مولانا الميرغني والفخ المنصوب!ا

مولانا الميرغني والفخ المنصوب!!
تيسير حسن إدريس
[email protected]
الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تأخذ بخناق الوطن، وتستعر، ويزيد أوارَها الحريقُ الذي أوقد جمره نظام الإنقاذ، واستعصم ببرنامجه الإقصائي، رفضا لكافة الحلول والمعالجات التي تقدَّمتْ بها قوى الإجماع الوطني الساعية لتدارك الأمر أو التقليل من خسائره التي بدأت محسوسة وظاهرة للعيان بذهاب جزء عزيز من الوطن غني بثرواته وإنسانه واتجاهه لتكوين دولة مستقلة في الجنوب بعد أن نفذ صبر شعبه واسقط في أيدي أبنائه أن يجدوا ملاذًا آمنا في وطن يكفل لهم الحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة يسمى السودان والنظام الباغي ما زال يتمترس بغباء خلف الشعارات المضللة ويتحكم في سياساته رجال من طينة وفكر الطيب مصطفى وإسحاق فضل الله ومن لف لفهم ، بينما تتأهب أجزاء أخرى وولايات عدة لتحديد مستقبلها ومصيرها ربما بسلك نفس طريق الجنوب في دار فور المشتعلة حربا والنيل الأزرق وجنوب كردفان المحتقنة بالمشورة الشعبية وفي الشرق بإنسانه الذي يلتحف الفقر ويقتات العوز وتنهشه أمراض القرون الوسطى مثل الدرن وغيره التي تم القضاء عليها في دول الجوار فارتحلت واستوطنت أرضه الطيبة تاركا تلك البلاد التي عندما عرف السودان الطب والمستشفيات كان إنسانها ما زال يستشفي (بالحجامة) و (الكي)!!.
كل هذا الوضع المخزي والمأزوم والوطن يعيش بين مطرقة نظام الإنقاذ وحزبه الذي ادعى (أنه الدولة والدولة هو) وقال (أنا ومن بعدي الطوفان) فارضا سياساته الفاشلة وبرامجه وشعاراته الكاذبة وسندان أحزاب معارضة عاجزة كل العجز عن نصرة شعبه ما زالت منذ عقدين تراوح مكانها بين نضالٍ حنجري خائب لا يسقط ذبابة وحوار طرشان مع نظاما متسلط لا تجني من ورائه غير اتفاقيات هلامية ووهمية لا تساوي قيمة المداد الذي مهرت به تكسب جهابذته الوقت لمزاولة هويتهم المفضلة في امتصاص ما تبقى من دم الغلابة الذين أنهكتهم (الانيمياء).
وما موقف مولانا محمد عثمان الميرغني العجيب الذي آثره في هذه المرحلة التاريخية البالغة التعقيد، الابتعاد والغياب عن الوطن، متنقلا بين المملكة العربية السعودية ومصر، وحبل الود موصول مع النظام الباغي، على الرغم من أنه أحد القيادات المعارضة المعوَّل عليها، لإحداث التغيير إلا عينة بائسة تشي بضعف وبؤس تلك القيادات التي أدمن شعبنا الطيب انتظار الفرج أن يخرج من تحت عبأتها بينما هي منغمسة من على البعد حتى أذنيها في لعبة (الملوص) التي يطقن أبالسة الإنقاذ فنونها ولا يتورعوا أو يستحوا من ذم تلك القيادات وإطلاق الأوصاف التي يعف اللسان عنها وما الوصف القبيح الذي أطلقه وزير الخارجية كرتي على مولانا الميرغني ببعيد عن الأذهان .
إن اختيار مولانا الابتعاد عن هموم شعب السودان و(قرف) مشاكله في هذه اللحظة الحرجة والساحة السياسية السودانية حبلى ومفتوحة على كافة الاحتمالات المزلزلة وانكفاءه على الذات في جدة والقاهرة مكتفيا بالوفود والبعثات تروح وتغدو بحثا عن الفتات الذي لا يسمن ولا يغني من جوع في انتظار أن يزف له إبراهيم أحمد عمر مبعوث العناية الإنقاذية الخبر السعيد هو البوار السياسي بعينة والدلالة الكبرى على أن مولانا ومن معه من قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي الموافقون على نهجه قد فقدوا أرضيتهم ومصداقيتهم وحار بهم الدليل واختلط حابلهم بنابلهم وغدا لا فرق بين مكونات حزبهم الذي انشطر المشارك منها (كتمامة جرتق) والذي ما يزال (عشمان) يقف في الصف ترهقه ذلة السؤال والمسكنة يتيم على مائدة اللئام ينتظر ريثما يعيد النظام ترتيب أوراقه وينسق أدواته الديكورية من أحزاب (الفكه) الفاقدة للأهلية والهوية ويختار منها ما طاب له ضمن حاشيته ليضعها تحت إبطه ومظلة برنامجه الحضاري مشترطا عليها التوبة والاستغفار من رجس أعمال المعارضة ليتعطف ويدلف بهم لرحاب الجمهورية الثانية.
لله دَرُّ قيادات وكوادر من حزب مولانا لا زالت قابضة على الجمر و (تعافر ) وسط قُوى الإجْمَاع الوطني، علَّها تُضَيِّقُ ما اتْسَعَ من رَتْق بين الجماهير وحزبها، ووالله لا أَجِدُ في الوطن أَتْعَسَ حالاً منهم، وهم يَسْتَجْدُّون مولانا بيانًا أوْ مَوْقفًا واضِحًا؛ يكشف كذِبَ تصريح النِّظام، أَوْ يؤكد صدْقَ ادْعائه بأنَّه ومن معه قد التحقوا بمركب الإنقاذ -المُشْرِفُ على الغرق- وَمِثْلُ هذا الموقفُ أو البيانُ ضروريٌّ ومُهِمٌ لتمايز الصُّفوف، ليرتاحَ مولانا من عَنَتِ المُلاحقةِ وإلْحَافِ السُّؤال، وَيُريحَ قواعِدَ حزْبِهِ الحَائِرَة.
هذه القيادات ممثلة في مولانا ولإمام لو ترجلت وتركت الأمر للشباب من الفريقين لرأت الإنقاذ العجب ولانصلح حال الوطن ولكن اه
العيب مافى قيادات الاحزاب التقليدية __ العيب فى الشباب الذى اختار الالتفاف حولها واختيار
دور المتفرج وعدم تقدم الصفوف __ رغم أن المجال مفتوح أمامهم __ وتوجيه النقد فى الخفاء
يجب تجديد الدماء وعلى الشباب احتلال المواقع الفيادية ____