غزة وضفادع حميدة

(كلام عابر)
في أحد مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية قال مغرد فلسطيني،لا فض فوه، “نفسي اسافر أي بلد لأنو الوضع اللي إحنا عايشنو في غزة مأساوي،إن شاء الله أطلع السودان حتى”، وقد ظهرت صورة الفلسطيني في الإنترنت مسترخيا علي كرسيه الوثير ومن خلفه حوض سباحة، ويرتدي (سبورت شيرت) ويغطي عينيه بنظارة شمسية يبدو أنها غالية الثمن ويحيط معصمه بساعة هي الأخرى غالية الثمن ، وتظهر على وجه كل ملامح العافية وسعة العيش (مرتاح أو مرطب كما تقول أجيالنا الجديدة)، وهي مظاهر نعيم خلت منها شوارع الخرطوم، التي يستقطع من حقوق أهلها ما يذهب لسكان غزة. غزة نفسها،كما تبدو في الصور، تتمتع ببنية تحتية وشوارع أفضل من الخرطوم، وينعم أهلها بمستوى من العيش لم يتوفر في يوم من الأيام لأهل الخرطوم. رغم أن الركون إلى حالة مسلكية واحدة أو بضع حالات لتعميمها على الآخرين وإطلاق حكم عام بأن الفلسطينيين،أهل عزة أو الضفة الغربية أو داخل حدود دولة إسرائيل الحالية أو في المهاجر، وعددهم في المهاجر أكثر من الذين بقوا في الأرض طوعا أم كرها، إطلاق حكم بأن الفلسطينيين على إطلاقهم قوم يبطنون ويبدون الكثير من السوء. رغم خطأ التعميم لكن تجاربنا معهم، سيئة. السودانيون المغتربون في البلدان الخليجية لا يحتفظون بذكرى طيبة للفلسطيني الذي لا يعصمه وازع خلقي من الإتيان بأي فعل لكي يحصل علي وظيفة ويحتفظ بهذه الوظيفة التي اصبحت بديلا له عن الوطن. حملة وثائق السفر المصرية، وهم سكان غزة، أكثر شراسة من غيرهم من الفلسطينيين عندما يتعلق الأمر بالوظيفة، ولا يتورعون عن الدوس على رقاب المنافسين، لا سيما السودانيين منهم. معظم حملة وثائق السفر المصرية هؤلاء لا تمكنهم وثائقهم من العودة لغزة أو دخول مصر أو الهبوط في أي مطار في الدنيا. لا أريد أن أعمم،فمن بين هؤلاء نماذج طيبة رفيعة ،شأنهم في ذلك شأن كل البشر.
في السودان لا يحمل شعبنا ذكرى طيبة للفلسطينيين عموما، رغم أن بعضنا أكثر تشبثا بالقضية الفلسطينة من أهلها، كما يقول مثلنا الشعبي (أهل البكا استغفروا، والجيران كفروا). خريف عام 1988م والخرطوم غارقة في السيول والأمطار وفي انتظار تشكيل الحكومة الجديدة، قاموا بتفجير فندق وناد في الخرطوم وراح ضحية التفجير الحارس السوداني، وبرروا فعلهم بأنه موجه ضد المصالح الأمريكية، والحقيقة كان الفعل استضعافا للسودان وشعبه وحكومته، فالسودان لم يعرف بوجود مصالح أو أهداف أمريكية فيه. المصالح الأمريكية توجد في بلدان عربية غير السودان. يذكر أهل السودان للفلسطينيين أيضا أنهم لما أجبرتهم إسرائيل على مغادرة لبنان،مثلما أجبرهم الأردنيون من قبل على مغادرة الأردن، استضافهم النميري في سنوات حكمه الاخيرة في منطقتي شندي وسواكن، ولكن سرعان ما ضاق بهم أهل الأرض بسبب محاولاتهم المتكررة انتهاك أعراض الناس، فتم ترحيلهم بهدوء لخارج السودان وسط تعتيم إعلامي شديد. قبلها، وفي عام 1972م اقتحمت جماعة منهم منزل السفير السعودي في الخرطوم وقتلوا دبلوماسيا أمريكيا من بين المدعوين. استضعاف للسودان. حسنا.. فلنناصر الحق الفلسطيني،مثلما يناصرونه في السنغال وتشاد وتانزانيا وموريتانيا وبنجلاديش وبلدان أخرى، في حدود عقلانية، لأن فلسطين بأكملها ليست قضيتنا المحورية، فلدينا قضايانا وهمومنا، ولسنا أولى من غيرنا بالمناصرة،مهما بلغت هرولة العروبيين،ولأن الفلسطينيين على مدار التاريخ ليسوا أول شعوب الله ولا آخرها التي تغتصب أرضها.
