السودان.. وطن ينحر ونظام ينتحر

عثمان ميرغني
في ورقة أعدها الدكتور غازي صلاح الدين، مستشار الرئيس السوداني، وقُدمت العام الماضي في كلية الدراسات الشرقية والآسيوية التابعة لجامعة لندن، قال الرجل، الذي يعتبر أحد أقطاب نظام الجبهة القومية الإسلامية: «إن انفصال الجنوب لا يعني فقط أن السودان فقد خُمس أراضيه وثلث سكانه، لكنه يعني أيضا أن جغرافيته السياسية تغيرت. وعلى الرغم من هذه التضحيات فإن الهدف الأهم، أي السلام، لم يتحقق، والدولتان اللتان أنشأهما التقسيم تتأرجحان على حافة الحرب».
هذا اعتراف مهم بالفشل من أحد رموز النظام، على الرغم من أن الدكتور غازي تفادى الخوض في السؤال البديهي الذي يتبادر إلى الذهن بعد جملته التحليلية السابقة، وهو: من المسؤول؟ الأمر الذي لا جدال عليه أن نظام الجبهة الإسلامية القائم هو المسؤول؛ فهو الذي أجج الحرب رافعا شعار الجهاد، ثم أشرف على المفاوضات التي قادت لاتفاقية السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، ووقع على بند استفتاء تقرير المصير ومهد بذلك لانفصال الجنوب. اتخذ النظام كل هذه القرارات بمعزل عن الشعب السوداني؛ لأن الشماليين لم يستفتوا في مصير بلدهم، وبلغ النظام حدا من الغطرسة جعله لا يعير أهمية لمعرفة رأي الناس في أهم قرار منذ الاستقلال وربما قبل ذلك في تاريخهم الحديث. فالجبهة الإسلامية تجرأت على السودانيين مرتين، الأولى عندما قامت بانقلابها على النظام الديمقراطي الذي كانت جزءا منه، رافضة بذلك مبدأ التداول السلمي للسلطة ومفضلة مصادرة حق السودانيين في الاختيار عبر صناديق الانتخاب. أما المرة الثانية فعندما اختارت ألا تسأل بقية أهل السودان عن رأيهم في موضوع استفتاء الجنوب على الانفصال.
عندما جاء هذا النظام إلى الحكم بانقلابه الغادر عام 1989 زعم في البيان رقم واحد أنه جاء لإنقاذ الوطن «ومن أجل استمراره وطنا موحدا حرا كريما»، وتعهد بعدم التفريط في شبر من أراضيه، فهل حفظ وعده وأدى واجبه، أم أنه فشل واستحق المحاسبة والمساءلة وهو الذي كان في بيانه ذلك قد هاجم بعنف القادة السياسيين الذين وصفهم بـ«الخونة والمفسدين» واتهمهم بإضاعة الوحدة الوطنية «وإثارة المعارك العنصرية والقبلية حتى حمل أبناء الوطن الواحد السلاح ضد إخوانهم في دارفور وجنوب كردفان علاوة على ما يجري في الجنوب من مأساة وطنية»؟
النظام فشل بما لا يقبل الجدل في الحفاظ على السودان موحدا، ولم يفرط في الجنوب فحسب، بل باتت سياساته تهدد وحدة ما تبقى من أراضي البلد بسبب تأجيجه لحروب باتت ممتدة من دارفور إلى جنوب كردفان وحتى النيل الأزرق وربما تزحف إلى أبعد من ذلك. ولو أعاد الناس اليوم قراءة البيان الانقلابي رقم واحد لوجدوا أن النظام فشل في الكثير من وعوده التي برر بها انقلابه، مما يوجب التساؤل والمساءلة عن سجل ثلاثة وعشرين عاما تقريبا من حكم جماعة السودان الإسلامية.
