ماذا دار في الكواليس قبل انعقاد مؤتمر عام الحزب الحاكم

لم يكن بمقدور (الحركة الاسلامية) التنظيم العقائدي الذي يتولى دفة القيادة في الحزب الحاكم لم يكن بمقدورها – بعد العملية التضليلية الكبرى باعلان حلها من قبل عراب الانقاذ الترابي ?السيطرة على اتجاهات العضوية الكبيرة نسبيا داخل حزب المؤتمر الوطني والذي شكل عقب حلها بعد تنفيذ انقلاب 30 يونيو وتمكن جماعة الترابي من الاستفراد بالسلطة وجاءت عملية تكوبن وانشاء الحزب استجابة لمتطلبات مرحلة جديدة تمر بها السلطة الانقلابية وهي محاولتها تكوين كيانا جديدا تكون الحركة الاسلامية هي عظمة الحزب الجديد بحيث تضمن قيادتها وريادتها للحزب الجديد ويتكون لحمه من مختلف المشارب ذات التوجهات الدينية والطائفية والقبلية واعتمدت في ذلك على هدي تحالفاتها القديمة مثل جبهة الميثاق عقب ثورة اكتوبر 64 والجبهة الاسلامية القومية عقب انتفاضة مارس ابريل 1985م .
ولقد كانت تجربة تكوين حزب المؤتمر الوطني اشبه بتجارب كل الاحزاب التي تكونت في ظل السلطة كالاتحاد الاشتراكي السوداني في عهد نميري والحزب الوطني في مصر , غير ان تجربة الاسلاميين في تكوين هذا الحزب اعتمدت بشكل كبير على تشكيل الكيانات القبلية والاثنية والجهوية ولقد ساعدها على ذلك البروز القوي لقيادات الادارة الاهلية الذين عادوا للظهور على الحياة السياسية السودانية من جديد بعد انتفاضة مارس ? ابريل 85 .
ولم تكن ولاية النيل الازرق استثناء عن بقية ولايات السودان بل لعبت ظروف الحرب والاستقطاب الناتج عن هذه الحرب دورا كبيرا في تكوين فرع الحزب بالولاية على اساس التقسيمات الاثنية والقبلية والجهوية بالولاية .
وكبقية ولايات السودان كانت الادارة الاهلية حاضرة بقياداتها في نيل شرف عضوية الحزب الجديد بالاضافة للاعيان وقطاعات المرأة والطلاب والشباب والعمال .
وكانت الشعارات الحماسية الدينية (الجهادية ) اهم العناوين التي رسمت ملامح الحزب الجديد وكان هذا ما جذب الكثيرين من ابناء الولاية التي طرقت الحرب ابوابها وسمع لاول مرة مواطنوها زخات الرصاص وازيز المدافع في نهاية الثمانينيات .
ان النتيجة التي حصل عليها المرشحون لمقعد رئيس الحزب والتي جرت يومي الخميس والجمعة الماضيين 4و5 سبتمبر الجاري والتي افضت الى تصدر الوالي حسين يسن القائمة باكثر من 600 صوت ويليه غريمه اللدود وزير الدولة السابق احمد كرمنو والذي حصل على اكثر من 200 صوت بقليل واللذين يتحدران من كيان الوطاويط ويشاركهما العاقب زروق وخضر الجاك والذين ينتمون اربعتهم الى الوطاويط المجموعة السكانية التي تتوزع تاريخيا على محليات قيسان والكرمك وباو والرصيرص .
ويأتي في المركز الرابع عضو المجلس الوطني عبد العزيز اتنين والذي يتحدر من قبيلة الهمج
بينما خسر السباق كل من نور الدين عوض سليمان من الوطاويط وبرعي ابو شنب من البرتا الجبلاويين .
ان الترتيبات التي سبقت اجتماع مجلس شورى الحزب الحاكم والمؤتمر العام انصبت بشكل كبير حول اهمية مساندة الوالي الحالي ورئيس الحزب حسين يسن و
.ذلك من جانب قطاع مهم من كيانات ومجموعات قبلية وجهوية , ويمكن ملاحظة ذلك من خلو قائمة المرشحين من كيانات مثل قبائل الفلاتة والهوسا والعرب ومجموعات قبائل الوسط والشمال وكيان غرب السودان ومجموعات اخرى كالرقاريق والانقسنا .
ولقد بلغ التنسيق مداه بتوجيه ما يسمى بالقطاعات داخل الحزب كالشباب والطلاب والمرأة والعمال بالتصويت للوالي وهم قطاعات يسهل السيطرة عليها خاصة من جانب من هم بالسلطة , ولقد لعبت التفاهمات التي وصلت اليها المجموعات اعلاه منفردة وفيما بينها والوعود التي حصلوا عليها في حالة فوز مرشحهم لعبت دورا كبيرا في اكتساح حسين يسن لانتخابات الشورى والمؤتمر العام .
والملاحظ هنا ان عملية الانتخابات والاختيار تمت على تفاهمات تضمن تقسيم الكيكة على اساس المحاصصات الاثنية والقبلية والجهوية . في نفس الوقت ان التحالفات المضادة استخدمت نفس الاسلحة وهي الاصطفاف القبلي والاثني والجهوي غير انها فشلت لفقدانها لاهم عنصرين هما السلطة والمال اللذين لعبا دورا محوريا في تحويل رؤوس كبيرة لاتجاهات رأيها .
ان انتخابات حزبية تقوم على هذه الطريقة والمنهج لن تفضي الى اية نتائج ايجابية يمكن ان تبشر بميلاد نهج مغاير لما سارت عليه الانقاذ وحزبها الكسيح طيلة فترة حكمها العضود .

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..