امبدة والخيمة فى رأس والى الخرطوم!!!

طفحت الارض وضاقت بالمطر ولله الحمد اولا واخرا ولا اعتراض على حكمه ولكن الم يمنحنا الله عز وجل عقولا يجب نتفادى بها المخاطر ، كما يفعل الملايين من بنى البشرفى كثير من دول العالم ، ونجعل بيننا وبين المهالك حجاب وحواجز ،اليست الوقــاية خير من العلاج ؟ متى نتدارك بهذا العقل الاخطار ونستفيد من التجــارب السابقة…
ولكن للاسف الشديد من ارتضوا ان يكونوا حكاما وبيدهم الامر والنهى كان من اهــــــم واجباتهم ان يسخروا امكانيات الدولة اى من مال الشعب المنهوب الذى تم التفــــريط فيه وتعرض منهم للسرقة الم يكن حريا بهم يتداركوا ولو ببعضه معالجة الامور والاخــطاء والقصور قبل وقوع المحظور…حتى لايتعريض الناس لهذه التهلكة…
ومرة ثانية وثالثة تتكرر الاخطاء، ورغم ان كثرة التكرار تعلم الحمار، فيتكرر التهــاون وتتكرر الكوارث ويظل الاهمال ديدن الحكومة وسلوكها المستمر، الذى لا يتغير وحالها يقول نحن كده وحنفضل كده والماعاجبو يدق راسو فى الحيطة ،هذا هـــــو منطق الحكم والحكومة منذ ان حكمت السودان والى تاريخه تسير على منهجا سلبيا تسبب للــــــوطن والمواطن بالدمار الشامل المتراكم فضاقت حياة الشعب فى شرقه وغربه وشماله وجنوبه واستحكمت حلقاتها حول عنقه …..
وقبلها وبعدها ضاقت نفوس الناس من قائمة طويلة من اسقاطات الحكومة، بداية بالفساد المالى والادارى وانتهاءا بالاهمال واللامبالاة وسؤ التخطيط ، حتى وقـــعت الفؤوس فى رؤوس الضعفاء والمساكين فضرجتها بالدماء فغرق الناس وتهدمت البيوت على رؤسهم فتناثرت الاسر، وتجاوز الخطر حدود كلمة الخطر واصبحت صفة الكـــارثة هى الاســـــم الحقيقى لما يحدث اليوم…
قضى نحبه عدد كبير من الذين لم تكتب لهم النجاة بسبب اهمال الحكومة ولولا رحمة الله ولطفه وايادى بيضاء من اهل هذا الوطن لزادت دائرة الكــارثة… فالسودان لم يخلو يوما من الشهامة والعطاء ،رغم الضائقة المعيشية فــهناك ايادى خيرة لم يثنى عزمها السيــل ولم يضعف انسانيتها تخازل الحكومة واربابها ،ولم يمنعها تهاون الحكام من الخـوض فى الاوحال والطين لنجدة المنكوبين ،والوقوف معهم و مد يد العـــون والمساعدة ولم تستلذ للنوم عيونهم وقلوبهم فساندوا الاطـــفال والنساء والشيـــوخ الذين يفترشون الاحــــزان ويلتحفون الامطار فى العراء ارهقهم السهر وابكاهم الجوع شتتهم الهوان واعيتهم الحيل فجراحهم من العام الفائت لم تندمل بعد وقد اصبح لسان حالهم يقول ارحموا عزيز قــــوم ذل وقال البعض الاخـــــر انا الغــــريق فما خوفى من البلل، ولمن تشكو اذا كان خصمك القاضى ….
هى ليست قصة لمجرد التندروالتنكيت فى زمــــن التبكيت ولكن شـر البلية مايضحك فــقد ابت نفس والى الخرطوم ابت نفسه الا ان يذهـب فى زيارة برتكولية لبعـــض المتضررين من السيول فـــــى حى امبدة من باب ( شـــو مى) انا هنا مظهرا لا مخبرا حتى يحــاول ان يغسل من وجهه سواد المواقف المخزية والفشل والتفريط ولكن تعودت الحكومة ان تكتل الكتيل وتمشى فى جنازته… وهذا حال المنافق ان يقول ما لا يفعل وكبرمقتا…
فبعد ان تمظهر السيد الوالى بين المنكوبين متباكيا ،يوزع باقات الوعود والتسويف تجمع نفر من المتضررين حوله ومن بينهم شيخ كبير صقلته التجارب وعلمته الحياة واحزنته الماسى …فقال الوالى بدون استحياء ،والارض غمرتها المياه تمــاما: انشاء الله حانجيب ليكم خيام نوزعها مجانى… فاجابه الشيخ المسن بكل شجــاعة وجراءة وغضب مستهزئا به وبمنطقه : الخيمة دى الا كان ندقها ليك فى راسك الناشف دا.