في واحدة من المذكرات التي شغلت مجالس السودانيين بعضا من الوقت بعدما قيل عن أن شباب الجبهة الإسلامية الحاكمة تحت راية حزب المؤتمر الوطني قدموها لقادة النظام، وردت تلميحات مهمة إلى أن الجبهة الإسلامية خططت لفصل الجنوب أو أرادته بغية تنفيذ ما سمته مشروعها الحضاري في السودان؛ لأنها كانت ترى في الجنوب عقبة أمام خطتها لإعلان جمهورية إسلامية في السودان، وهو ما تحاول الآن إحياءه من خلال مشروع الدستور الجديد الذي تروج له لإطلاق ما تسميه «الجمهورية الثانية». ففي تلك المذكرة كتب من أعدوها ممن وصفوا بالقيادات الوسيطة في صفوف النظام أنه بانفصال الجنوب «زال الخطر الذي بسببه جاء الإنقاذ عبر الدبابة»، وهو أمر عكسته أيضا احتفالات بعض أنصار النظام بتصويت الجنوبيين على خيار الانفصال في استفتاء العام الماضي.
المشكلة أن النظام فشل في حساباته التي جعلته يضحي بخمس أراضي البلد وثلث سكانه، فلم يحقق السلام أو يحصل على الحصة التي منى نفسه بها من الواردات النفطية، وبالتالي لم تتحقق له الأجواء التي أرادها للانتقال إلى مرحلة «الجمهورية الثانية» ومشروع «الدستور الإسلامي». فالحرب انتقلت إلى أراضي الشمال في جبهتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بعدما فشل النظام في معالجة أوضاعهما، سواء عبر الصيغة المبهمة التي ضمنها في اتفاقية السلام عام 2005 والتي وصفت بـ«المشورة الشعبية»، أو عبر التوصل إلى اتفاق مع الحركة الشعبية – قطاع الشمال بشأن استيعاب مقاتليها وحل المشاكل والمظالم التي أدت إلى إشعال الحروب. المعالجة السيئة لملفات الحروب والمظالم أدت إلى توحد حركات مسلحة قوية من دارفور مع الحركة الشعبية – قطاع الشمال في «جبهة ثورية» جديدة تقاتل النظام في مناطق من أهم مفاصله النفطية المتبقية، وتتمتع بدعم دولة جنوب السودان التي تحول السلام معها إلى عداء مكشوف، ثم حرب خلال أشهر معدودة.
أنصار النظام يحاججون دائما بأن النظام ليس المسؤول عن جولة الحرب الجديدة التي يعتبرونها وفق النظرية العربية المفضلة «مؤامرة خارجية» لإطاحة النظام في الخرطوم، لكنهم في محاججتهم هذه يحاولون إخلاء النظام من مسؤوليته في التفريط في وحدة البلد من دون تحقيق سلام في المقابل، وفي إضاعة الفترة الانتقالية بعد توقيع اتفاقية السلام من عام 2005 وحتى عام 2011 في المماحكات والمناورات السياسية بدلا من جعل الوحدة خيارا جاذبا، ثم فشله في حسم ملفات الحدود والثروات والترتيبات الاقتصادية قبل انفصال الجنوب، وهي الملفات التي بسببها اندلعت الحرب الأخيرة بين الطرفين. هذه الجولة ستكون أشرس من سابقاتها؛ لأنها تدور الآن بين بلدين مستقلين وفق قواعد جديدة، وفي ظل تعزيز الجنوب لقدراته العسكرية بعد انفصاله، ومع وجود جبهة تضم الحركات المسلحة من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وإذا أضفنا إلى ذلك الأزمة الاقتصادية والمالية التي بدأت تضغط على النظام في الخرطوم، فإننا نصبح أمام وضع ينذر بمخاطر كبيرة على وطن ينحر بسبب سياسات نظام يتخبط لكنه يكابر.. وينتحر.
[email][email protected][/email] الشرق الاوسط
الجهر بالنصح بعد ضحي الغد
كوصية الحي للميت
عثمان مرغني الحق والوعد الصادق
?????
.. ( لا تنه عن خلق وتاتى مثله .. عار عليك اذا فعلت عظيم ) .. هذا بالنسبة لبيانهم رقم واحد !
.. ( التسوى كريت .. تلقى فى جلدها ) .. هذا جزاء افعالهم الخبيثة ونواياهم السيئة !
