تنشيط العقول للأفادة من الأمطار والسيول

مثل الصيف الطويل والربيع القصير والشتاء العاصف يزورنا في السودان فصل الخريف الممطر كل عام.
والخريف هو موسم خير وبركة ففيه يرحم الخالق الأرض بنعمة من السماء. به تتزين الأرض بالخضرة وتمتلي الترع والحفائر في البوادى وتنشرح النفوس وتزدهر الساحات ويتغير المناخ الحار إلى معتدل منعش محفز . فيه يُسقى الزرع ويُروى الضرع وتطمئن البوادي وتجود القرائح باروع المعاني وتنتشي الأرياف بالأفراح.
لكننا للاسف لم نحسن الإعداد له . لم نهئ الأرض لنعمة السماء. وكل عام تقريبا تهطل الأمطار تتكرر الكوارث وتتهدم البيوت وتتشرد الأسر.
يمكننا الإستعداد للخريف على المديين القصير والطويل. يمكن ذلك بالعمل المدروس والتفكير الجيد والمثابرة.
أولا نعمل الفكر للإفادة من ملايين الأمتار المكعبة من المياه بدلا من تكون وسيلة هدم وتدمير. يمكن متابعة مجرها وحفر مسارات لها في البوادي بحيث تدور في مسارات مدروسة يستفيد منها أهلنا البعيدون عن الأنهار والذين يعانون من شح المياه رغم هضول الأمطار فوقهم. فهي أما تكسر بيوتهم وتبقي في زراعتهم فترة تموت فيها أغلب المزروعات لكثرة المياة ثم شحها او تجف الأرض لإنعدام المياه.
يمكننا أن نفكر في طريقة لعمل شبكة مصارف للسيول في البوادي والصحاري وتوجيهها نحو أودية أو قيعات محددة تدور فيها المياه وتبقى أطول مدة ممكنة.
ثانيا الإستفادة من ملاييين الأمتار المكعبة من الطمي و صبه في شكل مكعبات متماسكة وتخزينه .عند مزجه برمال الصحراء يحظى المزارعون والرعاة بأرض خصبة كما يمكن إنتاج الأعشاب العطرية وغيرها التي لا تحتاج إلى كثير رعاية.
ثالثا تحفيزالمهندسين والخبراء وأصحاب الدراسات ذات الصلة لإنتاج أفكار تساعدنا في السودان في كيفية التعامل مع الأمطار والسيول ومعالجة أزماتها والبحث عن جوانبها الأخرى لفائدة المنكوبين والمتضررين. أيضا إعداد دارسين ومساعدتهم في التخصص في هذا المجال ومد المسؤلين بالمعلومات بما يساعدهم على التعامل مع هذه الكوارث قبل وأثناء و بعد وقوعها . يمكن لهؤلاء تقديم خبراتهم للمناطق والدول التي تتسبب فيها الأمطار والسيول بالكوارث مثل بنقلاديش مثلا.
رابعا تشجيع الدارسين والباحثين لأبتكار مواد بناء قليلة التكلفة تقاوم الأمطار و السيول بدلا من المباني الحالية والتي يقوم أصحابها ببنائها كل خريف.
عندما نتأمل الأواني الفخارية الذى تركها لنا الأجداد من كوش ونبتة ومروى من الفخار نشعر نحن الفخار. فهو فخار رقيق وقوى وجميل وعملي. حوافه رقيقة وقد صمد آلاف السنين وهو جميل وعملى خدم مختلف الأغراض على مر الحقب.
فهل تنشط عقول الباحثين والمهتمين لإنتاج مواد بناء من الطمي تتفادى مشكلة التصنيع التي توقف الطوب الاحمر بسببها ؟ المكونات هي نفسها الطمي والحجارة والحرارة فقد عاشوا قبلنا في نفس المكان قبل آلاف السنين.
هل ينتج افكارالأحفاد وإيديهم العاملة مواد بناء قوية وعملية و زهيدة التكلفة ؟ نأمل ذلك
كما يمكن أيضا إنتاج أدوات تساعد ربات البيوت في الأغراض المختلفة وسلع سياحية من هذاالفخارالجميل .
اذا نجحنا في ذلك يمكننا أن ننتظر الخريف بكل الأشواق لننعم به كما ورد في بداية المقال.
اللهم أغث المنكوبين وفرّج عن المكروبين وآمن روعاتهم ياكريم يا رحيم وأنفعنا بالخريف يا عليم ياحكيم.
[email][email protected][/email]
نهر النيل
عاشق السودان
*************
اضم صوتي الى صوتك يا سيد منير عوض ولكن الابداع يحتاج الى مناخ سياسي صحي ودولة تشجع المبدين.
شكرا لك يا استاذ واتفق معك فى كل ما كتبته ولكن هل نسيت اننا شعب كسول فى عقولنا وليس فى ابداننا وانه ليس لنا طموح ولا نتمتع بروح المغامرة كالأخرين ولا نفكر الا تحت اقدامنا واذا ظهر واحد منا وشذ عن القاعدة من امثالك واتى بافكار جريئة طموحة سرعان ما يتبارى الأخرون فى تسبيط همته وقتل روح الأقتراع والموهبة فيه بتكسير مجاديفه حتى يترك مشروعة عوضا عن تشجيعه ومساعدته ولو معنويا. واذا كتب الله له النجاح فسرعان ما يفاجأ بالحاسدين والمقلدين والحرامية اصحاب النفوذ الذين يأتون اليه مهددين بسلبه جزء من تعبه وعرقه أو يقوموا بدميره ومشروعه .
اننا شعب كسول فى عقولنا وليس فى ابداننا وانه ليس لنا طموح ولا نتمتع بروح المغامرة كالأخرين ولا نفكر الا تحت اقدامنا واذا ظهر واحد منا وشذ عن القاعدة من امثالك واتى بافكار جريئة طموحة سرعان ما يتبارى الأخرون فى تسبيط همته وقتل روح الأقتراع والموهبة فيه
شكرا يا شباب وده فعلا لب الموضوع
وحقو كلامكم ده ذاتو نطلع منو بي ما يضعنا على المسار الصحيح
يااستاذ منير… انار الله در بك…كلام جميل يوزن بميزان الذهب… يجب عرضه لمراكز الابحاث علها تبرزعا لارض الواقع عن طريق تشغيل الجالسين تحت الشجر وستات الشاي…هذا الموضوع مهم ولا يحتاج الى راسمال كبير…جزاك الله خيراَ…خسارة خريف واحد شي خيالين …على المسؤولين الاستفادة من مثل هذه الفكرة التيرة….تحياتي للجميع….