“الخيمة دى الا كان ندقها ليك فى راسك الناشف دا.”
——————-
لا تعلييييييييييييييييييييييييق!
والله كلام عجيب _ اللهم اهلك كل من ظلم وتجبر على أهل السودان الطيبين
يا ريت لو من زمان الناس بتديهم على راسم كان إتعدلوا بل يا ريت لو لقوا من يكسر هذا الراس الناشف الملعون ويريحنا من مخهم المخلول .
منتصر نابلسي
كل خريف وأنت بخير لو كنا في زمن الف ليلة وليلة لذهب قول صاحبكم العجوز [ الراسو ناشفه يدقو فيها خيمة ] مثلاً يضرب في كل من لا يفهم ولا يريد الفهم .
بـــدر مـــدر يـــا رواســـى نـحــن بـعــاد لحـقـنـا الـقـيــف
انـت مدبـج ونحـن نقاسـى بــرد امشـيـر والـمـوج والزيـفـة
مركـبـك الماليـهـا مـطـارق تمـشـى تقـيـف تـسـرح بيكـيـفـة
مـرة مغـارب ومـرة مشـارق وانـت تخـاف الريـح وحقيـقـة
ساوهـا زينـة وفـوقـا بـيـارق وأنــت مـدبـج تــوب وقطيـفـة
فيها المات زو الضاربه الفالق والمسلمين فـى حالـة مخيفـة
كـل النـاس تـرزح فــى كـفـة وأنــت ونـاسـك فــوق الـدفـة
الدايشيـن والراسهـم لفـة والشاخصيـن فـى الـمـدى للضـفـة
سـاولــك فـوقـهـم الـفــة فـــوق الـمـويـة وريـقـهــم جــفــة
مـن العطـش النـص اتوفـى وبـاقـى الـنـص الفـضـل جيـفـة
ضاقوا المـر والحـال استعصـى الشغـال واللاحـق الحصـة
الـواصـل للـرحـم اتقـصـه والـهـداى مــو لاقــى الـفـرصـة
الرسـاى سافـر مـا وصـى خلـى محـمـد واحـمـد وحفـصـة
الأطـفـال العـرفـو القـصـة ســدت جــوه حلـوقـهـم غـصــة
مــن الـجـوع الــدم اتمـصـه واصـبـح كــل الحـلـم رغـيـفـة
كـل الراكـب شـاف احـلامـو دون احـسـاس مـاتـت قـدامـو
فـن كتابـو وكسـر اقـلامـو لا الوالـديـن لا جــار مــا لامــو
هزموه اخوانو البى الجوع ناموا وكم خريج ما لاقى وظيفة
يـا الفكيتهـا وقلـت لهـا سيـرى وعـارف إنـو الدنيـا دمـيـرى
لا فى ضفاف لا شفنا جزيرى لا فى الحيرى لا فى الطيرى
كسـرت جناهـا وقلـت لهـا طيـرى واتملكـت الكانـت ميـرى
يـا السـودان الناصـع وحيـرى ايـد الـحـق صابـونـة وليـفـى
قبلـك كـم متعلـم وقــارى عـكـس الـريـح فكـولـو الـصـارى
مشدوهـيـن متعـشـى وحــارى ريـسـهـا شـلـتـه والـبـحـارى
كـم سنـوات علامهـا البـارى واقفـة وهــم شايفنـهـا جــارى
بقينـا هـلاك والقيـف مضـارى لا حجـار لا دوحــة وريـفـة
حـسـك عيـنـك مــا تتـمـادى وتنـسـى الـراكـب عـنـدو إرادة
الأهـوال الشافهـا وخاضهـا كــان فــى مـدرسـة ولا عـيـادة
شفـنـا الإيــد الكـانـت اجــواده عـلـمـت الله مـــن التعـريـفـة
يــا ريـسـنـا قـــدر وديـــرك فـــك الـدفــة وادهـــا غـيــرك
احفـظ نفسـك ترضـى ضميـرك وقـف اوع تواصـل سيـرك
كان طاوعتنـا شـن بيضيـرك عـرض اكتافـك وفـك البيريـك
لا هنـى وشكـرا وكتـر خيـرك انسـان فـى الأرض خليفـة .