علي عثمان محمد طه يتجلى في تناقضاته

كنت أتوسم في علي عثمان خيراً و ظننته في منأي عن أفعال الإنقاذ و مصائبها حتي شاهدته و إستمعتُ إليه أمس الإثنين في سهرة مُعادة جمع فيها حسين خوجلي بين سبدرات و علي عثمان و كابلي و يبدو بأنها كانت في أُولي سني الإنقاذ المتطاولة و يبدو بأن حسين خوجلي تعمد أن يعيدها علي ما فيها من كشف لحقيقة الإنقاذ و فشلها ! فقد كشف علي عثمان عن تناقضاته كلها في ساعة من الزمان – فقد تناولت مختلف القضايا و هذا دور الإعلام الذكي !
علي عثمان ظل يبدو بريئاً و بعيداً عما حدث و يحصل في ظل هذا النظام العجيب و الذي لا يعرف أحداً حدود مسؤلياته و بذلك ضاعت كثير من القضايا و الجرائم دون الوصول لحقيقتها ! مثل مقتل مجدي محمد أحمد ! و الذي تعدي مقتله الإتجار في العملة إلي تأخر السياسات الإقتصادية بما في ذلك حرية التجارة و تعويم الجنيه و غيرهما.أكد هذه الحقيقة صلاح كرار عندما سُئل عن دوره في تلك الجريمة و أنكر إلمامه بها !
عند سؤال علي عثمان عن نهاية حائط برلين و نهاية الإتحاد السوفيتي ، أجاب ” كل نظام يُبني علي ما يُخالف الفطرة، فهو إلي زوال لا محالة !” عندما نضع هذه النظرة مع حديثه عن الحرية و أنها قيمة في نظام الإنقاذ و أن الإنسان الذي لا يملك حريته لا يستطيع أن يحقق شيئاً و يفقد كرامته ! و حديثه عن حضوره الليالي السياسة التي كان ينظمها خصومه مثل عبد الخالق محجوب و أنه كان يستفيد منها لمعرفة الخصوم.و في ذات السياق ذكر علي إتحاد الطلاب الذي كان يرأسه و كان يضم كافة ألوان الطيف السياسي و الفكري ، مما أتاح له فرصة جيده للإستماع للآخرين و تبادل الآراء مع كثير من الإحترام للغير ! جاء ذلك الإتحاد بالتمثيل النسبي و هو ما وفر فرص معقولة لكافة التيارات السياسية في تسيير الشأن الطلابي بالجامعة !فأنظر أخي !نظام الإنقاذ ليس ضد الفطرة فقط و لكنه و ضع سياسة للإقصاء أسماها التمكين و جاء لها بسند من القرآن الكريم !كأنما حكموا بلاداً كافرة ! أسمعني أحدهم هذه الآية القرآنية التي تدعوا المسلمين للتضييق علي الكفار حتي في الطريق ! لم أجادله وقتها ! فقد ران علي قلوبهم غلالات غليظة .
عندما وعد علي عثمان بالحريات بطريقته الملتوية لم يتركه حسين خوجلي و سأله عن ميقات هذا الوعد بإطلاق الحريات؟ أجاب علي عثمان ” عندما يعم السلام و تنتهي حرب الجنوب” إنتهت الحرب و أشتعلت حروب أخري ! و لنا أن نشكك بأن النظام لا يختلف عن كثير من الأنظمة التي تفتعل الحروب لتستقطب الجماهير المسكينة ? ليبقي النظام ! ميكافيلية و خبث مع إستهانة بالإنسان و حرمة قتله.ليس هذا فحسب و لكن تمت مصادرة حريات الناس و أموالهم و منعوا من العمل الخاص ، كما حرموا من بذل قدراتهم و مواهبهم لخدمة الناس و ما زالوا يفعلون و أُذكر بشباب النفرة في العام الماضي ? لا يرحمون و لا يتركون رحمة ربنا تصيب الناس !
إدعي علي عثمان و هو يبرر لكبت النظام و قهره ” حتي لا تعم الفوضي و ينفرط النظام ، لذلك تأتي القيود و يأتي الضبط” ( قد لا تكون ذات الكلمات و لكن نقلت المعني ) و لعل كثير من الناس قد إستمع إلي هذا الحديث ? أرجو التصويب إذا ما أخطأتُ . أنظر أخي إلي حجم الفوضي الآن والسلاح يوجد في كل مكان و يتهجم المسلحون علي الناس حتي في الخرطومو في المدن الأخري. و لنذكر بتناقض الإنقاذ فقد قامت بمصادرة كافة العربات ذات الدفع الرباعي من أهل الشرق بحجج كثيرة ! الآن العربات رباعية الدفع موجودة لدي جهات كثيرة و أُستخدمت في ضرب عثمان ميرغني و ربما في قتل مدير الأقطان السابق! لماذا لا تصادر الآن أو حتي يمنع إستخدام ألوان مشابهة لألوان الجيش و الشرطة ليسهل ضبطها.
تمني علي عثمان أن يأتي اليوم لما أسماه بالتعبير السياسي و المشاركة في الحياة العامة ! هذا النظام لم يحارب خصومه حتي بعد أن تركوه و لكنه لجأ لمحاربتهم في أرزاقهم و التضييق عليهم و هو ذات ما تتبعه إسرائيل مع أهل فلسطين فقد إستمعت في ذات اليوم لطفل إسرائيلي و هو يحدد شكل التضييق علي الفلسطينيين و ذكر إقتلاع اشجار الزيتون و قطف الزيتون قبل أصحابه- مما يعني سرقته ! فيا لهول ما يصنعون ! عملٌ إجرامي أمام الدنيا كلها ! و لكن الإنقاذ تعمل أحياناً في صمت و تضرب في خفاء و عماء ! و لجهلهم يظنون في القرآن الكريم سنداً لهم و عضد- فهم مغلوط و خاطئ لتبرير الأنانية و حب التملك و السيطرة و الإستهانة بالإنسان و من الغريب فقد زل لسان علي عثمان و ذكر شيئاً عن الأقزام و الضعاف في حديثه ! و نسي واجب الدولة أو الحكومة ? خاصة وهي تدعي الحكم بإسم الإسلام ! و بإسم الدين إرتكبت الإنقاذ الكثير من الجرائم !
