النوبة في قلب نضال الشعب السوداني ضد القهر

النوبة في قلب نضال الشعب السوداني ضد القهر

محمد صالح حسن
[email protected]

في أبريل من هذا العام 2011 كانت هناك انتخابات لاختيار حاكم جنوب كردفان والتي ترشح فيها أحد أبناء المنطقة وهو الأستاذ عبد العزيز الحلو. وفي رأي كل مراقب لم يكن هناك أدنى شك أنه ما من أحد يستطيع التقدم إلا أن يكون من أبناء جلدته؛ من النوبة؛ فهم الذين يسكنون في تلك المنطقة. ولكن حكومة البشير شاءت أن تأتي بشخص من الخارج ليست له أية علاقة بالمنطقة. وفي الواقع أن هذا الشخص مجرم؛ مطلوب هو ورئيسه عمر البشير نفسه. هما الاثنان مطلوبان للعدالة الدولية من محكمة العدل الجنائية في لاهاي. أحمد هرون وعمر البشير هما المطلوبان في محكمة العدل الدولية بسبب قيادتهما لحملة الابادة في دارفور والتي راح ضحيتها 250000 أو أكثر من أبناء دارفور. وكانت هذه العملية العنصر ية قبيحة سمع بها العالم بعد لأيٍ؛ وقادت إلى بروز فصائل للدفاع عن أنفسهم والتصدي لقوات وميليشيات البشير على رأسها حركة العدل والمساواة، بقيادة الدكتور خليل إبراهيم، وحركات أخرى مثل حركة مناوي. المهم نعود الآن إلى منطقة جنوب كردفان، وتلك الانتخابات العجيبة التي أدهشت الناس عندما جاءت النتيجة وقامت الانتخابات تحت إشراف الحكومة، حكومة البشير، والنتيجة كانت مضحكة وهزلية إذ فاز الشخص الذي أتى من الخارج: أحمد هرون؛ على ابن المنطقة وقائد نضال حركتها ومن ثم تفجرت الأوضاع من جديد؛ وبدأ العالم يسمع عن ضرب السلاح الجوي السوداني لقرى النوبة؛ وإعادة حملات إبادة حدثت في الواقع فيما مضى في بداية التسعينات. أود الآن أن أسرد لمحةً تاريخية عن تلك المنطقة.

النوبة ويجب أن نميزهم من النوبيين الذين يقطنون بين مصر والسودان في شمال السودان. وأعني بالنوبة الذين يسكنون تلال النوبة وتسمى مجازاً بجبال النوبة. هؤلاء عاشوا في تلك المناطق منذ آلاف السنين؛ وكانوا يسكنون على تلك التلال التي تطل على مسطحات ضخمة من الأراضي الزراعية، ولم ينازعهم أحد في تلك المنطقة إلا في القرن السادس عشر وبالتحديد عام 1504 أي عندما قامت مملكة الفونج بقيادة أحد السلاطين وسهل ذلك قدوم قبيلة عربية ضخمة ، ريفية، قبيلة جهينة يبدو أنهم كانوا يعملون بالزراعة في الجزيرة العربية جاؤوا إلى السودان وجاء جزء منهم إلى منطقة كردفان، وتفرق الآخرون في مناطق السودان الأخرى. الذين جاؤوا في منطقة جنوب كردفان هم كانوا في الواقع يتفرعون إلى قبيلتين الأصغر منهما تُسمى قبيلة الحوازمة والأخرى تسمى المسيرية وهي الأكبر. ويقطن جزء منها في منطقة أبيي. وهي تلك المنطقة الغنية بالبترول المتنازع عليها بين حكومة البشير وحكومة جنوب السودان الوليدة في 9 يوليو 2011. المسيرية في منطقة جنوب كردفان هم الحوازمة الذين كونوا ما يسمى بالبقارة؛ مجموعة قبائل البقارة. ويستمدون هذا الاسم من رعيهم وتربيتهم للأبقار. وطالما هؤلاء كانوا يرعون أبقارهم، في المناطق الخضراء بعيداً عن أرض النوبة، لم تكن هناك مشكلة. بدأت المشكلة في عهد الإدارة التركية للسودان، عندما أمر حاكم كردفان، وهو تركي، بإرسال بعثة حربية استكشافية لاستجلاب العبيد. ولأنه كان يظن أن الذهب يتواجد في تلك المناطق. وقام هؤلاء ومنهم شماليون أذكر منهم الزبير باشا الذي أنعموا عليه بلقب الباشوية. قاموا بالتغول على مناطق النوبة وخطف الناس واستجلابهم كعبيد؛ كذلك قاموا بالإغارة على قرى الجنوب وخطف الرجال والنساء والأطفال كعبيد أيضاً. وهكذا بدأت المشاكل. وكان ذلك في عهد الإدارة التركية. وقبله أيضاً أرسل محمد علي باشا حاكم مصر جنوداً لاستجلاب العبيد من السودان؛ فكان يعتقد أن الصبية الجنوبيين الصغار، إذا تربوا على يده، أصبحوا جنوداً يدينون له بالإخلاص. وهكذا كون منهم جيشاً خاصاً يدين له بالولاء؛ من أولئك الصبية الذين عندما كبروا لم يكونوا يعرفون أباً لهم غير محمد علي. وكان أبرزهم فيما بعد اللواء النجومي الذي كان من بقايا جيش الباشبزق وهي تسمية باللغة التركية. في أثناء الحملة على منطقة جنوب كردفان والاصطدام بالنوبة هناك، لقد ساعد البقارة في تلك الهجمات ومن ثم بدأت المشاكل بينهم وبين النوبة. كانت هناك عداوة يتفوق فيها البقارة على النوبة في الأسلحة. إذ لم يكن بأيدي النوبة إلا الحراب والأسلحة البسيطة.

