إعلان باريس خطأ مشترك .. !!

* على ما يبدو بدأ الصادق المهدي في انتهاج سياسة من كل بستان زهرة ، وبعد ان فقد حلفاء الامس في الاجماع الوطني وبعد التشكيك في قدرة التحالف في قيادة التغيير والسخرية من اللوائح المنظمه له ، حتى وصل الحال الى خروج الامة من الاجماع الوطني ، وبعد ان فشل الحوار الوطني الذي طرحه النظام دون اسس او تهيئة مناخ ، مع اصطحاب المواقف المعلنه للصادق ضد اي خروج للشارع خوفا من تكرار تجربتي مصر وسوريا ، وجد الصادق المهدي نفسه دون اي سند من القوى المعارضة والجماهير بما فيها جماهير الأمة ، خرج يبحث عن التماسك النفسي والتنظيمي بعقد صفقات مكررة مع الجبهة الثورية وفرض نفسه كوصي على المعارضة يتحرك متى يشاء وكيفما يشاء وعلى الاخريين اتباعه بصمت .. !!
* من باريس بدأ المهدي في اجراء اتصالات مع كل القوى السياسية كما سبق وان توقعنا ، فالرجل يريد ان يقول انه يستطيع ان يفعل الكثير اثباتا لعكس الواقع ، وقال انه بصدد عمل ( غارات دبلوماسية ) كما اسماها مع القوى السياسية والمجتمع الدولي ، وقال انه سيجري اتصالاته من المحطة القادمة وهي القاهرة ، وﻻ ندري الحكمة من اختيار القاهرة كمنصة لانطﻻق الاتصالات بالداخل والخارج ، الا اذا كان يبحث عن فاتورة مخفضة ، ولكن هنا الخطأ ليس خطأ المهدي فقط في الاصرار على الاتفاقات الثنائية وشغل الساحة بالمزيد منها دون اي جدوى ، ولكن الخطأ مشترك بينه وبين قيادات الجبهة الثورية التي توقع مع كل زائر اتفاق حتى بدأت تضيع اوراق الملفات لكثرتها ، وبين احزاب الداخل التي تثني وتتحفظ حتى حفظنا مواقفها عن ظهر قلب .. !!
* نعم ﻻ خﻻف في كل الاتفاقات الموقعة بين المعارضة والمعارضة وبين النظام والمعارضة وبين النظام والنظام ، كلها جيدة ولكن القاسم المشترك الاكبر بينها هو عدم انزالها على ارض الواقع ، وضياع الملفات بين مشاكسات فارغة ، يضيع خﻻلها الزمن ، والخاسر الوحيد هو المواطن الذي يخرج من معاناة ليدخل في معناة اشد واعظم ، اوقفوا الاتفاقات الثنائية ، اوقفوا التحركات الفردية ، اوقفوا اطﻻق النار شامﻻ كان او عدائيات ففي الحالتين من يموت هم ابناء هذا الشعب ، اوقفوا مهزلة الانتخابات القادمة ، طريق الحل واضح ، هو حكومة انتقالية ، عدالة انتقالية ، محاسبة ، مؤتمر قومي دستوري ، دستور دائم يحترمه الجميع ، انتخابات حرة ونزيهة ، اي تحرك خارج هذا الخط هو تحرك فاشل وغير مجد ولن يخدم الحل ، واي تحرك ثنائي مصيره الموت قبل ان يولد ، وامامكم التاريخ .. !!
مع كل الود
صحيفة الجريدة
كل ماذكرته منطقي نظريا ولكن تحميل مسوليه ما يحدث للمعارضه غير منصف. ما يعرقل الحل السلمي هي حكومه الانقاذ وليس المعارضه التي بدات تستشعر الخطر في عدم توحدها. واعلان باريس خطوه في الطريق الصحيح وهذا ما توصلت له واقتنعت به قوي المعارضه وعلي راسهم الصادق المهدي (وهو رقم في الشان السوداني لايمكن ان نتخطاه شانا ام ابينا ولنكن منصفين في الحكم عليه ودوره في ما حدث وليسال بعد سقوط النظام). واذا توحدت قوي المعارضه لاسقاط النظام فهو الافضل للشعب والوطن لكي نختصر الطريق لتنفيذ ما ذكرته في اخر المقال… لان الحوار مع النظام غير مجدي ومضيعه للزمن فقط ليس الا…. لذلك يجب ان تركز المعارضه في كيفيه اسقاط النظام وباقل الخسائر.
وجد الصادق نفسه دون سند.
هذا كلامك. طيب, ها هو فى الطريق لايجاد السند والمساندة.
نعم الخطأ خطأ قيادات الجبهة الثورية التي وقعت الاتفاق وليس خطأ الصادق الذى اصبح مقاول في سوق الخردة .ما الذي سيهبه هذا السمسار للمعارضة والشعب السوداني بعد مواقفه المخزية المجهضة المتكررة.
آخرها قام قليوب نيابة عنه بلحس انتقاداته لمليشيات الدعم السريع وتفريم اعتذار للمؤتمر الوطني. ويكفي الشعب فخرآ ان المناضل ابراهيم الشيخ لا زال رابض في سجن النهود رافضآ هذه المساومات الرخيصة اين انت من ذلك الصادق المهدي؟؟؟