اعيدو الداخليات الى الجامعات

قبل عدة سنوات بدأ حديث عن إعادة إشراف الجامعات على الداخليات التي تتبع لها، لكن هذا الموضوع “مات” سريعا لأن “المرجفين” بدأوا قيادة حملات مضادة ، وفي الأيام الماضية برز نفس هذاالإتجاه داخل جامعة الخرطوم لكن بطريقة اقل جرأة .وما يدور في داخليات الطلاب يؤكد فشل الصندوق في إدارتها.
والحقيقة ان الفشل لم يلازم هذا الصندوق وحده، والواقع أن “كل” صناديق الانقاذ فشلت في القيام بالدور الذي قامت من أجله، وهو حسبما أعلن رسميا “تخفيف حدة الصدمات” والصدمة الأولى هى سياسة التحرير، فتم إنشاء صندوق التأمين الإجتماعي الذي لم يقم سوى بتأمين العاملين عليه رغم “العمارات السوامق” التي تحمل دمغته في كل مكان.
وهنالك صندوق اسمه صندوق دعم الشريعة، لا أدرى أين ذهب هذا الصندوق الآن، بل لا أدري أين ذهبت الشريعة نفسها، هنالك العديد من الصناديق التي لا أذكر اسماءها الآن لكن الذي أذكره انني كتبت مقالا ذات يوم تحت عنوان “صنادق البلد زادت” رصدت فيه كل تلك الصناديق، وبالمناسبة لماذا يسمي هذا “الشئ” بالصندوق؟
وفي واقع الأمر، فإن اشهر هذه “الخوازيق” هو صندوق دعم الطلاب، والذي نشأ في ظل ثورة “التاليم” العالي، وقد شهدنا وعايشنا بداية أيلولة الداخليات لهذا الصندوق وكانت اياما عصيبة، شهدت معارك دامية بين الطلاب في سبيل الظفر بسرير ولحاف وخبز حاف.!
لقد تردت الخدمات في داخليات الطلاب التي يشرف عليها الصندوق بشكل كبير جدا وأدى ذلك للعديد من المشاكل الصحية والغذائية وحتى الأخلاقية، وهذه الأمور معروفة ويعترف بها الطلاب الذين ينتمون للتيار الإسلامي قبل المعارضين والشيوعيين وأذناب اليسار “كما يحلو للجماعة تسميتهم”.
لكن الأخطر من “الجوع والفقر والمرض”، هو استغلال الاسلاميين لادارة هذا الصندوق في تجنيد الطلاب خاصة “البرالمة الدايشين” وقد أصبح الظفر بالحقوق الاساسية في السكن والإعاشة والترحيل يرتبط بالانضمام للاسلاميين الذين يمثلون المؤتمر الوطني في الجامعات.. وهذه حقيقة لا ينكرها الا من ينكر ضوء الشمس عن رمد وطعم الماء عن سقم..!
واستغلت إدارة الصندوق إشرافها على الداخليات سياسيا لصالح حزبها، وتم من خلال القبضة القوية للصندوق و”الأعين” التى تعد همسات و”أنفاس” الطلبة والطالبات، تدجين مجموعات كبيرة من المساكين الذين يرفعون شعار “أبعد عن الشر وغنيلو”، وكان الاستقطاب الحاد للطالبات أكثر من الطلاب بحكم وضعهن وظروفهن الاقتصادية والاجتماعية.
كل ما سبق وأكثر منه، من مثالب هذا الصندوق، لكن تبقي حقيقة واضحة كالشمس وهي قدرة الصندوق على بناء هذا العدد الكبير من المدن الجامعية، ويبقي القول بأننا في حاجة شديدة لمعادلة “عادلة” تعطي الصندوق حقه ومستحقه في بناء المدن وتعطي الجامعات حقها ومستحقها في الاشراف على إستقرار طلابها.
هذه المعادلة هي التي تضمن الإستقرار في جامعاتنا وعلى رأسها جامعة الخرطوم التي تستعد لمرحلة جديدة نأمل ألا تكون “فاصل ونواصل ” في مسلسل الإغلاق المستمر ..وما حدث من بنات داخلية البركس في هذا الإسبوع يؤكد ضرورة وجود إدارة جديدة محايدة تشرف على هذه الداخليات.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مادخل اخوان الشيطان فى مكان الا وتغوطوا فيه ونجسوه
    وصار الطلاب يدعمون صندوق الأبالسة بدل ان يدعمهم
    دمروا كل شيء وإلان لم يبق لهم شيء ليتم تدميره

  2. الكيزان هاميهم شنو غير مصلحتهم لا بهموهم طلبة الجامعات اللي مفروض يحسنوا من أوضاعهم و لا الداخليات اللي لازم يهيئوها ليهم بس بشيلوا القرش و بدخلوه في جيبهم، بس توسيعهم للجامعات برضو ساهم في الحكاية دي ﻷن الداخليات و المدن الجامعية كترت معاها

  3. ليس داخليات الجامعات فقط وإنما داخليات المدارس الثانوية هي أيضا يجب إعادتها وعلي أسوأ الفروض خمسة أو ستة مدارس بنات وأولاد في كل ولاية حتي يتمكن أبناء الفقراء والمزارعين من مواصلة تعليمهم وهذا من حقهم وواجب الدولة العادلة تجاههم كما كان سائدا من قبل في السودان هذا إن كنا حريصين علي مصلحة السودان وأجيله القادمة. وقد يسال الكثيرون — ومن أين لنا بتكلفة هذه الداخليات؟ وأجيبه —سيكون مصدر تمويلها من حصيلة إيقاف الحروب العبثية التي تدور في السودان والتي تكلف 4 مليون دولار يوميا دعك من مما تتكلفه من الموارد المحلية– اللهم بلغت اللهم فأشهد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..