فيما بعد زوال الحكم التركي في السودان، تغير الأمر قليلاً لأن البقارة كانوا في حاجة للطعام والغلال التي لم يكن يعرفون كيف ينتجونها لأنهم رعويون. فبدؤوا على الاعتماد على النوبة الذين كانوا يزرعون كثيراً من الغلال؛ وتغيرت العلاقة إلى علاقة تجارة وزال تدريجياً عامل الحرب والمناوشات بينهم تماماً. واستمر هذا السلام والتبادل التجاري لمدة طويلة حتى القرن التاسع عشر، أي منذ 1800 تقريباً فقلت حدة المناوشات بين الفريقين؛ وبعد الاستقلال عام 1956 للسودان، بدأت رياح التغيير تهب على المنطقة. حيث بدأ أولاد النوبة في التعلم، وزيارة الخارج. وفي الواقع تفوقوا على البقارة الذين كانوا ينظرون إليهم نظرة دونية ويعتبروهم من المتوحشين. لم يكن عند البقارة كثير من المتعلمين؛ ولكن الحكومات السودانية المتعاقبة كان لديها نظرة عنصرية تجاه النوبة. فمثلاً حكومة الصادق المهدي التي كانت تحكم في الستينات، وزير دفاعها كان من أولاد البقارة ويدعى برمة ناصر. هذا الرجل حاول إبادة أولاد النوبة بحملات عسكرية من قبل القوات المسلحة السودانية مات فيها آلاف. هذا الرجل ورئيسه الصادق المهدي ذكرا أولاد النوبة ما حدث لهم في الثورة المهدية. نذكر أن محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية كان فعلاً رجلاً وحدوياً قاوم الحكم التركي والحكم البريطاني المصري في السودان حتى انتصاره الساحق على الجنرال غردون الشهير عندما سقطت الخرطوم عام 1885، ولكن محمد أحمد المهدي لم يعش بعد هذا الانتصار إلا شهرين. تولى الحكم بعده رجل يدعى عبد الله وكان من قبيلة التعايشة، وهي قبيلة عربية رعوية. وكان عبد الله التعايشي هذا رجلاً يتحيز لأفراد قبيلته، ويضطهد القوميات الأخرى في السودان. ولهذا رحب كثير من الناس ونخص قبيلة الشايقية عند قدوم حملات الاحتلال البريطاني من مصر إلى السودان والتي سحقت قوات عبد الله التعايشي في معركة كرري الشهيرة، عند جبل كرري، التي سُحقت فيها قوات عبد الله التعايشي ومات منهم عشرة آلاف تحت قطرة نيران المدفعية والأسلحة الحديثة البريطانية المصرية؛ واُصطرَّ إلى التراجع إلى المناطق الغربية الجنوبية من السودان؛ وأرسل اثنين من قواته. أحدهما يُدعى النور عنقرة، والآخر حمدان أبوعنجة؛ للسيطرة على انتفاضة قام بها أولاد النوبة وللإتيان بالعبيد للخليفة عبد الله التعايشي. وقامت مجازر ضد النوبة؛ مازال أجدادهم يذكرونها حتى الآن. ولهذا ذكريات أولاد النوبة سيئة عن حكام الخرطوم، مهما كانوا ومهما تنوعوا. نأتي الآن إلى مظالم الصادق المهدي مرة أخرى. فقد قام باقتراض مبالغ من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لكي يُنشئ في مسطحات منطقة جنوب كردفان مزارع ضخمة بالطريقة الحديثة الزراعة الآلية وقسمها إلى حوالي مائتين قطعة ذات مساحة ضخمة. آلاف الأفدنة وزعها كما يلي:

1- قطعة واحدة وزعها لتجار من قبيلة هبيلة العربية.

2- وأربعة قطع إلى تجار عرب محليين.