ذلك المغرد الغزاوي حر في أن يذهب إلى أي مكان، لكن أنظروا.. حتى وهو في أشد حالات الضعف والإنكسار، وكل المعابر والحدود مغلقة في وجهه، يتعالي علي السودان والسودانيين.. أشبه بالشحاذ الذي يسأل الناس حسنة ولكن بطريقة”أديني حسنة..وأنا سيدك”.ثقافة استعلائية كاذبة راسخة ومتوارثة.
أما البروفيسور مأمون حميدة،وزير الصحة في ولاية الخرطوم ومالك الإمبراطوية العلاجية والتعليمية المعروفة، فهو،رغم مكانته العلمية الرفيعة، كثيرا ما يلازمه سوء الطالع في طرح آرائه على الناس،أو لا يحسن هذا الطرح، أو لا يتخير الوقت المناسب، عملا بالحكمة التي تقول بأن “لكل مقام مقال” و”لكل حالة لبوس”. نقلت الأخبار أن سيادته بعد أن أخلى طرفه من أي مسؤولية عن تردي وإصحاح البيئة في الخرطوم، أخذ يشرح الفوائد الصحية للضفادع التي تكاثرت في الخرطوم بفعل الأمطار والسيول والمياه الراكدة، وغنى الضفادع بالبروتينات، وهي إشادة بهذه المخلوقات نسمعها لأول مرة في السودان، ولا ندري ماذا تخبيء لنا الأقدار وماذا يخبيء لنا البروفيسور من خطابات. حقيقة هو لم يدع الناس مباشرة لإضافة الضفادع للمائدة السودانية، ولربما فعل في خطاب آخر، ولكن التغزل في محاسن الضفادع (غريب شوية).
دفعني حديث البروفيسور حميدة للرجوع لبعض المراجع لأعرف إن كان أكل الضفادع،كما يريد لنا البروفيسور، حلالا أم حراما. قال صاحب عون المعبود:روى البيهقي في سنته عن سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلي الله عليه وسلم نهى عن قتل خمسة:النملة والنحلة والضفدع والصرد(طائر). ذلك النهي يدل على تحريم أكل الضفدع وأنها غير داخلة فيما أبيح من دواب الماء، والحكمة من النهي عن قتل الضفدع أن نقيقها تسبيح، روى البيهقي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال:لا تقتلوا الضفادع فإن نقيقها تسبيح. كما أخرج أبوداؤد في الطب والأدب،والنسائي في الصيد عن إبن أبي ذئب عن سعيد بن خالد بن سعيد بن المسيب عن عبدالرحمن بن عثمان القرشي أن طبيبا سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الضفدع يجعلها في دواء فنهي عن قتلها، وعموما منع الإمام أحمد بن حنبل ومن وافقه أكل الضفدع. الإمام مالك بن أنس ومن وافقه أجازوا أكل الضفدع استدلالا بعموم قوله تعالى “أُحِلٍّ لَكُم صَيدُ البحرِ وطعامُه متاعًا لكم وللسيَّارة” وقوله صليّ الله عليه وسلم”هو الطهور ماؤه الحل ميتته”، باعتبار أن الضفدع من صيد البحر.