اهم انجازات حكومةالانقاذ اننا اصبحنا الدولة رقم واحد في الاتي :
1 الفساد الاخلاقي
2 الفساد المالي
3 الفساد الاداري
4 السرقة في وضح النهار وباذكى الوسائل العصرية
5 انعدام الضمير
6 انتشار الرشوة
فسد هواء الوطن وتراب الوطن ومياه الوطن ولم يعد يصلح للعيش فيه
(…….إنَّ انفصال الجنوب لا يعني فقط أنَّ السودان فقد خمس أراضيه وثلث سكانه, ولكنه يعني أيضاً أن جغرافيته السياسية تغيرت. وعلى الرغم من هذه التضحيات إلا أنَّ الهدف الأهم , أي السلام , لم يتحقق, والدولتان اللتان أنشأهما التقسيم تتأرجحان على حافة الحرب )
(مقتطف من مقال د. غازى صلاح الدين تحت عنوان : “سودان ما بعد الانفصال.. التحديات والفرص(1) )
تعليق : الى د. غازى صلاح الدين ,
نعم الدولتان اللتان أنشأهما التقسيم تتأرجحان على حافة الحرب , …..هذه حقيقة ثابتة , وحتمية الحدوث , ….. بل الغريب الاّ تحدث , ….. والكل يعلم انها نتيجة حتمية اللدور الكبير الذى اضطلعت به , ولعبته بجدارة حكومة : ” الانقاذ ” ….. وتحقق الهدف المنشود والمرتجى ,………… لا شك أن كثيرا من المطلعين , والمهتمين بقضايا الوطن , يدركون أن : ” عملية فصل الجنوب ” تمثل بحق الأهداف الرئيسية والاساسية لأعداء الوطن : ( الأمة القضبية ) …….. ويدخل ذلك فى استراتيجيتهم بعيدة المدى , لأن هذه العملية تمثل وسيلتهم الوحيدة : ( لتدمير السودان ) ….. شماله وجنوبه وابعاده تماما عن أى محاولة للتقدم واستقلال ثرواته وامكاناته الهائلة والمعروفة لديهم , ……. بحيث يصبح مجرد دولة مشلولة وغير فاعلة فى المنطقة , …….. ربما نجد بصيص من الضو يوضح لنا هذه المسألة فى ثنايا المقتطف بعد :
(مقتطف من الرسالة الموجهة الى منتسبى الحركة الاسلامية السودانية والمنشورة بموقع سودانائل ” منبر الراى ” )
” من مفكرتى ”
* الانقلاب العسكرى لماذا : بنظرته العميقة وبصيرته النافذة دلاّنا مولانا المرحوم الشيخ على زين العابدين فى كتابه بعنوان : ” الغضب المصغول للرد على الترابى شاتم الرسول ” …. دلاّنا على أن هناك مخطط كبير وخطير يقوم بتنفيذه الأب الروحى : ” للجبهة الاسلامية القومية ” …. قال : – بعد أن وصفه بأنّه : ” زنديق “… لايؤمن بالله ولا اليوم الآخر – …. انّه يريد قيام دولة عسكريه فى السودان . ” ….. كان ذلك عام 1985 وتحقق بالفعل عام 1989 ( تاريخ قيام الانقاذ)… … وهنا أصاب المرحوم الحقيقة تماما , ….. اذن فانّ ” المهمة الخطيرة ” .. لا يمكن تحقيقها الاّ فى ظلّ : ” حكم بوليسى ” ? حكم ديكتاتورى ? حكم : ” الفرد ” بمعنى الكلمة .
* مشكلة الجنوب لماذا حولت الى حرب دينية : هناك تساؤل مهم لماذا أراد الأب الروحى لجماعة الانقاذ أن تكون حربا دينية وهو يعلم تمام العلم انّ الأمّة بكاملها وصلت الى قناعة كاملة وجازمة أن لا جدوى البتّة من : ” الحرب ” ….. بعد أربعة عقود من الهلاك والدمار الشامل للأمّة ( من 1955 ), ….. وتيقنوا تماما أنّ الحل الوحيد للمشكلة يكمن فى : ” طاولة المفاوضات ” …. أى ” الحلّ السلمى ” وهو يعلم ذلك ويؤمن بصحته فى قرارة نفسه , …….. ولكن ما هى دوافعه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهو يعلم :
* ان هذا الاتّجاه الذى نحى نحوه يقود أول مايقود أو يصب وبفعالية شديدة الى تزليل كل ّ الصعاب والعقبات الحائلة والمانعة دون تحقيق الهدف الأسمى والأجلّ : ” للأمّة الغضبية ” … الرامى الى فصل : ” الجنوب عن الشمال ” وتحويله الى دولة معادية يتصارع فيها الشعبان وتبدأ بذالك عملية التفتيت والتمزّق الّلاّنهائى ويتمّ للأعداء ما أرادوا وخططوا من قبل فترة الاستعمار , …….. وهذا من حقّهم , … أى ( الصهيونية العالمية)…. اذن كيف يحققون شعارهم المنحوت فى قلوبهم , والمكتوب داخل : ” كنيسهم “…. : ” من النيل الى الفرات ” ……… اذن لا بدّ :
* من اعطاء دفعة قوية وحاسمة لتحقيق الهدف القديم ( منذ دخول الاستعمار ) وهو :
* العمل على توقير الصدور وبثّ روح الكراهية من المواطن الجنوبى الى أخيه الشمالى .
