بنات الداخليات

كتب أحد صحفيي الخرطوم ذات يوم عن تلك الطالبة التي تخرج مساء كل يوم في ساعة محددة من الداخلية وتعود كذلك بعدها بزمن محدد. إشتكى أحد الحراس الطالبة للمشرفة. أمرت المشرفة بتتبع الطالبة ومعرفة إلى أين تذهب؟ وجدوا أنها تذهب لكوشة معينة تُلقى فيها بقايا الطعام، تأكل منها وتعود لداخليتها، وتنفّس الجميع الصعداء.
علّق أحد الصحفيين على هذا الحدث منبهاً لمخاطر شتى تتعرّض لها الطالبات اللائي يدرسن بالعاصمة بعيداً عن أهلهن. كذلك أشار لإنبهار طالبات الأقاليم بأضواء العاصمة- أظن الأستاذ من عيال الخرتوم لكن الاسم يقول من إندنا- فلعلم الأستاذ إن كانت الخرطوم باي نايت ومكي باي نايت في أم درمان قد بهرتنا نحن الإقليميين في ستينيات القرن الماضي فإنها لم تعد كذلك. فالفضائيات جعلت الجميع يشاهدون لوس أنجلوس وسان فرانسسكو مشاهدة العين ودونك دبي وصويحباتها، فحكاية الإنبهار دي خلينا منها يا أستاذ.

لا تدفنوا رؤوسكم في الرمال. (ولا تغطُّوا النار بالعويش) بل قولوا الحقيقة المتمثلة في عدم تقسيم السلطة والثروة حسب إتفاقية نيفاشا سيئة الذكر. أين النسبة والتناسب في تقسيم الثروة بين أقاليم السودان المختلفة؟ أما كان الأجدى وأنفع قيام أفرع لجامعات ولاية الخرطوم في مختلف ولايات السودان؟ ونعني جامعة الخرطوم- جامعة أم درمان ? جامعة النيلين ? جامعة السودان- جامعة القرآن الكريم- جامعة الزعيم الأزهري ? جامعة بحري. في كل إقليم كردفان جامعة كردفان وجامعة الدلنج وجامعة النهود وشوية (كلالي) مشتتة في بعض المدن! جامعات كردفان كلها مجتمعة لا تساوي 10% من جامعة الخرطوم من ناحية الكيف وربما الكم. هنالك كليات مفقودة في الأقاليم- خاصة العلمية- مما يستدعي الطلاب الحضور للدراسة بالخرطوم.

الأجدر الحديث عن إرجاع نظام الداخليات في المدارس الثانوية والجامعات، وهو نظام مشهود له، ولولاه لما كان كثير من المتبجحين الآن لا يطمعون في وظيفة أكبر من كمساري في بصات الوالي. كان التلاميذ والطلاب أذكياء ومستواهم الأكاديمي ممتاز وساعدتهم الداخليات في اجتياز العقبة المالية بتوفير المسكن والمأكل لهم، فصار همّ الجميع التحصيل الأكاديمي ولهذا برز كثير من النوابغ في شتى مجالات العلوم وصاروا أعلاماً يشار إليهم بالبنان أينما حلُّوا. فالدفاع عن الخطأ يعتبر دفاع عن مرتكب الخطأ ولو بطريق غير مباشر. ولهذا بدلاً عن الحديث عن بنات الأقاليم فلنوجه سهام النصح لولاة الامر ليخافوا الله في سكان الأقاليم قبل أن تصبح العاصمة هي السودان إن لم تكن قد صارت بالفعل حتى الآن.

لقد تقدمت ماليزيا بالإستثمار في التعليم على مدى 20 عاماً وهاهم يحصدون ما زرعوا. ولكن عندنا يدمرون التعليم وتجد منهم متبجحاً يقول: ( على ناس الأقاليم تعليم أولادهم في اقاليمهم وما يزاحموننا في الخرتوم). إن تركيز الخدمات التعليمية خاصة الجامعية مع الخدمات الطبية والصحية بالخرطوم هي أس البلاء وقد نتج عنه هجرة موجهة ومقننة. فلا يستقيم عقلاً أن يكون لمواطن 4 أبناء وبنات يدرسون بالخرطوم ويجلس هو كردفان دون شغل ولا مشغلة. هذا المواطن سينتقل إلى الخرطوم رغماً عنه ليتابع مسيرة أبنائه الأكاديمية عن قرب حتى يتطمئن على تقدمهم في الدراسة.
أرفعوا راية الحق وانصحوا أهلكم ومواليكم من مَن في يدهم القرار بالتقسيم العادل للثروة وأعطوا كل ذي حق حقه وشوفوا كان زول من اللعوتة يجيكم في الخرتوم، بلاش ناس أبو جبيهة وأم طرقاً عراض. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لن يسقيم الظل والعود اعوج..إذا ظل هذا العوير رئسا للبلد ولم يذهب إلي مذبلة التاريخ فلن ينصلح حال هذا البلد أبدا أبدا…

  2. .
    (وجدوا أنها تذهب لكوشة معينة تُلقى فيها بقايا الطعام، تأكل منها وتعود لداخليتها، وتنفّس الجميع الصعداء.)

    لماذا تنفس الجميع الصعداء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    يعنى حكاية انها تاكل من الكوشة دى لا تحرك فيهم ساكنا؟
    كونها تاكل من الكوشة دى ذاتها جريمة نكراء من هذه الحكومة الظالمة!!!
    وخلاص كدة يعنى الموضوع انتهى واطمأن قلبهم وناموا قريرى العين؟؟؟؟
    ولماذا يسكتون على اكلها من الكوشة؟
    يعنى ربنا بيسألهم لو تحقق ما كان فى ظنهم….
    ولا يسألهم عن أكلها من الكوشة؟
    لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم.