وسواء كان البروفيسور حميدة علي يقين من تحليل أكل الضفادع أم لا، أم أطلق قوله على عواهنه، فمجرد الإشارة لأكل الضفادع في السودان أمر يثير الغثيان والتقزز،مهما ضاق الحال بالناس وتبددت أحلامهم التي منوهم بها طويلا بأن يكون السودان سلة غذاء العالم.. سواء كان العالم علي إطلاقه أو العالم الأفريقي أو العالم العربي، وانحسر سقف طموحهم إلى توفير الغذاء لأنفسهم وأسرهم؛ فإن كان لا محالة، فليبدأ البروفيسور حميدة بعشيرته الأقربين أولا، وليعمل طبابته في أهل بيته وزملائه في حكومة الولاية وموظفي إمبراطوريته العلاجية التعليمية ويقدم لهم وصفاته الضفدعية. الأقربون أولى بالمعروف والكشف الجديد.
اللهم إنا نسالك أن تصرف عنا برحمتك شر ما قضيت، واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولهم.
(عبدالله علقم)
[email][email protected][/email]
اتفق معك اخي علقم في كل ما ورد في مقالك عن الجنس البشري الذي يسمى بالفلسطينيين ولي معهم تجارب وقصص كثيرة زمؤلمة اينما حللت وتعاملت معهم سواء في السعودية… الامارات.. او حتى امريكا. ولا اريد ان ازيد ولكن المزايديين في السودان كرهونا العيشة.. يكفي ان فلسطين هي سبب نكبات كل العالم العربي… اما بالنسبة للضفادع فاتفق معك في انها مقرفة ومثيرة للاشمئزاز. اما ما اوردته من احاديث عن تسبيحها وخلافه فهذا دجل كنت اتمنى ان تربا بنفسك عنه مع اتحياتي
روعة يا أستاذ علقم . أنا أفكر في الأغبياء الذين ذهبوا من قبل و حاربوا في العام 1948 و ماتو هنالك دون بواكي لهم. مشكلتنا فلصطين دي ،، يجب أن ننساها خالص ننتبه إلى أمورنا .
الفلسطينيين السفلة قتلوا بالرصاص ابن الامارات واعظم مثقف خليجي وكان وزير خارجية الامارات
سيف بن غباش وقالوا كنا قاصدين عبد الحليم خدام
لعنة الله عليهم اين ما حلوا
قارن مساكن لاجىء دارفور ومساكن ناس غزة!!!!!
ناس دارفور لا بواكى لهم خاصة الجامعة العربية عكس ناس غزة!!!!
يا اخ علقم السودان مما تابع مصر والجامعة العربية وناس الضباط الاحرار ومجلس قيادة الثورة والاتحاد الاشتراكى وهلم جرا واخيرا الاسلام السياسى(ناس الحلاقيم الكبار) بقى زبالة وحثالة بدل ما كان يتابع الكومونولث الرفضنا الانضمام له والاخذ بنظام وستمنستر وبنكهة سودانية!!!!
ما اصلا البيتابع الزبالة والحثالة بيبقى زيهم!!!!!!!
جزمة مواطن سودانى وخاصة من دارفور او جنوب كردفان او النيل الازرق مهما كان عرقه او دينه بكل اهل غزة وما جاورها!!!
الف مليون تفوووووو على اى انقلاب عسكرى او عقائدى سودانى عطل التطور الديمقراطى وبدل ما نبقى نجوم بقينا زبالة!!!!
علقم يا صديقي لك التحايا ورفع القبعة علي مقالك الرائع..تحدثت بلساننا اجمعين واليك هذا الخبر:
كشف د. محمد سعيد خليفة رئيس البعثة الطبية السودانية التي عادت من غزة بعد أن مكثت في القطاع ثلاثين يوماً قدمت خلالها المساعدات الطبية للجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، كشف عن تجهيز طائرة طبية ستغادر اليوم إلى غزة محملة بـ (5) سيارات إسعاف جاهزة و(20) دراجة بخارية للمعاقين و(150) كرسي طبي متحرك و(30) عضواً من الحملة السودانية الشعبية لمناصرة غزة و(15) كادراً طبياً.