* انّ مجرّد تحويل الحرب الى : ” دينية ” , ……. يكفى لرفع نسبة هذا الهدف الى نسبة مقدّرة وعالية من الكوادر المتعلّمة هذا : أولا :
* اما المواطن العادى ( النسبة الباقية ) والذى يمثّل السواد الأعظم لاخواننا بالجنوب , …. نرى ونلاحظ أنّه طوال هذه الحقبة ( منذ ما قبل الاستقلال ) , …. وبالرغم أنّه محاط بعدد من الشعوب المجاورة له والقريبة منه كلّ حسب منطقته , …….. وبالرغم أنّهم من أجناس مشتركة فى اللغة وفى العادات وغيرها كثير , ………. وبالرغم من ذلك كلّه , نجد أنّ هذا الشعب العظيم فى كثير من الكوارث التى مرّت به : سواء كوارس طبيعية أونتيجة الحرب : ( من أول تمرد عام 1955 ) ……. مرورا بكلّ أوضاع الحروب المتعاقبة حتى قيام ( الانقاذ ) ……. نرى أنّ هذا المواطن الجنوبى عندما يفكّر أو يدفع دفعا الى النزوح , ….. لم يكن له وجهة غير : ” الشمال ” ………. كانوا ومن قديم الزمان يأتون الى الشمال , … والانسان عادة لا يلجأ أو يهاجر الاّ الى الجهة التى يحسّ بفطرته السليمة : ” أنّها الأمان . ”
* يبدو أن هذه كانت ثمثل العقبة الكأداء والعائق الوحيد الذى وقف سدّا منيعا لتحقيق الحلم : ” الانفصال ”
* وكان لا بدّ من استخدام وسييلة أو ايجاد آلية وهى : ” استخدام سلاح الرعب باسم الدين ”
* ما ذا يعنى ضرب القرى الآمنة هناك والمكتظّة بالسكان بالقنابل والغازات المحرقة , …….. وتحت أيّة رأية ؟؟؟؟؟؟ ……. رأية : ” الاسلام ” ………( للأسف الشديد !!!!! )………. ماذا يعنى هذا غير دفع هولاء المواطنين الذين يمثلون السواد الأعظم من اخوتنا فى الجنوب , …و دفعهم قهرا ,… وتحويل وجهتهم الى دول الجوار .
* ماذا يعنى ذلك ؟؟؟؟؟؟ ……. يعنى ايجاد أو تجميع ولأول مرّة فى تأريخ السودان : ” عدد ” … أو ” كم ” ….. من الملايين خارج أرضهم وبلدهم , …… لماذا ؟؟؟؟؟ …. كى يكونوا : ” لاجئون ” سودانيون .
وبذلك تحققت عملية : ” التدويل المطلوب ” …… ومن ثمّ كافة التداعيات المترتبة على ذلك : ( الايقاد- تدخّل الدول الكبرى ?حقّ تقرير المصير ……. الخ التداعيات . )
ملاحظة : (1) ( يلاحظ ان عململية النزوح للشمال لم تستأنف الاّ بعد توقيع اتّفاقية الخرطوم للسلام من الداخل التى وقعها نخبة من الزعامت الجنوبية بعد أن تحقق الهدف تمانا وأصبح للسودان مواطنون ” لاجئون ” خارج ديارهم بالعدد المناسب والمفضى لتدويل القضية وتم لهم ذلك . )
(2) ( تلاحظ أيضا أن الأب الروحى للانقاذ رجع وأقرّ بعد المفاصلة واعترف بالحقيقة الثابتة : أنّ قرنق زعيم قومى , وأن لا شهادة فى الحرب هناك , وأنّ من يموت يموت فطيس ,…… كما نفى أن يكون هناك بنات حور . ) !!!!!!!