حول النفط و هل هو نعمة أو نقمة ? ذكر علي عثمان بأنه كان نعمة و أن إستخراجه في تلك الظروف قد أثبت للأعداء إستحالة القضاء علي النظام ? لذلك لجأوا للتفاوض .و سارعوا بالحوار.و لكن توصلت الحركة الشعبية في تلك المفاوضات بالحصول علي ما عجزت عنه بالحرب و هو في تقديري فشل كبير للنظام و من مسئولية علي عثمان بتوقيعه علي إتفاقية معيبة جعلت الإنفصال جاذب و ذلك بنصها علي حصول الجنوب علي كل النفط في حالة الإنفصال و علي 50% عند الوحدة ! و لا يوجد عاقل يفرط في حقوقه و يفضل حكماً ناقصاً مع ترك نصف ثروته لخصم حاربه لأعوام طوال !جاءت نتيجة الإستفتاء كما توقعنا و علي عكس ما توهم أهل الإنقاذ و منهم نافع الذي كان يزعم لآخر لحظة بأن الوحدة آتية ! مع العلم بأن غالب الشعوب التي تم إستفتائها في الوحدة أو الحكم الذاتي إختارت الإستقلال ! ما عدا شعب سورينام و التي فضل شعبها العاقل البقاء تحت ظل مملكة هولندا علي أن يحكمه قردٌ من جنسه !
أين نظام الإنقاذ من الحكم الرشيد و سياساته في الجهاد في جنوب البلاد و سوقه للشباب و الشيوخ للموت أو الإستشهاد و غسل الأدمغة ؟ أين منه و هو لم يدفع بهم للبناء أو التعمير و النجدة ؟ أين منه و هو يعطل من يُقدم علي فعل الخيرات و من يستخدم عقله في أعمال مجيدة مثل شباب نفير في العام الماضي و الشباب الذين أقدموا علي بناء مستشفي سرطان الأطفال بأم درمان؟ لقد نسيت الإنقاذ و تناسي أهلها بأن السودان يسع الجميع و في وسع الناس كلهم العمل و الإنتاج و تحقيق الثروة ! لقد شابت الإنقاذ شوائب كثيرة من طمع في أموال الآخرين و في و ظائفهم و أعمالهم و في بيوتهم و حدائقهم .لقد أقدموا علي مصادرة أموال الناس و قتلهم في غير ما أمر به الله و هم بإسمه يتحدثون و ما زالوا يفعلون ! حاولت الدخول لموقع علي الإنترنيت فوجدته محظور من الهيئة القومية للإتصالات ! ما زالوا في غيهم يعمهون !و جعلوا من أنفسهم أوصياء علي الآخرين و هم أبعد عن القيم التي بإسمها يحكمون: أين هم من الصدق و الإخلاص ؟ أين هم من الإثرة و الإنفاق و حب الآخرين ؟ أين هم من البر و الإحسان ؟ أين هم من الكرم و الشجاعة و النجدة ؟ لقد سلموا كثير ممن إلتجأ إليهم و ممن دعوهم إلي بلادنا ضيوف علينا وهم الآن في قوانتينامو يرزحون ؟ !! أنظروا إلي رجلٌ واحد يتحلي بالإيمان و هو يعلن عن دعمه لغزة بكل شئ بما في ذلك السلاح ! وهنا ينفون ! إنه حسن نصرالله ! و هنا يتحدثون عن الشيعة و إنتشارها و يخوفون الناس منها ! لو إبتعد حسن نصر الله عن الأسد لأصبح الناس كلهم شيعة !!
عندما سُئل علي عثمان عن عثمان حسن البشير شقيق البشير و عن المهندس عبد الخالق الترابي الأخ الأصغر للترابي و هم ممن إستشهد في الجنوب ! أجاب علي عثمان بأن الإنسان الصادق إذا آمن بقضيته سيضحي و يبذل بأعز ما يملك ! و هنا نسأل علي عثمان أين صدقه ؟ و بماذا ضحي أو ماذا بذل في سبيل قضيته؟ ألا يحق لنا أن نصفه بأنه غير صادق ؟
هذا نظام لم يسئ فقط للإسلام و لكنه أساء لكافة الأديان و لأهل السودان ، و نفر منهم أعدادا كبيرة عن الإسلام و نذكر نهلة في لندن و مريم أو أبرار هنا في الخرطوم ! إن الإنقاذ بإحتكارها لكافة أجهزة الدولة قد أضرت بنظامها قبل أن تضر بالناس ? لذلك رأينا قضاءً عجباً و خدمة مدنية مشوهة و برلمان غريب ! لا يعرف أهدافه !
ومثلما إنتهت كل الأنظمة الفاشلة سينتهي هذا النظام لا محالة و سيأتي اليوم الذي تمر فيه ذكراه و لا أحد يذكره تماماً كالمهدية و نظام عبود و مايو .
إسماعيل آدم محمد زين
[email][email protected][/email]
نذكر بالخير المهدية و نظام عبود و مايو يا إسماعيل آدم محمد زين.
قريبال ان شاء الله نهاية الانقاذ والى مزبلة التاريخ