وقال سعيد في مؤتمر صحفي أمس بجمعية الهلال الأحمر السوداني إن تكلفة المساعدات المنحة إلى غزة بلغت (مليون) دولار، لافتاً النظر لانعقاد اجتماع بجمعيات الهلال الأحمر والدول العربية نهاية الشهر الحالي لتعميم الأوضاع الإنسانية في غزة، داعياً المجتمع الدولي لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، مشيراً لقرار وزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة القاضي باستقبال مستشفيات الولاية للحالات الباردة، وقال إن طائرة المساعدات ستقوم بنقل عدد من جرحى غزة لمعالجتهم بالسودان مثمناً دور الخارجية السودانية والمصرية في تسهيل مهمتهم الإنسانية.
لكن اعجبني المثل الذي اوردته (في التنك)
أنا شخصيا سبق لى أن تناولت ملاح ضفادع أو كما يقال له القعونج وملاحه يعمل بالتقليةوهو لذيذ جدا ويسمى فى مناطق لقاوة والنبقاية والحنبولو جبنى وعطش وكركر ودنكسو والبحير ومكتوا وعطش وبردى وأم قمقامة بملاح الغناية ( يعنى المغنية – وهى صفة أطلقها العامة فى المنطقة لصوت الضفادع لما تصدره من أصوات ليلا من موسيقى باصوات مختلفة – وهى حيوانات برمائية كالسمك وتحتوى على البروتين – مثل الجراد الذى أثبت العلم باحتوائه على نسبة بروتين عالية جدا مما أدى لارتفاع أسعاره محليا واصبح ينافس الحبوب ( حاليا ملوة الجراد 16 جنيه والذرة 12 جنيه)
يا اخ ديجانجو او عودته كنت اتمنى ان تكتب اسمك بوضوح مثل ما فعلت انا عشان نعرف مكانك وين.. ثانيا انا تركت امريكا زمان وما قاعد فيها. قعدت فيها لفترة معينة ولغرض معين وانجزت مهمتي بنجاح تام…وامريكا لا زادتني زلا نقصت مني فقط يكفي انه علمتني انا عندي عقل اميز به بين الغث والسمين ولا انجر وراء هذه الخزعبلات والدجل والشعوذه الذي اقعدنا سنين عددا وصرنا ملطشة العالم .وهاهي داعش تؤكد ما ذهبت اليه.. كله شئ علقتوه في امريكا … طيب وكت هي سيئة كده قاعد فيها ليه؟؟؟ وهل داعش برضة صناعة امريكية؟؟ ليكم حق ناس البشير يحكموكم ويتحكموا فيكم… عجبي!!!!
البشر بشر , في غزة أو السودان او حتي فيتنام, فيهم الطالح وفيهم الصالح, بل الشخص الواحد يتقلب بين هذا السلوك وذاك, أما المساعدات الأنسانية ( حين الأزمات) فلا يجب ان تخضع لصنف البشر أو حتي إنتمائهم وميولهم, ولكن يجب أن تخضع للأولويات والحاجة وأتفق معك أن دولا أفريفية, كالصومال مثلا, أحق بمساعدات السودان لغزة التي تنعم بدعم خليجي واوربي دائم, نحن أيضا لنا تجارب مع الفلسطينيين, قابلنا منهم الإنتهازي المتملق, وقابلنا أبضا الانسان البسيط والكريم والمتسامح وإبن الريف الأصيل, والصحيح أننا قابلنا هذه الصفات وغيرها في كل الجنسيات, بمن فيهم السودانيين, الفلسطينيون مروا في تاريخهم الحديث بكوارث وفواجع أثرت علي سلوك الكثيرين منهم وجعلت طابعهم عدوانيا وانتهازيا في الغالب, هذه الظروف تتطلب منا التعاطف معهم لا أن نتمني فنائهم وزوالهم من الخارطة كما نسمع من الكثيرين. أتذكر دائما كاتبنا الراحل الطيب صالح حين اتعامل مع شعب ما, أتذكره وهو ينظر لكل شعوب الارض نظرة تعاطف وهو ويردد في غرارة نفسه : ( يبدو لي أحيانا أن البشرية تائهة وانا تائه معهم )