أعذريني يا سيدة السلام و الإعتذار .

جمهورية ليبيريا التي اشتق إسمها من الكلمة الإنجليزية ليبرتي أي الحرية تقع في غرب أفريقيا وقد أسسها من كانوا يسمون بالعبيد المحررين الذين أعيدوا من الغرب فأكتسبت عاصمتها منروفيا أيضاً إسمها من الرئيس الأمريكي الخامس جيمس منرو .
هذه البلاد التي مزقتها حرب أهلية ضروس كانت شرارتها الأولى هي إنقلاب عسكري قاده الرقيب المعتوه صمويل دو في ابريل 1980 والذي أعدم بوحشية حيوانية رئيسها الشرعي وليم تولبرت الإبن أمام الكاميرات التلفزيونية مع صفوة سياسي حكمه ومن ثم إنطلق الحريق بإنقلابات مضادة فاشلة و صراع دموي إنتهى بتقطيع دو حياً وهو يستجدي جزاريه الرحمة!
تسلم بعده السفاح تشارلز تايلور الحكم وكانت حصيلة تلك المأسي مئتي الف قتيل ومليون مشرد في دول الجوار الفقيرة وتم التنكيل بالرجال وسحلهم وقطعت أطراف الصبية والفتيات للتـأديب والتشهير وجلدت النساء في الطرقات والساحات بخراطيم المياه الغليظة بقسوة على الأرداف وهن شبه عاريات !
ولكن عدالة السماء التي قطعت صمويل دون حياً ، أوقعت بخلفه تايلور في قبضة الجنائية الدولية التي تستضيفه الآن سجيناً أبدياً في زنزانتها وهو المصير الذي ينتظر كل سفاح لئيم .
ولكن بالمقابل وفي عام 2005أنعم الله على تلك البلاد بسيدة تفوقت على كل الرجال بعقليتها الإقتصادية ونهجها الديمقراطي وفهمها السياسي ..فأعادت في اقل من عشر سنوات الى البلاد توازنها الإداري و لحمتها الإجتماعية واستقرارها السياسي ومكانتها الإقليمية والدولية ونهضتها التنموية بعد أن بدد ثروات أرضها من المعادن الغنية والثرة لصوص الإنقلابات وأدعياء الثورية..فنالت عن جدارة جائزة نوبل للسلام إقتساماً مع سيدتين ناشطتين إحداهن من اليمن والآخرى من كينيا!
بالأمس إعتذرت الرئيسة الليبيرية السيدة الين جونسون سيرليف لشعبها ، لا لآنها قتلت فقط ثلاثمائة الف منهم بسلاح جيشها الذي ينهال عليهم كالمطر ولم تسمح لآحدٍ في العاصمة أو غيرها بالخروج تظاهراً إحتجاجياً على موت أهلهم ولكن يسمح لهم بالترحم عليهم في صلاة السرفقط بينما الهتاف في صلاة الجهر إحتجاجاً على مزابح غزة مسموح به وينظمه السلطان المانع نفسه !
إعتذار السيدة المهذبة لشعبها تحملاً لمسئوليتها الأخلاقية والتاريخية لآن البلاد تمر بمحنة وباء الأيبولا الذي لم يُكتشف له لقاح او علاج حتى الآن فأودي بحياة حوالي الف مواطن في ليبريا ، فلم تعلق ألامر على شماعة الإبتلاء وتكتفي بمناشدة الصبر أن يكون حليف الناس ، وإنما أمرت بتخصيص مبلغ ثمانية عشر مليون دولار لمحاصرة الكارثة ومنعها من الإنتشار بالتوعية وإصحاح البيئة إذ أكتشف المختصون أن الناقل الرئيس للمرض هي القرود والخنازير .. وهو مبلغ ربما يوازي
مارصدته حكومتنا الرشيدة لإنتخابات هي تحصيل حاصل ، ولعل شعبنا سيرفع أصابعه بالإجماع إنتخاباً للرئيس البشير وحزبه و حلفائه بالتزكية ودون صناديق أو تعب لو أنهم وجهوا هذا المبلغ لتعويض أهالي ضحايا حروبهم القذرة وإعادة تأهيل مناطقهم ليعودوا اليها و إغاثة منكوبي السيول والفيضانات ودون أن يعتذروا حتى ،لان فضيلة الإعتذار سبةٌ هي ليست من أدبيات أهل الإنقاذ الذين يتظاهرون بمخافة الله ولكنهم لا يحترمون بل ويزلون عبيده وقد أكرمهم عزّ وجلّ بالإيمان ..بينما ينعتهم رئيسهم القوي الأمين بشذاذ الآفاق !
فأعذريني يا سيدة السلام التي تسمو فوق النجوم بقامتها السوية ورأسها عالياً لآنها لا تخجل من الإعتذار لشعبها الذي قدمها بثقته.. بينما الذين يكابرون وينكرون الحقائق البائنة كالشمس الحارقة في رابعة نهار حكمهم طويل الليل هم يتلطخون في حضيض وحل الرذائل الذي يشهد على إنحطاط فهمهم لمعنى الفضائل..!
أعذريني سيدتي الشامخة إن تقاصرت سنان الأقلام كلها في أن تخط لك الكلمات التي تستحقينها ..وتباً للأقزام المتكبرين !
مقال جميل وفاهم، متعك الله بالصحة والعافية على هذه المقارنه الأليمة، السؤال هو : هل حكومة الانقاذ امتحان ولا غضب؟؟؟؟؟؟
يا سلام عليك يا برقاوي وعلى أسلوبك الرصين في تناول الواقع المعاش في قالب تذكيري عسى ولعل الذكرى تنفع من ماتت قلوبهم وزيّنت لهم مخيلاتهم كل باطل.
(The love of liberty brought us here) هؤلاء هم عشاق الحرية يا أستاذ أنظر لهذا الشعار الذي خلفها من أجل الحرية عادوا لبلادهم ليعيشوا آمنين ,,, وكتب لهم الله الأمان الذي أرادوه وعملوا من أجله … نأمل أن يخلص الله بلادنا من قبضة الجلادين أصحاب الدين السياسي المزيف… تشكر يا أستاذ على هذه اللفتة البارعة
متعك الله بالصحة والعافية
وجعلك ذخرا للوطن
دائمارائع وسيياق يا استاذ.
عزيزي برقاوي لتكن جربنا متوازية ضد الحكومة القطرية حتي ترعوي و تقطع هذا الدرب . انها اسهل و اليادي اظلم. نظام يدعم نظام فاسد لا بد ان يكون نفسه فاسد . لك التحية و الن جونسون
صح لسانك يارائع ,,,, و الله ده الكلام ولا بلاش .. لكن للأسف أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي … ربنا يكون في عون البلد و ناسا .
ضربة معلم
مزيدا من الضرب
اذا صلح الراعي صلحت الرعية
الناس على دين ملوكهم
يرد عليك البعض بان البشير رجل طيب ولكن الذي يحدث اﻵن بسبب بطانته … هذا الكلام هراء … اذا كان الحاكم صادقا حقا رزقه الله البطانة الصالحة