المغترب مسجون هنا مقتول هناك!!

مقترب اختيارا او مغترب اجبارا فانت بين نارين مكره لا بطل ،فاما ان تتلظى بنار الغربة او تكتوى بالاحباط فى الوطن ، فالمسافة غير قابلة للقياس فانت ان بكيت فى الوطن فتأكد ان هناك دموع يسكبها اخ قريب اوصديق حبيب لك فى الغربة… وبين هذه وتلك قـــاسم مشترك، ان المعاناة قد تختلف اشكالها صورها وابعادها وتبـــقى الخلاصة والمضمون ،انها وجهين لعملة واحــدة فى وطــن استمرأته المحـــن وسكنته المعاناة….
كن ان شئت كما تريد مغترب هربت من احضان وطـــن، فانت بعيد فى دائــــرة مغلقة اوشئت فـــقل انا مغترب ونص انا حر ولكنى سجين … فكل الارض منفى ان لم تكن الوطن….
فانت حر فقد هرولت اتقاء شر حال الوطن المحاصر بالاحزان ،ولكنك ايضا سجين معاناة اهلك ووطنك سجين مشاعرك التى لا تغرد عصافير افراحها فى اغصان اشجــــار التبلدى او الاراك او النخيــــل فانت تظل تبحث فى ذاتك عن فـــال جميل او ابتسامة امـــل مشرق مبهج ، يحتوى غربتك بالطمأنينة يناجى احلامك قمر يطل من خلف الافق والستور على سطح ماء النيل الخالد او نجـــوم سعد لها بريق اخـــــر وهى تسكب تالقها على رمال الوطن او نخيل عــز والفة يفاخــــر بارضنا الخضراء الطيبة وهى تحـــكى عن تاريخنا المجيد ،وطن حبيب ولكنه مثلنا مغترب غـريب عن هويته وطــن غنى ولكنه محتــاج فقـير وطن كبير، ولكنه ضيق صغير ،وطن متميز رائع ولكنه تائه ضائع شـوهت معانيه عصابة اللئام فهرب منه الكرام فسحقا لمن شـــــــردنا فى اصقاع الدنيا….
عزيزى المغترب متى يكون السودان بخير؟ هل من فال يناجى روحك التائه الهاربة من اكنان المحبة الى عواصف الاغتراب هل زارت غربتك يوما نسمات امل تسعدك وتغريك وتؤانسك وترضيـك وتمنحك الامن والامان والاطمئنان والسلام، حتى تضحك سعيد النفس منشرح الصدر متهلل الاسارير بكل اريحية وتفول بكل اعتزاز وفخر بان الوطن امسى واصبح على خير؟؟
ولكن قل لى بالله عليك ايها المغترب متى يكون ذلك؟ متى تصدح اغنيتك بالعودة والعود احمد ؟ متى تستبشر الخير بالرحيل والرجوع ادراجا الى بواديك ومدنك وشواطئك ؟ متى تستعيد ثقتك فى اعماقك فى وطنك؟ وتنظر الى المستقبل بعين نجاح ارض انت منها ولها وبها..وطن لا يمنحك له الاغتــــراب مهما طال الزمن خارجه حتى ولو منحت جنسية اخرى ، فلك جذورلن تنعـدم ولك ذكريات لـن تنفصم فنشيد المودة لا يغنيه معك يوما الابتعاد ، ولايترجم حضوره الهروب والاستكانة ،والايام تمضى لتتسع المسافة بين خوفك والرجاء….
الاشواق لاتموت والاشجان تجر بعضها بعضا ، وبكاء الوطن هناك تسطره دموعنا هنا واحزان الوطن هناك تحكيه جراحنا هنا، وضياع المكنوبين من اهلنا هناك مخصوم من افراحنــا هنا فنحن هنا ولكننا بكل مشاعرنا هناك… نتابع ونغضب ونشكى ونشتاق ونحكـى ونبــــكى ونصبر ونحتسب وبين كـــل هذا الزخم من المشاعر الدفاقة يساند حالنا هنا فى اغترابنا …الصبر والانتظار والامل ….
من ذل بين اهاليه ببلدته فالاغتــــــــراب له مــــن احســن الخلـق
فالعنبر الخـــــام روث فى مواطنه وفى التغرب محمول على العنــق
والكحل نوع من الاحجار تنظره فى ارضه وهو مرمى على الطرق
لما تغرب حـــاز الفضل اجمعه فصار يحمل بين الجـــفن والحـــدق
[email][email protected][/email]
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا عننا نحن في المهجر واسال الله ان يبدل حال السودان هو القادر على كل شئ.
كبير يااستاذ في تحليلك لواقع وحال السوداني السوى الذي ينتمي لهذا التراب بمشاعره ووجدانه ، لكن هيهات من الكثيرين الذين يستمتعون بالقربة وذابوا مع الثقافات الاخرى وتشكلوا مع دنيا الخوا الثقافي والفكري ، وكذلك بعض عديمى الضمير الذين يستمتعون بوطن الاشلاء ، ويعتقدون ان السودان في اجمل اوضاعه ، حقيقة البون اصبح شاسع بين السودانيين الذين يحملون جنسية واحدة ولكنهم يختلفون في الكثير ، انت يااستاذ نابلسي وغيرك من المثقفين والكتاب في ذماننا هذاتصنفون من قبل ابناء هذا الجيل بانكم من اجدادنا القدماء ، حقيقة الوضع اصبح مؤلم للغاية تمر السنين وتتباعد الاجيال في التواصل ،
الله عليك والله لقد لمست وترا وحركت حزنا ونطقت دررا كنت ابحث عن هذه الحروف لتانس وحشتي