قصيدة جديدة – الغروب.. والمراثي المؤجلة

(قصيدة)
عبد الماجد عبد الرحمن
غروب أول :
(إلى الصديق الراحل .. عثمان مرجان)
… ثم إلى راحلين نادرين آخرين !
كيف, بالله, كان مشهد غروب الصديق؟
وكيف ابتهج به رمل مقبرة المدينة البعيدة؟
جاءوا جميعاً يحملون على
الكتوف البيض حزمة غيم و أسئلة وحوارات قديمة !!
.. شموخ الظهيرة
.. سحب المشيعين
الناظرين إلى الوراء .. وفي الآفاق
.. كورال صغار الحمائم الغريبة !
.. أزقة “الديم”
.. حلمها الجهيض
.. عنفها الرزين
.. وغضباتها المؤجلة !
.. نحيب اللغات
.. حزن القواميس.. والكراريس !
.. كدح حافلات الخرطوم إلى “الأهلية” !
.. ضجة المكتب الصغير ..
……………….
.. خلف شجن “الجيتار”
وعمق “الدخان”.. ها قد
جاءتك.. يا صديق اللغة والمطر,
ضجة أزمنة
.. الحديقة العتيقة !
جاءوا جميعاً .. يستبقونك
محض هنيهات.. لتكمل لهم
القصة الغامضة الخفية.. وفصلها الحزين
في “ليلتها الثانية بعد الألف” !!
تزحزح النعش الأبيض قليلا .. ففرحنا ..وناديناك
.. تعال.. يا صديق.. تعال !
.. أكمل !
.. أكمل عزف الحروف النبيلة !
وطقطقة آلة typewriter !
أكمل الحوار:
الحق للحق !
والنار للنار !
والبحر للبحر !
والصحراء للصحراء …
والشجن للشجن !
………………..
………………..
واصل نشيدك العذب ..
يا صديق الغربة و العذوبة و الوفاء
ولوم الأصدقاء !
.. ولا تنسى تختم المشهد
.. برشفة شاي “العجوز” !
خلف السور..
.. لا .. تبكوني.. يا أصدقائي..
يا أطفالي.. الجميلين بلا نهاية ..
.. قريبا
سأعود
خلف..
..السور ..
والسلك…
.. بين يديّ جيتاري الحزين
نوتة الغناء.. كتاب جديد
سحب خضراء .. جهاز جديد…………………… وأحلام جديدة
كأس شايٍ…..
و صندوق “برنجي ” قديمٍ..
سأعود !
…………………..
………………………………….
نعم.هكذا يكتب الشعر متفجعا على الاحباب الراحلين مستثيرا ذكرياتهم والسمات الكبرى لمسيرتهم في الدنيا عبرذكريات وعادات صغيرة عظيمة الدلالة..انت شاعر كبيروصادق ولاغرو ان يكون اسمك الحبوب