الغناء زمن الخوف – شعر

الغناء زمن الخوف ! – شعر
================
في زمن الخوف أغنِّي
وأفجّر لغمَ الكلمةِ عمداً..
في أيامِ الخوفْ!
الحنجرةُ الخرساءُ تموت
وتولدُ حنجرةٌ أخرى..
والحرْفُ نزيفْ
مطرٌ هطّالٌ..
برْقٌ صبّ حليبَ الضوءِ
وناجاني منتصف الليل !
ما عدْتُ أرى حوْلي
إلا الخنجر إيقاعاً أشهى ..
في عصرِ الرُّعْب
فبسطْتُ لأطفالِ بلادي
رمل القلبِ الناعمِ شارة حُبْ
يلهون عليه
وينتشرون زهوراً فوق الحقل!
صيفُ المحنةِ يهربُ
أو يحني هامته خجلاً
تحت براءة طفل!
وأكبر من أنيابِ الرُّعْبِ
قوافٍ تكسرُ صمت اللّْيْلِ
وتفضحُ مطرَ الزّيْفِ ..
وسيْلَ الكذبِ النازلِ
من فكّ المذياعِ..
من الصحف ِ الصفراءِ
وهرطقةِ التلفاز
وباعة عرق الفلاحين
ودمعاتِ الأيتام!
فصولك رعدٌ يكذب عشب الأرض
وأعمدة بلهاء
وفقر ظل يلازمنا
يا زمن الرّعب!
أشجارٌ يابسةٌ من غيرِ جذور
تحفر فوق جماجمنا ألوان الذل!
تعكّر صفوتنا وتفرّ .. تفّر
إذا غنّينا ملء حناجرنا
وشدوْنا ملء القلب !
تغتالك ضحكة طفلٍ يا طوفان الرّعْب
وبرُغم هوانك..
رغم تشبّث جلاديك
بأسيافِ الكذبِ الأصفرِ
وتسلقهم أكتاف الوهم المنهار
نتوكأ فوق رماح الحق
وجمرات الإبداع
ونذوبُ كما الشمعات تذوبُ
ليخضرّ العالم!
لا الرّيحُ تسدّ أمام أغانينا ألشارع
لا طنطنة الحنجرةِ الخرساءِ
ولا العُهر المحشو
يخون ضياءَ العصرِ الرائع !
ألوانُ الطيف أمانينا
دفْعُ التيارِ خطانا
ولهذا نفرح..
نفرحُ حين تزلزلُ كلمة حقِّ
كل قصور الخوف!
ولهذا تقبض كف الفارس جمر اليوم!
وتصبح ضحكة طفلٍ موسيقى
وحبيبي ينفض عنه غبار النوم
يحُثُّ خطاه تجاهي!
يبسط راحته فأقبِّلها
وأمدٌّ له كفي فيقبِّلها
ونميطُ عن الأشياءِ لثامَ الزيفْ
نتعانقٌ..
نذرعُ مزهُوّيْنِ
شوارعَ عصْرِ الخوفْ !!
[email][email protected][/email]
1.العنوان فيه تناص إطاري intra-textuality مع نص القصيدة حيث يمثل مفتاحا مهما للمعنى الذي تسعى إليه القصيدة و لدالة القصيدة كلها.. بقطبيها المتصارعان “الغناء” “والخوف”.. يتوسطهما عنصر “الزمن” الذي يعمل بمثابة ساحة المعركة ال battle field !
2. الغناء..هو وسيلة بطل القصيدة الفعالة لمقاومة بؤس السلطة وقمعها وزيفها وفقرها الروحي المدقع.. وهو في ذات الوقت يمثل فضاءً لانهائيا للحرية والانطلاق !
3. القصيدة جمعت بين شراسة الواقع وعنفه ويبوسته (الواقعية الجديدة إن شئت) .. وخضرة المنحى الرومانسي التي لا تجف !!
عزيزي فضيلي
..ما زلت في انتظار وعدك ..بإرسال الدواوين الجديدة !
عبد الماجد عبد الرحمن
[email protected]
التحية لك وللمناضل ابراهيم الشيخفي محبسه وهو ينادي الحرية بملء حنجرته في زمان الرعب والخوف
.
الحنجرةُ الخرساءُ تموت
وتولدُ حنجرةٌ أخرى..
والحرْفُ نزيفْ مطرٌ هطّالٌ..
برْقٌ صبّ حليبَ الضوءِ
وناجاني منتصف الليل
.
لكم التحية الشاعر المبدع فضيلي ، كم لكلماتكم من معاني عميقة في هذا الزمن المسطوح والوطن المجروح …… ود وتحية
لله درك أسناذ فضيلي
كل مرة أقرا احدى دررك يتجلى لي نضوج التجربة الشعرية الفعلي عند أحد شعرائنا الذين عاصرناهم وعاصرنا تجربتهم الشعرية منذ سبعينات القرن الماضي.
لا فض فوهك.
لله درك يافضيلى.