طهران – الخرطوم سر الكرت الأحمر

إمعانا منها في سياسة التخبط وعدم الإتزان أقدمت السلطات السودانية على خطوة مفاجئه بإغلاق المركز الثقافي الإيراني وطرد كافة منسوبي الملحقية الثقافيه الإيرانيه بالخرطوم ومنحهم مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد مما يدل على ان العلاقه بين الدولتين منذ بدايتها أساسا لم تخضع للدراسه أوالبحث فكانت النتيجه الحتميه الخسائر المتواصله التي لحقت بالسودان وحكومته في شتى المجالات , هذه الخطوة اعتبرها الكثير من المختصين والمهتمين بالشأن السوداني انها متأخره جدا خصوصا انها جاءت بعد ان حصد نظام الخرطوم العديد من الخسائرعلى صعيد العلاقات الدوبلوماسية والإقتصاديه مع دول الجوار التي عبرت عن رفضها لهذا التقارب الذي تم بين الخرطوم وطهران بالعديد من الإجراءات التي بلغت ذروتها بمنع الرئيس السوداني من عبور الأجواء السعوديه حيث كان متوجها إلى طهران وإعادته بصورة مهينه للخرطوم وأيضا إمتد هذا الرفض للتقارب السوداني الإيراني ليشمل الجانب الإقتصادي حيث تم إيقاف و منع التعامل مع المصارف السودانية من قبل أغلب مؤسسات النقد الخليجيه والمصارف المنضويه تحت لوائها .
ولكن حقيقة ما أثار حفيظتنا للكتابه عن هذا الموضوع الشكوك الكبيره التي تحوم حول أسباب اقدام نظام الخرطوم على مثل هذه الخطوة خصوصا أن هذا النظام قد عرف على مدى ربع قرن بالتذبذب وعدم الوضوح ومن خلال معايشتنا نحن أهل السودان لهذا النظام طوال تلك المدة الطويلة أصبح السواد الأعظم من أهلنا الغبش يستطيع قراءة ما بين السطور كما أصبحنا قادرين على فك شفرة جميع تحركات هذه الحكومه والتي غالبا ماتكون في ضد مصلحة المواطن المغلوب على امره في السودان ودائما ما تتسم باللف والدوران وكثرة المراوغة وكثيرا ما تمارس سياسة ( الإنبطاح ) ان تطلب الأمر !!! ونحن في هذا الإطار لانستبعد أن يكون هذا القرار مجرد تمويه من قبل هذا النظام الذي من المحتمل انه قد عاد ليمارس هوايته المفضله في التضليل وإظهار خلاف مايبطن كيف لا وهو الرائد والمبتكر لتلك السياسه منذ أول يوم لمجيئه في السلطه حيث وصل العسكري للقصر رئيسا وذهب الشيخ للسجن حبيسا لذلك لا نستبعد بأي حال من الأحوال أن يكون قرار اغلاق المراكز الثقافيه الإيرانيه ماهو إلا مخطط جديد وباتفاق وتراض كامل بين حكومتي السودان وايران على ان يتم نقل كافة المهام الموكله للمركز الثقافي الى جهة اخرى تقوم بدورها بنشر التشيع المذهبي والتخابر لصالح ايران وغيرها من المهام المناطه بالمركز وقد تكون تلك الجهة احدى الجمعيات الخيرية أو المنظمات أو البعثة الدبلوماسيه ممثله في السفاره أو حتى اختراق أو تأسيس احدى الجماعات الصوفيه المنتشرة والممتده على طول البلاد وعرضها ولا نستبعد إطلاقا أن يكون مصدر هذا القرار هو طهران بعينها !!!
ولأننا نعلم مدى أهمية السودان الإستراتيجية للمد الفارسي في مناطق غرب البحر الأحمر وإفريقيا فإننا نكاد نجزم بان هذا القرار لن يكون بتلك السهولة على الطرفين وجميعنا على علم تام بمدى توغل وتغلغل الحكومه الإيرانيه في السودان خصوصا على الصعيد العسكري فالحرس الثوري الإيراني تحديدا يكاد يكون الداعم الأول للسودان من حيث الأسلحة والأفراد الخبراء الذين يعملون في مجالات التدريب القتالي والتصنيع الحربي وقصة السفن الإيرانية ومصنع اليرموك وغيرها ليست عنا ببعيد !!!! ومما يعمق شكوكنا حول جدية وصدق الحكومة في هذا القرار أنه وحتى اللحظة لم تبدي الحكومة أي أسباب واضحة تعلنها للرأي العام حيث أن قرار بهذه الضخامة والأهمية نظرا للظروف الإقليمية يحتاج مالايقل عن مؤتمر صحفي ضخم لإيضاح وتبيين الحقائق والدواعي وراء هذه الخطوه , ناهيك عن التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين وتحديدا السيد-حسين أمير- مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية والذي أكد في تصريح لوكالة أنباء فارس ( ان سفارتي البلدين والمراكز الثقافية والاقتصادية تواصل نشاطاتها العادية في كلا البلدين ) , مما يزيد ويعمق من الغموض الذي يكتنف هذا القرار منذ البداية , كما ارجع بعض المحللين هذه الخطوه إلى انها مجرد ثمن وعربون بسيط جدا تقدمه دويلة قطر (عصب الحياة بالنسبة لحكومة الخرطوم ) لشقيقاتها حكومات الخليج بعد المصالحه والإتفاق الذي تم مؤخرا بين الدوحه وباقي الدول الخليجيه الرافضه للتقارب السوداني الإيراني ,,, فيما اتجه البعض الاخر وهم الأقليه في ان سر هذا القرار يكمن في المستجدات التي حدثت مؤخرا في العلاقه بين السودان ومصر وافتتاح معبر قسطل الحدودي بين الدولتين فمن المرجح ان حكومة السودان تريد ان تثبت للحكومة المصرية الموالية لإسرائيل والتي تتهم حكومة السودان بانها تساعد في تهريب الأسلحه الإيرانية لحركة حماس والمقاومة في غزه انها جادة في ايقاف عمليات التهريب ,,, وهذا الإحتمال الأخير يعتبر ضعيف نسبيا ولاتسنده الكثير من الشواهد والأدله على ارض الواقع ولكنه غير مستبعد اطلاقا في ظل وجود هذه الحكومة الغير مؤهله والتي تعمل ضد مصلحة البلاد والعباد وتدير البلاد بسياسة أثبتت إبداعها وإمتاعها وتفردها في إنتاج الفشل والفشل الذريع على مدر ربع قرن من الزمان ودمتم

د.أبو اليزن مالك سعيد

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله الكيزان ديل الواحد بقى مايستبعد منهم أي حاجه ,,, وخصوصا المؤامرات الفاشله ودائما قاعده تنتهي ليهم بفضيحه اكيد

  2. والله ان علاقتنا بايران طيبة افضل لنا كثيرا من علاقاتنا مع كل العرب المتهودين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..