قصيدة: عباب لوزتين

كلما أقتربتُ منكِ
كنتُ الشىء الذى يراق
فوق مدامعك
كنتُ السنابل التى تبت
فى طينكِ المرواغ
كنتُ الحقل المزهر للمساء
و الفتات و الماء
و لقمات تقومين بها صلبك
و روحك
ودمك
و كنتِ
فرحا ألعقه
كيفما أشاء
كنتِ فريدة الوجود
و نشيد الصباح
فنجان رغبة جامحة
وكنتُ ملاذ أعضائك الخائفة
و نهر الطهر الذى
يغسل الدرن
درن التعب و الألم
كنتُ ربى تبغى الخضار
وثوبا يبلله العباب
عباب لوزتين
كلما أقتربُ منكِ
كنتِ شهية
و كنتُ حروفا و قوافل
تحملكِ فوق أجنحة السعادة
كنتُ البحر الذى يعطرك
و ينتشى
كنتُ الحقل المعباة بالخضار
و كان الجنون بين عينيك
رحمة
و ملامح وجودك
عبث
يطرز جروحى بنغمات الوجع
و كنت ُ و كنتِ
بحر و بحر
فرات و نيل
ملتقا الحواف
و الشطآن و الماء
عصفور و يمامة
يضحكان
يلعبان
يرواغان الأنفاس
و الأرواح
يقضمان من الجسد
رغبة موجعة
فى غيبة الناس الحاسدين
و كان المزن رحمة
و شفقة بنا
كان يعيد الحياة
وكان صالحا لكل العروق
مطعم .. مشهى .. للوريد
كنتِ الفاكهة و الفكاهة
الماء الذى يراود الضمأ
المائدة و العشاء
كنتِ الثرثرة التى
تأكل ملامحى ودمى
و كان القلبان مثل
طفلين متعبين
وكان القمر منهك .. مثلنا
و الشجر و البر و البحر
وكنتُ كما تعرفين
شهيا
إلى حد الانسياب
و الشراهة
و كنت مطعم و مسقى
كنت بين يديك
كيفما شئت
و كيفما شاء
بك الوجع
شكرا الراكوبة من اين اتيتم بهذا السوهاجى الرائع ؟