نقل العاصمة إلى كوستي

المركزية في السودان مثل الأبوية في الأحزاب , بينهما شبه كبير إذ تكاد الأبوية أن تكون مركزية حزبية مطلقة مثلما أصبحت المركزية أبوية خرطومية على بقية ولايات السودان . و مثلما لم تحقق محاولات خلق المؤسسية في الأحزاب نجاحاً يذكر , لم تفك محاولات اللامركزية القبضة المركزية القوية , بل ــ و من المفارقات ـ إن الهزال قد أصاب مدن الولايات في زمان اللامركزية التي يفترض أن تمنح تلك المدن نصيباً أكبر من السلطة و الثروة , فأين اليوم الأبيض و مدني و القضارف و كسلا و سنار .. و ترهلت الخرطوم و أصابتها كل الأمراض الناتجة عن تخمة المركزية حتى أصبح مستحيلاً إعادتها إلى رشاقتها , و خرجت تماماً عن السيطرة الإدارية فلم يعد في إمكان حكومتها الولائية أن تديرها وفق نظريات الإدارة المألوفة . و قد يصبح مناسباً في هذه الحالة نقل العاصمة إلى مدينة أخرى نتجنب عند إنشائها أخطاء صاحبت تطور الخرطوم و نحمي الخرطوم من زحف متواصل نحوها , و تحتفظ الخرطوم بمزاياها كمدينة تجارية كما حدث لـ (لاغوس) في نيجيريا و (أبيدجان) في ساحل العاج , و غيرها من مدن تذوقت طعم العاصمة و ما زالت تتلمظ الطعم اللذيذ .. و نفيد العاصمة الجديدة بمزايا المركزية بوجود رئاسة الدولة فيها فتميل كفة الخير كالعادة إلى حيث يوجد الرئيس و كل الرئاسات , فالمركزية في السودان لن تزول بين سنة و أخرى و لا بين عقد و آخر .. و لتكن العاصمة الجديدة في (كوستي) , المدينة الواقعة في منطقة إنتاج غزير , المرتبطة بخط سكة حديد و الميناء النهري الأكبر , و هى بوابة السودان إلى دولة جنوب السودان , أكثر دول الجوار خصوصية خاصة في الميدان التجاري و المنافع الإقتصادية .. كما أنها البوابة نحو الغرب , و لا يخفى ما تحمله هذه الحقيقة الجغرافية من دلالات سياسية و إقتصادية و إجتماعية , حيث (يندلق) السودان (الملام) عبر كوستي نحو الغرب الذى طالما شكا من ظلامات المركز حتى أصبحت ثنائية المركز و الهامش من المصطلحات الراتبة في أدبيات السياسة السودانية ..
ينتقل خير المركز هذه المرة إلى جنوب النيل الأبيض بطريقة محسنة , فتنهض المنطقة و يصل خير السلطة المركزية القريبة إلى الجبلين و أم جلالة و الصبحة و غيرها من أسماء تبدو الآن و كأنها في الفلبين .. و يمتد إلى الدلنج و رشاد و أم روابة , و تندلتي حيث بدأ كبار رجال الأعمال نشاطهم التجاري أمثال الشيخ مصطفى الأمين و إبراهيم مالك و حيث ولد الإعلامي عمر الجزلي , ثم إضطروا جميعاً للإنتقال إلى مركز الخرطوم بدلاً عن أن تنشأ في تندلتي مدينة عملاقة . و بإنتقال العاصمة إلى كوستي ينتقل مركز الإهتمام الإعلامي , فتنقل الصحف و كل وسائل الإعلام رئاساتها إلى حيث الرئاسات . و لن تكون حينها صراعات وزارة الصحة في ولاية الخرطوم على رأس الأخبار , و لن تنهار على صفحات الصحف البيوت في الصالحة و الدروشاب وحدها .
هذه رؤوس أقلام حول موضوع كبير لا يسعه عمود صحفي , و لنعتبرها دعوة للنقاش حول موضوع يستحق النقاش .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كل سنة وانت طيب يا صديقي العزيو قفلت راجعا والحال هو نفس الحال وتركتنا لا نجا سعد ولا سعيد وكل منتمي لهذا الوطن الممدد كسراب يقيعه !!!الحلقة المفرغة عاصمة جديدة طباعة نقود بالمليارات ومشاريع وهمية مثل استعداد الخريق كل سنة وبيوت الخبرة الاستشارية مع الصور التذكارية نقلنا العاصمة كيف ننقل كافوري والدافوري !!! سخينة نفر!!!

