امطار الخضر ام ضفادع مامون

لا احد ينكر على السيد والى الخرطوم انه ( ولى ) علينا فى عاصمة تغرق فى كل عام ، و ان امطارها تخالف الحديث المتواتر (ان تكون امطار خير و بركة ) ، فتكون امطارآ كارثية تنهار فبها البيوت و تجرف سيولها الاسواق و تغرق شوارعها و تمتلئ ميادينها بالمياه لتسهر ضفادعها حتى الخيوط الاولى من الفجر ، الوالى الخضر لعله الوالى الوحيد المنتخب ( رسميآ ) مباشرة من مواطنى الولاية خلال خمسة و عشرون عامآمن حكم الانقاذ ، و بغض النظر عن حقيقة ما جرى فى تلك الانتخابات و سوى كانت النتيجة عادلة و شفافة انتخابيآ ام لا ، فمواطنى الولاية يعتبرونه واليهم و هو يوميآ يحضر الى مكتبه باعتباره الوالى ، وله وزراء و يخاطب المجلس التشريعى ، و فوق ذلك هو الوالى الوحيد الذى نادرآ ما يغيب عن اجتماعات مجلس الوزراء القومى ، و تهب لنجدته وزارة المالية الاتحادية كلما تأزمت اوضاعه المالية ، وهو والى محظوظ و يستأثر باهتمام و رعاية رئاسة الجمهورية وذلك لوجود العاصمة فى ولايته حيث لا يفوت على فطنة الحزب الحاكم و حكومته اهمية ان تكون فى سلم اولويات الجميع بما فى ذلك استلطافه من قبل الوزارات الايرادية و اجزال العطاء له ، لكل هذا كان منتظرآ منه ان يكون على قدر المسؤلية و يحسن تقدير الموارد الضخمة التى وجدها بين يديه ، لكل ذلك يكثر منتقديه وربماهم على حق وطبيعى ان يقل حارقى بخوره على الخطأ ، لذلك خابت آمال ناخبيه و غير ناخبيه من مواطنى ولايته وهم يرون واليهم و قد خاض فى مياه الامطار حتى (ركبتيه ) ، تبقت ثمانية على انتهاء و لايته و لا يجادل احد فى ان برنامجه الانتخابى لا يزال بكرآ ، وهو لم يقم بمراجعته مع المواطنين كما وعد سوى مرة واحدة و كانت على عجل ، لذلك كان السيد الوالى حاضرآ فى وسائل الاعلام كافة و لا شك انه صبر على الانتقادات التى طالت ادءه و حضوره ، و فاضت مواقع التواصل الاجتماعى بصور ساخرة و تعليقات لاذعة ، وكل ذلك مفهوم ، لكن الغير مفهوم هو رغبة السيد الوالى اللامحدودة فى تحمل اخطاء غيره من وزراءه و كبار موظفيه و يكفى ما حدث له من موظفى مكتبه من حرج سارت به الركبان ، وازكمت رائحته الانوف و اصبح قضية فساد يحقق فيها المحققون ، و بغض النظر عن صحة ما تداولته الوسائط الاعلامية و الاسفيرية عن ضفادع السيد وزير صحة الخرطوم الدكتور مامون حميدة و مقترحاته حول الاستفادة من توالد الضفادع الكثيف نتيجة لتراكم مياه الامطار ، مع ذلك لا نجد ان السيد الوالى استشعر حرجآ فلم يطالب وزيره بتكذيب الخبر او الافاضة فى شرحه ليعلم الكافة ،كذلك لم يرف للسيد الوالى جفن و العاملين بمستشفى الخرطوم يستقبلوا السيد النائب الاول لرئيس الجمهورية بلافتات كتب عليها ( استقيل يا ثقيل ) وهم بالطبع يقصدون السيد وزير صحة ولاية الخرطوم ، وكان من الممكن حدوث سوء فهم لا تحمد عقباه كأن يظن السيد نائب الرئيس ان اللافتة تقصده ، المهم ( جات سليمة ) واستلم السيد نائب الرئيس شكاوى و عرائض العاملين ونقابتهم مباشرة و بذلك ذهبت القضية مرتبة اعلى من صلاحيات السيد الوالى و كل ذلك سببه ضيق و رفض العاملين بالمستشفى لسياسات السيد وزير صحة الخرطوم ، فاى حرج بعد هذا ان كان هناك من (ينحرج) ، الواضح ان السيد الوالى راضى تمامآ عن اداء حكومته ووزرائه ، و على رأسهم السيد وزير الصحة ،يكفيه رضا ان لا احد يسأله او مجلس تشريعى يستفسره و يحاسبه و لا يحزنون ، و لأن فعل السيد الوالى (الافاعيل ) و غرقت العاصمة فى ( شبر ميه ) ، كل اخفاقات حكومة الولاية يمكن تبريرها او ربما الدفاع عنها الا بقاء الوزراء و اولهم من يقابله موظفيه بلافتات ترفع فى حضور السيد نائب رئيس الجمهورية مكتوب عليها ( استقيل يا ثقيل ) ،،
نشر ببالتيار 20/8
[email][email protected][/email]