(3) ( يعلم الجميع أن رجل الانقاذ هذا عنذّما حوّل حرب الجنوب من مشكلة سياسية داخلية , الى حرب دينية , تعرّض له علماء , وأعترضوا على تحويلها الىحرب دينية وأفتوا بعدم جواز ذلك , …………الشى الذى رضخ له أخيرا وأقرّه ,…….. ……. ……. والسؤال الذى يطرح نفسه : …. هل هذا التراجع الذى جاء بعد أن أدّت عملية الحرب الدينية ” أكلها ” كان بهدف الاعتراف بالخطا والمثول لمبدأ : ” الرجوع للحق فضيلة ” …… أم أنّها حقيقة أريد بها باطل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(4) من المعلوم سلفا عند أيّمة الاسلام أن الحرب الجهادية فى الاسلام تحكمها جملة من الضوابط الأخلاقية والآداب الشرعية بهدف تحقيق الهدف الرئيسى والأساسى لها وهو : ” أن تكون وسيلة من وسائل تحقيق الحق وابطال الباطل. “….. لا : ” وسيلة تدمير واذلال وتخريب ….. الخ. ” ………… الشى الذى حدثّ ومورس بالفعل وبشراسة شديدة باسم الدين , ………. وهذا هو نبى البشرية جمعاء يأمر جيش الجهاد بقوله : ” انطلقوا باسم الله , وبالله , وعلى ملّة رسول الله , …. لاتقتلوا شيخا فانيا , ولا طفلا صغيرا , ولا امرأة , …. ولا تغلوا , …… وأصلحوا , وأحسنوا , انّ الله يحبّ المحسنين . ”
عوض سيداحمد عوض
[email protected]
ديل صرطان فى جسم السودان ……………….
«إن انفصال الجنوب لا يعني فقط أن السودان فقد خُمس أراضيه وثلث سكانه، لكنه يعني أيضا أن جغرافيته السياسية تغيرت. وعلى الرغم من هذه التضحيات فإن الهدف الأهم، أي السلام، لم يتحقق، والدولتان اللتان أنشأهما التقسيم تتأرجحان على حافة الحرب
من المسؤول؟
– أكبر عيوب نيفاشا وأكبر ضعف فيها ثنائيتها وعزلها للأخرين. وتعاليها وعزلها للشعب، عزل نتج كمتلازمة لطبيعة الحكم الشمولي الديكتاتوري الأمني
– لا يقتصر الضرر علي وقف وتعطيل قوة العقل الجماعي القادرة علي التنبيه والتنبه للبنود والصياغة والمعالجات بل الضعف يلحق “أيضاً” التلاحم في التنفيذ والمراقبة والمشاركة التي تخلق جاذبية الوحدة، والإتفاقيات الوطنية (أي بين مكونات وطنية) كالحروب تستلزم عمق أمني إستراتيجي يوفره الدعم والتلاحم الشعبي.
فالجبهة الإسلامية تجرأت على السودانيين ثلاث مرات إذا حسبنا التعديات الأكبر ضرراً وليس مرتين الأولى عندما قامت بانقلابها على النظام الديمقراطي والمرة الثانية فعندما اختارت أن تنفرد دون بقية أهل السودان بإتفاقية نيفاشا
أما الثالثة فعندما إختارت أن تزور الإنتخابات الأخيرة.
-البيان الأول لم يحاسب علي أساسه أحد ومن كتبه لم يعد قراءته منذ لحظة تلاوته وحتي الأن. عدم المراجعة والتراجع مستمر والحل شنو؟؟.
لو أرادت الحكومة الحل لسارت في مسارين متوازيين:
1- إلغاء إحتكارها للسلطة والبدء في إبدأ النوايا والأفعال التي تتيح تسليم السلطة وإرجاعها لحلبة التداول الديمقراطي إطلاق للحريات وإطلاق يد القضاء ليكون بمعرفته أليات محاكمة الفساد أو لا يكونها ويكتفي بالمحاكم الموجودة (حسب رؤية الهيئة القضائية) بعد فك إحتكارها للقضاء مؤسسات الدولة و إنشأ اللجان والمفوضيات بمشاركة الجميع وبدون أي إحتكار للمتنفذين في تلك اللجان ولن نعدم الوطنيين المتفق عليهم في الشأن العام للتمهيد للمؤتمر الدستوري والإقتصادي . وسعت لتكوين مجلس وطني تمهيدي بكل الألوان ويسبق ذلك كله إصدار العفو العام ومراجة أثار الحرب/ وب والعمل الوطني بكل السبل المتاحة لوقف الحروب ليس بالإتفاقيات الثنائية والمناصب (نائب رئيس وخلافه فالجميع يستحق أن يكون الرئيس وأن يكون في أي موقع من مواقع العمل العام والوظائف بدون حجر) ، .
