حوار الهواء الطلق ..أولاً ..

أسواء ما يفسد أي حوار بين طرفين أو حتى أكثر هو الريبة التي يضمرها كل طرف حيال الطرف أو الأطراف الآخرى التي تجلس اليه بينما الكل ينظر في أكمة الآخر ليري ما وراءها .. أي ما يسمى في لغة السياسة بعدم توفر الثقة!
وما يزيد الطين بلة أيضاً أن يكثر المتحدثون بإسم هذا الحوار دون توحد حول إستشراف رؤاه ونتائجه المتوقع أن تخرج من ثنايا لجانه العديدة التي تلت وتعجن في عنت و عسر هضم واضح من أهل الصيوان أنفسهم ..!
فالحوار لكي يكون صادقا ومفيداً يجب أن تحفه الأجواء الديمقراطية الحرة ولابد له أن يبدأ من الشارع العريض وفي الهواء الطلق في الساحات حيث تبسط حرية مخاطبة الجماهير و الإستئناس برأيها من خلال الفعاليات المختلفة وأن ترفع السطات قبضتها الأمنية عن مفاتيح تلك الساحات لتصبح مشرعة الأبواب ..فهي المغذي الحقيقي للقاعات التي يتجاذب من فيها أطراف الخلاف أكثر من نسج خيوط الإتفاق التي قد تكتمل بها بُردة ستر عورة الوطن التي كشفتها السلطة الحالية وتحاول أن تحّمل الآخرين معها كلفة حياكتها ومن ثم يسهل لها إختطافها لتدعي أنها هي من أوجدها ..!
حتى أعضاء لجان الحوار إن كان أهل المؤتمر الوطني جادين في القبول بمخرجات حوارهم الذي لم يكتسب حتى ثقتهم الذاتية في تلك الجدية .. دعك عن إيمانهم بمبدأ الحوار في حدِ ذاته ..لابد أن يخرجوا للناس من خلف الأبواب الموصدة تواصلا مع كل قطاعات المجتمع الذي لا زال أطرش تلك الزفة بإمتياز ..!
فرص الحوار في النجاح تكون من منطلق التوسع الأفقي وسط الناس دون قيود إجرائية تكبل خُطى أي أحد ..طالما أن الجميع يتحدثون في شأن وطني ليس من حق سلطان أن يحدد لهم نصوص ما يقولون مثل آئمه مساجده المدجنين !
ومن ثم يتصعد الأمر عمودياً لتجميع مخرجات حوار الساحات في طاولات البحث التي ياتي اليها كلٌ بورقته ..لا تلك الأوراق التي يوزعها المؤتمر الوطني وينتزعها متى ما حملت أسطرها ما لا يرضي أهله الذين يريدون بعد كل هذا الخراب في مجرى الحياة السياسية الذي فعلوه أن تأتي رياح الزمن القادم بما تشتهي سفينتهم المخروقة الشراع لمائة عام آخرى .. وهاهو نبيهم المزعوم يبيت النية لآمر في نفسه الأمارة بسوء الأقوال ومحبط الأعمال والتى أضاعت ثلثي عمر هذا الوطن ولازال متعشماً في أن تتوحد حركته المارقة عن صراط الدين المستقيم .. ولا باس عندهم أن يشغلوا الناس بحوارٍ تقسمت لجانه في أكوام متناثرة مثل لعيبة السيجة التي إندثرت في زمان البلي إستيشن ..!
[email][email protected][/email]
الحوار وسيلة مجارجه شبه مقبوله بل لم يجد الاسلاميين سواها . مغزاها كيف يسلم الجناح الحاكم حاليا ألسلطه للجناح الاسلامى المعارض الذى يظن ان له المقدره على تحريك دولاب المتأسلمين الذى توقف .
الترابى لجهله المركب يظن انه البديل المناسب للعب هذا الدور . بعض الذين فى السلطه يخشون على انفسهم ومناصبهم ان تفلن من بين ايديهم بليل وهم لا يعلمون . الفساد الذى اصبح لا حديث غيره يكبلهم ويرهبهم انه آن الاوان ان يكتشف أو يفتضح وهو فساد لم يستثن احد منهم ابتداء من رئيسهم الى اصغرهم .
ابراهيم محمود نائب الامين العام للحزب ينفى بطريقة هستيريه ان تقوم حكومه انتقاليه يرأسها البشير . غير ان الترابى لا يمانع من وجود الترابى لاستخدامه لتصغية حساباته ممن حالو بينه وبين السلطه وتأخير تحقيق هذه الغاية العظيمة عنده ستة عشر عاما .