  2. السودان الفضل ينقسم إلى دارين هما (دار غرب) وهى تشمل دارفور الكبرى وهى تشمل دارفور الحاليه و مملكتى تقلى و المسبعات(كردفان الحالية) وهى تشمل فيما تشمل فتاشة وأم درمان و كوستى أى كافة الأراضى الواقعة (غرب البحر) هذا طبعاً بحق الفتح التاريخى لسلطنة الفور العظمى بقيادة القائد التاريخى (أبو لكيلك)
    الدار الثانية فيما تبقى من سودان هو دار صباح وهى تشمل المناطق شرق البحر التى يسكنها بعض الرحل و بقايا التركية السابقة من أرمن و أرنؤط و بعض أبناء خدمو حشم الإستمار التركى و أعوانه و الذين هم يحكمون جمهورية الخرطوم الحالية
    الخلاصة هى : كوستى تتبع لدار غرب أو دارفور بالتالى ما عندها علاقة بدولة الشمال النيلى الحالية علماً بأن أراضى دولة الجلابة الحالية نفسها كانت الفضاء الرعوى لدار غرب وفق منطوق خطاب السلطان محمد الفضل لحملة إسماعيل باشا (لا يغرنك إنتصارك على الجعلين و الشايقية فنحن الملوك وهم الرعية) بهذا الفهم تكون كوستى خاضعة لسيادة الفاشر ولا علاقة لها بدار صباح
    الجدير بالذكر كافة الخرائط التى تنشرها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية C I A تشير لدارفور بلون مختلف من سودان مركزية الجلابة الفاشل
    صفوة القول كوستى تابعة لدارفور وما عندها صلة بدولة الجلابة المستهبلين سوى صلة الجوار القدرى

  3. العاصمة الجديدة يجب ابعادها نهائيا عن شمال ووسط السودان بمناخه الذي يجعل كل العالم يتحاشانا خلال شهور صيفنا الذي يمتد لثمانية اشهر في العام وخلال هذه الفترة تكون هذه المناطق غير صالحة ولامناسبة للبشر… يمكن اختيار جبل مرة او منطقة اركويت شرق السودان او اي منطقة ذات مناخ معتدل في جنوب دارفور وكردفان والنيل الازرق كعاصمة للسودان.. تقول لي كوستي؟ نحنا ناقصين سخانة وبعوضة؟!!!!

  4. المشكلة بناء عاصمة جديدة عايز مليارات المليارات من الدولارات ونحنا بقينا دولة مفلسة ..ياخي المطار الجديد ماقادرين يبنوهوا ولا موية النيل الوعدوا يوصلوها لبورتسودان قدروا يوصلوها…………….هي الفكرة بتاعت عاصمة ادارية جديدة زي ماحصل في البرازيل ونيجيريا فكرة جيدة لكن كيف التنفيذ وفي ظل عهد الانقاذ كمان؟؟؟؟ لو انهار النظام اللعين ده ياريت نوجه كل الاستثمارات لمشاريع التنمية في الولايات وبكدة نضمن عدم تدفق مواطني تلك المناطق علي العاصمة

  5. 1-فكرة ممتازة وفعلا كوستي انسب مدينة لعاصمة جديدة…وممكن بي برنامج كمبيوتر ان تصمم العاصمة الجديدة في كوستي بي مترو دائري -تشمل الضفتين كوستي ربك والجزيرة ابا وتعتبرا مشروع حقيقي للتغيير
    2-ويجب استعادة الاقليم الستة القديمة باسس جديدة والغاء الولايات المترهلة نهائيا ايضا لانها لم تكن فدرالية رشيدة ولم تحل مشكلة السودان
    3-السودان عايز عملية تجديد حقيقية وليس تجميل وشد جلد من سياسيين قدامي عفا عنهم الزمن والصنمية التي جعلتنامع -نفس الناس- من 1964 دون اي ابداع سياسي يذكر بعد رحيل محمود محمد طه وجون قرنق

  6. يازول احلم حلمك .. بس ما يسمعوك مافيا الاراضي يغلوا علينا الاراضي . نحن يا دوب تمينا حق ارضنا في بلدنا كوستي .

  7. نعم لنقل العاصمة لمكان اخر لكن كوستي لا تصلح لتكون عاصمة وهي مدينة مغلقة من كل الاتجاهات

  8. Dear Mr. Adel, Eid Mubarak?. What you have suggested now worth considering. True we might not be able to afford it right now, but could be deliberate it in the end. Khartoum has an immense load of problems, and an accumulation of wrong planning and management. Your call could be a viable invitation to our entire city planners experts (assuming we still have some left there?) to elaborate further into this issue?

  9. الفكرة جميلة وتستحق النقاش ، على الأقل في المستقبل البعيد. لأن الخرطوم أصبحت لا تمثل السودان على الإطلاق. عاصمة مصممة لمليونين يسكنها أكتر من ستة ملايين! ثم أن سياسة الحكومة خلال العقدين الماضيين ركزت الخدمات في العاصمة وأخلت الولايات من أي خدمات ضرورية مما جعل الناس كلهم لازم يسكنوا العاصمة. كوستي حل وسط لأن المناخ يشبه مناخ أفريقيا خاصة في الخريف ولأنها تتوسط السودان وبالتالي كل السودانيين سيشعرون بتماهيهم معها خلافاً للخرطوم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..