2- إبدأ الإحترام لخيارات الجنوب الذي إنفصل بغض النظر عن دورهم ودور الحركة الشعبية في مخالفة نيفاشا وجعلهم الوحدة طاردة، فقد صرنا بالفعل دولتين، وطرح وقف العدائيات وما يتطلبه من ضمانات يتفق حولها هي نفسها بالتفاوض وخفض صوت الحرب .
نثق أن الشعب سيقف مع ما يستلزمه الخروج من نفق الأزمة الإقتصادية بعد تقديم كل الدلائل علي أن الديمقراطية والعدل في طريقهم للتحقق وأن هناك أمل في الصبر علي العنت وأن الذي نهب سيعود، ولن تحتاج الحكومة للحرب كمخرج من مشاكلها الإقتصادية ، بل ستحتاج للقبول بمحاسبة من أذنب وأجرم ونهب حسب القانون، وإن لم يتراجع الجنوب عن العدائيات ويتوقف الكر والفر وإحتلال المدن وإخلاؤها في ما يشبه الإستنزاف بعد إبدأ حسن النوايا من قبل شمال السودان ووقف طلعاته وتدخله في الشأن الجنوبي ، إن لم يراعي الجنوب مصالح شعبه سيجد أن الجميع في الشمال في مواجهته ولن يكون في مواجهة حكومة معزولة تستجدي التعاطف الوطني بل سيكون في مواجهة شعب. والحقيقة في مواجهة شعبين.
لا تخاض الحروب بالجيوش فقط ، تحتاج الشعب خلفها كشعب وليس كقوات مليشيا عقائدية /جهوية (الدفاع الشعبي أو خلافه “فديل” جهجهة للجيش وخلل في نظم الجيوش الهرمية القيادة).
نحتاج السلام الديمقراطية العدالة المواطنة وأن نعي حجم الدمار الذي نحن فيه لنضع باطن اليدين علي ظهر الأرض وندفع أمشاط أقدامنا ونرفع ركبنا للنهوض.
هل سيفعل الحزب الفاشي ما يصب في مصلحة الوطن وهو المقيد بثلة من المتنفذين لا تتحول ولا تبدل عرفناها وخبرناها ؟؟؟؟
لا نظن أنهم فاعلون بل ستتمادي “الحكومة” أكثر في لف الحبل حول رقبتها كما عودتنا عبر سنينها، والمعارضة لا تزال تتجنب المواجهة والمصادمة وإنتزاع الحقوق وتكثر من حسابات الخسائر وتترك لهم فرص جرها لتفاوضات ثنائية وتصدعات داخلية وإفتعال معارك إنصرافية _وطنية خيانة مذكرة الألف…. الخ ..وهم ينتهكون حقوقها وحقوقنا -التخوين -حرية التعبير- تقييد الندوات- الإعتقالات تعطيل وتشويه القضاء …….. الخ
ياعثمان انت شريك ولو ما الانقاذ لما وصلت الى ما انت عليه ماتتنكر
هل كاتب هذا المقال هو عثمان ميرغني ؟؟؟!!!
ياجماعة ده عثمان ميرغني عثمان ميرغني زولنا البنعرفوا ولا واحد تاني ؟!!!!!!!!
وهل هو الذي كتب :”عندما جاء هذا النظام إلى الحكم بانقلابه الغادر عام 1989 ” أم أنا حلمان؟!
وإذا كان هو عثمان ميرغني عثمان ميرغني فهل كان الحق يحتاج لثلاثة وعشرين عاما ليتعرف على وجهه ؟ّ!!!
كسرة (على رأي أخونا جبرة ) :
لاحظت أن المقال منشور في “الشرق الأوسط” وليس بصحيفة سودانية : فهل يكتب عثمان ميرغني بقلمين الثاني منهما للتصدير الخارجي ؟؟!!