نعيش في دوامة الحوار و اسقاط النظام، اذا لم تأتي بشيء عكسناها اسقاط النظام و الحوار لأننا شعب مسالم يملك أسلحة؟!.. نريد اسقاط النظام لنبني
دولة ديمقراطية مدنية نتمتع بكامل حرياتنا لا مكان لرجال الدين في صناعة قرارنا لنرفع عن انفسننا صفة التسول..
ما لم يتوحد الخطاب السياسي و تحديد اسقاط النظام فقط كهدف تلتزم به كل المنابر و تعمل علي تحقيقه، سنتحول
الي انياب ينهش بعضنا البعض.. و تزداد الأرض بوار و عقما..

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..