3- والباقي تقريباً 191 قطعة إلى ما يسمى في السودان بالجلابة وهم كبار جنرالات الجيش المتقاعدين والتجار المقيمين في الخرطوم الذين لا علاقة لهم بالمنطقة.

ولم يكن هناك نصيب لأولاد النوبة الملاك الحقيقيين للمنطقة، أي شيء من هذا النصيب. وشجعت حكومة الصادق غارات البقارة على مناطق أولاد النوبة وكذلك الحكومات الأخرى خصوصاً حينما ضربها الجفاف حوالي السبعينات وتضرر منه حوالي 70% من الشعب السوداني وأذكر أن الصحف السودانية في ذلك الوقت كانت تتحدث بمشكلة ما يسمى بالتصحر. وهي تلك المشكلة التي نشأت بسبب عدم التوازن الإيكولوجي في البيئة. ما يسمى بالساحل الشرق أفريقي السوداني، والذي نجد صورة شبيهة له بما يحدث الآن في الصومال حيث ضاقت الطبيعة ذرعاً بنشاطات الإنسان والحيوان في المنطقة؛ فتضررت البيئة؛ وتغير الوضع الإيكولوجي؛ وجفت المزارع ونفقت المواشي. ونحن نسمع الآن الآلاف من موت الصوماليين؛ ومشيهم على الأقدام مئات الأميال هرباً من الجوع والموت؛ وكثيرون لجأوا إلى الدول الأفريقية مثل كينيا التي يموت فيها الآلاف كما نسمع الآن. شيئاً من هذا ولو بصورة أقل حدث في مناطق البقارة. واضُطروا لكي يحافظوا على ما تبقى لهم من أبقار أن يهاجموا المناطق الخضراء في جبال النوبة في تلك التلال التي كانت تنعم بالخضرة رغم الجفاف الضارب في السودان بسبب علوها عن المسطحات ما بين 500 إلى 1000 قدم؛ وهطول أمطار سنوية بمعدل 400 إلى 800 مليميتر في السنة. بدأوا في مهاجمة مناطق النوبة لتمكين الأبقار من الرعي هناك. فقامت الحرب بين الفريقين. ولكن في هذه المرة بدأ النوبة في التسلح وإنشاء فرق المقاومة؛ وكان قائدهم يوسف كوه الذي كون كتائب للدفاع من مناطق النوبة. وتقوت تلك الكتائب بفضل الدعم الذي لقيه يوسف كوه من الحركة الشعبية في جنوب السودان والتي كانت هي الأخرى تناضل ضد نظام الخرطوم. وكان يوسف كوه في نفس الوقت يحاول أن ينزع فتيل النزاع بين النوبة والبقارة؛ لأنه كان يعلم أن حكومة الخرطوم هي المستفيد الأول والأوحد من هذه الحرب. وفي إحدى المرات عندما كان البقارة يتجمعون لهجوم مناطق النوبة، وكان يوسف كوه يعلم بذلك، وكانت لديه ست كتائب حديثة التسليح وقوية جداً، وحاول تفادي هؤلاء البقارة؛ ولكن حظهم العاثر دفعهم إلى مهاجمة مؤخرة كتائب يؤسف كوه؛ فلحقتهم هزيمة إذ كان لديه ست كتائب مسلحة؛ فقتل منهم العشرات بل المئات وأُسِرَ العشرات. ولكن يوسف كوه بنظره الثاقب أطلق سراح الأسرى وأرسلهم إلى مناطق البقارة مع خطابات إلى شيوخ القبائل العربية يطلب منهم الاجتماع بهم التصالح والعيش المشترك بينهم. ويبدو أن هذه السياسة أتت أكلها إذ جاءته ردود ايجابية من هؤلاء الشيوخ؛ وفعلا بدأت مؤتمرات للصلح كان أولها في مدينة برام في عام 1993 في نهايتها، والآخر كان في عام 1995 في مدينة الريجيفي، ثم المؤتمر الثالث والأخير في بلدة كين في نوفمبر عام 1996. وتمت في هذه المؤتمرات سياسات تصالحية تسمح لأي من النوبة أو البقارة في التواجد في مناطق الفريق الآخر؛ وبالتجارة السلمية، وبفض النزاعات إذا نشأت عن طريق الحوار. وكان هذا منحىً جيد رغم محاولات الحكومة في تخريبه.

ولكي نتعرف على الفظاعات التي تعرض لها النوبة قبل ذلك، نستمع إلى شهادة أحد الضباط السودانيين الشجعان الملازم أول خالد عبد الكريم صالح الذي شهد في مدينة درنة في سويسرا أنه كان ضمن القوات السودانية التي قامت بعمليات إبادة بين عامي 92-1993 قتل فيها على ما يربو 70000 من النوبة. وهكذا نعلم مدى فداحة نظام البشير وقتله وعنصريته لأولاد النوبة، وكذلك ما فعله ويفعله في دارفور.