  3. برّدت قلبي الله يبرد حشاك دنيا وآخرة ….. هؤلاء (( الارضحلجية )) يصرون على تغطية جبل بمنديل

    وبذلك يدفنون رؤوسهم في الرمل (( وفسيتهم في الفضاية )) ، ولا عجب (( فأب منقور ما بسِل عين

    اخو )) …. هؤلاء الناس كلهم جميعاً (( عيال دُنقُر واحد )) وهم اكثر من استفاد من الداخليات في السودان

    ، وبعد ان صار لهم شأن ونزحوا الى الخرطوم وصاروا يتحدثون بلسان اهلها – زمن كان الناس لا يأتون الى

    الخرطوم الا بُغية التنزه وكسر الروتين او الدراسة الجامعية – وبعد ان نشروا المدارس بصورة غير مسبوقة

    في ديارهم الامر الذي غطى كل القرى هناك وبالتالي اصبحت الحوجة الى الداخليات شبه معدومة ، التفتوا الى

    المساكين الذين تمثل الداخليات لهم اكثر من ضرورة ، فاعدموها، وانت تعلم ان اغلب المدارس في كردفان مثلاً ،

    تُنشأ المدرسة لتخدم اكثر من خمس او ست قرى اصغرها تماثل مدينة بالشمالية وان هذه القرى يكون متوسط

    بعدها عن المدرسة المعنية لا يقل عن الخمس او الست كيلو مترات ، وحينما عملوا على نشر بعض المدارس هناك

    كان انشاءها بالكامل على نفقة المواطنين …. ولاول مرة ظهر نوع من المدارس تُعرف بالمدارس القشية وعددها

    يفوق باضعاف مضاعفة عدد المدارس المنشأة بكردفان منذ زمن الانجليز ….. نعلم ان الحكومة اغلقت الداخليات

    خاصة في الغرب لتشتري بمال الانفاق عليها رصاص تصبه على رؤوس الغرابة … ونعلم ان هؤلاء الكتبة الذين

    لا يعلمون الفرق بين كرري وكركراية ، انما يقومون بالواجب ويطبقون الحديث الشريف بنصه لا مرماه

    (( انصر اخاك ظالماً او مظلوما )) ويمشون في موكب الجاهلية (( انما انا من خزية …إن غوت غويت و……….))

    اذن لا شيئ جديد ولا شيئ يزعجنا ….

  4. النظام الانجليزي التعليمي القديم هو المناسب لك زمان ومكان نظام الاربع سنوات واعادة الداخليات داخل الجامعات ف ليذهب صندوق دعم المسؤلين والموظفين والموظفات الي لظي هؤلاء الحاقدون يريدون ان يكونوا هم في السلطة والسودان لن يلد عباقرة مثلهم وتناسوا الموت معتقدين بانهم سوف يعيشون عمر سيدنا نوح

  5. كباشي النور الصافي
    نقف بجانبك في قولة الحق هذه ونرفع أصواتنا عالياً لإسقاط النظام أولاً وبعدها فقط ستنال اللعوتة وكاب الجداد وزنقاحة وكل قري السودان المهمشة حقوهم في تربية أبنائهم حسب مقدراتهم العقلية وليس المادية وهي حقوق أساسية الصحة والتعليم والعمل والحرية وسلامي لأبو فاطمة .

  6. بناتنا اليوم هن أمهات الغد اللاتي تقع عليهن مسؤولية تربية الأجيال اللاحقة
    الصرف عليهن واسكانهن فى الداخليات واطعامهن بل وعلاجهن ضرورة قصوى واستثمار حقيقى لكى نبنى وطنا سليما معافى
    علينا بذلك حمايتهن من ضعاف النفوس والباحثين عن الشهوات والعابثين
    وبإيقاف الحروب والاقتتال يمكننا ذلك وعلينا ابعاد السياسة من هذا المجال ولابد ان تكون مسؤولية الداخليات وإدارتها تحت إشراف تربوي وإعادتها للجامعات كما كانت سابقا
    والصرف عليهن ليس بذخا او ترفا وأولوية قبل الأمن والدفاع
    وآلام مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق

  7. ما قصرت يا استاذ كباشى اديتو فى راسو الفاضى وفعلا بدفوا ليس رؤوسهم فقط وحتى وسطهم الاعلى وارجلهم تصبح كأذنيى الحمار ولمن اختلف فى موضوع الاخليات البنات دى

  8. هههههههههههههههه قال انور الخرطوم ياخي خرطوم شنو في الحر دا ديل ما شافوووووووووووووووووو العواصم حول العالم كيف بلا خلعتهم عليك الله بلا بتاع في الخرطوم دي ما في شئ بخلع غير موية المطر تاني مافي اي شئ زحمة مواصلات وعفن

  9. قال الحكيم مخاطبا حاكما متسلطا :” لك الحق ان تعتقد انك الاه لانك وجدتهم يركعون امامك” عشان كده رهط الانقاذيين تفريخ شيخ الترابي و ما ادراك مالترابي صاحب السفلي،هؤلاء يعتقدون انهم رجال و حكام كمان عشان سيادتك و زملائك يقولون عنهم حكومة و حزب سياسي وما هم كذلك.اي تعطوهم اسماء و صفات ليست فيهم.

  10. نظام زمان في التعليم و الداخليات أفضل من النظام الحالي هو الكان كمان بيطمئن الأهالي في الأقاليم على بناتهم البيدرسن بعيد عنهم في الخرطوم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..