أما الآن فقد أجمع الشعب السوداني مقاومة حكم البشير الذي استمر منذ عام 1989 وحتى الآن قتلاً وتشريداً، وطرداً للمثقفين والفنانين؛ وخلقاً لجوٍ من الهوس الديني في السودان. ونذكر عدة حوادث لإظهار ذلك:

– في التسعينات جاء أحد المهوسين لمسجد أنصار السنة وأطلق عليهم النار من مدفع رشاش؛ قتل في الحادث 29 شخصاً. وفر القاتل ليلتجئ بأسامةبن لادن الذي كان موجوداً بالسودان، ولكن عندما رآه حرس بن لادن ومعه سلاح ويسأل عن بن لادن أردوه قتيلاً في الحال.

– كذلك جاء أحد المهوسين إلى نقابة الفنانين السودانيين في أم درمان وقام بطعن عدد من الفنانين.

– وفي هذا العام قامت قوات الأمن السودانية باعتقال أعداد ضخمة من السودانيين؛ نذكر حادثة صفية إسحق التي اقتيدت إلى جهاز الأمن واغتصبوها ونكلوا بها.

– وحادثة أخرى، جاء مهووس إلى أحد المكاتب في وقت صلاة الظهر حيث كان الموظفون يؤدون الصلاة داخل المكان، فوجد إحدى الموظفات جالسة في مكتبها فقال لها لماذا لا تصلين الآن؟ قالت له لدي عذر. ولم يفهم هذا المهووس ما تقصد فقام بطعنها حتى قتلها.

هذا هو النظام الذي ينتج هذا الجو القبيح والمهووسين. وتقوم مظاهرات ضخمة في جميع أنحاء السودان. والذين يقومون بالنضال المسلح في دارفور وجبال النوبة. ففي جبال النوبة هناك فرق يقودها عبد العزيز الحلو الذي تسلم القيادة بعد وفاة المرحوم يوسف كوه. هناك تحالف مشترك بين عبد الواحد ومناوي وقوات عبد العزيز الحلو للتصدي وهزيمة جيش البشير.

هذا من صفحات نضال النوبة ضد العنصرية والقتل والإبادة، وكذلك نضال الشعب السوداني.

في نهاية هذا المقال أود أن اشكر الدكتور محمد سليمان محمد الاستاذ السابق بجامعة الخرطوم على المعلومات التاريخية المهمة التي قدمها لي عن شعب النوبة.

دكتور محمد صالح حسن

هيوارد، كاليفورنيا

[email protected]

تعليق واحد

  1. يا كاتب المقال اسمك منو؟ كلامك خارم بارم ما عندو اى اساس. قال ود النجومى من بقايا الرقيق و حمدان ابو عنجة و النور عنقرة قبضوا النوبة لاسترقاقهم إنت ما بتعرف اى تاريخ!!!!!!!!!!!!!!!

  2. ان ما كتبه محمد صالح غير صحيحا . اولا لم يكن فضل الله برمه ناصر في حكومة الصادق في الستينات ولم يكن وزيرا للدفاع في الديمقراطية الثالثة . الشيء الثاني ان العلاقة بين المسيرية والنوبة والحوازمة علاقة طيبة مبنية علي الثقافة المشتركة وتبادل المصالح والمصاهرة . وان النوبة اصلاء لا يشعرون بالدونية ولا يستطيع احد ان يزايد عليهم . ثالثا ان النوبة مكون اساسي للثورة المهدية فكيف تطهدهم . في تقديري ان كاتب المقال لم يري جنوب كردفان يوما واحد او انه يريد اذكاء الفتن لكن هيهات فان مكونات المجتمع في جنوب كردفان ستصمد امام اي تحريض قبلي او عنصري.

  3. – ألأخ خالد :
    – كل ماذكره الكاتب صحيحا وهذا ما حدث بالفعل لابناء جبال النوبه من الحكومات السابقه سوى في عهد الديمقراطيه او العسكريه مع وجود الادله والمستندات على ذلك , وكمثال لا للحصر :
    – – كان ابناء جبال النوبه يدفعون الجزيه لكل ابن جديد يولد لها منذ الاستعمار وحتى عام 1965 –
    – – تم تسليح القبائل المستعربه في المنطقه بواسطة فضل الله برمه في عهد حكومة الصادق
    – – دفنت النفايات الذريه في منطقة كادقلي في عهد الرئيس محمد نميري
    – – ابادة النوبه بواسطة حاكم المؤتمر الوطني محمد الحسيني وكان خالد عبد الرحيم حارسه الخاص في ناك الوقت
    – فعليك البحث عن الحقيقه بدلا من الاتهامات التي لاتخدم احدا منا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..